🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 "﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾" "سورة هود، الآية 88"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تهاون

ليس حقًا، فلولا أن لي فان ظلّ يحافظ على يقظته وحدّته لكان الآن جثةً يابسة

عالم الزراعة الروحية مليء بالمخاطر

لو كان أي زارع في مرحلة تأسيس الأساس الطور الأوسط مكانه، لمات تحت حلقة العناصر الخمسة

عرق بارد

كانت هذه أقرب مرّة يقترب فيها لي فان من الموت منذ أن وطئت قدماه عالم الزراعة الروحية

وبالتفكير في الأمر، وجد لي فان أنه ما زال يفتقر إلى مزيد من الدقة

حلقة العناصر الخمسة أداة عظيمة، وحتى لو كانت في ذيل التصنيف فهي ليست شيئًا يسيطر عليه زارع عادي من مرحلة تأسيس الأساس

قدّر لي فان أن من يستطيع التصرّف بمثل هذا الكنز بحريّة هو زارع من مرحلة النواة الذهبية

أما لي فان نفسه فيلزم أن يبلغ على الأقل مرحلة تأسيس الأساس الطور الأخير

بعد أن اتّضح له ذلك، عاد لي فان إلى فضاء منغ هونغ فإذا به يتيه ذهولًا

رأى أن الجبل الذي يقع عليه الشلال في فضاء منغ هونغ قد انهار بالكامل، وصخور متناثرة في كل مكان، ومشهد دمار شامل

ولا شك أن هذا من «صنيع» حلقة العناصر الخمسة

زلزال يهزّ الأرض

حتى شياو هوا خرج مرتاعًا من الحوض، وزحف إلى قدمي لي فان وجسده يرتجف، وعيناه مليئتان بالخوف

آه

شياو هوا الذي يبدو كثعبان أرضي عادي ما يزال شديد الخجل، فصعبٌ تخيّل أنه سيتحوّل يومًا إلى تنّين ويبلغ الصعود

«دا شا غه، لقد تماديت هذه المرة فعلًا»

وكالعادة طارت شياو لينغ الحيوية من جديد

نظرت شياو لينغ إلى لي فان نظرةً مُبالِغة، ثم إلى الجبل المنهار، وهزّت رأسها قائلةً: «الجهل نعمة، آه يا دا شا غه، المرّة المقبلة عليك أن تعرف قدر قوّتك»

قالتها بنبرة كبير يلقّن صغيرًا، ثم «وشّة» عادت بسرعة إلى غمد السيف

ما العمل

كان لي فان حقًّا في حيرة

إن الأدوات العظيمة تمتلك قوّة لا تُحد، فقد سُوّي جبلٌ صغير بالأرض مباشرة

والمؤسف أن لي فان لا يستطيع استخدام الأداة العظيمة بعد

ولن يرضى أبدًا بأن يُستنزف حقًّا حتى يتحوّل إلى قشرةٍ بشرية على يد حلقة العناصر الخمسة

وشّة

خرج لي فان من فضاء منغ هونغ وعاد إلى كهفه الروحي في العالم الواقعي

لم يأتِ أحدٌ يبحث عنه

أخرج لي فان المروحة الورقية على عجل

وبالفعل كانت لوحة المنظر الطبيعي على المروحة الورقية قد شهدت تغييرًا هائلًا

انهارت الجبال، ودفنت الأنقاض الحوض، واقتُلعت نباتاتٌ خضراء لا تُحصى من جذورها، ونفقت أسماك الحوض وطفت على ظهورها

مشهد خراب

ما العمل

طنين

أطلقت المروحة الورقية في يده ضوءًا روحيًا باهرًا

أغمض لي فان عينيه بلا وعي

ولما فتحهما ثانية بدا عليه عدم التصديق

لقد عادت لوحة المنظر الطبيعي على المروحة الورقية إلى حالتها الأولى

الجبال شامخة، والشلال مهيب، والأسماك تسبح بحرية في الحوض

وشّة

عاد لي فان على الفور إلى فضاء منغ هونغ

وكما توقّع، عاد فضاء منغ هونغ إلى حالته الأولى، بلا أثر لخراب ما قبل قليل

بهذا التغيّر العجيب ازداد يقين لي فان بأن هذه المروحة الورقية ليست مجرّد فضاء منغ هونغ عادي، بل فيها وظائف أبدع تنتظر استكشافه وتفعيلَه

طنين

بمجرّد خاطرة، كانت حلقة العناصر الخمسة قد طارت إلى يده

راضٍ

نال لي فان أخيرًا كنزًا يستطيع حتى تهديدَ سلفٍ عتيق من مرحلة النواة الذهبية

تقنية إخفاء السماء، ومدافع الروح السماوية، وحلقة العناصر الخمسة

بهذه الوسائل صار لدى لي فان قدرة مجابهة سلفٍ عتيق من مرحلة النواة الذهبية

بعد ترتيب أمر حلقة العناصر الخمسة، كانت مهمته التالية في الزراعة الروحية أن يتقدّم إلى مرحلة تأسيس الأساس الطور الأخير

فلا يمكنه صقل لهبه الفطري — التعويذة التي تستطيع مواجهة سلفٍ من مرحلة النواة الذهبية مباشرة — إلا بعد بلوغ الطور الأخير

غير أن بلوغ الطور الأخير أسهل قولًا من فعل

الخروج من العزلة

خلال هذه الفترة لم يَرِد خبرٌ من أسرة بان، ولم يطلبه أحدٌ منهم

فهو تابع في نهاية المطاف

وفي الحقيقة، غالب الوقت لا يوجد ما يفعله، ولا يُستدعى إلا حين تواجه أسرة بان صعوبات

وكانت عزلته السابقة قد امتدّت سبع سنوات كاملة

قرّر لي فان التنزّه في شارع الزراعة الروحية في مدينة لينغيون

لتغيير مزاجه

لقد أثبتت مدينة لينغيون بالفعل أنها إحدى مدن الزراعة الروحية العملاقة من الطراز الأوّل

تتوفر فيها شتّى أنواع المتاجر

ذهب لي فان أولًا إلى مكتبة كبيرة جدًا

كانت كتب هذا المتجر شاملةً لكل شيء، وفيها مختلف معارف الزراعة الروحية

مثل تركيب الحبوب الروحية، والمصفوفات، وصقل الأدوات العظيمة، وصناعة التعويذات، بل وحتى تقنية لينغمو النادرة جدًا

غير أن كل كتب الزراعة الروحية هنا كانت معارف تمهيدية، أمّا فنون التعويذ المتقدّمة فتكاد لا تُرى

ومع ذلك انغمس لي فان تمامًا، وبقي في المتجر ثلاثة أيام كاملة

واتّسعت قاعدة معارفه كثيرًا

فعلى سبيل المثال، فإن قارة هانتِيان تجاور السهول الوسطى، وإلى جنوب شرق السهول الوسطى يمتدّ محيطٌ واسع

ذلك المحيط البنيّ الضارب إلى الحمرة، اللا متناهي، يُدعى البحرَ اللامحدود

ولا نهاية للبحر اللامحدود

ويُقال إن عتيًّا من مرحلة روح الوليد، جهّز نفسه بالموارد كاملة، أراد استكشاف نهاية البحر اللامحدود

لكنّه بعد أن طار بأقصى سرعته عشر سنين لم يرَ نهاية، فما كان من ذلك العتيّ إلا أن عاد

ومع ذلك لم يعد ذلك العتيّ خالي الوفاض هذه المرّة

فشواطئ البحر اللامحدود القريبة تكاد تخلو من المخلوقات، أمّا مناطق أعماقه، لا سيّما البعيدة جدًا عن القارّة، فتظهر فيها مخلوقات

وفوق ذلك فمعظمها وحوش «ياو» قوية

وليست أسماكًا فقط، بل أنواعًا شتّى

وقد واجه ذلك العتيّ وحوش «ياو» تماثله في القوّة

والمُلفت أنّ الطرف الآخر لم يتحوّل إلى هيئة بشر، وبقي على حالته البدائية

وبالطبع قرأ لي فان كل هذا في كتاب متفرّقات عن الزراعة الروحية، أمّا صحّته فما تزال محلّ نقاش

غادر لي فان المكتبة، ثم مضى إلى متجرٍ متخصّص في الحبوب الدوائية

وكان هذا المتجر أوسعَ نطاقًا، ففيه ليس فقط تشكيلة كاملة من الحبوب الدوائية، بل يقدّم أيضًا خدمةَ توفير المواد الخام واستقدام صانع حبوب من الدرجة الرابعة لصقل الحبوب

أمرٌ ممتع

هذه المرّة ضبط لي فان هالته على مرحلة تأسيس الأساس، وتنكّر في هيئة رجل في منتصف الأربعين

«مرحبًا أيها الكبير، كيف أخدمك»

جاءه مُضيفٌ شاب للترحيب

«أريد أفضل الحبوب الدوائية لديكم هنا»

وبما أنه ظهر بهيئة خبيرٍ من مرحلة تأسيس الأساس، فقد قرّر لي فان ألّا يكون متحفّظًا بعد الآن

تلألأت عينا المضيف الشاب «تفضّل أيها الكبير إلى غرفة الضيوف الخاصة في الطابق العلوي، وسأستدعي القيّم ليعتني بك شخصيًا»

وما إن وصل إلى غرفة الضيوف قدّم المضيف الشاب إبريقًا من الشاي الروحي

ارتشف لي فان رَشْفةً صغيرة، فانسياب «تشي» لطيف وخفيف في كامل جسده

انتعاش

شعر لي فان براحةٍ أكبر في كلّ جسده

هذا الشاي الروحي مثير للاهتمام

«هاها، ضيفَنا الكريم، ما دمت قد أعجبتَ بهذا الشاي الروحي من عشب الأوراق الخمس فسأهديك كيسًا منه مجّانًا»

دخل القيّم

كان يرتدي رداءً أزرق سماويًّا، وهالته من مرحلة تأسيس الأساس الطور الأوّل، ولا شيء لافتًا فيه على نحو خاص

«شكرًا لك أيها القيّم، بصراحة لقد اصطدمتُ بعنق زجاجة، هل لديكم حبوب دوائية تعينني على اختراق عنق الزجاجة في مرحلة تأسيس الأساس»

لم يُطِل لي فان في المقدمات وسأل مباشرة

«هذا... لأكون صريحًا، لا يوجد لدينا حاليًا مخزون من هذا النوع النفيس من الحبوب

لكن توجد الآن فرصة، ولا أدري إن كان ضيفُنا الكريم يملك الشجاعة للمشاركة فيها...»

«سمّ، أريد أشدَّ سمٍّ وأقواه، أليس عندكم هنا»

2025/09/05 · 4 مشاهدة · 1166 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025