الفصل 475: قوة المصير
---------
بينما كان صوت المحاكي الإلكتروني يتردد، نجح جيانغ يي فينغ في الإحياء.
ولكن، هذه المرة، استغرق الإحياء وقتًا أطول قليلًا من السابق.
لأن الأشخاص داخل عالمه الداخلي قد أُحيوا معه أيضًا.
في البداية، ظن جيانغ يي فينغ أن أولئك الأشخاص قد أُحيوا فحسب. لكن سرعان ما لاحظ أن هناك أمرًا غير طبيعي.
كان يبدو أن الأشخاص في عالمه الداخلي، بعد إحيائهم، قد شكلوا العديد من الروابط مع عالمه الداخلي.
شعر وكأنهم قد اندمجوا بعمق مع عالمه الداخلي. كما لو أن هؤلاء الأشخاص كانوا في الأصل من السكان الأصليين لعالمه الداخلي، ولم يعودوا غرباء.
وفي الوقت ذاته، بدا أن جيانغ يي فينغ قد وُلدت داخله قوة خاصة.
إكتشف أنه يمتلك إحساسًا مطلقًا بالتحكم بهؤلاء الأشخاص. وكأنه يستطيع التحكم بكل شيء يخصهم في أي لحظة.
وهذه القوة بدت مألوفة بعض الشيء لجيانغ يي فينغ.
سرعان ما تقلصت حدقتا عينيه.
لقد أدرك.
هذه القوة الخاصة تشبه إلى حد كبير القوة القمعية التي واجهها عند اختراقه إلى مستوى المسيطر.
الفرق الوحيد هو أنه إذا استخدم هذه القوة خارجيًا، فإنها تكون أضعف بكثير من القوة القمعية. ليست على نفس المستوى.
هل يمكن أن يكون هذا هو "طريق المصير"؟
كلما فكّر جيانغ يي فينغ أكثر، كلما شعر أن الأمر ممكن.
أن تمتلك تحكمًا مطلقًا بالكائنات العاقلة، حتى وإن كان حاليًا داخل عالمه الداخلي فقط، فهذا يمكن اعتباره فعلًا "مصيرًا" يتحكم بكل شيء!
وإذا استطاع تعزيز هذه القوة في المستقبل، فقد لا يكون من المستحيل التحكم بمصير الناس في العالم الخارجي.
وفي ذات الوقت، بدا أن جيانغ يي فينغ بدأ يفهم تدريجيًا خطط سيد الفراغ والآخرين. هل من الممكن أنهم يريدونه أن يحلّ محل "المصير"؟
فمن خلال الوضع الحالي، يبدو أن طريق المصير يتشكل من خلال التحكم بكل ما يخص الكائنات الحية.
ولتحقيق ذلك، فإن أسهل طريقة هي تحويل العالم الداخلي إلى عالم قابل للعيش، ودع سكان العالم الداخلي يكونون تحت تحكمه الكامل.
وهذا بلا شك أبسط بكثير من محاولة التحكم بالناس في العالم الخارجي.
فالعالم الداخلي يُولد من ذاته. وسكانه الأصليون الذين يظهرون فيه، هم في جوهرهم منبثقون من الداو الخاص بصاحب العالم. وبشكل طبيعي، يمكن التحكم بهم بسهولة من قبل سيد العالم.
وهذا بلا شك هو أفضل طريق للدخول إلى "طريق المصير".
وسابقًا، حينما قدّم "يو" و الطواغيت الشيطانيين الآخرون سلطاتهم أو مواهبهم الداوية له، ألم يكن ذلك تمهيدًا لهذا الطريق؟
فبعد كل شيء، لخلق عالم داخلي صالح للسكن، يجب أن يتقن المرء كافة قوى الداو.
وإلا، فإن داوًا واحدًا فقط لن يكون كافيًا لجعل الكائنات الحية قادرة على البقاء.
ولكن، سرعان ما راود جيانغ يي فينغ شك آخر. من هو صاحب تلك "اليد العملاقة"؟ أو ما هو الدور الذي يلعبه "المصير" نفسه؟
في السابق، كان جيانغ يي فينغ يعتبر الطرف الآخر عدوًا له. لكن الآن، شعر أن الأمر معقد بعض الشيء.
أما عن سبب هذا الشعور، فيجب أن نبدأ من تدمير عالم التناسخ الذي كان فيه سابقًا.
لو لم يتم تدمير ذلك العالم، فما كان جيانغ يي فينغ ليدخل الآخرين إلى عالمه الداخلي.
ولو لم يفعل ذلك، لما كانت تكوّنت الروابط بين أولئك الأشخاص وعالمه الداخلي بعد موته وإحيائه، ولما أصبحوا من السكان الأصليين لعالمه الداخلي.
ولما كان قد فهم ذلك الأثر من قوة "المصير" الآن.
ففي الأصل، عالمه الداخلي لم يكن قد أنجب كائنات عاقلة بعد.
إذن، تدمير العالم، والقمع من قبل "اليد العملاقة"، والإحياء بواسطة المحاكي، كانت جميعها نقاطًا حاسمة.
[المترجم: ساورون/sauron]
فبسبب هذه النقاط، تمكن جيانغ يي فينغ من فهم أثر من قوة "المصير" قبل أوانه.
ولو لم توجد تلك النقاط، فربما كان جيانغ يي فينغ سيفهم قوة "المصير" في المستقبل.
ولكن ذلك كان سيتطلب سنوات لا تُحصى من تطور العالم الداخلي ذاتيًا، وفقط عندما تظهر كائنات أصلية حقيقية، كان يمكن أن يبدأ هذا.
لكن هذه النقاط عجّلت من هذه العملية.
ولكن من بين هذه النقاط الثلاث، فقط الإحياء عبر المحاكي كان نتاجًا من تخطيط سيد الفراغ.
أما تدمير العالم وقمع اليد العملاقة، ففي الواقع، لم يكونا جزءًا من مخطط سيد الفراغ.
وهذا ما جعل جيانغ يي فينغ يعبس.
هل هذا كان خطة احتياطية من سيد التناسخ؟ أم أن "المصير" كان يعلم كل شيء مسبقًا، وكان الطرف الآخر يضع مخططًا أيضًا؟
أو ربما...
بالإضافة إلى هذه التخمينات،
كان لدى جيانغ يي فينغ في الواقع العديد من الأفكار الأخرى.
لقد بدأ حتى يشكّ في هذا العالم.
عوالم التناسخ السابقة، والفراغ، وأرض البدء الأولي، هل يمكن أن تكون حقيقية؟ هل يمكن أيضًا أن تكون عالمًا داخليًا لشخص ما؟
وهل يمكن أن يكون "المصير" هو سيد هذا العالم؟
ومع ذلك، فإن هذه الأفكار مرت بسرعة.
فاحتمال ذلك لم يكن كبيرًا.
أولًا، إذا كان "المصير" هو سيد العالم، فإن احتمال أن يقوم سيد الفراغ والآخرون بالتآمر ضد "المصير" سيكون ضئيلًا للغاية.
ثانيًا، إذا كان "المصير" هو سيد العالم، فلا ينبغي للطرف الآخر أن يستهدف سكان العالم أو يدمر العالم.
فبعد كل شيء، لدى جيانغ يي فينغ نفسه عالم داخلي. ويمكنه أن يشعر أنه إذا دمّر عالمه الداخلي، فإن ذلك سيضره شخصيًا.
وإذا كان التدمير شديدًا جدًا، وأدى إلى خراب واسع النطاق، فقد يواجه حتى خطر الموت.
من الذي سيؤذي نفسه؟
لذا، من منظور الضرر الذي لحق بالعالم، يمكن في الأساس استبعاد فكرة أن "المصير" هو سيد العالم.
كانت هذه السلسلة من الأفكار مجرد خاطرة عابرة بالنسبة لجيانغ يي فينغ. ولم يغص فيها بعمق.
لقد كان يعلم جيدًا.
بغض النظر عن الحقيقة، فهو لا يزال مجرد بيدق. ربما بيدق في يد التناسخ، أو ربما في يد المصير.
فقط بامتلاك قوة كافية، يمكنه أن يحصل على فرصة للتحرر من كل هذا. وربما، يتمكن من معرفة الحقيقة.
ألقى جيانغ يي فينغ نظرة على المحاكي.
وهمس قائلًا: "ابدأ المحاكاة!"
[دينغ، تم تأكيد إحداثيات الإحياء الثابتة.] [تبدأ المحاكاة رقم 46!]
وبعد أن تأكد من ظهور علامة الإحياء، لم يتردد جيانغ يي فينغ، وتوجّه مباشرة إلى أرض البدء الأولي.
وبعد وقت طويل، وصل إلى أرض البدء الأولي.
لكن قبل أن يتمكن من البدء في الزراعة، تحرك ظل تلك "اليد العملاقة".
واتجهت مباشرة نحو جيانغ يي فينغ.
وعند رؤية هذا المشهد، اهتز قلب جيانغ يي فينغ بعنف.
ومع ذلك، لم يتراجع ولو خطوة واحدة.
بل على العكس، بدأ بهدوء في استيعاب القوة التي على تلك "اليد العملاقة".
وليس لأن جيانغ يي فينغ لم يكن خائفًا من الموت، ولا لأنه كان يرغب فعلًا في استيعاب شيء ما. لكنّه ببساطة لم يكن لديه خيار آخر.
فلو أنه فرّ الآن، فلن ينجو.
وبما أن الأمر كذلك، فمن الأفضل أن ينتهز هذه اللحظة لاستيعاب القوة الموجودة على تلك "اليد العملاقة".
وبالطبع، كان جيانغ يي فينغ أيضًا ينتظر. ينتظر ظهور سيد الفراغ.
فبعد كل شيء، كان سيد الفراغ قد قال من قبل، أنه ما إن يصل إلى مستوى المسيطر، فسيتم تفعيل الخطة التالية، وسيكون هناك فترة من الوقت للزراعة المستقرة.
وبما أن سيد الفراغ كان يتحدث بثقة كبيرة آنذاك، فلا بد أن لديه ورقة رابحة قوية.