الفصل 2 – نظام ملك النسخ

بينما كان ريو ينظر إلى الشاشة الخضراء الشفافة أمامه، كانت مشاعره تتأرجح بين السعادة والقلق. من جهة، كان سعيدًا لأن النظام الذي كان يظنه مجرد خرافة قد أصبح حقيقة أمامه، ولكن من جهة أخرى، كان يخشى أن يطلب منه هذا النظام بذل جهد أكبر مما كان يخطط له. كان القلق يساوره حول ما قد يتطلبه منه هذا العالم الغريب، لكنه قرر ألا يترك مشاعره تسيطر عليه الآن، وواصل سيره بينما يراقب النظام.

استمر ريو في مشيه بخطوات هادئة وهو يفحص تفاصيل النظام، واكتشف أنه الوحيد الذي يستطيع رؤية هذه الشاشة. ذلك جعله يشعر بارتياح نسبي، لكنه في الوقت نفسه شعر بشيء من الغموض، وكأن هناك أسرارًا أخرى لا يزال يجهلها. ثم ظهرت نافذة الحالة الخاصة به:

الاسم: ريو

العمر: 8 سنوات (طفل بالغ)

القوة: 10

الموهبة الذهبية: المنتقل عبر العوالم _ تمنح الحظ الجيد مع التحديات.

كانت نافذة الحالة بسيطة وواضحة، مما جعل ريو يفهم كل شيء بسرعة. لكنه لم يكن يكتفي بما رآه. فكر قليلاً، ثم سأل النظام، "ما هي قوتك الخاصة؟"

ظهرت الإجابة على الشاشة بشكل واضح:

"يمنح النظام قدرة نسخ أي موهبة أو قدرة أو تقنية في هذا العالم."

ابتسم ريو قليلاً وهو يقرأ هذه الكلمات. لم يكن عليه أن يبذل الجهد الذي تخيله سابقًا ليصبح قويًا، بل كان بإمكانه ببساطة نسخ القوى من حوله. في هذه اللحظة، شعر بشيء من الطمأنينة، وكأن الحياة أصبحت أكثر سهولة.

ثم استمر في استفساراته: "هل هناك ترتيب معين للقدرات المنسوخة؟"

ظهرت الإجابة الجديدة:

**"المواهب تصنف كما يلي:

ذهبي

أحمر

بنفسجي

أزرق

أبيض"**

فهم ريو كيفية عمل النظام على الفور. فقد قرأ العديد من الروايات عن أنظمة مشابهة في حياته السابقة، ولهذا كان من السهل عليه استيعاب المعلومات بسرعة. لكن أكثر ما لفت انتباهه هو تصنيف موهبته "المنتقل عبر العوالم" في الفئة الذهبية، ما جعلها واحدة من أقوى المواهب.

أخذ يقرأ الوصف الخاص بهذه الموهبة، الذي كان:

"أنت منتقل عبر العوالم، يمكنك السفر في جميع أنحاء العالم ولن يستطيع القدر التأثير عليك. أفعالك ستكون لها تأثير كبير على من حولك."

كان الوصف بسيطًا، لكن مع ذلك، كان يحمل في طياته قوة عظيمة. "هل تعني هذه الموهبة أنني سأكون قادرًا على التحكم الكامل في قدراتي؟" فكر ريو في نفسه. ثم ابتسم قليلاً، وكان شعورًا غريبًا يملأ قلبه. ربما كان هناك أمل في هذا العالم الغريب بعد كل شيء.

عاد ريو إلى منزله الذي كان يقع على قمة هضبة صغيرة في القرية. عندما دخل من باب الحديقة، كان السور الخشبي قديمًا، وبني بشكل غير متقن. لم يهتم كثيرًا لهذه التفاصيل؛ بل كان يفكر في شدة شعوره بالراحة في هذا المكان بعد كل ما مر به.

ولكن، وعندما دخل إلى الداخل، شعر وكأن الأرض قد تزلزلت تحت قدميه. كان المنزل في حالة فوضى شديدة، وكأن إعصارًا مر به. كل شيء كان مبعثرًا: الأثاث مهدم، والأشياء متناثرة هنا وهناك، والمكان بأسره كان مليئًا بالفوضى.

"من يجرؤ على فعل هذا في مكاني المفضل؟" همس ريو بغضب شديد في نفسه.

كان هذا المكان هو ملاذه الوحيد في هذا العالم الغريب. كان يعيش هنا مع جده وجدته اللذين كانا يقدران الهدوء، ولهذا كان هذا المكان يشكل له نوعًا من الأمان. لكن الآن، كان هناك من دمر كل شيء أحبه.

دخل ريو المنزل وهو يراقب بعينيه المكان الذي أصبح مليئًا بالدمار. حتى وصل إلى باب الحديقة الخلفية، وعندما فتحه، أصيب بصدمة كبيرة.

كانت جدته قد قُتلت، رأسها مقطوع، وجده ملقى على الأرض بعد أن قُطعت قدماه وكان ينزف بغزارة. كان مشهدًا دمويًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وفجأة، ظهر أمامه القاتل.

في البداية، ظن ريو أن هذا الشخص ينتمي إلى إحدى العصابات. لكن بعد أن لاحظ ملابسه السوداء والقناع الأسود الذي كان يرتديه، بالإضافة إلى السيف الأسود المزين بحروف غريبة، بدأ شكه يتزايد.

ثم، في لحظة التقاء نظرتهما، شعر ريو بشيء غريب؛ ضغط هائل على صدره، كأن هواء المكان قد نفد فجأة. وكأن كل أنفاسه قد سُلبت منه. سقط على ركبتيه، وكاد يختنق.

اقترب القاتل منه بخطوات واثقة، وقال بصوت بارد: "لم أتوقع أن يتبقى أحد هنا."

ثم، وفي حركة سريعة، سحب سكينًا صغيرًا من جيبه وألقاه نحو ريو قائلاً: "هيا، امسك هذا يا فتى."

لم يعرف ريو ماذا يفعل. كان الضغط على صدره يزداد شيئًا فشيئًا، وكان عقله مشوشًا تمامًا. فكر في نفسه: "هل هذه هي قوة الفنون القتالية؟ إنها مخيفة، يمكنها فعل هذا بسهولة."

كان يعلم في تلك اللحظة أن البقاء في هذا الموقف لفترة أطول قد يعني نهايته، فحاول أن ينهض بصعوبة. نظر إلى السكين في يده، ثم قال في نفسه: "إذا أردت النجاة، يجب أن أبذل جهدًا. لا يمكنني الاستسلام."

أمسك بالسكين بعد مقاومة شديدة، وفي تلك اللحظة، سمع القاتل يقول بنبرة ساخرة: "أحسنت، الآن اقتلني."

كانت عيون القاتل باردة جدًا، كأنه لا يراه إلا كحشرة صغيرة. حاول ريو أن يتحدث، لكن لم يستطع. وفي النهاية، انهار تحت الضغط واغشي عليه.

"يبدو أن حفيد الشامان الأسطوري مجرد فاشل"، همس القاتل في خيبة أمل وهو يمسح سيفه الملطخ بالدم.

ثم، بعد أن نظر إلى جثة ريو المتهاوية، أخرج القاتل ورقة تحتوي على عدة أسماء، ومرر أصبعه فوق اسم الشامان الأسطوري، ثم وضع خطًا أسفل الاسم. نظر إلى ريو وقال: "ههه، إنه فاشل، ولكن ربما عندما ينضج، قد يحاول الانتقام."

أخذ القاتل يفتش في جسد ريو بحثًا عن أي شيء ثمين قد تركه الشامان على حفيده، لكنه لم يجد شيئًا. وفجأة، ظهرت له شاشة النظام التي كتب عليها:

[تم تحديد الهدف، تم الاتصال الجسدي... هل يريد المضيف النسخ؟]

ألقى نظرة أخيرة على ريو ثم غادر بهدوء.

بعد فترة طويلة، استفاق ريو من غيبوبته، وعندما رأى ما حدث حوله، فكر في نفسه: "لم يكن حلمًا بعد كل شيء."

2025/04/16 · 120 مشاهدة · 887 كلمة
نادي الروايات - 2025