الفصل 415: مطارد وفار!

-------

نظر جيانغ يي فينغ إلى أولئك المحاربين الذين يخاطرون بحياتهم بإعجاب.

تساءل عمّا إذا كان بإمكانه مساعدتهم دون التسبب في تأثير فراشة هائل.

ربما يمكنه التحكم في تدفق نهر الزمن؟

كان هذا شيئًا يستطيع جيانغ يي فينغ فعله الآن.

ولكن بعد لحظة من التفكير، هز رأسه.

رأى أن من الأفضل ألا يجري أي تغييرات في هذه اللحظة.

إذا كان يرغب حقًا في مساعدتهم، فالأفضل أن ينتظر حتى يصبح أقوى.

وبعد أن يتحرر من تهديد الرجل ذي الرداء الأسود ويتعامل معه، يمكنه العودة إلى هذا الخط الزمني.

حينها سيكون قادرًا على إنتشال هؤلاء الأشخاص من نهر الزمن، وحل كل شيء نهائيًا.

وبعد أن استوعب الأمر، لم يزعج جيانغ يي فينغ أحدًا في هذا العالم.

بل انعزل بهدوء.

وبدأ دورة جديدة من التدريب المطوّل.

في أحد الأيام، شعر جيانغ يي فينغ بقوة السببية تعاود الظهور.

أدرك أنه قد واجه مجددًا نسخته من المحاكاة السابقة.

ولكن هذه المرة، كانت القوة التي امتصت منه أكبر.

ومع ذلك، بالنسبة لجيانغ يي فينغ في مستواه الحالي، كان ذلك لا يزال تافهًا.

فما تم امتصاصه كان يمكن تعويضه بسهولة عبر تدريب عابر.

ومع مرور الأيام،

وفي أحد الأيام، عبس جيانغ يي فينغ.

شعر مجددًا بشعور سيئ يتسلل إليه.

تمتم بغيظ: "لماذا بهذه السرعة!"

ثم إختفت هيئته من مكانه، متلاشية من هذا الخط الزمني.

وبعد فترة وجيزة من رحيله،

ظهر الرجل ذو الرداء الأسود مرة أخرى.

حدق إلى موقع التدريب الخالي الآن.

ولكن لم يُظهر الكثير من الغضب.

فـ"جيانغ يي فينغ" في دورات التناسخ السابقة قد هرب أيضًا.

على الرغم من اختلاف التجارب، إلا أنه طارده مرارًا وتكرارًا.

لديه خبرة وصبر كافيان.

في الأيام التالية، أمضى جيانغ يي فينغ وقته بين التدريب والهروب.

في كل مرة يصل إلى خط زمني جديد، لم يكن بإمكانه التدريب لفترة طويلة.

أحيانًا كان يمضي عشرات الآلاف من السنين، وأحيانًا بضعة أيام فقط قبل أن يلحق به الرجل ذو الرداء الأسود!

مما أدى إلى ضعف معدل تقدمه في التدريب.

لكن مهما كان التقدم بطيئًا، لم يكن لدى جيانغ يي فينغ أي نية لمغادرة عالم التناسخ هذا إلى عالم آخر أو التوجه إلى الفراغ.

ففي هذا العالم، لم يكن هناك أي تهديدات سوى الرجل ذي الرداء الأسود.

بالإضافة إلى ذلك، أصبح بإمكانه الآن الشعور بالخطر قبل ظهور الرجل ذي الرداء الأسود.

طالما أنه كان حذرًا، يمكنه الفرار فورًا عند أول بادرة خطر.

وقد أثبتت هروبه السابقة ذلك.

الأمر مجرد إزعاج، حيث أن تقدمه في التدريب كان بطيئًا.

لكن إذا غادر إلى عالم تناسخ آخر مجهول أو إلى الفراغ، فستكون المخاطر غير متوقعة.

وإذا تأخر بسبب حادث غير متوقع، سيكون من السهل على الرجل ذي الرداء الأسود القبض عليه.

وبأخذ كل هذه العوامل في الاعتبار، رأى جيانغ يي فينغ أن لعبة القط والفأر مع الرجل ذي الرداء الأسود في هذا العالم كانت الخيار الأكثر أمانًا!

عشر مرات، مئة مرة، ألف مرة، عشرة آلاف مرة...

لم يعد جيانغ يي فينغ قادرًا على عدّ عدد المرات التي استخدم فيها موهبة "سلطة الزمن" للهروب.

لم يكن يفرّ وفق خط زمني ثابت، بل كان يتنقل بين عدة خطوط زمنية.

كانت إستراتيجيته تعتمد على عدم إمكانية التنبؤ بتحركاته.

وفي أحد الخطوط الزمنية، إختفت هيئته مجددًا.

بعد لحظات، ظهر الرجل ذو الرداء الأسود.

لم يعد لديه ذلك الشعور بالسيطرة المطلقة كما كان من قبل.

وجهه أصبح أشحب، وكان يلتقط أنفاسه بين الحين والآخر.

لم يكن هناك بديل؛ فموهبة جيانغ يي فينغ لم تكن تستهلك أي تكلفة.

أما الرجل ذو الرداء الأسود، فلم يكن يمتلك موهبة "سلطة الزمن".

كان عليه الاعتماد على قوته الخاصة في كل مرة يعبر فيها خطًا زمنيًا.

وبالطبع، لو كان الأمر يقتصر على هذا فقط، لما كان مشكلة كبيرة...

[المترجم: sauron]

المفتاح في الأمر هو أنه في كل مرة يستخدم فيها جيانغ يي فينغ موهبته لعبور خط زمني، كان على الرجل ذي الرداء الأسود البحث عبر عدد لا يُحصى من الخطوط الزمنية ليجده.

كان هذا أمرًا لا مفر منه.

فبعد كل شيء، أصبح جيانغ يي فينغ الآن ممارسًا(مزارعًا) قويًا في عالم هونغمينغ.

ولم يعد بإمكان الرجل ذي الرداء الأسود تتبع مكانه عبر نهر الزمن.

لذلك، كان عليه البحث في كل خط زمني على حدة لمطاردته.

بالطبع، لم يكن من الضروري أن يكون الخط الزمني دقيقًا تمامًا.

طالما لم يكن الخط الزمني بعيدًا جدًا، وفي حدود قرن واحد، كان بإمكان الرجل ذي الرداء الأسود الشعور بوجود جيانغ يي فينغ.

لكن رغم ذلك، كان الوقت والجهد الذي يبذله الرجل ذي الرداء الأسود يفوقان ما يبذله جيانغ يي فينغ بعشرات الآلاف من المرات.

لهذا السبب، أحيانًا كان بإمكان جيانغ يي فينغ أن يتدرب في عزلة لعشرات الآلاف من السنين، وأحيانًا لم يكن يحصل سوى على بضعة أيام.

كل شيء كان يعتمد على الحظ.

يعتمد على الخط الزمني الذي بدأ منه الرجل ذي الرداء الأسود بحثه.

وبالنظر إلى أنه كان قادرًا على العثور على جيانغ يي فينغ بهذه السرعة في كل مرة، كان هذا بالفعل دليلًا على قوته وحظه.

في هذه اللحظة، نظر الرجل ذو الرداء الأسود مرة أخرى إلى موقع التدريب الفارغ.

بدأت نية القتل تتسرب منه بشكل غير طبيعي.

ثم تمتم ببرود: "تبا لك أيها الوغد المحظوظ!"

في نظر الرجل ذي الرداء الأسود، لا بد أن جيانغ يي فينغ قد حصل على موهبة هروب قوية للغاية.

وإلا، فمع قوة جيانغ يي فينغ في عالم هونغمينغ، كان من المفترض أن تؤدي هذه القفزات الزمنية المتكررة إلى إضعافه بشدة.

فعبور الخطوط الزمنية يتطلب ضغطًا هائلًا.

وبالرغم من أن الوصول إلى عالم هونغمينغ يسمح للمرء بالخروج من نهر الزمن، فإن ذلك لا يعني تجاهل قوة الزمن أو الضغط الناتج عن عبور الخطوط الزمنية!

كان إفتراض الرجل ذي الرداء الأسود صحيحًا جزئيًا، لكنه لم يكن دقيقًا بالكامل.

فموهبة "سلطة الزمن" لم تكن شيئًا حصل عليه جيانغ يي فينغ من السحب العشوائي، بل كانت شيئًا حصل عليه من " تشو ".

بالطبع، كان لذلك علاقة أيضًا بالمحاكي.

فبعد كل شيء، أشار المحاكي إلى أنه قد تمت استعادتها.

يمكن القول إن الرجل ذي الرداء الأسود كان يعرف الكثير عن المحاكي، لكنه لم يكن على دراية بكل شيء.

أما لماذا لم يحصل الرجل ذو الرداء الأسود على "سلطة الزمن"، فمن يمكنه أن يقول؟

ربما، باعتبار "تشو" روح الزمن، كان لا يزال لديه مخرج سابقًا!

لوّح الرجل ذو الرداء الأسود بيده، مدمّرًا موقع التدريب الذي كان جيانغ يي فينغ فيه.

لم يكن أمامه سوى هذه الطريقة لتنفيث غضبه.

ثم بدأت جولة جديدة من المطاردة والهروب!

وبشكل غير محسوس، وصل جيانغ يي فينغ إلى منتصف عالم الهونغمينغ خلال هروبه.

وعلى الرغم من أنه في كل خط زمني لم يكن بإمكانه التدرب سوى لبضعة أشهر أو مئات الآلاف من السنين، إلا أنه كان بارعًا في الفرار.

حساباته التقريبية أظهرت أنه فرّ على الأقل مئات الآلاف من المرات.

والوقت التراكمي الذي قضاه في العزلة والتدريب بلغ عدة مليارات من السنين.

إلى جانب تقدمه في المستوى، تحسّن أيضًا مزاجه بشكل ملحوظ على مر السنين التي قضاها تحت التهديد المستمر.

في السابق، رغم أن جيانغ يي فينغ كان يعلم أنه في خطر، إلا أن الأمر كان مجرد احتياط.

لم يكن لديه ذلك الإحساس المباشر بالخطر.

أما هذه المرة، فالرجل ذو الرداء الأسود كان يطارده بجِدّية وإصرار حقيقيين.

هذه التجربة المباشرة منحت جيانغ يي فينغ الكثير من الإدراك.

عقليته، التي كانت في السابق سطحية بعض الشيء، أصبحت أكثر استقرارًا.

وفي مواجهة الخطر، أصبح أكثر هدوءًا واتزانًا.

2025/03/06 · 157 مشاهدة · 1147 كلمة
نادي الروايات - 2025