🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
قبل أن تبدأ رحلتك بين سطور هذه الرواية، خصّص لحظات من وقتك لما هو أعظم...
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نجعل أول حروف روايتنا معطرة بالصلاة على خير الأنام، علّ الله أن يرزقنا بها شفاعة يوم الزحام.
🕌 تنبيه محب:
هذه الرواية وُضعت لتسلية الروح، لا لتسرق وقت الصلاة،
فلا تجعلها حجابًا بينك وبين سجودك... فإن كان وقت الصلاة قد حان، فدع القراءة الآن، وقم إلى ربك 🙏
🕊️ دعاء صادق:
لا تنسَ، وأنت تقرأ، أن تدعو من قلبك لإخواننا المستضعفين في غزة،
اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم يا أرحم الراحمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما رأى "سونغ جي" يلتزم الصمت أخيرًا، توقف الأستاذ "لي" عن توبيخه، وبدأ باتباع الإجراءات المعتادة للاستفسار عن نتائج الاستيقاظ وتسجيلها لكل من شين شينغيان وتشو وي
كان شين شينغيان على وشك أن يذكر مهنته، ورغم أن مهنة "المزارع" تسببت في شعور عميق بالخيبة داخله، إلا أنه كان مستعدًا لمواجهة ما لا مفر منه
لكن تشو وي سارعت بالإجابة قبله قائلة بصوت عالٍ
"أستاذ لي، لقد استيقظت كساحرة نار! باستثناء أن قوتي الجسدية وبنيتي أقل قليلًا، فإن جميع سماتي الأخرى في أقصى حد لها"
وأثناء حديثها، ألقت تشو وي نظرة جانبية خفية نحو "سونغ جي" الذي يقف قريبًا، ثم قبضت يدها الصغيرة ولوّحت بها نحوه بإشارة واضحة مليئة بالتهديد
في مرحلة الاستيقاظ الأولى، كانت مهن السحرة بطبيعتها تتفوق على المهن القتالية القريبة مثل المحاربين، لذا كان تصرفها مفهومًا للجميع
عندما سمع "سونغ جي" أنها ساحرة نار ذات ضرر انفجاري، فقد كل حماسته فورًا، وبدأ يلوم نفسه على تهوره قبل قليل
"لماذا كنت غبيًا بما يكفي لاستفزاز هذه المجنونة"
ومع خلفية عائلتها الممتازة، بالإضافة إلى مهنة من الدرجة الأولى، كان من المؤكد أن سرعة تقدمها ستكون أسرع بكثير من سرعته، وإذا استفزها الآن، فلن يفلت من الانتقام مستقبلًا
وبينما كان يشعر بالاستياء من توبيخ الأستاذ "لي" له قبل قليل، تراجع الآن بهدوء خطوة إلى الوراء، محاولًا الاختفاء بين الآخرين
أما باقي الطلاب الذين سمعوا بمهنة تشو وي وسماتها البدنية فقد أظهروا ملامح الحسد الواضحة على وجوههم، قبل أن يتنهدوا بمرارة وهم يفكرون في مهنهم هم
ابتسم الأستاذ "لي" وهو يهز رأسه برضا
"ساحرة نار... ممتاز، مع وجود هذه المهنة، لن تكون دفعتنا الحالية أقل من أي دفعة سابقة"
ثم سألها بلطف
"ما هي موهبتك الفطرية"
فأجابته بحماس
"إتقان النار، يمكنه زيادة قوة تعاويذ النار بنسبة 20 بالمئة"
ابتسم الأستاذ "لي" وهو يدون المعلومة في دفتره
كانت موهبة متوقعة ومتوافقة تمامًا مع مهنة ساحرة النار، وهي بالفعل ستعزز قوتها بشكل كبير مستقبلًا
بعد ذلك، اقتربت تشو وي منه قليلًا وهمست بخجل
"أستاذ لي، هل يمكننا تسجيل معلومات مهنة شين شينغيان على انفراد... أرجوك"
كانت يداها الصغيرتان متشابكتين في إيماءة رجاء، وعيناها مليئتان بالتوسل
تأملها الأستاذ "لي" وهو يلاحظ جديتها، ثم نظر إلى شين شينغيان بتردد، وكأنه فهم ما يجري، قبل أن يتنهد بهدوء ويومئ بالموافقة
كان يعلم أن مهنته على الأرجح مهنة معيشية بسيطة، ومن أجل الحفاظ على كرامته أمام الآخرين، لم يكن هناك داعٍ لطرح السؤال علنًا
ابتسمت تشو وي بارتياح، ثم التفتت نحو شين شينغيان وأغمزت له بعفوية، بينما اكتفى هو بابتسامة باهتة تعبر عن امتنانه لصديقتها على لطفها
في تلك اللحظة، شعر شين شينغيان أنه قد تجاوز الأمر بالكامل
لقد تقبل واقعه الجديد كمزارع، ورغم كل شيء، كان أكثر هدوءًا ونضجًا من أي وقت مضى، ولم يعد يهتم كثيرًا بنظرات الآخرين أو آرائهم
فكر في نفسه
"الماضي انتهى، ولا يهم كم كان لامعًا، ما يهم الآن هو أن أعيش حياتي جيدًا، أعتني بأختي، وأجمع ما يكفي من النقاط لأطور قدراتي... وفي يوم ما، سأخرج إلى العالم الخارجي لأفي بوعدي... لأقضي على تلك الكوارث"
بعد فترة قصيرة، وبعد اكتمال حضور جميع طلاب المنطقة الشمالية، بدأوا بالعودة إلى منازلهم
ومع دخول عصر الطاقة الأصلية، تم الاستغناء عن وسائل النقل التقليدية تدريجيًا، لتحل محلها مركبات جديدة تعمل بهذه الطاقة.
أما الذين استيقظوا على مهنة "صياغة الأدوات" فكانوا قادرين على استخدام مهاراتهم لتحسين المركبات القديمة، وجعلها تعمل بكفاءة تفوق تصميمها الأصلي
المحترفون ذوو الرتب العالية من هذه المهنة كانوا قادرين حتى على ابتكار آلات جديدة، والتي كان لبعضها تأثيرات كبيرة على تحسين مستوى الحياة داخل القواعد
لكن للأسف، في هذا العصر الذي تحكمه القوة القتالية، تراجعت أهمية هذه المهنة، إلا إذا تمكن أصحابها من صنع أدوات قادرة على ردع الكوارث بشكل فعلي
جلس شين شينغيان داخل المركبة المعدلة التي كانت تعيدهم إلى المنطقة الشمالية، وكان الأستاذ "لي" يجلس بجانبه ومعهما تشو وي
اقترب منه الأستاذ "لي" قليلًا وتحدث بصوت منخفض لا يسمعه غيرهما
"شين شينغيان، ما مهنتك"
أجاب بهدوء وثبات
"مزارع"
دوّن الأستاذ "لي" إجابته في سجله وهو يتنهد في قلبه
"كما توقعت... لقد كان طفلًا مجتهدًا بحق، لكن قدره كان قاسيًا"
ربت على كتفه مطمئنًا، ثم أغلق دفتره، بينما فكر في الطلاب الذين مروا عليه على مر السنين
بعضهم استيقظوا على مهن قتالية قوية وتقدموا بسرعة، ووجدوا لأنفسهم مكانًا مناسبًا في هذا العصر الجديد
أما آخرون، مثل شين شينغيان، فقد استيقظوا على مهن معيشية بسيطة، وسرعان ما اختفوا في الظ
ل
تنهد الأستاذ "لي" بمرارة وهو يتمتم في نفسه
"حقًا... القدر سيد لا يرحم"