رحلة جديدة.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
‘بورنوفا غوستاف…' مسحت نظرة كلاين على وجه الشاب، وهبطت على الأغراض العائمة والدمية المصنوعة من مكونات معدنية.
‘للدمية أسلوب ما بعد الحداثة… يبدو أن بعض القوانين الفيزيائية هنا قد تغيرت قليلاً…’ أومأ كلاين برأسه في تفكير.
“أريد أن آخذ المرآة.”
لقد ذكر طلبه بصدق شديد.
لم يتغير تعبير بورنوفا، كما لو كان مجرد دمية.
“أنت مبارك الليل الدائم؟”
“أعتقد ذلك”. قال كلاين مبتسماً.
أومأ بورنوفا برأسه.
“إذا خذها”.
‘لديه انطباع بأنني أطالب بغنائم الحرب لكنيسة الليل الدائم؟’ لم يشرح كلاين بينما خلع قبعته بأدب وانحنى قليلاً.
“شكرا جزيلا لك.”
بينما كان يتحدث، تلاشت شخصية كلاين فجأة واختفت.
لقد جاء في شكل إسقاط فراغ تاريخي فقط.
بعد ذلك، في العربة حيث كان إكانسر وعضو قفير الألات، لم يحدث شيء.
بالطبع، كانوا موجودين في مشهد تاريخي فقط، وتم إخفاء الوضع الفعلي في العربة دون علمهم.
على عربة تبعد أكثر من عشرة كيلومترات، ظهرت مرآة فجأة في يد كلاين.
كانت فضية اللون، والأنماط الموجودة على ظهرها قديمة وغامضة. على كلا الجانبين كانت زخرفة تشبه العين.
“لا تتكلم”. نظر كلاين إلى المرآة وأعطى تعليمات بسيطة.
“نعم، سيدي الأعلى.” ظهرت كلمات فضية من أعماق المرآة.
أخرج كلاين على الفور قلمًا وورقة واستخدم المرآة السحرية كدعامة للكتابة.
فكر للحظة وكتب بابتسامة خافتة:
“عزيزي السيد أزيك،”
“يبدو أنني لم أكتب إليك منذ فترة طويلة، حيث ذهبت إلى أرض الآلهة المنبوذة وقمت برحلة رائعة.”
“لا يوجد سوى نوعين من الكائنات الحية هناك. هم إما كائنات حية واعية، أو وحوش. تلك الكائنات الواعية إما تحمل لعنة أو لديها طفرات جسدية واضحة. إنها بحالة مأساوية أكثر مما كنت أتخيل.”
“حاولت مساعدتهم. لم يكن ذاك من أجل الطقس فقط، أو لمراسيّ، أو لإرضاء قلبي المتعاطف. إنه يحمل معنا في حد ذاته…”
“ماعدى المعاناة، فإن الوضع في أرض الألهة المنبوذة مختلف تمامًا عن العالم الخارجي. إنها مثل لوحة زيتية بموضوع أسود… المثير للدهشة هو أن الموت الاصطناعي يمكن أن يؤثر على الكائنات التي اللاميتة هناك. لقد كنت مرتبك للغاية في ذلك الوقت، ولكن اليوم، كان لدي تخمين أخيرًا. أظن أن هذا مرتبط بنهر الظلام الأبدي، أحد السيفيروتات التسعة…”
“هذا يذكرني بمدينة كالديرون في العالم الروحي. أتذكر إكسسوار العنقاء الذهبي الذي ذكرته من قبل… تقول الشائعات أن سلف العنقاوات- موت الحقبة الرابعة- يستطيع إستخدام نهر الظلام الأبدي إلى حد معين أتساءل إذا كنت تعرف أي شيء عن هذا؟”
“انتهت الحرب التي استمرت لأكثر من عام أخيرًا. حسمت إلهة الليل الدائم النصر في النهاية، وهلك إله القتال. أعتقد أنه بمستواك ومكانتك، يجب أن تعرف ما الذي يعنيه هذا…”
“مهما حدث، فقد وصل السلام الذي طال انتظاره أخيرًا. يعود الناس تدريجياً إلى حياتهم الطبيعية. هذا مشهد أحب أن أراه، لكن بعض الجروح قد لا تلتئم أبدًا…”
“لا أعرف ما إذا كانت نهاية العالم ستصل في الوقت المحدد، ولا أعرف متى ستستيقظ. لا يمكنني إلا أن أتمنى أن يسير كل شيء في الاتجاه الصحيح.”
“أخيرًا، اسمح لي أن أذكر شيئًا تافهًا. لقد تقدمت بالفعل إلى التسلسل 2 وأنا الآن محدث معجزات. هذه لعنة وأمل.”
“اتمنى لك الخير.”
“تلميذك الأبدي،”
كلاين موريتي”.
(أزيك الآن)
بعد أن انتهى من الكتابة، فحصها كلاين بعناية قبل طي الرسالة. لقد نفخ صفارة أزيك النحاسية واستدعى الرسول العظمي.
عندما خرج الرسول العملاق من الأرض، ارتجفت عظامه وكأنه شعر بهالة “الحاكم العظيم فوق العالم الروحي”.
ضحك كلاين بهدوء وسلم الرسالة إلى الرسول الذي لم يعرف رقمه. شاهده ينحني بشكل أخرق قبل أن يتفكك في نافورة ويختبئ في الأرض.
بعد القيام بذلك، ألقى كلاين بنظرته على المرآة السحرية في فخذه.
عند استشعار بصره، تموج الضوء المائي على سطح المرآة وأصدر كلمات فضية:
“سيدي العظيم، إلى أين ستذهب تاليا؟”
‘اين تاليا؟’ كرر كلاين السؤال داخليا. لقد أراد حقًا “الإنتقال” إلى القمة الرئيسية لسلسلة جبال هورناكيس والدخول إلى القصر القديم الذي يحد الواقع والمدينة الضبابية. لقد أراد أن يرى ما إذا كانت لديه الفرصة لسحب بطاقة كفر الأكثر فائدة من النصف أحمق لعائلة أنتيغونوس.
نظرًا لأن قوته الحالية قد كانت تعادل نصف تسلسل 1، لم تكن هذه مهمة مستحيلة. سابقا عندما كان زاراتول عبارة عن تسلسل 2، تمكن من الحصول على المكون الرئيسي لخادم الغموض من نصف الأحمق.
بالطبع، كانت الفرضية هي أن إلهة الليل الدائم إستمرت في قمع وختم سلف عائلة أنتيغونوس.
ولذا فقد ذهب بدائرة كاملة، وعاد إلى صفقة مع إلهة الليل الدائم.
‘الأنا الحالي هو مالك قلعة سِفِيرة. يمكنني تقسيم جزء من ديدان الروح خاصتي للبقاء فوق الضباب الرمادي، والاستجابة باستمرار لأية صلوات. بهذه الطريقة، ماعدى عن وجود بعض المشاكل الكامنة في حالتي العقلية، سأحصل على قدر كبير من الفوائد في جوانب أخرى. نعم، يمكنني مساعدة جسدي الرئيسي في أي وقت، وإعطائه طريقة أخرى للقيامة… حتى لو تم تدمير جسدي الرئيسي تمامًا، مع وجود ديدان الروح فوق الضباب الرمادي، لا يزال بإمكاني إعادة تجميع إرادتي وجسدي… ومع ذلك، إذا كانت أسير في العالم الواقعي وتم إخفائي، وإنتهى بي الأمر بقطع علاقتي بقلعة سِفِيرة، سيفقد دود الروح المتبقي في قلعة سِفِيرة السيطرة ويتحول إلى وحوش، تمامًا مثل زاراتول في ذلك الوقت…’ محللا الوضع. بقوته الحالية، لقد شعر أنه من الأفضل ألا يغامر بعمق في مدينة كالديرون في الوقت الحالي.
حتى لو كان يجب بحث عن أدلة بخصوص نهر الظلام الأبدي، فسيتعين عليه تلبية العديد من الأمنيات والحصول على القوة الحقيقية لمحدث المعجزات.
مع وضع ذلك في الاعتبار، ربت كلاين على المرآة وقال بابتسامة، “إذا، دعنا نذهب للتجول معًا.”
“إلى أين تريد أن تذهب؟”
“ترير- لا، يمكنك الذهاب إلى أي مكان تريده”. أجاب أروديس بتواضع.
ابتسم كلاين وقفز من العربة متجهاً نحو أقرب مدينة إليه.
بعد أن استمرت العربة لعدة أمتار، اختفت إنشا بإنش وعادت إلى ضباب التاريخ.
في الوقت نفسه، تحول معطف كلاين إلى رداء أسود. تغير شكل قبعته الرسمية، مما أعطاه مظهرًا كلاسيكيًا.
جعل هذا كلاين يشعر وكأنه ساحر متجول يسير في الشوارع والأزقة.
…
في منزل سليم إلى حد ما في باكلوند.
مرتديةً أردية بيضاء مقدسة، شيطانة الشباب الأبدي الجميلة، كاتارينا، وضعت المرآة في يدها وأدارت رأسها إلى الشاب الذي كان يهتز على كرسي هزاز.
“الحرب انتهت. قرروا أخيرًا إعادتي إلى المقر.”
“لقد كنت أنتظر هذا اليوم لفترة طويلة”. سخر الشاب الجالس على كرسي هزاز.
كان يرتدي رداءً أسود طويلاً بنقوش حمراء. كان وجهه أبيض شاحبًا وبني البشرة مع مخطط ناعم. لقد كان حارس البوابة الذي إمتلكته روح الملاك الأحمر الشريرة.
ضغطت كاتارينا على الطاولة بكلتا يديها وجلست عليها. تجعدت زوايا شفتيها بينما قالت، “لا تبدو متوترًا على الإطلاق”.
“عندما تختمين تحت الأرض مع اثنين من الزملاء المقيتين لما يقرب الألفي عام دون أن تتمكني من الهروب، ستعرفين أن عامين من الانتظار سهلة ومريحة للغاية. لست في عجلة من أمري على الإطلاق،” قال روح الملاك الأحمر الشريرة بضحكة مكتومة. “بعد أن تنتهي هذه المسألة، سأدعك تختبرين هذا. بالطبع، سأتذكر أن أرمي لك رفيقين. أما إلى متى يمكنك الاستمرار، فالأمر متروك لك لتقرري ما إذا كان بإمكانك كبح نفسك.”
بينما قال هذا، لم يكشف خدي روح الملاك الأحمر الشريرة عن أي أفواه معوجة. كان هذا لأنه *لهم* هذه كانت الحقيقة.
*هم* وزميلين بغيضين قد كانا محبوسين تحت الأرض لما يقرب الألفي عام دون أي وسيلة للفرار.
عند سماع هذا الجواب، اندفعت عينا كاتارينا وهي تسأل بابتسامة باهتة، “ألست قلقًا من أن تعرف البدائية عن هذا بمجرد توجهك إلى مقرنا؟”
“ماذا إذن؟ هناك دائمًا حاجة إلى المخاطرة في القيام بالأشياء. علاوةً على ذلك، فإن أسوأ نتيجة هي الاندماج *معها*. أنا بالفعل ثلاثة في واحد، لذا فأن أصبح أربعة في واحد ليس مشكلة”. قال ساورون إينهورن ميديتشي بموقف لا مبالي.
“دعنا ننطلق”. قفزت كاتارينا من على الطاولة بابتسامة.
بمجرد انتهائها من الكلام، انعكس على عينيها رجل أحمر الشعر مع علامة على جبينه.
توقف حارس البوابة، الذي كان يرتدي رداءًا أسود منقوشًا باللون الأحمر، عن التنفس. تعفن جلده ولحمه بسرعة، وتحول إلى قيح أصفر وأخضر.
في غضون ثوانٍ قليلة، لم يكن هناك سوى هيكل عظمي أبيض وخاصية تجاوز متبقية على الكرسي الهزاز.
لوحت كاتارينا بيدها، وسحبت خاصية التجاوز باستخدام خيوط غير مرئية. لقد سقطت في راحة يدها.
بعد ذلك مباشرةً، فقدت كل ماديتها ودخلت فجأةً المرآة التي كانت تستخدمها من قبل.
أظهر طريق مظلم وهمي بدا سرياليًا نفسه أمام قديسة الأبيض. لقد شكل “شبكة” معقدة وغامضة مع أشياء مماثلة في محيطها، متشابكة في عالم غريب يختلف عن الواقع.
اجتازت كاتارينا بسرعة عالم المرآة واقتربت من العقدة المستهدفة.
في تلك اللحظة، شعرت بـقوة شفط قوية. لم تستطع إلا أن تنحرف عن المسار وتلقى بضباب مظلم وضبابي. لقد مثل مرآة في العالم الحقيقي.
في لحظة، غادرت كاتارينا، مع روح الملاك الأحمر الشريرة، المرآة ووصلت إلى غرفة غير مألوفة مغطاة بالسجاد.
على حافة الغرفة، استند شاب ذو ملامح وجه عادية كان يرتدي ملابس عادية على درابزين الدرج وابتسم لشيطانة الأبيض.
كانت يده اليسرى تقذف باستمرار شيئًا، تاجًا غريبًا مغطى بالصدأ والدم.
قبل أن تتمكن كاتارينا من الرد، أخرج الشاب عدسة أحادية كريستالية ووضعها في عينه اليسرى.
“هيه…” شخير روح الملاك الأحمر الشريرة تردد في ذهن كاتارينا.
في الثانية التالية، خلع الشاب العدسة الأحادية وحولها إلى عينه اليمنى قبل أن يقول بابتسامة: “آسف، لقد ارتديتها في المكان الخطأ”.
~~~~~~~