🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
"وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (طه 114)"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومع ذلك، فإن خريطة النجوم التي رآها يي فَي من السفينة الفضائية السابقة امتدّت عبر 120,000 سنة ضوئية
مدى الاستكشاف الحالي لحضارة البشر لا يتجاوز 50 سنة ضوئية
سواء من حيث القدرة الإنتاجية أو وفرة الموارد، فقد تخلّفت حضارة البشر كثيرًا
إنهم ليسوا على المستوى نفسه
وفوق ذلك، يمكن اكتشاف حضارة البشر في أي لحظة، وكلما توسّعت صار العثور عليها أسهل فأ Easier فأسهل
لكن لا يمكن التوقّف عن التطوّر؛ فالامتناع خوفًا من الاختناق فكرة غير مقبولة إطلاقًا
كان يي فَي يعلم أنّه لا بدّ من تصنيع معدّات إنذار مبكر كي تُبلّغ «عين السماء» فورًا عند اكتشاف سفن فضائية لكائنات أخرى
وبالإضافة إلى ذلك، يجب أيضًا بحث محرّك الحضارة المقابلة، وإلا فلن يكون ممكنًا مجابهتهم
ولتعزيز القدرة القتالية في الفضاء أكثر، لا بدّ من تسريع وتيرة دخول العصر بين النجوم
على الأقل، إن خسروا، يمكنهم الهرب وحفظ شرارة الحضارة
بعد عشر دقائق، دوّى صوت شياوباي قائلًا: تمّت قراءة جميع المعلومات
خُذوا السفينة الفضائية، قالها يي فَي وهو يحيّي قوه شُوان ثم عاد إلى «الرائد»
بعدها جرّت بارجةٌ السفينةَ إلى الفضاء، وفتحت ثقبًا دوديًا، وعادت إلى النظام الشمسي
شهد هذا المشهدَ عددٌ لا يحصى من الناس مرة أخرى، وعلى عكس السفينة السابقة التي غطّتها طبقة جليد، كانت السفينة التي جرّها يي فَي الآن صدئة ومتضرّرة من الخارج، ما يدلّ بوضوح على أنها سفينة تحطّمت منذ زمن بعيد
ومع ذلك، شعر بعض الناس بانقباض في قلوبهم، فهذا يعني أنهم يقتربون أكثر فأكثر من حضارات أخرى في الكون
وأن احتمال اكتشافهم آخذٌ في الازدياد
جرّ يي فَي السفينة إلى الأرض، وجاء اتصال العميد تانغ مباشرة يسأل عن السفينة الفضائية للكائنات الأخرى
ولم يكن العميد تانغ وحده، بل اتصل كثيرون للاستعلام عن الوضع
بعد أن طمأن يي فَي الجميع بأن كل شيء على ما يرام، بدأ يفحص المعلومات
كانت اللغة المستخدمة على هذه السفينة مختلفة عن اللغة التي فُكّت شيفرتها في المرة السابقة، لكن بفضل الخبرة السابقة ووجود لغة إضافية للمقارنة، كانت سرعة فك الشيفرة هذه المرة عالية جدًا
وبعد نصف يوم، عرف يي فَي سبب تحطّم السفينة: صراع داخلي أدّى إلى الفوضى داخلها وانتهى بتحطّمها
وخلال العملية حاول بعض الأفراد إنقاذها لكن تمّ منعهم، فوقع التحطّم ولم تُفعّل حتى إجراءات الطوارئ
وهذا ما جعل السفينة تنقسم إلى قسمين وتُزهق جميع الأرواح
كان ذلك في الحقيقة أمرًا مثيرًا للسخرية
لكن الخبر السار بالنسبة إلى يي فَي هو أنّ محرّك هذه السفينة لم يتضرّر
يمكنه البدء مباشرة في المرحلة الثانية من البحث
غير أنّ يي فَي قرّر قبل ذلك أن يُفصح عن بعض المعلومات
في اليوم التالي لإعادة السفينة إلى الأرض، نشر يي فَي إعلانًا على الشبكة بأكملها أنّه سيبدأ بثًا مباشرًا آخر
هذا البث ليس مؤتمرًا صحفيًا، بل لإطلاع الجميع على ما سيحدث لاحقًا
شاهَد هذا البث عددٌ لا يُحصى من الناس
فبعد عودة السفينة الثانية، انطلقت النقاشات على الشبكة، وشعر كثيرون بالتوتّر
توترٌ من الحضارات المجهولة في الكون
قبل أن يدخل البشر الفضاء ويغادروا النظام الشمسي، كان كثيرون يتساءلون: هل توجد فعلًا كائنات أخرى
وقد كثرت الأعمال الثقافية والأفلام والمسلسلات حول هذا الموضوع ولاقت رواجًا كبيرًا
لكن فكرة وجود كائنات أخرى كانت في السابق خاطرًا يخطر ثم يُهمَل لأنه بعيد جدًا
وحتى لو جاءت كائنات أخرى إلى الأرض، فماذا يستطيع البشر أن يفعلوا
فالقدوم عبر الكون إلى الأرض يعني تفوّقًا ساحقًا في التكنولوجيا
أما الآن وقد دخل البشر الفضاء، فقد صاروا يهتمّون جدًا بما إذا كانت هناك كائنات أخرى
عندما جُرّت السفينة الأولى، توتّر كثيرون، لكن بثّ يي فَي خفّف هذا التوتّر
أمّا هذه المرة، فإن جرّ السفينة الثانية أشعل هذا الشعور
إن أعمق الخوف غالبًا ما يأتي من المجهول
وما موقف الحضارات الكونية المجهولة من حضارة البشر
وكم تبلغ قوّتها
لا أحد كان يعرف ذلك، وكان بثّ يي فَي ليحدّثهم عن الحضارات الكونية
سواء شعب لونغقوه أو القوى في الخارج، كان الجميع يتابع هذا البث
بالنسبة إلى شعب لونغقوه، فإن محتوى هذا البث يرتبط بهم ارتباطًا وثيقًا
وبالنسبة إلى من هم في الخارج، فهو عرض لا بدّ من مشاهدته؛ فالفجوة بينهم وبين لونغقوه تتسع، ومشاهدته بالنسبة إليهم مجرد تسلية
بل إن بعضهم وهو يشاهد للتسلية راوده أنّه لو غزت الكائنات الأخرى الأرض وحكمتها، فقد يعودون إلى مستوى مساوٍ لشعب لونغقوه
وبسبب هذا التفاوت الهائل، ظنّ بعض المتطرّفين أنّ الفناء معًا أمرٌ حسن
كان البثّ في 7:30 مساءً، وقد بدأ كثيرون ينتظرون منذ لحظة ظهور الإشعار وظلّوا ساعاتٍ بانتظار البدء
وحين ظهر يي فَي على الشاشة، حبس الجميع أنفاسهم وخفّ توتّرهم قليلًا، فوجود يي فَي يمنحهم سندًا
نظر يي فَي إلى الكاميرا وابتسم قائلًا: أرى كثيرين على الشبكة يتحدّثون عن احتمال غزو حضارات أخرى لنا، لذا أقيم هذا البث، وأريد أن أقول إنني أتطلّع جدًا إلى قدومهم
الفصل 206: التنافس على نفس المسرح مع الحضارات الفضائية
كلمات يي فَي أراحت قلوبًا قلقة لا حصر لها
فإذا كان يي فَي قادرًا على طمأنتهم، فكونه يقول إنه يتطلّع إلى قدومهم يعني أنه واثق
وهو لا يتكلّم بلا أساس
كل ما قال يي فَي إنه لن يحدث، حدث
والمستقبل الذي وعدهم به حقّقه
الآن امتلأ الفضاء فوق الأرض بالمركبات الطائرة، ولدى كل شخص روبوت خِدمة إلى جانبه، وحتى العاملون في المحال على الطرقات صاروا روبوتات
وبإمكان الجميع أن يعيشوا حياةً طيبة دون أن يفعلوا شيئًا، بل أفضل من السابق
وهذا هو المستقبل الذي وعدهم به يي فَي في مؤتمره الصحفي الأول في جامعة جيانغتشنغ
في غضون عامين فقط
جعل يي فَي السفن الفضائية تغادر النظام الشمسي وتذهب إلى أماكن لم يكن البشر ليتخيّلوها
وجعل لونغقوه تقف على قمّة العالم، وحوّل السفن الفضائية الضخمة في الفضاء إلى أماكن للتنزه والاستجمام لأهل الأرض
صار الذهاب إلى الفضاء ومغادرة النظام الشمسي، بل وحتى مغادرة المجرّة، أمورًا ليست بعيدة
لذا كانت لكلمات يي فَي ثقل، وثقل كبير
قال يي فَي وهو ينظر إلى الكاميرا: أعرف ما يشغل الناس، وأقيم هذا البث اليوم ليعرف الجميع ما الذي سنواجهه في المستقبل
إنه تحالف حضارات
السفينتان اللتان اكتُشفتا جاءتا من حضارتين، لكن محرّكات سفنهما واحدة، وبدلاتهما الفضائية من المادة نفسها
كما أن النمط الداخلي لتصميم السفينتين متطابق
وبناءً على المعلومات الموجودة على السفينة، وجدتُ أثرًا لوجود تحالف، فالسفن لديهم كانت مُشتراة
في هذه اللحظة صمتت التعليقات المباشرة، فالجميع يُصغي بكل تركيز لكلام يي فَي، فأين لهم أن يرسلوا تعليقات
وكان كلام يي فَي صادمًا إلى درجة أنّ كثيرين لم يستطيعوا التشتّت
لقد كوّنت الحضارات الفضائية بالفعل تحالفًا
وتابع يي فَي: الخبر الأقلّ جودة بالنسبة إلينا هو أنّ معظم التقنيات المطبّقة على هاتين السفينتين تتفوّق على ما أملكه حاليًا
لكن هناك أيضًا خبرٌ جيّد، وهو أنّ العثور على السفينتين يتيح لي أن أُتقن تقنياتهما
بل لا أتقنها فحسب، بل أتفوّق عليها
فعبر درع الطاقة لديهم أنشأتُ درعًا جسيميًا أقوى منه بمئات المرات، وهو الدرع المستخدم حاليًا على سفن كثير من الناس، وقادرٌ على صدّ قصف المدافع الليزرية والمدافع الجسيمية
وهنا أعني صدّ مدفعيّ الليزري المُحسَّن ومدافعي الجسيمية، أمّا درعهم الطاقي فلا يستطيع صدّ مدفعيّ الليزري ولا مدافعي الجسيمية
وأخيرًا، أتقنتُ سلاحًا عظيمًا لا يمكنهم هم إتقانه إطلاقًا
لكن توجد جوانب نتأخّر فيها عنهم، مثل المحرّك، فمحرّكهم يتيح لهم فتح ثقوب دودية أبعد، وسرعة فتح الثقب الدودي لديهم آنية
وأنا أبحث هذه الأمور الآن، ومع وجود سفينتين للمقارنة، فأنا واثق من أنني سأطوّر ذلك خلال شهر
وهناك أيضًا نظام الجاذبية، إذ تمتلك السفينة الفضائية للكائنات الأخرى نظام جاذبية أفضل يكاد يُحاكي الجاذبية على نحوٍ كامل، ما يسمح للبشر بالعيش بحرّية أكبر في الفضاء
بعد شهر، ومع حجم أسطول مماثل، لن تعود سفن الكائنات الأخرى أمرًا يدعو للقلق
وهذا هو الحدّ الأقصى لما أستطيع فعله، لكن هذا غير كافٍ
فمدى النجوم الذي تتحكّم به الحضارة الأولى يصل إلى 120,000 سنة ضوئية ويشمل كواكب موارد لا تُحصى
وبالمقابل، فإن كواكب الموارد التي تتحكّم بها لونغقوه حاليًا ليست سوى بضعة آلاف، وبمدى لا يتجاوز 50 سنة ضوئية
إنه فارقٌ كميّ يكفي لأن يتحوّل إلى سحق نوعي
الأرض في خطر، والخطر يكمن في أنه كلما توسّعنا أصبح اكتشافنا أسهل
لكن للأرض أملًا أيضًا، وأملها في اغتنام الوقت للتوسّع، والحصول على كمّ هائل من الموارد عبر كواكب الموارد، وبذلك يمكن مجابهة الحضارات الفضائية، وهذه هي فرصة حضارة البشر الوحيدة
وهذه الفرصة لا أستطيع اغتنامها وحدي، بل تحتاج إلى مشاركة المزيد من الناس
قبل البث أعددتُ خطتين، الأولى «خطة البصيرة»، حيث سيُركَّب كاشف «عين السماء» على كل كوكب موارد، وما إن يكتشف سفينة فضائية لكائنات أخرى حتى يُرسل الرسالة إلى الأرض فورًا
والخطة الثانية «خطة التوسّع»، إذ أتحكّم حاليًا بأكثر من مئة قاعدة فضائية، قادرة على إنتاج عشرات الآلاف من سفن الدورية يوميًا
آمل أن ينضمّ مزيدٌ من الناس إلى فرق الاستكشاف للعثور على مزيد من الموارد، فعندئذٍ سيكون لدى حضارة البشر يقينٌ أكبر حين تقع الأزمة
قال يي فَي ما سبق بجدّية، ثم ابتسم وقال: السفينتان الفضائيتان للكائنات الأخرى، إحداهما تحطّمت قبل 1,500 سنة، والأخرى قبل 1,000 سنة
وبينهما 500 سنة، ومع ذلك لم تتغيّر سفنهما كثيرًا
وهذا خبرٌ جيّد للبشرية، إذ يعني أنّ زمن البحث والتطوير لديهم طويل جدًا
وبطبيعة الحال، مهما كان الظرف الخارجي، فعلى أبناء لونغقوه أن يطوّروا بكل ما أوتوا من قوّة
قال يي فَي بهدوء: ينتهي هذا البث هنا، فبدل القلق على المستقبل والتأرجح بين الربح والخسارة، من الأفضل التركيز على التطوير، فعلى الأقل حين تأتي الخطر ستكون لدينا القدرة على الاستجابة، بل وعلى تحويل الخطر إلى فُرصة تصل إلى أفواهنا
ثم أنهى البث المباشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
⚠️ تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك 🙏.
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة ✨، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها 🌸.
🤲 المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي 💐، وبالشفاء العاجل لوالدتي 💖، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية 🌙.
📢 ندعو قرّاءنا الكرام القادرين إلى دعمنا ودعم فريق العمل من أجل الاستمرار في ترجمة الروايات بأفضل جودة ممكنة.
📚 بفضل دعمكم، سنواصل نشر 5 فصول يوميًا بشكل ثابت ✨، ومع كل 1 دولار من الدعم 💖 سنضيف فورًا 10 فصول إضافية 📖 إلى الرواية فوق الفصول اليومية المعتادة.
💳 الدعم يتم عبر PayPal للراغبين فقط، وهو غير إلزامي إطلاقًا. 🙏 نحن نبذل قصارى جهدنا لتقديم ترجمات دقيقة، خالية من المصطلحات الغريبة، لتكون مناسبة وملائمة للقراء المسلمين 🌙، وتصل إليكم بأبهى صورة 🌸.
💳 PayPal : https://www.paypal.me/Ahmed0Jebbari
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ