🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
قبل أن تبدأ رحلتك بين سطور هذه الرواية، خصّص لحظات من وقتك لما هو أعظم...
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نجعل أول حروف روايتنا معطرة بالصلاة على خير الأنام، علّ الله أن يرزقنا بها شفاعة يوم الزحام.
🕌 تنبيه محب:
هذه الرواية وُضعت لتسلية الروح، لا لتسرق وقت الصلاة،
فلا تجعلها حجابًا بينك وبين سجودك... فإن كان وقت الصلاة قد حان، فدع القراءة الآن، وقم إلى ربك 🙏
🕊️ دعاء صادق:
لا تنسَ، وأنت تقرأ، أن تدعو من قلبك لإخواننا المستضعفين في غزة،
اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم يا أرحم الراحمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد خمس ساعات من التدريب، ورغم التعب الذي شعر به، كان شين شينغيان يحس بوضوح أن لياقته البدنية قد تحسّنت. ذلك الإحساس الجميل بأن الجهد يجلب المكافأة قد عاد إليه مجددًا
وعلى الرغم من أن بطاقة أصل النجوم لم تُظهر أي زيادة في سماته، إلا أنه كان واثقًا من أن المثابرة المستمرة ستُترجم في النهاية إلى تطور واضح في قدراته
وبما أن الوقت قد اقترب لدخول عالم شينغ يوان، أسرع شين شينغيان في تحضير العشاء له ولأخته
وبعد أن تناول وجبته واستعاد بعض طاقته، ترك ملاحظة لأخته لطمأنتها، ثم عاد إلى غرفته. وبما أنه كان لا يزال هناك بعض الوقت قبل دخوله إلى عالم شينغ يوان، لم يتركه يضيع سدى
أخرج الكتب التعليمية التي وفرتها المدرسة، وفتح القسم الخاص بمهنة المزارع، وبدأ في قراءته بعناية
صحيح أنه تعلّم سابقًا عن جميع المهن، لكن مستوى معرفته بها كان متفاوتًا. فقد ركّز سابقًا على المهن القتالية بشكل أعمق، لأنها كانت طريقه نحو هدفه: القضاء على الكوارث في العالم الخارجي
درَس كيف يمكن دمج المهن القتالية معًا، وما هي الاستراتيجيات المثلى في مراحل مختلفة، وحتى المسافات المثالية لاستخدام مهارات كل مهنة
لكن في المقابل، كانت معرفته بالمهن الحياتية محدودة للغاية، لا تتجاوز الأساسيات، وخاصة مهنة المزارع التي كان يعتبرها مهنة عادية لا تحتاج إلى اهتمام
إلا أنه الآن، بعد أن استيقظ كمزارع وامتلك مهارة مهنية قوية بشكل غير طبيعي، أصبح لزامًا عليه أن يغوص في تفاصيل هذه المهنة ليتمكن من تطوير نفسه بشكل أفضل
ومن خلال قراءته، اكتشف أن مهارته الحالية فريدة تمامًا، ولم يسبق ذكرها في أي من السجلات
جميع مهارات المزارعين الأخرى كانت تقتصر على زيادة سرعة النمو بنسبة ثابتة، ولم يكن بالإمكان تكديسها، بل تُستخدم مرة يوميًا للحفاظ على تسريع نمو المحاصيل بنسبة 10% فقط
وبينما نادرًا ما تظهر مهارات مثل تحسين كفاءة الزراعة أو زيادة التحمل الجسدي لفترة محدودة، إلا أن مهارته التي تعتمد على زيادة التقدم بدلًا من السرعة، والتي تسمح بتكرار التسريع، لم تذكر إطلاقًا
هذا جعله يزداد إصرارًا على إخفاء قوته، والعمل بصمت، دون لفت الأنظار إليه!
وبعد أن أنهى دراسة ما يلزمه، لاحظ أن عداد الانتظار قد انتهى، فعاد إلى سريره ووضع بطاقة أصل النجوم على جبينه، لينتقل وعيه مرة أخرى إلى عالم شينغ يوان
لكن هذه المرة، لم يجد نفسه على المنصة الضخمة كما حدث في المرة الأولى، بل عاد مباشرةً إلى مساحة مهنته
كان ذلك أمرًا طبيعيًا، إذ أن قاعدة عالم شينغ يوان تنص على أن المرء يعود إلى المكان نفسه الذي خرج منه سابقًا
وبمجرد عودته، شعر أن دخوله هذه المرة كان أكثر راحة من المرة الأولى. ربما لأنه أصبح معتادًا على الإحساس بالانتقال، أو لأنه كان مهيأ نفسيًا لذلك
ابتسم برضا وهو ينظر إلى حقل القمح أمامه، والذي بدا أكثر ازدهارًا. وبناءً على ما تعلّمه، كان واثقًا من أن حصاده سيكون استثنائيًا
لكن ما أدهشه هو أنه لم يرَ سوى أيقونة إزالة الأعشاب فوق الحقل، من دون الأيقونات العديدة التي كان يتوقعها
كان يعلم أن السبب الرئيسي لانخفاض إنتاج المحاصيل هو ما يُعرف بـ ركود المهام: أي عدم إتمام أعمال الصيانة اليومية في الوقت المحدد، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية مثل ضعف المحصول أو تعرضه للجفاف أو الحشرات
وهذا أمر شائع بين المزارعين، لأنهم لا يقضون في عالم شينغ يوان سوى نصف يوم، ما يمنعهم من متابعة كل المهام بدقة
لكن ما يراه الآن كان استثنائيًا؛ مضت 12 ساعة كاملة (أي ما يعادل جزءًا كبيرًا من دورة نمو القمح)، ومع ذلك لم يكن هناك سوى مهمة واحدة!
ورغم أن هذا كان خبرًا سارًا لأي مزارع، إلا أن إحساسًا غريبًا بدأ يتسرب إلى قلبه. فهو يتذكر كيف كانت المهام تنهال عليه بلا توقف قبل مغادرته بالأمس
هل يعقل أن عالم شينغ يوان قرر فجأة أن يكون "لطيفًا" معه؟! هذا غير منطقي أبدًا
وبينما كان يهمّ باستدعاء هيكله العظمي لبدء العمل، لاحظ حركة غير طبيعية وسط القمح جعلته يتراجع خطوتين بحذر
اتسعت عيناه وهو يتساءل بقلق:
"هل يعقل أن أحد الوحوش تسلل إلى مساحة مهنتي؟! لكن هذا الامتياز لا يحدث إلا للمحترفين المتقدمين… فكيف يحدث لي؟"
ثبت نظره على موضع الحركة، ممسكًا معوله بقوة، مستعدًا للقتال
لكن المفاجأة كانت أن مصدر الحركة لم يكن وحشًا، بل كان الهيكل العظمي الصغير نفسه، ذاك الذي رافقه طوال اليوم السابق!
تجمد في مكانه، وعيناه تتسعان من الدهشة وهو يقول بذهول:
"لماذا... لماذا لم تختفِ بعد؟!"