قوة الساحر  هي قدرته على قهر الشخص بقوته النارية من مسافة بعيدة . حتى السحرة الحربيين الذين  تدربوا على الفنون القتالية سيكونوا أجسام بلا رؤوس في لحظة اقترابهم من الفرسان .  
  
  نفس الشيء يطبق على قائد الغيلان الذي يملك قدرات بدنية أكبر بكثير من البشر .  
  
  لكن , ثيو ركض تجاهه أولا .  
  
  " اذا تراجعت , سوف أموت ! "  
  
  الساحر البسيط كان سيتراجع للخلف ويموت . بدلا من تجاهل النصيحة من حواسه , صر ثيو  على أسنانه وهاجم . التراجع لم يكن خيارا حكيما بالتأكيد .  
  
  أخذ ثيو خمسة خطوات فقط قبل أن يكون في مدى رمح القائد . لا , القائد لن يستطيع  قتله الان برميه للرمح . مع ذلك لن يستطي ثيو هزيمة الرمح مباشرة بسحر دائرة ثالثة  . حتى لو تجنب الرمح سينتزع الفأس رأسه .  
  
  " سرعة ! " أحاط سحر التسارع بجسد ثيو والذي أصبحت حركاته أسرع , وسرعان  ما أصبح وجه قائد الغيلان البشع أمامه مباشرة .  
  
  القائد كان يحمل الفأس على رأسه كما لو سيضربه للأسفل في أي لحظة . ثيو قد تدرب  فقط لشهرين وسرعته كانت أعلى بقليل لذا كانت ضربة لا يمكن تجنبها .  
  
  نادى على ميترا بينما ينزلق , " الان ! "  
    
   
  في  نفس الوقت , تحركت قدم قائد الغيلان اليمنى وانهار توازن جسده . ميترا قد اخترقت  الأرض وصنعت حفرة عند أقدام القائد . كان عمقها فقط 30 سم لكن بفضل ذلك ضرب الفأس  الهواء الفارغ .  
  
     هووونج !    
  
  عندما سمع ثيو صوت الهواء المندفع فوق رأسه استهدف جانب قائد الغيلان .  
  
  " كرة النار ! "  
  
  أحرزت الكرة النارية ضربة مباشرة في جانب قائد الغيلان .  
  
     كواااانج !    
  
  موجة الصدمة التي أحدثها الانفجار جعلت ثيو يتراجع بضعة خطوات للخلف . عادة كان  سينتهي الامر هنا بالنسبة للغيلان , لكن لن تكون إصابة مميتة للقائد . حدق ثيو إلى  الدخان الرمادي الذي يخرج من المنتصف .  
  
  " سحقا , اذا كانت رأسه مكشوفة , لكنت استخدمت الطلقة السحرية "  
  
  القذيفة السحرية بأسلوب الفريد , والمعروفة أيضا بالطلقة السحرية , كانت ستخترق  جلد قائد الغيلان بدون أي صعوبة .  
  
  لكن القوة المميتة تحدث فقط عندما تضرب نقاط حيوية .  
  
  جلد الوحوش أكثر صلابة من البشر وتركيب أجسادهم مختلف أيضا . لذا يجب أن يضرب ثيو  المكان الصحيح من أجل اصابة قاتلة . لسوء الحظ , لم يقرأ كتاب عن جسم الغول أبدا .  
  
  لذا استخدم كرة النار بدلا من الطلقة السحرية .  
  
     كووااااااااه !    
  
  صاح القائد بمزيج من الالم والغضب من داخل الدخان . كرة النار قد ضربت جلده  والاحتراق كان صعب مشاهدته . مع ذلك قوة الغول لا زالت شديدة .  
    
   
  "  كرة النار ليست كافية " تمتم ثيو حيث رأى حالة القائد .  
    
   
  فى  الدائرة الثالثة وما تحتها , كرة النار كانت القوة النارية الأكبر . اذا لم تكن  فعالة فتبقى له خيارين فقط .... طريقتين للهجوم للتغلب على هذا الدفاع .  
  
  " قذيفة الانفجار أو الطلقة السحرية "  
  
  الأولى تم استبعادها . ثيو كان قادر على استخدام قذيفة الانفجار كقدرة لمرة واحدة  بعدما أكل " اللهب المدوي " لكن التجهيز يأخذ وقتا طويلا . لمات 10 مرات  بحلول وقت تجهيز القوة السحرية والقاء التعويذة .  
    
   
  ستكون  قصة مختلفة لو قام المرتزقة بتقييد قائد الغيلان خلال هذه الفترة لكن ...  
  
  " هوو , كنت مخطئأ في توقع الكثير "  
  
  المرتزقة تراجعوا بعدما رأوا الفارق في المهارة وكانوا يعتنوا بالغيلان الاخرى  بدلا من ذلك . لا تهم كم النقود جيدة , لن تكون لها فائدة اذا ماتوا . المرتزقة لم  تكن لديهم أي رغبة في مواجهة قائد الغيلان عندما يكون احتمال موتهم موجود كبير .  لحسن الحظ بدلا من ذلك لم يهربوا وكانوا يعترضوا بقية الغيلان .  
  
  " .... حسنا , سوف أجرب مرة "  
  
  حدق ثيو إلى عيون قائد الغيلان الحمراء وجمع القوة السحرية في ذراعيه . يملك فرصتين  فقط .  
  
  اذا أطلق ثيو بكل قوته لاختراق دفاع قائد الغيلان , سيتمكن من استخدام السحر مرتين  فقط . سيكون الامر مختلف لو كان الفريد لكن هذا كان حد ثيو الذي لم يتقن السحر بعد  .  
  
  قائد الغيلان كان يلهث بينما يجمع ثيودور ميلر القوة في ذراعيه . المواجهة بين  الكائنين كسرت فجأة .  
  
  كوروااااااااك !  
  
  قائد الغيلان الذي نفذ صبره بدأ الهجوم .  
  
  ساوييييك !  
  
  هاجم برمحه ووجهه لاختراق جسد ثيو . لو لم يرجع ثيو للوراء بسرعة لتم شويه بالسيخ  مثل الدجاج . وهذا كان متبوعا بتلويحة من الفأس . كان واضح أن الفأس يملك قوة  كافية لتحطيم شجرة كبيرة .  
  
  " ميترا ! "  
  
  استجابت ميترا لنداء ثيو وصنعت حفرة تحت أقدام القائد كالمرة الماضية .  
  
     كوروك , كورروروك !    
  
  بدلا  من السيطرة على الفأس قفز القائد من  فوق الحفرة . ثم سخر من ثيو . الغضب الذي كان يملأ عيونه اختفى . رغم الألم , كان  ماكر ويعلم كيف يستخدم الخدع . لم ينسى الفخ الذي وقع فيه مرة من قبل .  
  
  حيث اعتقد هذا , سخر ثيو .  
  
     بوك !    
  
  ظهرت حفرة أخرى فجأة . هذه المرة كانت تحت أقدام ثيو بدلا من الغول .  
  
     هووونج    
  
  عندما أخطأ الفأس ثيو , والذي سقط للأسفل فجأة , ملأ التشوش وجه قائد الغيلان .  بينما يستلقي على الارض التي اصبحت طرية بفضل ميترا , أشار ثيو باصبعه نحو وجه  القائد . بهذه المسافة , لن يتمكن القائد من تجنب الطلقة السحرية .  
  
  انطلق وميض أزرق من حافة اصبع ثيودور .  
  
     بييوووووونج !    
  
  القوة السحرية المضغوطة بشدة حطمت حاجز الصوت ومزقت الرياح . القوة كانت كافية لاختراق  الدرع وتحويل الجلد السميك إلى قطعة من الحرير . وصل الوميض إلى رأس قائد الغيلان  .  
  
  " أصيبيه ! "  
  
  لم يكن غير معقول أن يشعر بالثقة . الضربة كانت مؤقتة بدقة . لكن , ربما بسبب  الطبيعة البرية أو غرائز المحارب , تحرك فأس القائد بيأس واعترض الوميض .  
  
     كاكانج !    
  
  تناثر القطع من الفأس وقائد الغيلان تم دفعه للخلف بحفرة في جبهته . رغم الدماء  التي تناثرت على وجهه قام ثيو بسرعة ونظر إلى مكان الغول .  
    
   
  القائد  كان قد قام بالفعل وأمسك بجبهته المصابة .  
  
  " اللعنة , سطحية جدا ! "  
  
  الجرح كان سطحي جدا . الوميض قد تلاشى قبل اختراق جمجمته لأن الكثير من القوة تم  استهلاكها لكسر الفأس . بهذا يملك ثيو فقط طلقة سحرية واحدة متبقية . سينتهي الامر  بالهجوم التالي .  
  
     كوروك , كورورورك ....    
    
   
  طلقة  ثيو السحرية كانت خطيرة جدا لذا لم يجرؤ القائد على الاقتراب . بدلا من ذلك أمسك  برمحه وتابع التلويح به . تحرك بسرعة الى اليمين والى اليسار بينما لا يترك أي  ثغرات . لم يكن ثيو واثق باصابته لهدف يتحرك بهذه السرعة العالية .  
    
   
  فى  النهاية , الفجوة الصغيرة اتسعت الى مسافة كبيرة وأكثر مما كانت في البداية .  
  
  " هذه الوضعية ... ! "  
  
  ذراع القائد كانت منثنية كالقوس , والرمح كان مشدود للخلف كالسهم . كانت الوضعية  المثالية لشخص يستعد لرمي الرمح . ضربة مخيفة مهددة لحياة ثيودور كانت على وشك أن  تستخدم مرة اخرى .  
  
  رفع ثيو ذراعه اليمنى التي لازالت تملك طلقة سحرية واحدة .  
    
   
     هوييييينج !   
   
    هبت رياح  باردة فى الانحاء حيث استهدف كلا الكائنين حياة الأخر .  
  
  الجو كان متوتر وحتى المرتزقة والغيلان لم يصدروا أي صوت حيث يشاهدوا المواجهة .  الجانب الفائز سيحصل على الأفضلية ... الجميع فهم هذه الحقيقة غريزيا .  
  
  لذا , لا عجب أن قائد الغيلان تحرك أولا .  
  
     كوراااااااااه -!    
  
  السرعة التي اندفع بها كانت كالرياح . بهذه السرعة ستضيق المسافة في أقل من خمس  ثواني تقريبا . ظهر ثيو أصبح رطبا من التوتر . لكن القائد فهم رعب الطلقة السحرية  وقفز فى الهواء .  
  
  " إنه قادم ! "  
  
  ثيو قد خطط لهذا , لكن لم يسعه سوى الشعور بالتوتر . حتى لو يملك ذكريات الفريد  هذه مازالت معركته الاولى . رائحة الدم الحية ونيات القتل المنتشرة عبثت بأعصابه .  مع ذلك , الساحر يقاتل برأسه لا بجسده ؛ سحب ثيو البطاقة التي جهزها .  
  
  " حفظ .  
  
  كل الشقوق مفتوحة "  
  
  التعويذات السحرية الثلاثة التي تم تخزينها سابقا استخدمت الان في نفس الوقت . 
  
  " ارتفعوا ! جدران الأرض ! "  
  
  لا يمكن صد الرمح بطبقة واحدة والطبقتين لا زالا غير كافيين . اذا كان الامر هكذا  فسوف يصده بثلاث طبقات . حائط الارض , سحر الدائرة الثالثة الدفاعي , تم استخدامه  ثلاث مرات . وتم تعزيزه أكثر بتعاقده مع ميترا مما جعله صلبا تماما .  
  
  الرمح الحديدي ضرب الحاجز الثلاثي .  
  
     كواااااااااااانج !    
  
  تحطم الحاجز الخارجي . بعد ذلك بدأ الحاجز الثاني ينهار . وأخيرا , الحاجز الاخير  والأكثر سمكا هو ما اعترض زخم الرمح الوحشي .  
  
     كواجيييك !    
    
   
  الرمح  بدا أنه سيخترق نحو ثيو من خلف الحاجز لكن توقف بعد ذلك .  
  
  أدخل ثيو أصبعه خلال صدع فى الحاجز وقال , " أمسكتك "  
  
  عيونه الحادة لم تفوت الهدف الذي لازال فى الهواء . الوضع مختلف عن الارض حيث  يستطيع القائد التحرك بسهولة فلا يوجد أحد يستطيع التحرك بحرية فى الهواء من دون  أجنحة . على الاقل , هذه هي الحقيقة بالنسبة للغيلان والامر بالمثل بالنسبة للقائد  .  
  
  وميض ثاني أخترق ظلام السماء .  
  
     بييينج !    
  
  شابك قائد الغيلان ذراعيه أمام وجهه ليصده بطريقة ما , لكن الطلقة السحرية لن  تتوقف بشيء تافه كهذا . الوميض الأزرق أضاء الذرعين والرأس خلفهم .  
  
  ثم سقط الجسد الذي خسر حياته على الارض .  
  
     كووونج !    
  
  صدر صوت عالي وتشكلت حفرة حول الجسد عمقها يصل الى 2 متر مما يدل على وزن الجثة .  
  
  وضع ثيو قدمه على جسد قائد الغيلان ورمى رأسه الى الخلف . ثم رفع يده المقبوضة .  
  
  " أوووووووه ! " هتف المرتزقة الذين شهدوا فوزه .  
    
   
  الغيلان  المتبقية سرعان ما أدركوا هزيمتهم وهربوا إلى الغابة تاركين جثث الغيلان خلفهم .  
  
  معركة ثيو الأولى في سلاسل جبال نادون انتهت بشكل مذهل .  
  
  
  
  Ahmed Elgamal