🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 "﴿وَقُلِ ٱعْمَلُوا فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ﴾ (سورة التوبة: 105)"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأ يي فِي في تحسين الروبوتات، فمع إتقانه لتقنيات أكثر تقدّمًا لم تعد الروبوتات السابقة كافية وصارت بحاجة إلى ترقية
وبالإضافة إلى ذلك كان من الممكن تحسين أدوات التشغيل والآلات الصناعية الضخمة وما شابهها تحسينًا شاملًا
لم تكن هذه الأمور صعبة، لكنها مزعجة وتستغرق جهدًا
استغرق الأمر من يي فِي نصف شهر آخر ليُتمّ ترقية كل شيء
بعد شهر، غادر يي فِي المختبر وركب سفينته الفضائية واستعدّ للعودة إلى الأرض
وما إن غادرت السفينةُ الحربيةَ الفضائيةَ العملاقة حتى حدّق يي فِي أمامه في صفوف السفن الكثيفة في الفراغ
كانت كلها سفنًا فضائية تابعة للأرض، لكن عددها كان مهولًا للغاية
يا لسرعة التطوّر خلال هذا الشهر الماضي
الفصل 208: تغيّرات تقلب الأرض
بحسب التقنية والحجم اللذين صار يي فِي يسيطر عليهما، كانت التحسينات الهائلة تتوالى كل يوم
كان إنتاج 10,000 سفينة فضائية يوميًا، ثم تُرسَل هذه السفن لاستكشاف كواكب موارد جديدة
ومع ظهور كواكب موارد جديدة يمكن بناء قواعد كائنات فضائية جديدة تصنع المزيد من السفن
كان هذا التوسّع أُسّيًّا، وطالما أن بلد التنين يمتلك ما يكفي من الأفراد فبوسعه مواصلة التوسّع
وفوق ذلك، بعد أن استبدل يي فِي كل المعدات الأساسية ستزداد الفاعلية سرعةً أكثر، أما السفن الفضائية داخل النظام الشمسي فما تزال نسبةً صغيرة نسبيًا، لكنها بدت لِيي فِي هائلةً وقوية
لم يتنهّد يي فِي، فبعد هذا الانشغال الطويل حان وقت إجازة يومين
عادت السفينة إلى الأرض، وأشعره ثِقَل الجاذبية المألوف بالقرب، فمع أن الجاذبية تُحاكى على متن السفينة بصورة تكاد تطابق جاذبية الأرض، فإن الوقوف على الأرض له شعور مختلف
وحين وطئت قدماه التراب تساءل فجأة: هل سيعدّ البشر في المستقبل الأرض موطنهم الأصلي، ويُسمّونها الكوكب الأم
ابتسم يي فِي واتصل بآن شينّوه: "هل أنتِ متفرّغة؟ سأصطحبك في نزهة"
"الامتحانات على الأبواب…" تردّدت آن شينّوه، مفكّرةً هل تتجاوزها أم لا
لم يترك لها يي فِي مجالًا للتردّد: "سأذهب إلى الجامعة أيضًا وأدخل امتحانًا على الهامش"
"حسنًا" وأغلقت آن شينّوه المكالمة
في غمضة عين انتهى العامُ الجامعي الثالث
لكن خلال هذه السنوات الثلاث تغيّر العالم بسرعة مدهشة
توجّه يي فِي بسفينته إلى الجامعة، وحين نزل رأى في الحرم بضعَة طلاب متفرّقين بالكاد يُرى أحد
كان هذا من ثمار التغيير الذي أحدثه يي فِي، فمع زوال ضغط المعيشة والعمل تكيف الطلاب أسرع من غيرهم، وكثيرون منهم صاروا يملكون سفنًا فضائية ويتجهون إلى الفضاء للاستكشاف
طُرح هذا الأمر أيضًا في الاجتماعات، وجاء الحل بنظام نقاط: يمنح التخرّجُ نقاطًا، وتختلف كمية النقاط حسب الجامعة، ويمكن استبدالها بأشياء كثيرة
ولهذا السبب بقي كثيرون ممن لم يحصلوا على سفينة فضائية يدرسون في الجامعة
ويرى متشائمون أن عدد الباحثين سيتراجع كثيرًا خلال عقود مقبلة
لكن أحدًا لم يهتم بهذا الجدل، لأن قدوم العصر بين النجوم فتح لهم بابًا جديدًا
وعلى أي حال، حتى في الظروف العادية يكون عدد الباحثين أقل
لم يهتم يي فِي هو الآخر، إذ ظلّ نظام التعليم في بلد التنين متماسكًا، ومع التغييرات جرى تعديلٌ مدروس: بقي التعليم الأساسي مستقرًا، وصار التعليم العالي أكثر نخبوية
لم تعد منافسةٌ شرسة على مسار واحد، بل منظومةٌ يواصل فيها أصحاب الطموح دراستهم، مع نظام ترشيح أكثر دقة
كانت هذه قراراتٍ نوقشت في الاجتماعات، وصادف أنها عالجت المشكلات ذات الصلة
رفع يي فِي بصره نحو السماء فتبع كثيرون نظرته إلى أعلى، بينما كان آخرون ينظرون إلى هذه الرقعة الصغيرة من الأرض، وإلى مستقبلها القريب
كانت آن شينّوه قد انتظرته طويلًا، فجاءت إليه باسمة: "أأنت داخلٌ امتحانًا" فقال يي فِي مبتسمًا: "فقط لأعيش أجواء قاعة الامتحان"
حين التحق بهذه الجامعة أول مرة شارك يي فِي في امتحان واحد، أنهى الإجابات في دقائق ثم غادر
ومن بعدها لم يدخل امتحانًا آخر، فمحتوى الامتحانات كان بسيطًا جدًا بالنسبة له، ولم يَعُد راغبًا حتى في إجراء الشكليات
ضحكت آن شينّوه: "أجواء؟ لقد غادر ثلثا طلاب الجامعة، والباقون يفكرون في نقاط التخرّج، ثم سيحصل كلٌّ منهم على سفينتين فضائيتين عند التخرّج" وكان يي فِي يعرف هذا جيدًا، فبعض الناس حصلوا بالفعل على سفينة ثانية باستكشاف كواكب الموارد، ثم وجدوا أشخاصًا لم يقع عليهم الاختيار ليصعدوا على متن السفينة الثانية للاستكشاف
ومع امتلاك وسائل الإنتاج، فهذا في جوهره نواة رأس المال
لكن يي فِي لم يتدخل، لأنه مع توسّع القدرة الإنتاجية سيصبح حصول كل فرد في بلد التنين على سفينة فضائية أمرًا يسيرًا للغاية
بدا الحرم الواسع موحشًا قليلًا، وبعد جولةٍ مع آن شينّوه خرجا للتسوّق
كانت المتاجر على جانبي الطريق تُدار بروبوتات، وكان هناك كثيرون يتسوّقون
والأعجب أنك تستطيع أخذ ما تريد بعد التصفّح، وقد سبّب هذا سلوكًا هَدْريًا في البداية، لكنه كان ضئيلًا أمام إنتاجية بلد التنين
ومع تحوّل كثير من السلع إلى المجانية قلَّ مَن يأخذ الملابس عشوائيًا، وصار الناس يأخذون ما يحتاجون إليه أو ما يُعجبهم فقط
فلا معنى لحشو الملابس في خزانة ممتلئة أصلًا بما لم يُلبَس
كما أن رمي كميات كبيرة من الأشياء صار يجرّ نظرات استنكار من الآخرين
كان هذا نتيجة حملة ترويجية تبنّاها بعضهم لتكوين منظومة قيم جديدة تمامًا
وكان المتسوّقون كُثُرًا، وخدمات الروبوتات لَبِقة؛ فإذا راقت قطعةٌ ساعدت في اختيار المقاس المناسب، وإذا لم يجد المرء ما يعجبه اقترحت تشكيلاتٍ ملائمة، وكان أكبر تغيير أن كثيرين ممن يكرهون التسوّق ويلازمون بيوتهم صاروا يخرجون ويتفاعلون مع الروبوتات، فلا تسيطر عليهم مشاعر القلق الاجتماعي
وفي الوقت نفسه، وبعد إدخال نظام النقاط الجديد ولتشجيع الابتكار، مُنِحت جميع المنتجات المبتكرة فترةَ حماية مدتها 3 سنوات
وفي مجال الأزياء، إذا كانت الملابس مصمّمة بإتقان فلن تصنعها المصانعُ الروبوتية ولن تبيعها خلال 3 سنوات، بل تُصنع للمصمّم وتُباع بنظام النقاط
وخلال هذه السنوات الثلاث تؤول جميع الأرباح إلى المصمّم
وتتبع المنتجاتُ الميكانيكية وغيرها النهجَ نفسه
وقد أتاح هذا لقومٍ كثيرين قنواتٍ جديدة لكسب النقاط، والأهم أنه دفع الابتكار قدمًا
وبمجرّد ظهور منتجٍ ناجح تتدفّق النقاط بغزارة
وإلى جانب ذلك ظلّت الصناعاتُ الترفيهية والثقافية موجودة بل أفضل من السابق، لأن إنتاج المحتوى الجيد حاجةٌ أساسية لبلد التنين اليوم
فالمستكشفون في الفضاء يشعرون بالملل ويحتاجون إلى كمٍّ كبير من المحتوى عالي الجودة لتمضية الوقت وتخفيف الوحدة
لذلك لم تكتفِ هذه الصناعة بالبقاء بل ازدهرت، وإن كانت لا تزال تبحث عن نموذج ربحها
ولأن فرض الدفع على المستخدمين غير ممكن، لم يبقَ إلا أن تمنح الجهةُ الرسميةُ النقاط، ومنحُ النقاط يحتاج إلى معيار جيّد كي يُمكّن صانعي المحتوى من تقديم ما هو أفضل
ولحفظ هذا التوازن وُضع نظامُ تقييم ثلاثي: جهة تقييم متخصّصة، وجمهور واسع يمنح الدرجات عبر كمٍّ كبير من التقييمات، وثالثًا تقييمُ المستكشفين
وتُوزن هذه الدرجات الثلاث بنِسَب محددة لاستخراج الدرجة النهائية، ثم تُصرف النقاط
بعدها تُوزّع النقاط على فريق الإنتاج والممثلين
كما اتّبعت منصّات تطوير الألعاب النموذج نفسه في منح النقاط مع اختلافات طفيفة
وبطبيعة الحال كانت أكثر الأنشطة ربحًا في الوقت الحالي تلك التي تروّج خفيةً لمحتوى ترفيهي غير لائق، وهو ما لم يُشجّعه يي فِي لكنه رآه واقعًا قائمًا لا يتدخل فيه
كان يي فِي يرى هذه التفاصيل بوضوح عبر شياو باي، لكنه لم يتدخّل، فبهذا القدر أو ذاك كانت بعض الأمور تُعدّ حاجةً واقعية
وحين صار نظام النقاط معيارًا عامًا في جميع القطاعات كان ذلك يعني تأسيس منظومة جديدة
ويعني كذلك أن بلد التنين كلّه شهد تغيّرات تقلب الأرض
وكل هذه التغيّرات كانت بفضل يي فِي
الفصل 209: حضارة فضائية وصلت
لن نتطرّق الآن إلى أبناء بلد التنين في الفضاء، فعددهم ما يزال قليلًا، ومع أن عدّة ملايين قد صعدوا، فإنهم لا يُذكرون مقارنةً بإجمالي سكان بلد التنين
أمّا على الأرض فقد تحسّنت معيشةُ الناس في بلد التنين تحسّنًا واسعًا
وهذا التحسّن ظاهر بالمقارنة، ففي الخارج عمّت الفوضى
فمن دون بلد التنين، مصنع العالم، صارت الضروريات التي كانت رخيصة غالية الثمن، ولم تستطع البلدان الصغيرة الأخرى أن تصبح مصانع بديلة لهم
وليس كلُّ القوى تمتلك روح أبناء بلد التنين الذين يلحقون بالركب بأسرع ما يمكن حتى في ظروفٍ شديدة التخلّف
كما أن مستوى الصناعة التحويلية لم يستطع مجاراة الطلب، وصارت المصانعُ المُجهِدة ترفًا، لأن كثيرين في تلك القوى اعتادوا الكسل
وبهذه المقارنة انفجر السخطُ في الخارج، وامتلأت الساحات بمشاهد الفوضى، ولم تُحسّن هذه الأفعال الأوضاع بل زادتها سوءًا
تجوّل يي فِي قليلًا ثم عاد إلى القاعدة، وفي اليوم التالي دخل امتحانًا ليجرب الأجواء، وغادر الجامعة مع آن شينّوه
وبعد تردّد اختار الذهاب في رحلة مشيٍ على الأقدام
أساسًا لأنه لم يكن يعرف إلى أين يذهب للتنزّه
وبينما هما في الطريق أطلق ساعته صفيرًا خافتًا
نظرت آن شينّوه لا إراديًا، فهي تعرف يي فِي جيدًا وتعلم أن ساعته لا تُنذر إلا بما هو مهم
"تقرير"
"تمّ اكتشاف سفينةٍ فضائية لكائناتٍ غريبة على بُعد 100 سنة ضوئية من الأرض"
تغيّر وجه آن شينّوه وانقبض قلبها، فقد رأت سفنًا فضائية من قبل، لكن سفينةً محطّمة تختلف تمامًا عن سفينةٍ سليمة
وهذا يعني أن موقع البشر غالبًا صار ضمن مجال رؤية حضارةٍ فضائية
ظهر الدرعُ النانوي على جسد يي فِي، وكان عليه أن يذهب بنفسه
أرادت آن شينّوه أن تقول شيئًا ثم تردّدت: "كن حذرًا"
"حسنًا" ردّ يي فِي ثم اندفع مباشرة إلى السماء، ودخل سفينته وخرج أولًا من الغلاف الجوي
وفي الأثناء دوّى صوتُ شياو باي مجددًا: "السفينةُ الفضائية الغريبة ظهرت بالفعل داخل النظام الشمسي"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
⚠️ تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك 🙏.
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة ✨، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها 🌸.
🤲 المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي 💐، وبالشفاء العاجل لوالدتي 💖، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية 🌙.
📢 ندعو قرّاءنا الكرام القادرين إلى دعمنا ودعم فريق العمل من أجل الاستمرار في ترجمة الروايات بأفضل جودة ممكنة.
📚 بفضل دعمكم، سنواصل نشر 5 فصول يوميًا بشكل ثابت ✨، ومع كل 1 دولار من الدعم 💖 سنضيف فورًا 10 فصول إضافية 📖 إلى الرواية فوق الفصول اليومية المعتادة.
💳 الدعم يتم عبر PayPal للراغبين فقط، وهو غير إلزامي إطلاقًا. 🙏 نحن نبذل قصارى جهدنا لتقديم ترجمات دقيقة، خالية من المصطلحات الغريبة، لتكون مناسبة وملائمة للقراء المسلمين 🌙، وتصل إليكم بأبهى صورة 🌸.
💳 PayPal : https://www.paypal.me/Ahmed0Jebbari
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ