فتحت ليو تشينغ روي عينيها المتعبة ، فبسبب عدم النوم أو الراحة تشكلت هالات سوداء حول عينيها .

قالت في نفسها ' على الرغم من أنني إستعملت تقنية ألف سنة من الزراعة إلا أنني مازلت أشعر بالتعب ، و هذا يعني أن التعب الجسدي لا يملك أي إرتباط مع التشي أو الطاقة الداخلية '

لتضيف ' لكن رغم أنني مازلت أشعر بالتعب إلا أنه لا يزال مقبولا على عكس البارحة '

تنهدت ليو تشينغ روي بخفة بسبب هذا فلا شيء يمكنها فعله في النهاية .

بعد ذلك بدلت ليو تشينغ روي ملابسها و إستعدت لذهاب إلى جرف الرياح .

مدت ليو تشينغ روي يدها لفتح الباب ، و قبل أن تفعل ذلك كانت الباب قد فتحت بالفعل من قبل سو يو .

أدارت ليو تشينغ روي عينيها ، فكرت ' ياله من صباح جميل مع وجه سو يو العابس '

فعلى الرغم من أن سو يو كان يعتبر وسيما إذا لم يقف مع شياو تيانياو إلا أنه عندما يعبس أو يغضب كان يبدوا مخيفا لدرجة إبكاء الصغار .

رفع سو يو حاجب عندما وجد أن ليو تشينغ روي كانت قد إستيقضت بالفعل ، لكن هذه المرة لم يقل أي شيء زائد بل إكتفى بعبارة موجزة ، قال : حان وقت الإنطلاق .

أومأت ليو تشينغ روي برأسها ، و لم تقل هي الأخرى شيئا لسو يو ، فكرت ' من الرائع أنه لم يبدأ الجدال ، فأنا و لا هم يمكن أن نتحمل أي تأخير '

إتبعت ليو تشينغ روي سو يو حتى وصلا إلى الخارج ، و عند بوابة الفندق كان شياو تيانياو جالسا بالفعل فوق حصانه ينتظر كل من ليو تشينغ روي و سو يو .

إمتطى سو يو حصانه بالفعل و مثلما جرى طيلة الرحلة إتجهت ليو تشينغ روي نحو شياو تيانياو لركوب معه .

لينطلقوا بإتجاه جرف الرياح بسرعة بعد ذلك .

نظرت ليو تشينغ روي حولها في المكان المظلم حيث لم تكن الشمس قد أشرقت بعد .

و على الرغم من أن المكان مظلم و السرعة السريعة التي سافروا بها ، إستطاعت ليو تشينغ روي أن تلمح وجود بعض الجثث الحية هنا و هناك حيث لا يزال القفص الصدري الخاص بهم يتحرك .

و الشيء القاسي في الأمر كان أن معظم هؤلاء الأشخاص كانوا من النساء و الأطفال ، فكانت جثثهم ملقية على حافة الطريق و كأنهم كانوا مجموعة من الحيوانات النافقة دون أن ينظر إليهم أي شخص ناهيك عن الإهتمام بهم .

شعرت ليو تشينغ روي بشعور غريب عند رؤية هذا ، فكرت ' ليس و كأنه لا توجد مثل هذه المشاهد في عالمي فهناك حروب و مجاعات هناك أيضا ، لكن أن ارى هذا بعيناي .

تنهدت ليو تشينغ روي ببعض الحزن ، تمتمت : هذا كثير !

فجميع الروايات صورت العالم الخيالي الذي هرب إليه الأشخاص من العالم الواقعي .

فقد كانت جميع الروايات و القصص و الأنمي مثل عالم وردي أراد الجميع الهرب إليه و نسيان العالم الواقعي بمشاكله .

و بطبيعة الحال كان هؤلاء الناس هم أبطال خيالهم ، فقد كان التخيل سهلا و أن يصبح المرء بطلا في داخل خياله كان أسهل من التخيل .

و لكن للأسف و في أي من تلك الروايات لم يتم تصوير مشاهد البؤس ، و كل ما تحدثت عنه مان رحلة الأبطال السهلة نحو هدفهم .

فحتى و لو وجدت عقبة أو عقبتين سيتمكنون من تجاوزها .

لماذا كان ذلك ، لأن الأبطال ببساطة كانوا مثل الإبن المفضل للمؤلفين و الكتاب الذين إنعكست شخصيتهم بشكل غير مباشر في كتاباتهم .

فإذا كان الكاتب عاطفيا سيكتب شيئا رومانسيا .

و إذا كان الكاتب مازوشيا و مريضا نفسيا فسيكتب شيئا سوداويا .

لكن ماذا عن الواقع ، هل كان هؤلاء الناس يستطيعون حتى التعبير عن ماذا يريدون من دون أن يتكلموا بتردد و تأتأة .

كانت الإجابة لا فقد كان هؤلاء الناس مجرد أشخاص فاشلين لديهم عقلية " أنا لا أستطيع " .

عند التفكير في هذا لم تستطع ليو تشينغ روي إلا تذكر تشو باي فقد كان أفضل مثال على هذا ، قالت في نفسها ' إن شخصية تشو باي هي أكثر شخصية فاشلة كتابيا فتشو باي هو مثلي تماما و هو شخص إنتقل إلى هذا العالم .

و في العالم الأصلي كان تشو باي أوتاكو فاشل مات بعد أن أكل الرامن الفاسد لمدة أسبوع .

و السؤال كان : كيف تطورت شخصية هذا الأوتاكو الفاشل إلى هذه الدرجة ففجأة أصبح يقتل الناس هنا و هناك لأنه لم يعجبه مظهرهم و إذا رأى فتاة جميلة حدثت الكارثة '

كان هذا غير منطقي قليلا ، أو كثيرا بالنسبة إلى ليو تشينغ روي فإذا كان تشو باي أوتاكو فاشل مات بتلك الطريقة المضحكة في الواقع ، فكيف تمكن من قتل أي شخص بحجة أنه إنتقل إلى عالم ثاني بحيث بدا و كأنه كان قاتلا مخضرما في السابق .

و بالنسبة لأوتاكو فاشل و منعزل لم يجرء حتى النظر في عيون أخته و عاش حياته كلها كعازب بائس .

لكن بعد إنتقاله أصبح فجأة يمسك أي فتاة جميلة و يغتصب و يمارس و كأنه شيء عادي حتى أصبح مثل روتين ممل بالنسبة له .

كان هذا أكثر شيء كرهته ليو تشينغ روي في هذا النوع من الروايات و كان من المستحيل أن يدخل هذا الهراء إلى عقلها .

و هذا الهراء وضح بطريقة غير مباشرة أن كاتب و مؤلف الرواية التي إنتقلت إليها ليو تشينغ روي كان فاشلا في العالم الحقيقي .

....

( مؤلفة : نعم يا سادة ، إنها الروايات المؤلفة ، حاشة البعض طبعا لكن هذا فعلا غير معقول و أكثر شيء قلل من الروايات المؤلفة في الموقع لأن هناك البعض أفخم من روايات الصينية )

.....

أثناء غرق ليو تشينغ روي في أفكارها ، كان شياو تيانياو و سو يو قد وصلا بالفعل إلى أسفل الجبل .

نظرت ليو تشينغ روي حولها و فكرت ' يبدوا أننا لسنا الوحيدين هنا '

فقد كان هنالك أناس آخرين و لم يبدوا أي منهم عاديا فقد كانت هنالك هالة غير مرئية حولهم توحي بالخطر .

عرفت ليو تشينغ روي فور أن رأتهم أنهم كانوا مزارعين ، عند هذا فكرت ' لو لم يكونوا مزارعين لكانوا قد أتوا للإنتحار ، فليس أي شخص يستطيع التجول بحرية في هذا المكان '

و على الأغلب أن هؤلاء المزارعين جاؤوا لتجريب حظهم .

فقد كان جرف الرياح مكانا مليئا بالموارد التي من شأنها أن تساعد و تعالج كل من الناس العاديين و المزارعين .

فقد سمحت طبيعة جرف الرياح بنمو هذه الموارد بسبب الحماية الطبيعية لها حيث لم يتمكن من هب و دب في إنتزاع هذه الموارد .

أما السبب الثاني فقد كان طاقة التشي الغنية ، فعلى الرغم من أنها كانت ملوثة لكنها كانت مثل السماد بالنسبة لتلك الموارد خاصة الأعشاب .

كانت الأعشاب مهمة للمزارعين خاصة أنها يمكن أن تكون مهمة جدا عند الإختراق .

فعند كل مرحلة في الزراعة ، تكون صعوبة الإختراق أصعب .

كان هذا هو السبب الذي جعل ليو تشينغ روي تعطي أهمية كبيرة لعشبة السماء ، فقد أتاحت هذه العشبة لملكة الغابة الإختراق إلى المرحلة التالية .

كانت ليو تشينغ روي غارقة في التفكير و أثناء هذا كانت الشمس قد أشرقت بالفعل كاشفة عن إشعاعها الدافئ و المضيئ .

فجأة توقف حصان كل من سو يو و شياو تيانياو و من ثم نزلا من هما .

مد شياو تيانياو يده إلى ليو تشينغ روي و لم يتجاوز الأمر ثانية حتى عندما كانت ليو تشينغ روي واقفة على الأرض .

قال شياو تيانياو : سنكمل سيرا على الأقدام .

ليلتفت شياو تيانياو بعدها ، معطيا ظهره لليو تشينغ روي .

عند سماع هذا ، اومأت ليو تشينغ روي برأسها و على وجهها تعبير حازم ، قالت في نفسها ' لقد بدأت خطة النجاة '

فمن الأن فصاعدا ، كان على ليو تشينغ روي أن تحسب كل خطوة على حدى في سبيل النجاة و كان هذا شيئا أدركته ليو تشينغ روي جيدا .

2021/12/25 · 478 مشاهدة · 1248 كلمة
نادي الروايات - 2025