" أبرزي لكن لا تبرزي "

كان لهذه الكلمات معاني كثيرة ، لكن لم أرد التفكير في هذا طويلًا ، سألت : ما معنى هذا ؟

قالت الأم مع إبتسامة ، لكنها لم تستطع إخفاء البرودة في أعينها العسلية : أنت ما زلت صغيرة .

لست ملزمة بمعرفة ما يعنيه فهذه مشاكل الكبار .

كل ما نستطيع فعله هو تحذيرك منهم .

الإمبراطور و حلفاؤه ليسوا أشخاصًا جيدين و والداك لا يحبونهم لهذا السبب .

" اوه "

أومأت رأسي بسذاجة أمام الوالدان ، قلت في نفسي ' هذه كذبة جيدة لطفل بعمر أربعة عشر عام . '

ففي العادة حتى لو لم يحب الخادم سيده لن يحذر أبنائه من اللعب بالجوار .

سألت نفسي ' ماذا يجري وراء الستار ؟ '

فلكل مملكة شؤون سياسية ، إقتصادية و غيرها .

' هل كانت العائلة الإمبراطورية تقف في وجه مصالح عائلتي .

هل تراها شوكة في عيونها لذا تريد القضاء عليها .

فصحيح أن عائلتي لم تمتلك جيوشًا أو مزارعين بارزين لكن مع المال الذي معها يمكنها شراؤهم في رمشة عين . '

تعددت الإحتمالات و أغلبها تعلق بوجود مصالح مشتركة .

' لكن أين المصلحة في معادات العائلة الإمبراطورية بأكملها ؟

هل عائلتي مجنونة ؟ '

فجأة وقفت الأم من مكانها و عانقتني ، في البداية كرهت هذا كثيرًا لكن تعودت عليه .

قالت بصوت ناعم : لا تخافي ، كل شيء سيكون بخير .

والدك قوي جدًا ، أنا قوية جدًا و أخواك قويان جدًا .

أنت أيضًا ستصبحين قوية جدًا و لن يجرؤ أحد على إيذائنا .

سنبقى عائلة واحدة مهما جرى ، لن يهم ما سيحدث طالما نحن معًا .

" هاه "

لم أستطع إلا التنهد على كلمات أمي المهدئة ، عانقتها أيضًا و أنا أفكر فيما كانت تعنيه .

فبعد كل ما حدث لي في حياتي السابقة أصبحت حساسة للغاية للكلمات ، خاصة إذا كان ورائها شيئًا ما .

والدتي الأن لم تكن تبدوا و كأنها كانت تهدئني لأنني سأرحل قريبًا .

لا لم تفعل هذا بل بدت و كأنها كانت تجهز نفسيتي لما سيحدث .

نظرت إلى والدي الذي نظر إلينا بعيون معقدة ، لم أعرف ماذا أفعل في هذا الموقف .

قلت : نعم ، سنبقى معًا .

لم أقصد قول هذا حقًا ، لكن عند رؤية عيون والداي لم أجد إلا هذا لأقوله .

لقد أخذت جثة إبنتهما في النهاية ، و بعض المسايرة من طرفي كان أمرًا طبيعيًا .

فجأة أمسكت أمي بيداي ، قالت : إضربي كل من يتنمر عليك ، لا يهم إن فزتي أم خسرتي طالما لا تكبتين نفسك .

أخواك في الآكادمية أيضًا لذا سيساعدانك .

أومأت برأسي على كل توصيات و تحذيرات والداي ، كان معضمها عن الأشخاص الذين أختلط و لا أختلط معهم و بطبع عن الإبتعاد عن الأولاد الوسيمين .

على ذكر هذا أظن أني كنت متزوجة بالفعل من رجل وسيم للغاية لكن لا يهم الأن لأنه شبع موتًا الأن .

أما يالنسبة لوالداي فعلى الأقل لم يكونا مهتمان بتزويجي لأنه سيكون أمرًا مزعجًا .

...

مر أسبوع منذ ذلك الحين ، كنت الأن في قاعة المدينة .

إجتمع هنا بعض الأطفال في مثل سني و على ما يبدوا أنهم سيذهبون إلى الكلية أيضًا .

كان البعض متوترًا ، خائفًا و حتى متحمسًا إلا أنا فقد نظرت إلى هذا بملل .

أين المتعة في الذهاب إلى المدرسة ، فكل ما سنفعله هو الدراسة و القتال على حسب فهمي المشوه من الروايات .

فجأة سمعت صوتًا بجانبي ، قال : هل أنت متوترة ؟

جاوبت : هل أبدوا كذلك ؟

قال الصوت : لا أنت لا تبدين ، و لهذا أجدك غريبة .

قلت : متى لم تجدني غريبة يا جين .

كان جين هو الخادم العجوز الذي إعتنى بي منذ الصغر و سيعتني بي حتى في الآكادمية فعلى الرغم من أنها كانت مؤسسة تعليمية إلا أنه سمح بوجود خادم واحد لكل طفل من عائلة نبيلة .

كان هذا شكليًا فقط ، لقد كانوا حراس لهؤلاء الأولاد المدللين حيث إنتقلت مشاكل الكبار إلى الصغار و في بعض الأحيان سيغتالون بعضهم البعض لأنهم يمثلون مستقبل عائلاتهم .

كان جين حارسي الشخصي الأن إذا صح التعبير .

لم أعرف ما مستواه في الزراعة لكنه كان أقوى مني بتأكيد حتى عندما كنت في ذروتي في حياتي السابقة .

" سوش "

فجأة ظهر شخص في وسط القاعة ، تمتمت : إنتقال مكاني .

كان هذا تمامًا مثل إنتقالي من المنفى إلى العالم المقفر بحيث إستعملت بوابة مكانية لذلك .

لكن على عكسها لم يكن إنفاق حجارة الطاقة كبيرًا لأن هذه البوابات تطورت كثيرًا عليها .

قال الشخص : أرى أن فردًا جديدًا من عائلة الكونت سينظم إلينا .

حسنًا ، لا يهمني طالما لستي مثل إخوتك .

إحذروا من صدمة الإنتقال ، هناك من ماتوا بسببها .

" ووش "

فجأة تحولت رؤيتي إلى بيضاء بسبب الإنتقال عبر البوابة المكانية ، فالقاعة التي كنت بداخلها في السابق كانت هي نفسها البوابة .

لم أعرف شيئًا آخر عن هذا عدا أن كمية حجارة الطاقة اللازمة لتشغيلها كانت ضخمة .

مرت ثانية على هذا حتى كنت أقف أمام بوابة حجرية كبيرة للغاية .

لم أهتم بالأطفال الذين تقيؤوا حولي بل تبعت الشخص الذي أتى بنا إلى هنا .

تبع خلفي جين و بعض الأطفال الذين لا يزالون جيدين بعد الإنتقال .

قال الشخص : ربما لديكم فرصة .

لم أهتم بما قاله فهو لم يكن موجهًا لي و إنما للأطفال خلفي .

فقبل أن تكون طالبًا في الآكادمية عليك النجاح في إختبارات القبول .

لم يهمني هذا لأنني سواء نجحت أم فشلت مازلت سأدرس في هذا المكان بشكل إجباري .

كان هذا ظالمًا و عادلًا في نفس الوقت .

ظالمًا و عادلًا بالنسبة للعامة .

ظالمًا لأن شخصًا رسب سيدرس بسبب نسبه .

لكن النسب أيضًا قوة .

عادلًا لأن هذا الشخص الذي رسب نبيل أي أنه سيكون مسؤولًا عن الكثير في المستقبل ، على الأقل يجب أن تكون لديه بعض الأهلية .

لذا ببساطة كانت إختبارات القبول لتمييز بين النبلاء و إقصاء العوام .

و هؤلاء من تقيؤوا الأن أثبتوا أنهم ضعفاء حتى قبل أن يجتازوا الإختبار .

تجمع الكثير من الأشخاص في الساحة .

هناك من وقف وحده و هناك من وقف في مجموعات .

ذهبت إلى الزاوية و جلست على رصيف الساحة لأنه لم تكن هناك أي فائدة من البقاء واقفة و إنتظار بعض العجائز .

لوحت إلى ليو سين و ليو تشي في المدرجات ، ففقط الطلاب الجدد هم من وقفوا على الساحة .

إستطعت سماع ليو تشي يصرخ من بعيد : أكملي بسرعة و إجلسي في المدرجات ، ستتسخين .

تصرفت و كأنني لم أسمع كلمات ليو تشي المحرجة ، لكن حتى لو تصرفت هكذا فقد سمع الجميع بالفعل و هذا ما جعلهم ينظرون إلي .

" هل هي الملعونة ؟ "

" يا لها من فتاة بائسة "

" من الأفضل أن تبتعد عنها "

......

....

...

..

.

مجموعة من النظرات و الكلمات إجتاحتني مثل الموجة في أقل من ثانية .

" سخرية "

" شفقة "

" لعنات "

نظرت لشعري الأبيض الذي تسبب بهذا فقد قيل أن المولود ذو الشعر الأبيض كان ملعونًا و سيقود عائلته إلى البؤس .

لكن أنا حقًا بائسة ، لو لم أكن كذلك لما تحول شعري لهذا اللون من الأساس .

نظرت بملل إلى هؤلاء الأطفال الذي لا يعرفون مدى قساوة العالم .

عقلهم صغير جدًا لكن لا أستطيع لومهم فهم أطفال في النهاية .

لكن ...

سأربيهم !

هم لا يعرفونني لأنني لن أترك أي شخص يقلل من قيمتي .

فجأة ، شعرت بضغط قوي للغاية في كل المكان و هذا ما جعل الجميع هنا يركع على ركبة واحدة .

حتى جين و حراس جميع الأطفال من العائلات النبيلة .

عند رؤية هذا شعرت بالفرح لأنني كنت جالسة و لم أضطر للركوع معهم .

نظرت إلى مصدر الضغط ، كان رجلًا بدا في الخمسينات من عمره

و لكنه لم يكن يبدوا عجوزًا لهذه الدرجة فقد إمتلك شعرًا رماديًا مع جسد عظلي و القليل من التجاعيد .

هل هو واثق من أنه عجوز ؟

وقف وراءه ستة عشر شخص ، خمس نساء و الباقي رجال ذوي أعمار مختلفة .

تقابلت نظراتي أنا و الرجل العجوز لبرهة ، شعرت بضغط كبير على كل جسدي لكنه سرعان ما زال .

لعنته داخليًا ، لقد فعل هذا عن قصد و أنا واثقة من هذا .

" أحم "

قام الرجل العجوز بسعال خفيف لتنقية حلقه ثم قال : أرى أن هناك الكثير منكم هذا العام و أتمنى أيضًا أن تبقوا حتى نهاية إختبار القبول .

أنا نان فينغ ، مدير هذه الأكادمية أرحب بكل من نجح و أتمنى أن يجد من فشل طريقًا أفضل .

.......

......

.....

....

...

..

.

واصل المدير الكلام ، شعرت بالملل منذ أن نطق بكلماته الأولى فكل ما تحدث عنه كان عن الإختبارات و قواعد الآكديمية .

وضعت ذقني على يدي و جربت الحديث مع النظام في ذهني .

كالعادة لم تكن هناك إجابات ، حتى نافذة الحالة لم تكن موجودة .

لم أفكر في هذا كثيرًا فقد أنهى مدير الأكادمية خطابه الممل و وقف الجميع .

مازالوا ينظرون لي بغرابة لكن من يهتم .

ظهر عدة أشخاص في المكان و وزعوا علينا أرقام .

كنت الرقم 97 من بين أكثر من 200 طالب .

عند إكتمال التوزيع ، قال المدير : أبذلوا أقصى ما لديكم فقد بدأت إختبارات القبول .

....

( م / م : ستلاحظون أنني غيرت طريقة السرد ، أرجوا أن تخبروني إذا أواصل معها أو أستمر مع القديمة .

أرجوا أن يكون كل شيء واضح و إذا لم يكن أكتبوا في التعليقات .

إستمتعوا 😊😊

2022/07/22 · 189 مشاهدة · 1530 كلمة
نادي الروايات - 2025