🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
قبل أن تبدأ رحلتك بين سطور هذه الرواية، خصّص لحظات من وقتك لما هو أعظم...
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نجعل أول حروف روايتنا معطرة بالصلاة على خير الأنام، علّ الله أن يرزقنا بها شفاعة يوم الزحام.
🕌 تنبيه محب:
هذه الرواية وُضعت لتسلية الروح، لا لتسرق وقت الصلاة،
فلا تجعلها حجابًا بينك وبين سجودك... فإن كان وقت الصلاة قد حان، فدع القراءة الآن، وقم إلى ربك 🙏
🕊️ دعاء صادق:
لا تنسَ، وأنت تقرأ، أن تدعو من قلبك لإخواننا المستضعفين في غزة،
اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم يا أرحم الراحمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"أبنائي، لقد أكملتم واحدة من أهم المراسم في حياتكم؛ من الآن فصاعدًا، أنتم أفراد مستقلون
الطريق أمامكم ما يزال طويلًا. بغض النظر عن مدى التوافق أو الفارق بين النتيجة الحالية وأحلامكم، ما دام ذلك قد كُتب لكم، فعلينا قبوله، والعمل على تحسين مستوى مهاراتنا، لنتمكن من العيش نحن وعائلاتنا حياة أفضل
أنتم الأمل المستقبلي للجنس البشري. احموا أنفسكم، واطلقوا كامل إمكاناتكم. نحن نؤمن أنه من خلال جهود أجيالنا المتعاقبة، سنتمكن في المستقبل من السير بحرية في العالم خارج الحدود، دون أن نظل محصورين في قواعد صغيرة
أخيرًا، أتمنى لكم التوفيق في المستقبل... وأن تعيشوا في أمن وسلام، عامًا بعد عام، عامًا بعد عام، عامًا بعد عام!"
بعد أن أنهى قائد القاعدة السادسة كلماته، شعر الشباب الحاضرون جميعًا – سواء من أصحاب المهن القتالية أو المساندة – بحماسٍ متجدد يتدفق في قلوبهم
لم يكن شين شينغيان استثناءً. فقد بدأ يفكر بالفعل في كيفية استخدام وضعه الحالي لتأمين حياة أفضل له ولأخته
لكن، قبل أن يتمكن الحاضرون من إطلاق هذا الحماس، اختفى قائد القاعدة السادسة فجأة عن أنظارهم
الكوارث القادمة من العالم الخارجي تزداد خطورة. شخصيات مثله لا تتوقف عن حراسة الحدود، لتجنب أي هجوم مباغت
فالتجارب السابقة علمتهم أن الإهمال ولو للحظة صغيرة يمنح الكوارث فرصتها الذهبية للهجوم
ولولا أهمية هذه المراسم التي أجبرته على الحضور، لما كان قادرًا حتى على العودة ولو مرة كل عامين
بعد رحيله، بدأ الجميع بمغادرة الساحة بانتظام وفق الخطة المقررة، لتعود كل مجموعة إلى منطقتها تحت قيادة مسؤوليها
عاد شين شينغيان وتشُو وي إلى موقع المدرسة، في انتظار التعليمات القادمة
داخل المدرسة، انقسم الطلاب تلقائيًا إلى معسكرين:
أصحاب المهن القتالية، الذين ضجّوا بالفرح والحماس
وأصحاب المهن المساندة، الذين غرقوا في الصمت
وكان التباين صارخًا بين الجانبين
عندما ظهر شين شينغيان وتشُو وي، توجّهت إليهما الأنظار فورًا
الجميع أراد أن يعرف النتيجة التي حصل عليها "الثنائي الذهبي" للمدرسة
حتى الأستاذ "لي" الذي كان يقود الفريق تقدم إليهما ليسأل عن نتائجهما
كان الاثنان من المميزين في تدريبات المدرسة، وغالبًا ما ظهرت أسماؤهما في المراتب الأولى بمختلف المسابقات
أما بالنسبة لتشو وي، فقد كان خلفها عائلة ذات خلفية قتالية قوية؛ والداها مقاتلان متمرسان، ووضعهما المادي ممتاز
ولولا بعض العقبات في تحقيق نقاط الاستحقاق العسكرية، لانتقلوا منذ زمن إلى المنطقة المركزية
كما كانت تحصل عادةً على مكملات غذائية خاصة لدعم نموها الجسدي، لذا لم يكن مستغربًا أن تحقق نتائج قوية
لكن وضع شين شينغيان كان مختلفًا تمامًا
منذ ثماني سنوات، فقد والديه في مواجهة إحدى الكوارث، ورُجح أنهما ضحّيا بحياتهما
ومنذ ذلك الحين، اعتمد على التعويض الذي حصل عليه من القاعدة، وعلى ميراث والديه، ليعيل نفسه وأخته الصغيرة
ومع ذلك، تمكن من التفوق بشكل لفت أنظار المدرسة كلها، حتى أصبح قدوة ملهمة يُروّج لها لتشجيع الآخرين
منذ أن رآه الأستاذ "لي"، أدرك الحقيقة
كاد يسأله عن النتيجة، لكنه تراجع، وظهر في عينيه بريق أسى
فخبرته الطويلة جعلته بارعًا في قراءة تعابير الطلاب، وحتى لو حاولوا الإخفاء، كانت العلامات الصغيرة تفضحهم
بقية زملائهم لاحظوا الأمر أيضًا
في سنّ المراهقة، تكون الحواس شديدة الحساسية، فبدأت الهمسات تنتشر بينهم
قال "سونغ جي" بسخرية:
"آه، شين شينغيان... يبدو أنك استيقظت كحدّاد، أليس كذلك؟ على الأقل هذه المهنة تناسب بنيتك القوية!"
كان "سونغ جي" قد استيقظ كمحارب
ورغم أنه كان يطمح لأن يصبح ساحرًا، إلا أن مهنة المحارب جيدة، ومليئة بالفرص المستقبلية
كشف عن مهنته بفخر، وجذب أنظار الإعجاب من الجميع، مما زاد من غروره
وحين رأى منافسه شين شينغيان في حالة فتور، شعر بسعادة خفية
كان متأكدًا أن خصمه لم يحصل على مهنة جيدة
"سونغ جي، هل تبحث عن مشاكل؟!"
انفجرت تشو وي غاضبة قبل أن يتمكن شين شينغيان من الرد
ولو لم يُوقفها، لكانت هاجمته بالفعل
كانت غاضبة أصلًا من مهنة شين شينغيان كمزارع
والآن زاد سخرية "سونغ جي" الطين بلة
ضحك "سونغ جي" بخبث:
"ولماذا أنت منفعلة هكذا؟ هل يعقل أن هناك شيئًا بينكما؟
أحمرت وجنتا تشو وي خجلًا وغضبًا، وحاولت الإفلات من قبضة شين شينغيان
لكن الأخير قال بهدوء:
"سونغ جي، بغض النظر عن مهنتي، أستطيع إسقاطك الآن إن أردت. جرب إن لم تصدق."
في هذه المرحلة، لم يكن فارق القوة بين أصحاب المهن الجديدة كبيرًا
القوة الجسدية قبل الاستيقاظ هي ما يُحدد التفوق
وباعتبار أن شين شينغيان استيقظ بكامل سماته، حتى كمزارع، كان قادرًا على هزيمة محارب مبتدئ مثله
صرخ الأستاذ "لي" بحدة:
"سونغ جي! إن تفوهت بمثل هذا الكلام مجددًا، سأرفع أمرك للإدارة، وسيتم إلغاء أهليتك لاختبار التخرج الشهر القادم!"
تراجع سونغ جي فورًا، كمن فُرغ من الهواء
فقد كان اختبار التخرج مهمًا للغاية؛ رحلة استكشافية تحت حماية مقاتلين كبار، تكاد تخلو من المخاطر، مع فرصة ثمينة للحصول على موارد نادرة
لم يستطع تحمل خسارة هذه الفرصة، لذا ابتلع غضبه بصمت، وهو يرمق شين شينغيان بنظرات حانقة