الفصل 478: تبحث عن بعض المرح؟

---------

في أحد الأيام، توقف جيانغ يي فينغ أخيرًا عن الكآبة.

وسار وحيدًا إلى الفضاء الذهبي.

[دينغ، إنتهت المحاكاة!]

جيانغ يي فينغ إنتحر!

وسرعان ما عاد إلى الحياة.

لكنه بدأ المحاكاة على الفور مرة أخرى.

[دينغ، بدأت المحاكاة رقم 46.]

[دينغ، إنتهت المحاكاة.]

...

بدأ في الانتحار والعودة للحياة باستمرار!

حتى إنتهت المحاكاة رقم 49.

[دينغ... تعطل المحاكي؛ تم فك الارتباط بنجاح!]

ورغم أن المحاكي تم فكه،

إلا أن موهبة جيانغ يي فينغ الأصلية وسلطته بقيتا.

وفي هذه اللحظة!

شعر جيانغ يي فينغ بصفاء مفاجئ يجتاح جسده كله.

المرحلة التي كان عالقًا فيها من قبل

اخترقها الآن ليصل إلى مستوى الأبدية.

بعد بلوغه مستوى الأبدية،

إختبر جيانغ يي فينغ إحساسًا مختلفًا.

لم يعد يتأثر بأي شيء في هذا العالم.

قد يواجه العالم الدمار،

لكنه بدا وكأنه بلغ الأبدية حقًا.

أرض البدء الأولي.

وصل جيانغ يي فينغ إلى هنا في هذه اللحظة.

نظر إلى سيد الفراغ بشفقة.

ثم ألقى نظرة على ظل "المصير" وضحك بهدوء.

"هل يجب أن أناديك بالمصير؟ أم بالتناسخ؟"

عند سماع كلمات جيانغ يي فينغ،

لم تتغير ابتسامة ظل "المصير".

تأمل جيانغ يي فينغ

وقال بهدوء: "متى إكتشفت ذلك؟"

هذا الرد لم يفاجئ جيانغ يي فينغ،

لكنه ترك سيد الفراغ مذهولًا.

نظر سيد الفراغ إلى ظل "المصير" بعدم تصديق.

"أ... أنت التناسخ؟! كيف يمكن أن تكون التناسخ!"

ظل "المصير" تجاهل سيد الفراغ،

ولم يوجه نظره إلا إلى جيانغ يي فينغ،

منتظرًا رده.

إبتسم جيانغ يي فينغ إبتسامة خفيفة.

"أليس المحاكي هو أكبر ثغرة؟"

"لو كان سيد التناسخ شخصًا آخر، ويحتاج إلى خطة للتعامل معك؛ فكيف يمكن للمحاكي الذي أنشأه سيد التناسخ وآخرون أن يمتلك قوة تتجاوز مستوى المسيطر؟"

خلال الأيام التي كان فيها عالقًا في مرحلته،

فكر جيانغ يي فينغ كثيرًا.

وأجرى العديد من عمليات التحقق.

وكان الإستنتاج الذي توصل إليه أن السبب وراء تعثره في مرحلته

يرجح أن يكون بسبب المحاكي.

فبعد كل شيء، لم يتبقَ له طريق للتقدم.

كل شيء بلغ حدود مستوى المسيطر.

وكانت سيطرته على قوته الخاصة شبه كاملة.

القوة الوحيدة التي لم يكن يستطيع السيطرة عليها كانت المحاكي.

وعندما فكر في هذا الإحتمال،

بدأ جيانغ يي فينغ يفكر في الإنفصال عن المحاكي.

لكنه لم يستطع فعل ذلك حتى مع قوته الكاملة في مستوى المسيطر.

وكانت هذه النقطة بالذات

هي ما جعل جيانغ يي فينغ يكتشف ثغرة.

بما أن المحاكي تم إنشاؤه من قبل سيد التناسخ وآخرين معًا،

فإن حدّ المحاكي يجب أن يكون فقط مستوى المسيطر الكامل.

فبعد كل شيء، إن كان بإمكانه تجاوز مستوى المسيطر،

فلا بد أن سيد التناسخ يمتلك قوة تتجاوز ذلك.

ولكن، إن كان الطرف الآخر يمتلك هذه القوة،

فهل سيكون هناك داعٍ لكل هذه التخطيطات المعقدة؟

فمن المعروف أن حتى سيد الفراغ، الذي إخترق مؤقتًا إلى مستوى الأبدية، استطاع أن يعيق "المصير".

ولو أن سيد التناسخ كان في مستوى الأبدية،

لكان مثل هذا التخطيط الزائد غير منطقي تمامًا.

ولكن قدرات المحاكي تجاوزت بالفعل مستوى المسيطر الكامل.

وإلا، لكان جيانغ يي فينغ، وهو في مستوى المسيطر الكامل، قادرًا على الانفصال عن المحاكي.

لكنه لم يستطع فعل ذلك.

وهذا من دون شك يثبت أن منشئ المحاكي كان يمتلك قوة مستوى الأبدية.

لذا، خطرت في بال جيانغ يي فينغ إمكانية.

أن يكون سيد التناسخ هو "المصير"!

وأن كل شيء كان مسرحية أخرجها ومثلها الطرف الآخر.

وبمجرد أن ثبتت هذه النظرية،

فإن دمار العالم السابق، وتمكينه من فهم قوة القوانين مبكرًا؛ وحتى لمسة من قوة المصير.

أصبحت جميعها منطقية.

لأن سيد التناسخ و"المصير" كانا شخصًا واحدًا.

كان سيد التناسخ يريد له أن يصبح أقوى، وبالطبع "المصير" أيضًا.

لأنهما كانا الشخص نفسه.

ومع ذلك، لم يكن جيانغ يي فينغ قادرًا على فهم غاية الطرف الآخر تمامًا.

أن يلعب دور كلٍ من التناسخ و المصير.

ثم يضع خطة ضخمة كهذه.

هل كان كل ذلك لمجرد التسلية؟

لم يكن جيانغ يي فينغ متأكدًا من غاية الطرف الآخر.

لذا، لم تكن لديه النية لمواجهته مباشرة مسبقًا.

فبعد كل شيء، من يستطيع التخطيط للأبدية،

من يدري ما الذي يسعى إليه حقًا.

ومن دون قوة مكافئة،

فإن مواجهة الطرف الآخر مبكرًا

لن تكون سوى الوقوع في المخطط التالي.

لذا، إختار جيانغ يي فينغ طريقه الخاص.

أن يتحرر من المحاكي عبر الإنتحار.

وهذه الطريقة كانت في الواقع مقامرة كبيرة.

لم يكن يتبقى له من قيم الأصل في المحاكي سوى ما يكفي لإكمال المحاكاة التاسعة والأربعين.

وكان الرقم 49 حساسًا للغاية.

إذ يتطابق مع مفهوم "طريق السماء ينقص واحدًا من تسعة وأربعين".

وهكذا، ظن جيانغ يي فينغ أنه ربما بعد 49 محاكاة، قد يكون هناك بصيص أمل.

لكن لم يكن متأكدًا من أي شيء من هذا.

لذا، في أيامه الأخيرة،

قضى أوقاتًا جميلة مع عائلته وأصدقائه.

وكان مستعدًا للموت حقًا إن فشل.

بالطبع، كان يمكنه أن يختار عدم المجازفة.

أن ينتظر "المصير" ليخطط مجددًا؛ أو أن يستخدم وسائل أخرى لدفعه.

لكن جيانغ يي فينغ كان قد سئم حقًا.

مخططات لا نهاية لها.

كونه دائمًا أداة، مهرجًا.

لم يكن راضيًا!

لذا، إتخذ القرار الأكثر تهورًا في حياته.

وفي النهاية، فاز في المقامرة!

بالطبع، جيانغ يي فينغ لم يقل شيئًا من هذا لاحقًا.

لكن المصير لم يكن بحاجة سوى لسماع أن المحاكي لا ينبغي أن يمتلك قوة تتجاوز مستوى المسيطر.

وفهم كل شيء على الفور.

ومع ذلك، ظل مظهره مبتهجًا، وأومأ إلى جيانغ يي فينغ قائلاً:

"ليس سيئًا، لم تكن مجرد تخمين أعمى!"

فـ"المصير" أو "التناسخ" الذي يستطيع التخطيط للأبدية؛ لا بد أنه كان يعلم بهذا الخلل!

ولكن لو لم يكن للمحاكي مثل هذه القدرات القوية،

فكيف كان يمكن لجيانغ يي فينغ أن يعزز قوته بهذه السرعة؟

وعلاوة على ذلك، لكي يكتشف جيانغ يي فينغ هذا الخلل، كان عليه أن يبلغ مستوى المسيطر الكامل.

وعند هذا المستوى،

هل كان لدى جيانغ يي فينغ أي مجال للرجوع؟

لا، أو بالأحرى، لم يكن لديه مجال للرجوع منذ البداية.

لذا، لم يكن "المصير" قلقًا بشأن اكتشاف جيانغ يي فينغ لهذه النقطة.

"أنت... أنت حقًا التناسخ؟"

"لماذا؟ لماذا خدعتني، خدعتنا جميعًا؟"

كلمات "المصير" دفعت سيد الفراغ إلى الجنون التام.

لم يكن يتوقع أن جهود كل أولئك الناس، واحدًا تلو الآخر، كانت كلها خدعة.

لم يكن أن "المصير" إغتصب قدرًا كبيرًا من سلطة الطواغيت الشيطانيين؛ ثم قاد "التناسخ" الجميع للنهوض والمقاومة.

بل إن "المصير" هو من إغتصب قدرًا كبيرًا من السلطة، ثم تنكر على هيئة "التناسخ"، ودعا الجميع للمقاومة معًا.

ألقى ظل "المصير" نظرة على سيد الفراغ.

وضحك بهدوء، "لماذا؟"

"بالطبع، من أجل التسلية!"

"هاهاها، هل يبدو غريبًا أن يسعى كائن أبدي مثلي لبعض الترفيه؟"

وبينما كان يضحك، اتسعت عينا "المصير" فجأة بحدة.

ثم صرخ بخفة في وجه سيد الفراغ وجيانغ يي فينغ، "ماذا؟ ألستما راضيين؟"

وفجأة، انفجرت الهالة المحيطة بـ"المصير".

وذلك الشكل الخيالي بدأ يتجسد شيئًا فشيئًا.

وبدا كأنه على وشك أن يقاتل جيانغ يي فينغ وسيد الفراغ فورًا.

وعندما رأى ذلك، عبس جيانغ يي فينغ قليلًا.

شعر أن هناك شيئًا غير طبيعي.

هل يعقل أن يقوم شخص بكل هذه المخططات لمجرد التسلية؟

بل ويضع نفسه في موقف يواجه فيه خصمًا مساويًا له في القوة.

بل ويتعمد استفزازهما.

هذا يبدو جنونًا!

كان "المصير" قويًا،

لكنه لم يكن سوى في مستوى الأبدية.

وبعد اختراقه إلى مستوى الأبدية،

أصبح جيانغ يي فينغ يعلم جيدًا أنه الحد الأقصى.

ولا يمكن التقدم إلى ما بعده.

صحيح أنه كان قد إخترق لتوه مستوى الأبدية، وربما لم تكن سيطرته على قوة القتال بمستوى "المصير".

أما سيد الفراغ، فرغم أنه إخترق مستوى الأبدية مؤقتًا فقط؛ إلا أنه لم يكن قادرًا على الحفاظ عليه، ولا على إطلاق القوة الحقيقية لمستوى الأبدية.

لكن يمكن إعتباره نصف أبدية على الأقل!

والآن "المصير" يريد مواجهة خصمين دفعة واحدة.

فما الذي كان يفكر فيه؟

هل كان يظن فعلًا أنه سيتفوق؟

2025/04/05 · 70 مشاهدة · 1198 كلمة
نادي الروايات - 2025