🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ (سورة الشرح، آية 6)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تكن لتتوقّع أبدًا أن هذه السيدة الشابة كانت امرأة فريدة الجمال لا نظير لها
لا تستهِن بهذه السيدة الشابة؛ فبرغم صِغر سنّها، بلغت بالفعل مرحلة تأسيس الأساس في الزراعة الروحية
باردة كالصقيع
ولو كان ثمة مأخذ واحد على هذه المرأة شبه الكاملة، فهو أنها باردة وجميلة إلى حدٍّ مبالغ فيه
لم تُبدِ تقريبًا أي تعبير، وكانت نظراتها حادّة للغاية
على أي حال، لم يجرؤ بان يويه على النظر إليها، فأطرق سريعًا برأسه وناداها باحترام: "أيتها الأخت الثانية"
"بان يويه، هل تعرف ذنبك"
وبّخته السيدة الشابة
لكن بان يويه رفع عنقه: "أيتها الأخت الثانية، أيُّ ذنبٍ اقترفتُ"
"دعني أسألك، متى تعرفتَ إلى هذا الصديق المقرّب لك"
تابعت السيدة الشابة بنبرة صارمة
"حسنًا..."
شعر بان يويه ببعض الذنب: "تعرفتُ إليه قبل دخول المدينة"
"همف لا حاجة للتفكير، لا بد أن هذا الوغد جاسوس من الدكاكين الثلاثة الكبرى، وغايته إضاعة الوقت حتى لا نسلّم حبوب جيش المسير
وهذا سيُغضب المسؤولين ويجعل أسرة بان تُطرَد من مدينة لينغيون"
ظلّت السيدة الشابة ثابتة، ونبرتها هادئة
"يا للسخف تخشى تلك الدكاكين الثلاثة أن نأخذ مكانها، لذلك تلجأ إلى حِيَل دنيئة كهذه
يستقطبون كيميائيينا، بل ويغتالون الكيميائيين الذين يرفضون الانضمام إليهم
هذا أمر لا يُحتمل
سيدتي الشابة، لسنا لقمة سائغة، وفي أسوأ الأحوال سنقاتلهم"
غضب صاحب المتجر
"بلاغ الجنرال يو، يقود جماعة من الجنود، اقتحم المتجر بعنف"
أبلغ خادمٌ وهو مذعور
"ما العجلة أسرة بان ليست بيتًا صغيرًا؛ لدينا أيضًا قائد يخدم في السلك الرسمي
هيا، لنلتقِ هذا الذي يُسمّى جنرالًا"
داخل متجر أسرة بان كان المشهد عندئذٍ فوضى عارمة
تحطّم كثير من المناضد، وانقلبت الطاولات والكراسي
شرسون وعدوانيون
ومن جانب أسرة بان، رفضوا إبداء أي ضعف؛ فواجه معظم العاملين هذه المجموعة من الجنود الشرسين العدوانيين
"همف أسرتكم بان تعمّدت التأخير ولم تسلّم حبوب جيش المسير. هذا عصيانٌ للأوامر العسكرية، وجُرمُه الموت"
زأر جنرال مهيب
"أيها الجنرال يو، أكان خَدَمُنا غير مضيافين بالقدر الكافي حتى يُثيروك إلى هذا الحد"
وصلت السيدة الشابة، والتي سمّاها بان يويه بالأخت الثانية، أخيرًا إلى المكان
"سيدتي الشابة، هؤلاء الجنود، من دون تمييز بين الحق والباطل، دخلوا وبدؤوا التحطيم..."
"همم"
قبل أن يُتمّ التابع كلامه، لوّحت الأخت الثانية بيدها: "كيف تُقصِّرون في حقّ القادة العسكريين
من أجل سلامة مدينة لينغيون يتحمّل القادة العسكريون المشاق، ويسفكون الدم والدمع، ويُضحّون بشجاعة
ونحن عامة الناس ينبغي أن ندعم القادة العسكريين بلا قيد ولا شرط
أليس كذلك يا جنرال يو"
"همف يبدو أن أسرة بان لم يبقَ فيها أحد، فأرسلوا امرأة شابة لتُظهر وجهها
دعيني أخبركِ، إن لم تُخرجوا اليوم حبوب جيش المسير المطلوبة، فذلك عصيانٌ للأوامر العسكرية، وجُرمٌ لا يُغتفر"
ظلّ الجنرال يو متغطرسًا: "في النهاية، هل صَنَعَت أسرتكم بان حبوب جيش المسير المطلوبة أم لا"
"أيها الجنرال، الوقت يداهمنا، وأسرتنا بان واجهت مشكلة داخلية صغيرة. هل تمنحنا بضعة أيام إضافية"
لم تنطوِ نبرة الأخت الثانية على كثيرٍ من التوسّل؛ فلا هي دونية ولا متعالية
"همف"
شهق الجنرال يو ببرود: "بضعة أيام إضافية الشأن العسكري مُقدّم. السهول الوسطى ترمقنا بطمع، وأنتم هنا تُماطلون ولا توفّرون التموين العسكري
أنتم تتجاهلون حياة الجنود بالكامل؛ وجُرمكم جزاؤه الموت"
انظروا، ما أبرعه في لبوس الحقّ
"أتشّو"
وبينما الأجواء متوترة كأن الصدام على وشك الوقوع
إذا بشخصٍ ما، من حيث لا يدري أحد، يعطس
وفي المشهد الصامت السابق، التفت الجميع لا إراديًا نحو هيئةٍ برزت فجأة
بدت هذه الهيئة مبعثرة المنظر، عليها هالة دخانٍ واحتراق بالنار، وشعرٌ منكوش، ووجهٌ أسود تمامًا
ومن لا يعرفه لظنّه شحّاذًا من العالم البشري
"تعطيلُ شؤونٍ عسكريةٍ مهمّة أخرجوه وأعدِموه"
كان هذا الجنرال يو سفّاكًا لا يرحم
"ألستم تريدون حبوب جيش المسير"
وأمام جنديين اندفعا نحوه، لم يُبدِ صاحبُ الهيئة هلعًا، وبقي ساكنًا
ولمّا أخرج الجنديان السلاسل استعدادًا للإمساك به، تكلّم بهدوء
"توقّفوا"
لوّح الجنرال يو بيده الكبيرة
فتوقّف الجنديان فورًا عن وضعية الهجوم
وألقى الجنرال يو نظرةً على الرجل من رأسه حتى قدميه: "ماذا قلتَ"
دخل الرجل متبخترًا، غير مكترثٍ بالجنرال، ولم يقف إلا أمام صاحب المتجر: "كلّ حبوب جيش المسير التي أردتموها قد صُنِعَت"
هوووش
ورمى الرجل مباشرةً كيس تخزين
"أأنت المتدرّب الجديد في الكيمياء"
تحقّق صاحب المتجر من كيس التخزين، وتحول وجهه إلى ملامح سرورٍ بالغ: "إنها حبوب جيش المسير، وزيادة بنسبة 20% فوق الكمية"
ولا حاجة للقول، فصاحب الهيئة المبعثرة لم يكن سوى لي فان الذي نجح في صنع حبوب جيش المسير
وبالطبع، ومن هيئة لي فان الحالية، يتبيّن أن صناعة حبوب جيش المسير لم تَسِرْ بسلاسة في البداية
إذ اندفع لي فان بثقة زائدة، فحاول أولًا أن يصنع حبوبًا دوائية حقيقية من جيش المسير مباشرة
لكن بعد إخفاقاتٍ متتالية، واجه لي فان الحقيقة أخيرًا: هو قطعًا ليس مهيّأً ليكون كيميائيًا
فما كان منه إلا أن يلجأ إلى طريقته الذكية السابقة
تشكّلت الحبوب فورًا
وكان صاحب المتجر قد شدّد مرارًا على أن المهلة يومان
فلم يَعُد لي فان يكلّف نفسه بصناعة حبوبٍ دوائية حقيقية، بل ركّز فقط على خطوة تشكيل الحبوب
ولذلك كثيرًا ما كانت الحبوب عند التشكيل تحتوي شوائب كثيرة، ويتصاعد أثناء تكوينها شيء من الدخان
ولهذا بدا لي فان على هذه الهيئة
ومع ذلك فقد جلبت هذه المحاولة في الكيمياء مكسبين للي فان
أولًا، إن طول عملية الصنع أتاح للي فان اكتشاف بعض بصائره الخاصة بشأن طريقة تشكيل الحبوب الدوائية
وكما يُقال: مع التكرار يُتقَن العمل
وقد حسّن هذا الصنع مهارة لي فان في صناعة الحبوب الدوائية تحسينًا ملحوظًا
ثانيًا، اكتشف لي فان أن وظيفة التنقية العجيبة في القدر الحديدي الكبير قد ارتقت هي الأخرى
فلم يَعُد بحاجة إلى تنقية الحبوب الدوائية واحدةً تِلوَ أخرى بمشقّة
قبضةٌ من الحبوب تُرمى في القدر الحديدي الكبير فتُنقّى كلها في لحظة
وعن هذه النقطة قدّر لي فان بنفسه أن السبب هو أن حبوب جيش المسير من أدنى الرتب؛ ولو كانت حبوبًا متقدّمة، لما أمكن تنقيتها على نطاقٍ واسع بهذه السهولة قطعًا
"ماذا قلتَ"
هذه المرة حتى الأخت الثانية، المتعالية المتجهمة، خرجت عن رباطة جأشها
وخطر طيفها، فوجدت نفسها قد وصلت إلى جانب صاحب المتجر، تتحقّق من حبوب جيش المسير في كيس التخزين
"هذا..."
نظرت الأخت الثانية بدهشة إلى لي فان بنظرةٍ لا تُصدّق
وبينما تُحدّق فيه امرأةٌ لا نظير لجمالها بهذه الجرأة، سعل لي فان سعالتين على استحياء
"يا صاحب المتجر، لِمَ لم تُسلِّم حبوب جيش المسير إلى الجنرال ليُدوِّن تقريره"
وعادت الأخت الثانية لترتدي ملامحًا باردة كالثلج
وبعد أن ألقى الجنرال يو نظرة على كيس التخزين، حدّق في لي فان شزرًا: "انسحبوا"
قدموا بعجرفة، وانصرفوا منكّسي الرؤوس
فهلّل موظفو أسرة بان أخيرًا عن بكرة أبيهم
"هذه المرأة المتواضعة، بان لو، تشكر الكيميائي على معونته في إنقاذ أسرتنا بان من الضيق"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ