🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

قبل أن تبدأ رحلتك بين سطور هذه الرواية، خصّص لحظات من وقتك لما هو أعظم...

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نجعل أول حروف روايتنا معطرة بالصلاة على خير الأنام، علّ الله أن يرزقنا بها شفاعة يوم الزحام.

🕌 تنبيه محب:

هذه الرواية وُضعت لتسلية الروح، لا لتسرق وقت الصلاة،

فلا تجعلها حجابًا بينك وبين سجودك... فإن كان وقت الصلاة قد حان، فدع القراءة الآن، وقم إلى ربك 🙏

🕊️ دعاء صادق:

لا تنسَ، وأنت تقرأ، أن تدعو من قلبك لإخواننا المستضعفين في غزة،

اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم يا أرحم الراحمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بينما كانت المركبة تنطلق بسرعة، عاد شين شينغيان ومن معه سريعًا إلى مدرستهم في المنطقة الشمالية

وبالمقارنة مع ازدهار المنطقة المركزية، بدت المدرسة في هذه اللحظة وكأنها أكثر تواضعًا وخالية من الحيوية

وقف مدير المدرسة بابتسامة دائمة على وجهه، وهو ينظر إلى الدفعة الجديدة من المستيقظين ذوي المهن القتالية، ولم تفارق هذه الابتسامة محياه لحظة واحدة

لقد كان عدد من استيقظوا كمحترفين قتاليين هذا العام أعلى بكثير من العام الماضي، وكان هذا فألًا جيدًا للمنطقة الشمالية

علاوة على ذلك، كان هناك بعض المواهب الواعدة مثل تشو وي التي استيقظت على مهنة من الدرجة الأولى، مما أضاف دفعة جديدة من الأمل للدفاعات المستقبلية ضد الكوارث، وملأ قلوب الجميع بالتفاؤل

أما بالنسبة لغالبية المزارعين، فلم يتم إهمالهم بل مُنحوا التشجيع الكامل

لقد كان يأمل أن يجتهدوا مستقبلًا في رفع رتبهم المهنية ويساهموا في بناء القاعدة

وبعد كلمة مدير المدرسة، شعر هؤلاء الأطفال المستيقظون حديثًا بارتفاع حماستهم، وتمنوا لو تمكنوا فورًا من دخول عالم شينغ يوان لتحسين أنفسهم

أخيرًا، وبعد أن أكدت المدرسة موعد التجربة المنظمة، اعتُبر شين شينغيان ورفاقه على مشارف التخرج رسميًا، ولم يتبق سوى تأكيد ذلك بعد اجتياز التجربة

بعد توديع بعض المعلمين وكبار السن المقربين، خرج شين شينغيان وتشو وي معًا من بوابة المدرسة، تاركين وراءهما المكان الذي اعتادوا عليه لأكثر من عقد من الزمن

خارج بوابة المدرسة، التفتا معًا لينظرا إليها مرة أخيرة، وامتلأت قلوبهما بمزيج من الحنين والعاطفة

كم من العرق والدموع بُذلت هنا

وربما حين يعودان إليها مستقبلًا، ستكون قد تغيرت تمامًا

قالت تشو وي بابتسامة ممزوجة بالحزن وهي تكبح دموعها

"شين شينغيان، سنلتقي مجددًا في التجربة بعد شهر، خلال هذا الشهر، سأرفع مستواي في شينغ يوان، وسأجعل عائلتي تدفع بعض المال لتحويله إلى نقاط، سيكون ذلك مفيدًا للتجربة، انتظر فقط... من الآن فصاعدًا، أختك الكبرى ستساندك"

عند سماع كلماتها، نظر شين شينغيان إلى زميلته التي شاركته سنوات طويلة من الدراسة

كان يعرف جيدًا أنه بعد التخرج، ومع الفجوة المهنية الكبيرة بينهما، ستقل لقاءاتهما تدريجيًا حتى تصبح نادرة جدًا

لقد كانا مثل خطين يتقاطعان للحظة ثم يمضيان كل في طريقه، وفي المستقبل ستصل إلى مكان لن يستطيع حتى النظر إليه

رفع يده بشكل غريزي ليُربّت على رأسها كما اعتاد، لكنه توقف فجأة في منتصف الطريق، واكتفى بلمس كتفها بخفة وقال بنبرة هادئة

"اعملي بجد على نفسك، سنحتاج حمايتك مستقبلًا، لا تتكاسلي، وسنلتقي بعد شهر"

ابتسم بعدها ابتسامة لطيفة، ولوّح لها مودعًا، ثم سلك الطريق المؤدي إلى الجهة اليسرى، نحو المنطقة القاحلة القريبة من الحدود

وقفت تشو وي تراقب ظهره وهو يبتعد، ولوّحت بذراعها بحماس وهي تصرخ

"أراك بعد شهر"

رفع شين شينغيان يده اليمنى ولوّح بها مرتين دون أن يلتفت، بينما واصل السير بعزم نحو الطريق الذي اعتاد عليه

في طريق العودة، حاول أن يحفظ منظر كل شجرة وعشب على طول الدرب، وكأنه يحاول تشتيت نفسه عن حزن الفراق

عند عودته إلى المنزل، نظر إلى البيت الصغير الذي يشارك فيه العيش مع شقيقته، ثم التقط أنفاسه، ورسم ابتسامة مطمئنة على وجهه قبل أن يدخل

كانت شقيقته الصغرى، شين شينغيينغ، قد انتظرته بفارغ الصبر منذ فترة

فاليوم كان يوم استيقاظ دفعة شقيقها، وقد حصلت المدرسة على إجازة نادرة

شين شينغيينغ، التي كانت فتاة حسنة الخلق منذ صغرها، قضت يومها في الدعاء أن يحصل أخوها على مهنة قوية

لقد شاهدت بعينيها كل جهوده، وكل تدريباته المتواصلة من أجل الفوز في مسابقات المدرسة والحصول على الجوائز المالية التي لطالما أنفقت من أجل تحسين حياتهما

كانت تعرف أن حصوله على مهنة جيدة لن ينهي اعتمادهما على مساعدات القاعدة فقط، بل سيتيح له يومًا ما الخروج خلف الحدود للانتقام لوالديهما اللذين فقداهما منذ سنوات

عند سماعها صوت جهاز الاستشعار يعلن اقترابه، هرعت إلى النافذة، ورأته عبر الزجاج السميك

فتحت الباب بسرعة واندفعت نحوه، لترتمي في أحضانه بحماس

رفعت رأسها بابتسامة مشرقة وسألته بلهفة

"أخي، كيف كان الأمر؟ ما المهنة التي استيقظت عليها"

ظل شين شينغيان صامتًا قليلًا، ثم دخل معها إلى البيت، وأخبرها بصراحة أنه استيقظ كمزارع، ثم أراها البطاقة السوداء التي ظهرت خلال عملية الاستيقاظ

كان لهذه البطاقة رمزية كبيرة، فهي لا تعني فقط مهنته الجديدة، بل بداية اعتمادهما على نفسيهما بعيدًا عن مساعدات القاعدة

شين شينغيينغ، البالغة من العمر ثلاثة عشر عامًا، فهمت مباشرة ما تعنيه مهنة المزارع

حدّقت للحظة في البطاقة ذات النقوش المضيئة، ثم رغم خيبة الأمل التي شعرت بها، سارعت لمعانقته بقوة وقالت بحزم

"لا بأس يا أخي، بعد خمس سنوات سيحين دوري للاستيقاظ، وعندها سأصبح مقاتلة من الدرجة الأولى، سأقتل الكوارث وأكسب الكثير من المال، وسنجعل حياتنا أفضل"

نظر شين شينغيان إلى شقيقته بابتسامة دافئة، وربت على رأسها قائلًا

"لا تقلقي، حتى كمزارع، يكفيني أن أوفر لنا حياة كريمة، لا تضغطي نفسك بالتدريب المفرط، وعندما أكسب المال، سأشتري لك أفضل الأطعمة حتى لا تتعبي نفسك"

أومأت شقيقته بحماس، لكنها عزمت في قلبها على العمل بجد أكبر لتخفيف العبء عنه

بعدها، ذهب شين شينغيان لإعداد الطعام بينما عادت شقيقته إلى غرفتها لتتدرب على تمارين صقل الجسد التي تعلمتها من المدرسة

كانت جميع المواد الغذائية في المطبخ من مساعدات القاعدة، لكن الآن وبعد بلوغه الثامنة عشرة، ستتوقف هذه الإعانات، وكان عليه أن يبدأ بالزراعة في عالم شينغ يوان

بعد أن تناولا الطعام، عاد شين شينغيان إلى غرفته، استلقى على السرير، وضع البطاقة السوداء على جبينه، وأغمض عينيه

بمجرد أن ركّز تفكيره، شعر بوعيه يُسحب إلى داخل عالم شينغ يوان عبر بطاقة أصل النجم

2025/07/29 · 477 مشاهدة · 948 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025