الفصل 4 – ضفدع في بئر

داخل الغابة الكثيفة، بين الأشجار العالية، كان هناك شخص يركض بجنون. كان يلهث بصعوبة وكأن حياته على المحك. الأشجار كانت تشكل عائقًا أمامه، تمنعه من زيادة سرعته. وفجأة، ظهر شيء أسود سريع جدًا خلفه، اخترق جزع الشجرة بجانب رأسه. لو كان السهم انحرف قليلاً لكان اخترق جمجمته، لينهي حياته في لحظة.

"تبا! هل سيلاحقونني إلى نهاية العالم؟ حقًا؟" كان يركض بأقصى سرعة، وكأنه يهرب من الموت الذي كان يلاحقه.

استمر في الركض، لكنه فوجئ بسهم آخر يظهر من الجنب. نظر إلى السهم في خوف ورهبة، لكنَّه أجبر نفسه على التحرك لتجنب السهم في اللحظة الأخيرة. لكنه، رغم محاولته، أصيب في جانبه، وبدأ الدم ينزف بغزارة.

لم يعد يستطيع الركض بعدها، فسقط على الأرض وهو يلهث، في حالة يرثى لها.

"ها... ها... هفف... هل سأموت هنا؟ هل ستنتهي قصتي الآن؟ تبا، أنا نجم الطوائف الغير تقليدية، هل سأموت هنا؟"

بينما كان يفكر في مصيره، ظهرت مجموعة من الأشخاص، كانوا يرتدون ملابس سوداء ومقنعة، منتشرين بين الأشجار. كانوا يغطون المكان بطريقة لا يستطيع أي حيوان صغير الهروب منها.

"هههه... اللعنة عليكم جميعًا!" قال هذا، وهو يرفع أطول أصابع يديه في وجوههم، غاضبًا.

بدأ في إغلاق عينيه استعدادًا للموت، لكن بينما كان يغلق عينيه، رأى، بشكل ضبابي، شخصًا يظهر أمامه.

"من أنت؟" همس بصوت ضعيف.

"أغغ... !!"

"احترسوا... أغغغ!"

"تبا..."

ثم أغشي عليه وسقط في الظلام.

---

عندما استفاق، وجد نفسه في مكان مظلم. شعر بالدوار، حاول الوقوف لكنه تعثر وسقط على الأرض مجددًا.

"أغغغ... هذا مؤلم. هل قام أحد بإنقاذي؟ لكن من سيكون في مكان مثل هذه الغابة البعيدة؟"

كانت الأسئلة تملأ عقله، ولم يترك لها جوابًا سوى ذلك المنقذ الذي يبدو أنه موجود في هذا المكان الغريب.

استجمع قوته وبدأ في السير باتجاه الضوء البعيد. عندما اقترب، شعر بحاجته لاستراحة ولكنه مضى قدمًا حتى وصل إلى غابة واسعة، ووجد نفسه أمام كهف.

"من يعيش في مثل هذا المكان؟ هل هذا... ربما... وحش؟"

لطالما سمع عن قصص وحوش الغابة والأساطير التي تحيط بها. لكن، قطع أفكاره صوت قادم من داخل الغابة.

"هل استيقظت؟"

نظر ليجد شخصًا أمامه. كان يرتدي ملابس باهتة وممزقة، مما أبرز عضلاته الواضحة. كان هناك جروح على كتفه، يبدو أنها ناتجة عن هجوم مخالب. وكان شعره الأسود الطويل مربوطًا ببعض الحبال من الغابة.

كان هذا الشخص، بالطبع، هو ريو، الذي قرر الانتقال للغابة للتدرب والعيش هناك. كان ريو يسحب غزالة وهو يقترب من الشخص الغريب.

"أنت محظوظ حقًا. لولا تواجدي بالقرب منك، لكنت قد مت الآن. حسنًا، يمكنك اعتبار حظك موهبة."

أسرع ريو بقبض يديه وقال: "تحياتي للكبير، أنا ممتن حقًا لما فعلته من أجلي. هذا دين سأسدده بحياتي."

نظر ريو إليه في تعجب. "هذا حقًا عالم فنون قتالية تقليدية، حتى هذه الشكليات موجودة هنا."

وضع ريو الغزالة بالقرب من الموقد وقال: "ما اسمك؟"

"أنا أدعى موروليند. أنا عضو في اتحاد الطوائف غير التقليدية، سيدي."

أومأ ريو برأسه، وكان الاسم "موروليند" يبدو جيدًا في عقله.

"الطوائف غير التقليدية؟" قال ريو بصوت هادئ. كان ريو جاهلًا تمامًا بكل شيء في هذا العالم. كان يعرف أن مدينة الكراكي هي أقرب مجمع للعشائر والطوائف من قريته، لكن شيئًا مثل "اتحاد الطوائف غير التقليدية" لم يكن قد سمع به من قبل.

قال موروليند بتفهم: "يبدو أن الكبير لم يسمع عن العالم الخارجي منذ فترة طويلة. اتحاد الطوائف غير التقليدية هو اتحاد جديد. نشأ منذ خمس سنوات. نشأ من أجل ضمان سلامة الطوائف المحايدة، لأن هناك ثلاث قوى رئيسية في العالم."

ثم تابع موروليند: "هناك تحالف الموريوم، وهو تجمع أقوى الطوائف والعشائر. يسمى هذا التحالف بالتحالف الأسمي للموريوم. وهناك أيضًا طائفة العلوية المقدسة، وهي طائفة يقال إنها موجودة منذ أكثر من عشرة آلاف عام ولها تاريخ طويل وتحمل شخصيات قوية للغاية. وأخيرًا، هناك الطائفة الشيطانية."

عندما ذكر موروليند الطائفة الشيطانية، ظهر عليه لمحة من الرهبة والخوف. أكمل في شرح الوضع قائلاً: "بسبب وجود هذه القوى، فإن التوازن موجود بينهما، ولكن هناك قوة محايدة، وهذه القوة لم تنتمِ إلى أي من الأطراف الثلاثة. قبل ست سنوات، خرجت طائفة الوردة الحمراء من تحت جناح الطائفة العلوية المقدسة وأُنشأ تحالف الطوائف غير التقليدية. بعد مرور خمس سنوات، أصبح هذا الاتحاد القوة الرابعة العظمى."

بدا موروليند كأنه يحاول سداد دينه عن طريق تقديم هذه المعلومات لريو. كان ريو يحاول استيعاب كل هذه المعلومات الضخمة. شعر وكأن نظرته للعالم قد تغيرت تمامًا.

لقد عاش ريو في هذه الغابة لما يقارب ثلاثة أشهر، وأصبح أقوى بكثير مما كان عليه. خاض معارك مع العصابات والحيوانات البرية، وكان يشعر الآن أنه يمكنه العيش بسلام. لكنه أدرك أن هذا العالم لا يبدو بسيطًا كما كان يظن.

كان ريو يرغب في أن يصبح أقوى ليتمكن من الانتقام، وبعدها يستطيع العيش في هدوء وسلام، والنوم بسلام. بينما كان يفكر في هذا، بدأ لعابه يسيل من فمه.

تفاجأ موروليند عندما لاحظ هذا التعبير على وجه ريو، وبدأت جميع الأفكار الغريبة تدور في ذهنه. نظر إليه ريو وقال بلهجة حاسمة: "أنت امسك هذا."

ثم دفع بالغزالة إلى يده. تفاجأ موروليند وقال: "هذا؟"

رد ريو: "ماذا؟ يجب أن تدفع ثمن العيش هنا. خذ هذا واطبخها."

قال هذا، ثم توجه نحو الكهف لأخذ قيلولة.

وقف موروليند في مكانه في حالة ذهول تام. "لكني لا زلت مصابًا؟"

---

دخل ريو الكهف وأمر النظام قائلاً: "أظهر حالتي."

[المضيف: ريو]

العمر: 9

مستوى القوة: فنان قتالي في المستوى الثاني

القدرة: لا يوجد

الموهبة: منتقل عبر العوالم - ذهبية

التقنية: يد الروح الواحدة - ذهبية - الإتقان (شبه خبير)

تقنية: سيف الدم الأسود - بنفسجي - إتقان جزئي

---

لقد تطور ريو وأصبح فنانًا قتاليًا في المستوى الثاني. ارتفع مستوى إتقان مهارة "يد الروح الواحدة" إلى شبه خبير الآن.

الآن يمكن لريو استخدام بعض القدرات الفريدة لهذه التقنية. كان كل ما يتطلبه الأمر هو التأمل لمدة ساعة في اليوم، وخلال هذه الساعة، يمكنه الشعور بتدفق التشي في جميع أنحاء جسده.

في الأصل، يمكن فقط للأشخاص الذين وصلوا إلى مرحلة "شكل التشي الأول" استخدام التشي بشكل طبيعي، لكن بالنسبة لريو، كان بإمكانه إنتاج التشي عن طريق تدوير جوهر طاقته العقلية، وبالتالي يمتص التشي من الطبيعة بشكل إجباري.

ثم فكر ريو في تحريك صخرة صغيرة، وفعلاً، طارت الصخرة حسب إرادته، وبدأت في التحليق في الهواء بحرية. جرب بعدها تحريك صخرة متوسطة، ورغم التحدي في البداية، نجح في تحريكها، ولكن كان عليه بذل جهد كبير.

ثم حاول ريو تحريك صخرة كبيرة تزن حوالي 50 كيلوغرامًا، لكنه رغم المجهود الذي بذله، لم يستطع تحريكها إلا بشكل بسيط.

"ربما عندما أصل إلى المستوى الثالث يمكنني تحريكها بشكل كامل." قال ريو لنفسه.

"طاقات التشي مذهلة حقًا. لولا وجودها، لما استطعت قتل هؤلاء الفنانين القتاليين الآخرين."

ثم أمر ريو النظام: "نظام، أظهر لوحة موروليند."

---

[الهدف: موروليند جوفيس]

مستوى القوة: المرحلة الأولى - المستوى الثالث

القدرة: ارتقاء الضعيف - الجود الحمراء

الموهبة: نجم في السماء - الجود الحمراء

التقنية: خمس قبضات نيفرلاند - الجود الحمراء

---

كان ريو متفاجئًا من نافذة حالة موروليند. كانت جميع مهاراته ذات جودة حمراء، مما يعني أنه سيصبح شخصية مشهورة في المستقبل إذا لم يواجه أعداء أقوياء.

"الآن، ماذا سأنسخ؟" قال ريو وهو يتأمل الخيارات.

كانت جميع القدرات قوية، ولكن ما جذب انتباهه حقًا كانت التقنية. كان لديه تقنيتان فقط: الأولى ذات جودة ذهبية، لكن إذا أراد الاستفادة منها بشكل كامل، يجب عليه الارتقاء في الطاقة الجوهرية. أما الثانية، فكانت تقنيته سيف الدم الأسود، التي يعمل بها فقط في الظلام.

قرر ريو أن ينسخ "خمس قبضات نيفرلاند" لتعويض الضعف الذي يعانيه عند القتال تحت ضوء النهار.

قال ريو بحزم: "حسنًا، نظام، قم بنسخ تقنية القبضة."

---

[بيب... تم نسخ تقنية خمس قبضات نيفرلاند - جودة حمراء - الإتقان (خبير)]

---

شعر ريو بموجة من المعلومات حول القتال بالأيدي تنتقل إلى عقله. الآن، يمكن القول إنه أصبح خبيرًا في القتال بالأيدي.

فجأة، سمع ريو صوتًا من الخارج.

"سيدي، أرجوك، أنقذني!!!"

---

النهاية...

2025/04/16 · 145 مشاهدة · 1222 كلمة
نادي الروايات - 2025