🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
قبل أن تبدأ رحلتك بين سطور هذه الرواية، خصّص لحظات من وقتك لما هو أعظم
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نجعل أول حروف روايتنا معطرة بالصلاة على خير الأنام، علّ الله أن يرزقنا بها شفاعة يوم الزحام
🕌 تنبيه محب
هذه الرواية وُضعت لتسلية الروح، لا لتسرق وقت الصلاة
فلا تجعلها حجابًا بينك وبين سجودك... فإن كان وقت الصلاة قد حان، فدع القراءة الآن، وقم إلى ربك
🕊️ دعاء صادق
لا تنسَ، وأنت تقرأ، أن تدعو من قلبك لإخواننا المستضعفين في غزة
اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم يا أرحم الراحمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما رأى شين شينغيان تحذير عالم النجوم يظهر مجددًا، ورغم أنه كان قد توقع هذا السيناريو مسبقًا، إلا أنه توقف للحظة بشكل غريزي.
فحادثة فشل المهارة السابقة لا تزال عالقة في ذهنه، وأصبح يدرك بوضوح أن عبارة "احتمال الفشل" ليست مجرد نص، بل هي قيد حقيقي موجود في عالم النجوم.
وبالنسبة له، الذي كان على وشك حصاد البطاطس، لو فشلت هذه المهارة مرة أخرى، فلن يكون أمامه خيار سوى انتظار النضج الطبيعي، وحينها لن يكون هناك أي فرصة لتحطيم الرقم القياسي مرة ثانية.
لكن بما أن السهم قد وُضع على الوتر، فلا بد أن يُطلق. صلّى شين شينغيان في قلبه، راجيًا أن تباركه إلهة الحظ هذه المرة.
وبعد سلسلة من الإيحاءات الذاتية، أومأ بالموافقة على المتابعة.
على الفور، اختفى التحذير، وانطلقت طاقة الأصل من عصاه لتغمر المزرعة بأكملها.
وفجأة، جاء صوت الإشعار الذي كان ينتظره:
"مبروك، لقد نجحت في استخدام المهارة المهنية. خبرتك كمزارع +1."
ابتسم شين شينغيان ابتسامة عريضة، وزال القلق الذي كان يثقل صدره، وحل مكانه حماس كبير.
نظر إلى مزرعة البطاطس التي بدأ صوتها المألوف في إصدار خشخشة مع نموها السريع، وباتت جميع المحاصيل أمامه وكأنها تنبض بالحياة.
في تلك اللحظة، غمره شعور بالنشوة حتى أنه نسي كمية العمل الشاقة التي تنتظره.
ومع انتهاء تأثير النمو السريع، انهالت إشعارات الصيانة المعتادة من عالم النجوم كسيل جارف.
عندها، عاد شين شينغيان إلى واقعه بحماس جديد، وقال بصوت مرتفع:
"وانغكاي! ونسختي! هيا للعمل!"
رد صوت فجأة عليه: "حسنًا، حسنًا، لماذا تصرخ؟ خفّض صوتك، ليس كأننا لا نسمعك!"
التفت وانغكاي بدهشة نحو نسخة شين شينغيان، بينما أمال رأسه العظمي الصغير في حيرة.
لكن شين شينغيان لم يُبد أي دهشة، لأنه كان يعلم أن النسخة هي من تحدثت، وهو نفسه من جعلها تفعل ذلك.
كان دائمًا ما يشعر بالحرج حين لا يجد أحدًا يرد عليه بعد مثل هذه الجمل، أما الآن ومع وجود النسخة، أصبح الأمر مختلفًا.
إذ لم تعد النسخة مجرد مساعد في العمل، بل حتى بات يمكنه محاورتها، ولو كان ذلك في النهاية مجرد حديث مع نفسه.
شعر أن هذا الأمر مضحك، وكأنه يرى "ذاته الثانية" وقد تجسدت أمامه.
وبعد هذه اللحظة الطريفة، بدأ العمل الشاق.
رغم أن إضافة مزرعة الفراولة السادسة جعلت عبء العمل اليومي أكبر بكثير، إلا أن وجود النسخة لتشاركه الجهد جعله أخف نسبيًا مقارنة بالأمس.
لكن هذا لم يمنع التعب، فالإشعارات المزدوجة كانت لا تزال تظهر بين الحين والآخر، مما جعله ونسخته يعملان بلا توقف.
وبعد ساعتين من العمل المتواصل، حين شارف مستوى طاقته على خط التحذير، بدأت إشعارات الصيانة تتباطأ تدريجيًا.
وبحلول ذلك الوقت، انتهت مدة بقاء النسخة، ولوّح شين شينغيان لنفسه وهو يسيطر على النسخة بحركة وداع قبل أن تتحول إلى دخان خافت وتختفي.
عاد جزء الوعي المرتبط بالنسخة إلى ذهنه فجأة، مما جعله يشعر بدوار بسيط قبل أن يعود إلى حالته الطبيعية.
وبينما كان يستمتع بهذا الإحساس الفريد، أكل قليلًا من الطعام لاستعادة طاقته، ثم التفت نحو مزرعة البطاطس التي نضجت بالكامل.
ولأن البطاطس مدفونة في الأرض، لم يكن بوسعه اقتلاعها كما فعل مع غيرها من المحاصيل.
استدعى ثلاثة من الهياكل العظمية، بينهم وانغكاي، واستخدموا الأدوات المخصصة لحصد البطاطس، بينما كان يوازن بين الحصاد والرد على إشعارات المزارع الأخرى.
استغرق الأمر نصف ساعة كاملة قبل أن ينتهي الحصاد، وحين أخرج آخر حبة بطاطس من الأرض، جاء الإشعار المنتظر:
"مبروك، لقد زرعت 600 متر مربع من البطاطس، بإنتاج بلغ 7800 كيلوجرام، وحصلت على 1560 نقطة خبرة مهنية كمزارع."
فور سماع هذه الكلمات، أشرق وجه شين شينغيان من جديد، وتبدّد التعب الذي كان يشعر به، وامتلأ بالحيوية.
"7800 كيلوجرام هذه المرة! هذا يزيد 800 كيلوجرام عن المرة السابقة! بالتأكيد رقم قياسي جديد! هاهاها!"
قال هذا وهو يحك يديه في حماس، والابتسامة الواسعة على وجهه لم تترك أي مجال لإخفاء توقعاته لجائزة عالم النجوم القادمة.
أما وانغكاي وبقية الهياكل، فقد بدوا معتادين تمامًا على رؤية سيدهم بهذا الوجه المفعم بالحماس، ولم يظهروا أي رد فعل خاص هذه المرة.