🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا" — سورة طه، الآية 114

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان حذر لي فان ثابتًا لا يفتر

كانت اليقظة هي سرّ وصول لي فان إلى ما بلغه اليوم في عالم الزراعة الروحية

فمثلًا الآن، حين أخرج النص القديم، أطلق وعيه السماوي بالكامل يراقب كل حركة للشيخ أمامه، حتى أدق تغيّر في ملامحه

طمع!

أخيرًا التقط لي فان الخيط

حين رأى ذلك العجوز النص القديم، ومضت في عينيه لمعة طمع خفية بالكاد تُرى

الأمر مريب!

من الواضح أنّ هذا الشيخ ما دام قد تعرّف إلى النص القديم من نظرة، فهو ملمّ به وربما يفهم هذا النوع من الكتابة

لو كان لي فان في مرحلة تنقية الطاقة الروحية، لربما تراجع الآن

لكنّه وقد ترقّى إلى مرحلة تأسيس الأساس، ولا يخشى خبراء طورها المتأخر، صار جريئًا بفضل مهارته

قرّر لي فان أن يتظاهر مؤقتًا بأنّه لم يلحظ شيئًا

قال الشيخ: يا فتى، كتابك هذا بالفعل نصّ قديم يرجع إلى سنين طويلة جدًا، وليس سهلًا أنّه بقي محفوظًا إلى اليوم!

لمعت في عيني الشيخ شرارة الطمع ثم تكلّم بوقار شديد

قال لي فان باحترام ظاهر وصحا حذره في داخله أكثر: أوه؟ يا شيخ، هل تستطيع كتابة هذا الخط القديم؟

قال الشيخ وهو يومئ: بالطبع! هذا ليس مكانًا مناسبًا للكلام، اتبعني

شعر لي فان بشيء من الإعجاب تجاهه؛ فهذا العجوز كان يبذل جهدًا ليمسك انفعاله، ويبدو متماسكًا على السطح، حتى وهو يجمع بسطوته على مهل

مشاهدة المشهد

وقف لي فان جانبًا يراقب ببرود من غير أن يفضح شيئًا

كان يريد أن يرى ما الحيلة التي يدبّرها هذا العجوز

بعد أن أنهى ترتيب بسطته، تقدّم الشيخ يقود الطريق، وأخذ لي فان على مهل نحو أحياء الصفيح في الحي الغربي

طوال الطريق لم يتبادلا الكلام

يمكن القول إنهما اندفعا في صمت

دخلا زقاقًا متهالكًا في منطقة الأكواخ

وما إن دخلا حتى بدأ المزارعون الداخلون والخارجون من الزقاق يحيّون الشيخ

قال أحدهم مازحًا: أوه، يا هوانغ داشيان، خدعت زبونًا آخر ليتعلّم عندك الخطوط القديمة؟

وقال آخر: نعم، وهذا الأخ الصغير لا تبدو عليه سيماء أهل الكتب أيضًا!

كان الجيران يمازحون هوانغ داشيان

فاكتفى هوانغ داشيان بابتسامة خفيفة ولم يُطل الكلام

وحين بلغ عمق الزقاق توقّف أخيرًا أمام فناء صغير عادي

فتح الباب، فإذا بالفناء متداعٍ وفيه فوضى

قاد هوانغ داشيان لي فان مباشرة إلى غرفة الأدوات

ومن غير توقّف تقدّم إلى خزانة مكسورة في الغرفة

ثم ضغط بخفة على نقاط عدّة في الخزانة

طنين

صوت آلية تعمل

وانفتح في زاوية الجدار ثقب أرضي معتم

أخرج هوانغ داشيان حجر القمر ودخل الثقب فورًا

أما لي فان فكان شديد التحفّظ، مستعدًا للدفاع في أي لحظة، وتبعه من وراء مع إبقاء مسافة

لم يكن النفق عميقًا، وبعد قليل ظهرت أمامهما غرفة سرّية محفورة يدويًا

وما إن دخل لي فان الغرفة السرّية حتى كاد فكه يهوي من شدّة الدهشة

نعم، على الطاولة أمامه رُصّت عشرات من الكتب القديمة

تهلّل لي فان بطبيعة الحال، وبانخفاض يسير في حذره تقدّم مباشرة إلى الطاولة

طن طن

فجأة انبثقت آلية تحت قدميه على غير توقّع

فأوثقته أكثر من عشرة حبال معدنية مجهولة بإحكام

قال لي فان بهدوء: يا شيخ، ما معنى هذا؟

بدا ثابتًا لا يجزع

لكنّه تنفّس في داخله تنهيدة طويلة، مدركًا أنّه ما زال يفتقر إلى خبرة وبرودة أعصاب أمتن أمام شتّى المغريات

هتف الشيخ بازدراء ممتزج بتوقّع: هه، يا فتى، اعترف، كيف وصل إليك كتاب قديم من عشيرة الباحثين عن التنين؟

لم تكن نبرة هوانغ داشيان استجوابًا بقدر ما كانت مترقّبة

عشيرة الباحثين عن التنين؟

لم يسمع لي فان بهذه العشيرة من قبل

قال الشيخ: لا تتكلم؟ حسنًا، يبدو أنّي مضطر لبعض الوسائل!

وأشار بيده فأطلق سيفًا طائرًا من قطعة أثرية رفيعة الدرجة يتلألأ ويجري كالنور

حرّك لي فان كتفه حركة خفيفة فقط، فانقطعت كل الحبال التي تقيده

تمتم الشيخ مذهولًا: ماذا؟

ثم جثا باحترام على الأرض وصاح عاليًا: تحياتي يا سيدي!

تحياتي يا سيدي؟

ما هذا الهراء!

قبل لحظة كان يريد القتال والقتل، وفي طرفة عين ركع وصار يناديني سيدي

لقد رأى لي فان خلال سنواته في عالم الزراعة الروحية غرائب شتّى

لكنّه اليوم، في هذه اللحظة، وقف حائرًا تمامًا!

قال لي فان بضيق: مهلًا، من سيدك أنت؟

ولم ينهض هوانغ داشيان، بل ظلّ راكعًا باحترام وقال: لا لبس في الأمر، ما قيدك منذ قليل هو واحد من كنوز عشيرتنا الخمسة العظمى، قفل ربط التنين

ولا يكسر قيد قفل ربط التنين إلّا من كان سليلًا لعشيرة الباحثين عن التنين

وهذه حقيقة لا غبار عليها

وفوق ذلك فأنت تعرف الخط القديم الموروث في عشيرتنا، لذا أؤكّد أنّك من نسل عشيرة الباحثين عن التنين

لا خطأ البتّة، وأنا أضمن هذا!

كان هوانغ داشيان متحمّسًا تلمع العافية في عينيه

قال لي فان محاولًا التفسير: لا، أخبرك بالحق، لقد زاولتُ تقنية صقل جسد مجهولة، فبلغ جسدي صلابة لا تُصدّق، لذلك استطعتُ تحطيم قفل ربط التنين هذا

قاطع هوانغ داشيان قبل أن يُتمّ كلامه: يا سيدي، لستَ بحاجة إلى شرح، فمن حال جسدك الآن أستطيع أن أؤكّد أنّ ما زاولته هو في الحقيقة تقنية صقل الجسد الخاصة بعشيرتنا، ولا ريب في ذلك

هل يُعقل؟

اتّسعت عينا لي فان

قال هوانغ داشيان: يا سيدي، وهذا يثبت أيضًا أنّها مشيئة العُلى! إنّك فقط لم تُفعّل بعدُ معرفة العشيرة السماوية، فإذا فعّلتَ حقًا موهبتك في ترويض التنانين، ستعرف مهمّتك الحقيقية

وظلّ احترام هوانغ داشيان على حاله

سأل لي فان أخيرًا السؤال الجوهري: هل تقصد أنّ هناك تنانين أسطورية أيضًا في العالم البشري؟

قال هوانغ داشيان وهزّ رأسه: لا

فلوّح لي فان بيده وقال في نفسه متسائلًا عن سلامة عقل الرجل: إذن أيُّ تنّين نسعى إليه؟

قال هوانغ داشيان بجدّ شديد: يا سيدي، مثلُك من السلالة سيبحث عن تنينه المائي القدري، وستنمو معًا أنت وتنينك المائي الروحاني المقدّر لك

وحين يتحوّل تنينك المائي الروحاني إلى تنين كامل، تستطيع أن تصعد معه إلى العالم السماوي

نطق هوانغ داشيان بهذه الكلمات بمنتهى الوقار

قال لي فان غير مصدّق: معقول!

لم يُصغِ لي فان إلى ما سبق من الكلام إلا عند هذه الجمل الأخيرة

ومهما يكن من أمر عشيرة الباحثين عن التنين، فإنّ مجرد إمكانية الاستعانة بتنين مائي في الصعود كانت جذّابة جدًا للي فان

وقولهم المعروف إنّ الجندي الذي لا يطمح أن يكون قائدًا ليس جنديًا صالحًا ينطبق هنا أيضًا

فمع أنّ لي فان دخل لتوّه مرحلة تأسيس الأساس، إلا أنه ما يزال بعيدًا جدًّا عن الصعود إلى العالم السماوي

لكنّ لي فان بطموحه الكبير لن يفوّت أي خبر يتعلّق بالصعود

وبدا له أنّ كونه من نسل عشيرة الباحثين عن التنين ليس بالأمر السيّئ

وأخيرًا أومأ لي فان

وما لم يكن يعلمه لي فان هو أنّه من تلك اللحظة انجذب إلى دوّامة هائلة لم يكن ليتخيّلها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 10 مشاهدة · 1142 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025