الفصل 168: تحدّي لوكاس الصادم
--------
انطلق ريح سيف حاد بينما لوح لوكاس بسيفه.
جلب معه قوة مرعبة تسببت في التفاف الهواء وتموجاته.
يا له من ريح سيف مخيف!
أحس رودريك بالقوة الساحقة للهجوم فقام على الفور بغمر درع الآثار بالمانا لتفعيل قوته.
اشتعلت النقوش على الدرع، مشكلة جدارًا دفاعيًا سميكًا مصنوعًا من المانا.
في اللحظة التالية، دوى انفجار مدوٍّ أجبر المتفرجين على تغطية آذانهم.
"ما هذا بحق الجحيم؟!"
"ماذا لو أطلقوا هجومًا في اتجاهنا فجأة؟"
"لا تقلق. سنكون بأمان. هل ترى ذلك الرجل العجوز هناك؟ ذلك العجوز هو حامي هذا المدرج. إنه سيد روح وحش من الحلقة الثالثة مهمته ضمان سلامة المتفرجين."
"ماذا؟! هل هناك حقًا مثل هذا الخبير هنا غير اللورد لوكاس واللورد رودريك؟"
"بالطبع..."
بينما خفت سحابة الغبار، رأى الجميع حفرة ضخمة على المنصة.
"انظروا! يبدو أن اللورد رودريك مصاب!"
استطاع الجميع رؤية أن رودريك قد تعرض لإصابات خطيرة بعد تلقي تلك الضربة. كان هناك جرح صغير على جبينه تسبب في نزيف. حتى درعه الفولاذي لم يستطع تحمل الهجوم وتعرض لبعض الأضرار.
ومع ذلك، بقي رودريك هادئًا وهو يحدق في لوكاس على الجانب الآخر من الحفرة.
لو لم أفعّل قوة درعي في اللحظة الأخيرة، لخسرت ذراعي.
لوكاس سيلفرسوورد... ما زلت لا أستطيع هزيمته...
بدا رودريك هادئًا على السطح، لكنه كان في صدمة عميقة في الداخل.
كان تحسن لوكاس يفوق استيعابه.
بعد تلك الضربة، أدرك رودريك أن لوكاس قد تجاوزه بالفعل وأن الفرق في قوتهما كان يزداد اتساعًا.
بزفرة عميقة مليئة بالندم، أدار رودريك رأسه نحو الحكم وقال: "أعترف بالهزيمة."
لم تكن مباراة حتى الموت، لذا لم تكن هناك حاجة لمواصلة المعركة.
تفاجأ الحكم لكنه أعلن بسرعة نتيجة المباراة.
"نجح اللورد لوكاس في الدفاع عن ترتيبه! ستبقى التصنيفات في قائمة تنين أستانيا دون تغيير!"
حالما تم الإعلان، انفجر الحشد في تصفيق صاخب.
ربما انتهت المعركة أسرع مما توقعوا، لكن القوة الساحقة التي أظهرها المحاربان كانت لا تزال عالقة في أذهانهم.
أبعد لوكاس نظره عن رودريك ولفت رأسه نحو قسم الضيوف المهمين، حيث كان الضيوف الخاصون جالسين.
كانت مجرد حركة صغيرة، لكن الحشد استطاع أن يشعر أن شيئًا صادمًا على وشك الحدوث.
طعن لوكاس سيفه في الأرض ورفع ذراعه للإشارة إلى شخص معين جالس بجانب الأمير الثاني.
"أتحداك، أندريه طومسون!"
صدح صوته الهادئ كالرعد، هزّ الجميع حتى الأعماق!
حوّل الجميع أنظارهم نحو أندريه طومسون الأنيق.
كان الرجل اليمين للأمير الثاني، فارسًا متجاوزًا يحتل المرتبة الخامسة في قائمة تنين أستانيا! كان في هذا المنصب منذ عقود ولم يتحداه أحد منذ أن شغل المركز.
صُدم الرجل المعني، أندريه طومسون. لم يستطع تصديق أن لوكاس سيتحداه حقًا أمام حشد كبير. ناهيك عن أن الأمير الثاني كان بجانبه مباشرة.
ارتعش وجهه.
مع وجود آلاف الأشخاص الحاضرين، لم يستطع حتى رفض هذا التحدي.
الأمير جيوفاني أيضًا لم يتوقع حدوث هذا. شعر أن لوكاس بدا وكأنه قد تغير. كان كأنه لم يعد الشخص الذي عرفه ذات يوم.
لم يرد أندريه على الفور. نظر إلى الأمير الثاني لاستطلاع رأيه.
يمكن أن يدمر هذا الخطط التي صنعوها بشق الأنفس لذا لم يستطع اتخاذ القرار بنفسه.
عندما شعر بنظرة أندريه، ابتسم الأمير جيوفاني بخفة وأعطاه إيماءة موافقة. "يبدو أننا سنشهد معركة أخرى مذهلة."
فهم أندريه كلمات الأمير فلم يتردد أكثر.
"في هذه الحالة، سأقبل تحديك!"
وقف من مقعده وأرخى أزرار ملابسه ليشعر براحة أكبر.
"ما زلت متعبًا من المعركة لذا سأمنحك بعض الوقت للراحة." ألقى أندريه نظرة على لوكاس، محاولاً قراءة أفكاره، لكن نظراته التحليلية قابلت تعبير لوكاس الخالي من المشاعر، مما جعله غير قادر على معرفة ما يدور في ذهنه.
"لا حاجة لذلك." هز لوكاس رأسه.
أذهل رده الحشد.
رودريك الذي كان لا يزال على المنصة لم يصدق أذنيه.
كان لوكاس يتحدث إلى أندريه طومسون، محارب قوي لديه عدد قليل من المنافسين في الإمبراطورية بأكملها، لكن يبدو أنه لم يكترث بذلك.
كان هذا أيضًا إهانة غير مباشرة له لأنه قد خاض للتو معركة مع لوكاس. كان الأمر كما لو أن لوكاس لم يبذل جهدًا كبيرًا في هزيمته.
أراد رودريك قول شيء ما، لكنه لم يرغب في الظهور كخاسر متذمر لذا اضطر فقط للنزول من المنصة بوجه عابس.
من ناحية أخرى، رفع أندريه حاجبه.
هل يستفزني عمدًا؟
لم يستطع تحديد ما إذا كان لوكاس يستفزه عمدًا أم لا.
"يبدو أنك واثق جدًا من قدراتك، اللورد لوكاس." قفز أندريه من مقعد المتفرجين.
صوووت
عند هبوطه على الأرض، سار نحو المنصة تحت أنظار الحشد المراقبة.
شاهد الجميع المشهد بحماس شديد، متلهفين لمشاهدة معركة ملحمية أخرى.
عندما صعد إلى المنصة، فتح أندريه فمه مرة أخرى وتحدث: "بما أننا نعرف القواعد بالفعل، لماذا لا نبدأ هذه المعركة الآن؟"
عند سماع هذا، غادر الحكم المنصة على الفور.
"ليس لديك أي معدات عليك، لذا سأقاتلك بلا أسلحة." ألقى لوكاس درعه وسيفه جانبًا. كما خلع درعه وقذفه بعيدًا عن المنصة.
عبس أندريه طومسون عند سماع كلماته. كان خبيرًا في الفنون القتالية وتخصصه كان في القتال القريب.
هذا يعني أن لوكاس كان يتحداه في مجال تخصصه!