الفصل 418: اختيار جيانغ إر باو
-------
في آخر محاكاة لـ جيانغ يي فينغ ، أصبح الرجل ذو الرداء الأسود تناقضًا. كان تصحيح المصير يؤثر عليه باستمرار، لكن قوته كانت كافية لتحمله. ومع ذلك، في هذه المحاكاة، تمكن جيانغ يي فينغ من الفرار مرارًا وتكرارًا، مما جعل الرجل ذو الرداء الأسود يبدو كالمهرج الذي يطارد السراب خلفه، يأكل الغبار .
المرة الأولى كانت مقبولة، لكن بعد مئات الآلاف من المرات ، انهارت عقلية الرجل ذو الرداء الأسود أخيرًا، مما أتاح فرصة للرجل ذو الرداء الأبيض.
في هذه اللحظة، كان الرجل ذو الرداء الأبيض لا يزال عالقًا على خط زمني قبل 180 مليون سنة ، حيث كان يكافح لإصلاح ال عالم الخالد وتنقية قوة الفراغ .
أما جيانغ يي فينغ ، فلم يكن على علم بكل هذا، ولا يزال متيقظًا من الرجل ذو الرداء الأسود ، متسائلًا عما إذا كان يخطط لتحرك كبير .
خلال هذه الملايين من السنين ، أصبحت طائفة الإله القديم طائفة من الدرجة الأولى في قارة الإله القتالي ، تمامًا كما في محاكاة جيانغ يي فينغ السابقة.
كل 50 سنة ، كانت طائفة الإله القديم تختار مجموعة من التلاميذ النخبة وتأخذهم إلى الفوضى . لم يكن هناك أي خطر ، بل كائنات أقوى ، بمن فيهم جيانغ إر باو والعديد من الخبراء الأقوياء من عالم الإله القديم في الفوضى ، الذين سبق لهم أن تبعوه في حياته ومماته .
كان التلاميذ النخبة المختارون كل 50 سنة يُرسلون إلى جيانغ إر باو والآخرين للحصول على إرشاد أقوى وتدريب أشد قسوة .
وبمعنى أدق، كان هذا يُعتبر الطائفة الداخلية الحقيقية لطائفة الإله القديم ، أو بالأحرى، الطائفة الحقيقية للإله القديم .
وبمجرد وصول هؤلاء التلاميذ إلى هناك، لم يعودوا يريدون الرجوع إلى طائفة الإله القديم في قارة الإله القتالي(الحربي) ، فحتى أضعف المعلمين هنا كانوا أفرادًا أقوياء من عالم الإله القديم في الفوضى .
كانت هذه المعاملة تفوق بكثير ما يحصل عليه أبناء القداسة في الأراضي المقدسة في قارة الإله الحربي ، فمن قد يتخلى عن مثل هذه الفرصة؟
مع ازدهار طائفة الإله القديم ، جنى جيانغ يي فينغ فوائد عظيمة .
ففي النهاية، تأسست طائفة الإله القديم بناءً على اقتراحه، كما أن لقب "سيد الجنس البشري" جعل تطور الجنس البشري يُنسب إلى إنجازات جيانغ يي فينغ .
كان هذا متوقعًا من جيانغ يي فينغ ، لكنه أيضًا جلب فوائد غير متوقعة ، والتي كانت مذهلة بعض الشيء .
بسبب تعزيز "مسار البشرية" ، تمكن جيانغ يي فينغ بشكل غير متوقع من اختراق عالم الهونغمينغ .
ومع ذلك، بدا هذا التقدم غريبًا بالنسبة له، وكأنه لم يندمج تمامًا مع مستواه السابق ، وكأنه لا ينتمي إليه بالكامل .
كان لدى جيانغ يي فينغ بعض التخمينات حول هذا.
ربما كان السبب أن هذا التطور كان قائمًا على التاريخ ، وقوة الجنس البشري لم تتجسد بالكامل بعد .
ومن المحتمل أن القوة التي أضافها لقب "سيد الجنس البشري" كانت مؤقتة ، ولا يمكنه إحضارها إلى الواقع .
ففي النهاية، في الواقع، لم يكن الجنس البشري بهذه القوة .
بالطبع، كانت هذه مجرد افتراضات من جيانغ يي فينغ ، والتي كان عليه التحقق منها بعد انتهاء المحاكاة .
حتى لو كان هذا صحيحًا، لم يكن الأمر مهمًا بالنسبة لجيانغ يي فينغ .
قوة البشر في هذا الخط الزمني قد ازدادت ، وإذا تمكن يومًا من إعادتهم إلى الخط الزمني الحقيقي ، فإن التعزيز الذي منحه لقب "سيد الجنس البشري" ينبغي أن يندمج معه بالكامل .
الفوائد موجودة بالفعل، المسألة فقط متى سيتمكن من الحصول عليها.
وبغض النظر عن الطريقة التي تنظر بها إلى الأمر، لم يكن هناك أي خسارة .
في أحد الأيام، شعر جيانغ يي فينغ فجأة باضطراب في مسار النار العظيم في هذا العالم .
وبعد التحقق، اكتشف أن المصدر كان جيانغ إر باو .
كان الأخير قد أخفى فهمه وزراعته لمسار النار العظيم داخل المسار نفسه .
رأى جيانغ يي فينغ أن زراعة جيانغ إر باو تتراجع بسرعة ، فلم يسعه إلا أن يعبس.
هل كان إر باو يخطط لإعادة زراعة نفسه من جديد؟
في لحظة، خطر على بال جيانغ يي فينغ احتمال ما .
تذكر كيف أن ليانغ تشي لي قد استخرج زراعته وخزنها داخل شيء يشبه بيضة تنين ، مما أدى إلى إعادته إلى الصفر .
ثم أعاد زراعته واستعاد قوته السابقة، مما أدى إلى تحول كمي أدى إلى اختراقه لعالم الهونغمينغ .
ما كان يفعله جيانغ إر باو الآن كان مشابهًا جدًا لذلك .
في هذه اللحظة، فهم جيانغ يي فينغ تقريبًا نية جيانغ إر باو .
كان ينوي استخدام هذه الطريقة لاختراق عالم الهونغمينغ.
ولكن، لم يكن مسار النار العظيم قادرًا على تحمل قوة المسارات الأخرى .
لقد خزن جيانغ إر باو كل شيء داخل مسار النار العظيم ، مما تسبب في سقوط مستواه .
لكن ماذا عن بقية المسارات التي كان قد زرعها؟
إما أن يقوم بتخزينها داخل مساراتها الخاصة مثلما فعل مع مسار النار العظيم ، وهذا لم يكن ممكنًا بالنسبة له ، حيث إن وعيه وزراعته لم يكونا كافيين إلا لتخزين مسار واحد فقط .
أما المسارات التي تُخزن دون وعيه وزراعته، فبمجرد وضعها داخل المسارات العامة، سيتم استيعابها بسهولة، مما يجعل من الصعب استرجاعها .
لذلك، كان خيار جيانغ إر باو يعني فعليًا التخلي عن بقية المسارات التي قام بزراعتها ، والتركيز كليًا على استخدام مسار النار العظيم لاختراق عالم الهونغمينغ .
عند رؤية هذا، هز جيانغ يي فينغ رأسه مبتسمًا .
كان اختيار جيانغ إر باو تضحية، لكنه كان أيضًا طريقًا في النهاية.
في الوقت نفسه، تذكر جيانغ يي فينغ مواجهته لوهم جيانغ إر باو داخل مسار النار العظيم خلال إحدى محاكياته السابقة.
في ذلك الوقت، لم يكن جيانغ يي فينغ بالقوة أو المعرفة التي يمتلكها الآن، ولم يدرك الهدف من ذلك الوهم .
لكن الآن، بدا أن إر باو قد تركه لنفسه .
ومع ذلك، كان هذا المسار عامًا ، وإذا قام شخص ما بتدمير مسار النار العظيم ، أو إذا كان هناك شخص أقوى من جيانغ إر باو تمكن من استيعابه، فقد يستغل الفرصة لصالحه .
عند التفكير في ذلك، هز جيانغ يي فينغ رأسه وأشار نحو مسار النار العظيم، تاركًا نسخة احتياطية لجيانغ إر باو .
إذا حاول شخص ليس أقوى من جيانغ يي فينغ الاستفادة منه، فسيكون عليه الاعتماد على حظه .
بعد أن أنهى كل هذا، تساءل جيانغ يي فينغ عمَّا إذا كان بإمكانه استخدام طريقة جيانغ إر باو لتعزيز إدراكه لمساراته الخاصة .
فعلى الرغم من أنه قد دخل بالفعل في عالم الهونغمينغ ، إلا أن العديد من مساراته لم تصل إلى الكمال المطلق بعد .
هل يمكنه تخزين مساراته غير المكتملة داخل المسار نفسه ، ثم إعادة زراعتها من البداية ، وبعد تحقيق الكمال مرة أخرى ، يقوم بامتصاص الإدراك المخزن لتحقيق تحول نوعي من خلال التراكم الكمي ؟
بمجرد أن راودته هذه الفكرة، لم يتردد جيانغ يي فينغ وبدأ بالتجربة .
ومع ذلك، سرعان ما أصيب بالإحباط .
لا بأس، من الأفضل أن أركز على الفهم بصدق بنفسي.
كانت قوته الحالية عظيمة جدًا ، ومسار واحد فقط لا يمكنه احتواء وعيه بالكامل .
أما المسار الذي لا يحتوي على وعيه ، فإذا تم تخزينه داخل المسارات العامة، فسيتم استيعابه بسرعة، مما يجعله مستحيل الاسترجاع .
في الفترة التي تلت ذلك، إنغمس جيانغ يي فينغ في زراعته من جديد .
ومع ذلك، كان يخصص أحيانًا بعض الوقت لمراقبة جيانغ إر باو ، جزئيًا لمتابعة تقدمه في إعادة الزراعة ، وجزئيًا للتحقق مما إذا كانت طريقته مجدية حقًا .
فإذا نجحت هذه الطريقة حقًا ، فقد تصبح مسارًا لإنتاج خبراء الهونغمينغ بكميات كبيرة .
ورغم أن هذا المستوى من الهونغمينغ لن يمتلك سوى مسار واحد فقط ، إلا أنه لا يزال الهونغمينغ ، ولا يمكن مقارنته بالإله الأسمى .