العالم الروحي.
.
.
.
.
.
‘تنتظر كعكة؟ لم يكن هذا جوابًا كنت أتوقعه حقا… بالطبع، إذا كنت قادرًا على توقع إجابة مريض عقلي، فلن يعني هذا أنني كنت هناك تقريبًا بنفسي…’ أومضت الفكرة في ذهن كلاين. حافظ على ابتسامته المريحة كما لو كان يتحدث مع صديق.
“من سيرسل لك كعكة؟”
سقط تعبير هود أوغين على الفور، ووجهه الطويل وإكتأب.
“لا، ليس هناك كعكة… لا توجد كعكة!”
“لقد سرقت كعكتي!”
أصبح صوته فجأة صاخبًا بينما كان ينظر بغضب في كلاين.
دون انتظار كلاين للتحدث، أطلق صيحة وفتح فمه، وكشف عن صفين من الأسنان البيضاء.
بعد ذلك، قفز من فراشه و لعابه يسيل. اقترب من كلاين بخطوة ومد يديه محاولاً الإمساك بكتفي كلاين. أراد جر كلاين نحوه وعضه.
على الرغم من الهجوم المفاجئ، رد كلاين بسرعة على الرغم من أنه بدا مرتبكًا قليلاً. عازماً ركبته على الفور وقرفص. في الوقت نفسه، قام بإمالة جسده إلى الجانب ورفع ذراعه اليسرى.
اوف!
ضرب كتفه في بطن هود أوغين، مما تسبب في تحول عيون هود إلى اللون الأبيض وسيل لعابه بالتنقيط من فمه.
لكن هود أوغين لم يتوقف عن الحركة. سمح للزخم بحمله وهو يفتح ذراعيه في محاولة لجر كلاين إلى عناق دب.
أمال كلاين جسده على الجانب وتدحرج، كانت تحركاته سلسة كما لو أنه مارسها مئات المرات.
دفع على الأرض بيده اليمنى ووقف بشقلبة. قرر المضي قدما في الهجوم وإنقض إلى الأمام لكبح خصمه.
ولكن في تلك اللحظة، كان هود أوغين يقف هناك فقط بشكل فارغ، وفقدت عينيه التركيز، وأصبحت فارغة وحائرة.
تجمد كلاين للحظة. أدار رأسه نحو زاوية الغرفة، فقط لرؤية دون سميث، وهو يرتدي معطفا أسود وقبعة متطابقة، رابطا يديه بإحكام معًا وملقيا نظرة للأسفل.
‘قام القائد بسحب هود أوغين إلى حلم…’ بعد أن أدرك ذلك، أوقف هجومه اللاحق واغتنم الفرصة لإخراج خنجر طقس فضي لا يمكن أن يضر بأحد. استخدمه لخلق جدار من الروحانية التي أغلقت الجناح.
ثم قام كلاين بإخراج ثلاث شموع ممزوجة بالنعناع ووضعها على النافذة في شكل مثلث. إحدى الشموع تدل على إلهة الليل الدائم، والأخرى أم الإخفاء، والأخيرة تمثل نفسه.
بعد فترة وجيزة، أقام مذبحًا بسيطًا واستخدم روحانيته لإشعال الشموع.
عندما كان على وشك تحذير القائد، رفع دون رأسه وابتسم.
“أحلام هود أوغين هي بحر من الفوضى. لا توجد طريقة لإرشادها.”
بمجرد أن أنهى جملته، عاد البريق إلى عيني هود أوغين. لم تعد فارغة.
ثم، قام الطبيب النفسي المجنون بتحريك خصره، مطلقا تثاؤب مرتاح.
كان كلاين في حيرة للحظة، لذلك بقي هادئًا. التقط زجاجة معدنية تحتوي على مستخلص امانثا.
لقد قطر السائل الشفاف المستخرج من فانيليا الليل، وزهرة النوم، والبابونج في لهيب الشمعة التي تمثل نفسه، مما سمح للرائحة الهادئة بالانتشار في جميع أنحاء الغرفة.
تلاشى توتر، غضب وإرتياح هود أوغين، تمامًا. جلس بهدوء مرة أخرى على حافة سريره ونظر إلى القمر القرمزي خارج النافذة في حالة ذهول. مرة أخرى فقدت عينيه تركيزها مع استعادة السلام.
كما شعر كلاين بالسلام الذي جاء مع الليل. وضع محلول أمانثا وجلس بجانب هود أوغين. أراد أن يجد شيئًا يكسر خط دفاع هود الأخير.
فقط مع إزالة خط الدفاع الأخير يمكنه استخدام دواء العين الروحية لجعل روح هود أوغين تنزلق إلى حالة مضطربة.
‘بعد كل شيء، أنا لست وسيطًا روحيا محترفًا…’ لقد فكر بالفعل في فكرة قبل المجيء. لقد أخرج مجموعة من بطاقات التاروت من جيبه.
إحتوت هذه المجموعة من البطاقات على الاثنين وعشرين أركانا الكبيرة، لذلك كان من السهل حملها. لقد كانت “سلاحًا” كان كلاين قد تقدم بطلبه بنجاح.
كانت كل بطاقة مبطنة بخيوط معدنية مصنوعة من الفضة الخالصة، وكان لكل منها القدرة على قتل الكائنات الحية. كانت أنماطهم معقدة ورائعة، مما جعل كلاين يشعر وكأنها غرض جمع ولا يستخدم ضد الأعداء.
قطع كلاين مجموعة الأوراق بيد واحدة وابتسم في هود أوغين.
“دعنا نلعب بعض ألعاب الورق.”
“ورق؟” سحب هود أوغين نظرته من خارج النافذة حيث كرر المصطلح في حالة ذهول.
لم يرد كلاين، ووضع مجموعة بطاقات التاروت في راحة هود بصدق لا يمكن رفضه.
قام هود أوغين بمحاكاة تصرفات كلاين، محاولًا بذل قصارى جهده لقطع المجموعة بيد واحدة لتحقيق بعض النجاح.
تم لفت انتباه المريض العقلي ببطء إلى البطاقات الصلبة والمرنة والمزخرفة بشكل جميل في يده. لقد قلب البطاقة الأولى:
كانت صورة رجل يرتدي ملابس ممزقة ويداه مربوطتان. كان معلقاً من ساقه مع هالة باهتة في رأسه.
‘الرجل المعلق…’ أومأ كلاين برأسه في تفكير. انتهز الفرصة لأخذ دواء العين الروحية، وقطر السائل الكهرماني على لهب الشمعة – لا تزال تلك التي تمثل نفسه.
انتشر عطر كحولي، مما أدى إلى الشعور بالسكر لأي شخص أخذ نفحة منه.
تباعد هود أوغين شيئًا فشيئًا، وفقد بصره تركيزه. سقطت مجموعة بطاقات التاروت في يده على السرير.
لكنه بقي جالسًا في وضع مستقيم، دون أن يميل.
استخدم كلاين التأمل للقتال ضد التأثيرات الحالمة للدواء المتمثلة في جعل رأسه خفيف وأثيري. أخرج زجاجة معدنية أخرى من جيبه ولف الغطاء قبل أن يسكب السائل الأزرق في فمه.
محلول الصفاء!
تدفق السائل المثلج من خلال حلقه، إلى أسفل المريئ إلى معدته. شعر كلاين على الفور بالاستيقاظ غير المعتاد، دون أي شعور بالنعاس.
زفر ببطء، ثم أخرج بشكل مألوف مستخلصات الزيوت الأساسية الأخرى ومساحيق الأعشاب، وقطرها على الشمعتين التي تدل على إلهة الليل الدائم.
في الضباب الخافت، أخذ خطوتين إلى الوراء وتمتم برسمية في هيرميس، “أدعوا من أجل قوة الليل المظلم.”
“أدعوا من أجل قوة الغموض.”
“أدعوا من أجل نعمة الإلهة المحبة.”
“أدعو أن تسمحي لي بالتواصل مع روحانية المتجاوز بجانبي، هود أوغين.”
…
ترددت التعويذة حول الغرفة، ورأى كلاين لهيب الشمعة، وهي الآن مصبوغة باللون الأسود، تنتشر إلى الخارج.
لم يتجنبه، ولم يحرسه. سمح لـ”الليل” المظلم أن يلفه.
في هذه الحالة الواضحة بشكل غير عادي، شعر أن روحه قد تركت لحماية جسده وتدخل مساحة شبيهة بالمساحة العميقة. في كل مكان حوله كان ظلام بلا حدود. امتلأت السماء فوقه بأشكال شفافة لا حصر لها لا توصف. كانت هناك أيضًا خطوط من ألوان مختلفة، وروعة لامعة كانت تؤوي معرفة لا نهائية.
‘العالم الروحي…’ لم يعد غريباً عن كلاين.
تماما كما كان يفكر بهذا، ظهر أمامه عالم ضبابي. كان عالماً محاطاً بعاصفة خفيفة من الضوء.
عرف كلاين أنه يمثل روح هود أوغين التي تمثل جسد القلب والعقل خاصته. وهكذا، انحنى، وحفر في الجدار الذي كان الإعصار.
في لحظة، رأى عددًا لا يحصى من بقع الضوء تطرقه. سمع أصوات الآلاف من الناس يناقشون شيئًا في همسات.
كانت هذه التمتمات فوضوية للغاية وتفتقر إلى أي شعور بالمنطق. تضمنت بعض الثناء على أناقة بعض السيدات، ثم تحولت إلى وصف للشعور بالراحة بعد استخدام المرحاض. بدا بعضهم كبكاء، ثم تحولوا إلى فرح محموم…
إلتصقت الأفكار المجنونة بروح كلاين وعضتها في محاولة لاستيعابه. لكن كلاين حافظ على وضوحه وعقلانيته، وسرعان ما طار نحو العالم الروحي لهود أوغين.
‘يشبه هذا حفلًا ممتعًا مقارنة بالتمتمات المروعة والعواء الذي أسمعه عند دخول العالم فوق الضباب الرمادي…’ ابتسم كلاين سراً وشق طريقه عبر الإعصار. رأى هود أوغين الشفاف.
حافظ الطبيب النفساني التسلسل 7 على نفس الحالة التي كان عليها في العالم الخارجي. نظر إليه بتعبير مذهول.
توقف كلاين أمامه وسأل بهدوء، “هل تعرف لانيفوس؟”
رد هود أوغين بصراحة، “نعم”.
خضع الضوء المحيط بهم للتحول كما لو كان هود أوغين يكشف عن “بحره الروحي”.
بسرعة، كشف الضوء المتشابك عن رجل متوسط المظهر يرتدي نظارة وابتسامة ساخرة. كان نفس لانيفوس الذي شاهده كلاين في مذكرات الاعتقال.
أومأ كلاين بارتياح وجمع نفسه. سأل سؤالاً موجهاً، “لماذا بحث لانيفوس عنك؟”
“قال…” أصبح صوت هود أوغين خفيفا ببطء.
فجأة، تحول إلى صوت أكثر جاذبية و ضحك بشكل مجنون.
“هود أوغين، إنها أسوأ الأوقات، وأيضًا أفضل الأوقات. طالما تنتهز الفرصة، يمكننا أن نصبح حكام هذا العالم، يمكننا أن نصبح خالدين حقيقيين!”
“طالما أنك على استعداد للمساعدة، فلن أخبرك فقط بالطريقة التي تتقن بها جرعتك وتتجنب بها فقدان السيطرة، بل أعدك أيضًا بأنك ستحصل على صفات إله في المستقبل – صفات ألوهية خالدة!”
“يجب أن تكون قادرًا على رؤية الوجود خلفي. وعدي هو وعده. بمعنى ما، يرتبط علماء النفس الكيميائيون “به” “.
“لا تشك في ذلك. إن علماء النفس الكيميائيون ليسوا أقوياء بما يكفي في الوقت الحالي. إنهم غير قادرين على تزويدك بالمساعدة الكافية ما لم تكن على استعداد للبقاء في هذا المستوى لبقية حياتك.”
‘طريقة لفهم جرعتك دون أن تفقد السيطرة… لماذا يبدو هذا كإغراء الآخرين باستخدام “طريقة التمثيل”…لانيفوس بالتأكيد لديه طموحات عظيمة. إنه مجرد تسلسل 8، لكنه يتحدث بالفعل عن التلاعب بالصفات الإلهية… فقط ما هو الوجود الخفي الذي يدعمه… يبدو أن هذا الرجل يخطط لشيء ما، ليس فقط لخداع الناس من أموالهم… أو أيمكن أن يكون الإحتيال هوايته فقط؟’ كان لدى كلاين العديد من الأفكار بينما كان يستمع. عندما توقف هود أوغين عن الحديث، ضغط بسرعة، “ما نوع المساعدة التي يريد لانيفوس منك تقديمها؟”
لم يجيب هود أوغين على الفور، وصار عالمه الروحي صامتًا.
ثم اندلع في الضحك. أجاب بشكل متقطع، “مساعدة… مساعدة… مساعدة!”
“هاهاها، لقد قدمت المساعدة! لقد قدمت المساعدة!
“لقد قمت…”
توقفت كلماته فجأة بينما إلتوت روحه الضبابية. سرعان ما تحول النور والظلام المحيطين الذين كانا يمثلان البحر غير مادية، وشكلوا مذبحًا شريرًا ومخيفًا ومظلمًا.
على رأس المذبح كان هناك صليب. يبدو أنه كان هناك شيئ معلق على الصليب، بالإضافة إلى أشياء بدت متكدسة في الأسفل.
تناوب الضوء والظلام، وبينما كانت القطعة المعلقة على وشك أن تصبح أكثر وضوحًا، اهتز العالم الروحي بأكمله، كما لو كان يعاني من زلزال بقوة عشرة درجات.
‘يحق الجحيم!’ كان لدى كلاين فكرة مسبقة بأن شيئًا خطيرًا على وشك الحدوث. دون تفكير، استدار وطار نحو الإعصار الفوضوي في محاولة للهروب.
~~~~~~~~~~~
يجعبني كيف أن أول شيء يفعله كلاين هو الهروب مع أقل مشكلة