---
"أين التعزيزات من بطل أثينا؟" سأل سوتا.
«لقد غادروا بالفعل. أعتقد أنهم متجهون نحو جبل الموت»، أجابت أليس.
"إذا كان الأمر كذلك، فلنحرّك قواتنا. استدعِ كل من هو متاح"، قال سوتا قبل أن يستدير بوجه بارد.
ستدور المعركة النهائية هناك. ستتجمع جميع القوى في سهول هول لمحاولة إيقاف الهلاك القادم. كانوا وحدهم، ولا مجال للاعتماد على أحد آخر لإنقاذهم.
...
عاد سوتا وأليس إلى مدينة إيكاتوي. جمعت أليس بسرعة كل القوات المتاحة التي تمكن أستروس من حشدها. كان التوتر يخيّم على الساحرات وبقية الأقسام، وخاصةً الساحرات بعد موت إحدى شيخاتهم.
كانت إيليش لا تزال في مدينة أخرى تُقاتل قبائل الغابة الأرضية. لم تكن وحدها، بل كانت تقاتل بجانب رؤساء مجلس التنانين الآخرين. إضافة إلى ذلك، فقد وصلت إلى مستوى الأغلال الثانية، لذا كانت فرص نجاتها أكبر من فرص الشيخ غوان.
جمعت إيزابيلا، وغراغاس، وتوركيز، وأليس، وإزتين، ودورانجان قواتهم حول ساحة المدينة. كان سوتا جالسًا على كرسي عالٍ ينظر إليهم من فوق. حتى عائلة شيمبان والعائلة القوية الأخرى التي أقسمت بالولاء لسوتا كانت حاضرة.
شعر الجميع بخطورة الوضع. كانت هالة سوتا تتسرب من جسده بشكل كثيف يكفي لإيذاء الناس العاديين، ولهذا السبب أخذت أليس آينا وأنزو بعيدًا لحمايتهما.
نظر سوتا إلى الجنود قليلًا، ثم وجّه نظره إلى التنين الأخضر الضخم، دورانجان. فتح فمه ببطء وقال: "أين التمساح المفترس؟ ظننت أنني كلفتكم بإحضار هذا الوحش إليّ."
أجاب دورانجان باحترام: "سيدي، قالت إنها ستزورنا لاحقًا." لم يكن بمقدوره مخاطبة سوتا بأي طريقة أخرى في هذا الموقف.
"همم... لا يهمني أمرها. سأمنحك فرصة أخيرة. اذهب إلى منطقتها وقل لها إن لم تنضم إليّ، فسأعتبرها تهديدًا وسأهاجمها وأُدمّر كل ما تملكه." كان صوت سوتا ضاغطًا حتى على من في الساحة.
كان واضحًا للجميع أن سوتا أصبح أقوى من ذي قبل. كانت الهالة التي يُطلقها لا تُحتمل.
"مفهوم، سيدي. سأُنجز هذه المهمة في أقرب وقت." قال دورانجان.
أبعد سوتا نظره عنه، ثم التفت إلى التنين الأحمر المجاور، وبعد لحظة، نظر إلى غراغاس.
قال سوتا: "غراغاس، ستبقى هنا لحماية المدينة. سأترك لك مئة جندي في رعايتك." ثم التفت إلى عائلة شيمبان والباقين، "أنتم أيضًا ستبقون هنا. اتبعوا أوامر غراغاس في غيابي."
"مفهوم، سيدي." قال غراغاس والباقون بصوت واحد.
---
وبعد أن قال ما لديه، انتقل سوتا إلى صلب الموضوع مباشرةً.
"رئيس مجلس التنانين الأول، الحاكم راي، قاد قواته وسار نحو أرض الربيع. إنه يخطط لتوسيع نفوذ وادي المناجم بينما يشق طريقه إلى جبل الموت."
توقف سوتا للحظة ثم تابع،
"ولدي نفس الخطة. سنذهب إلى جبل الموت ولكن عبر طريق مختلف."
"سنعبر الحدود بين أرض الربيع وغابات الأرض. سيكون الأمر سهلاً."
كانت القوى الكبرى في أرض الربيع قد غادرت، لذا سيكون الأمر سهلاً بالنسبة للحاكم راي هناك. أما قبائل الغابة الأرضية، فقد كانت مشغولة بمواجهة بقية رؤساء مجلس التنانين، وبالتالي، لم تكن تملك ما يكفي من القوات لإيقاف سوتا.
"سآخذكم هناك للغزو. لا تُظهروا الرحمة لأيّ شخص يعارضنا. سنُقاتل... وسنقتل." ضاق سوتا عينيه. "وسأستولي على سهول هول بأكملها."
ثم بدأ يشرح لهم خطته: ستنفصل أليس وإيزابيلا عن المجموعة بعد عبورهم لحدود المنطقتين، ليتجها إلى الجزء الشمالي من جبل الموت. أما إزتين وتوركيز فسيذهبان إلى الجانب الشرقي من الجبل.
سوتا والمجموعة الرئيسية سيتوجهون إلى الجهة الغربية.
وسيُمهّدون الطريق ويدمّرون كل شيء يعترضهم.
...
وبعد عدة أيام، غادر سوتا والبقية مدينة إيكاتوي.
كان قد استعاد كامل قوته وطاقته، لذا كان مستعدًا للقتال بكامل قدرته.
قاد المئات من الجنود نحو جبل الموت.
وصلت القوات إلى الحدود بين أرض الربيع وغابات الأرض دون أي عوائق.
كان هناك بعض الأشخاص من قوى أخرى، لكنهم لم يُشكّلوا تهديدًا أمام جيش سوتا.
دمروا كل من وقف في طريقهم. كانت عملية سريعة هزّت باقي المناطق، لكن لم يكن لدى أحد الوقت للرد على هجوم سوتا، إذ كانوا يواجهون مشاكلهم الخاصة.
وأثناء تقدم سوتا... انتشرت أخبارٌ هزّت سهول هول بأكملها.
سقوط منظمة القتلة.
وفي نفس الوقت، ظهر اسم قاعة السلطة، وبدأت الحكايات عنهم تنتشر في كل ركن من أركان السهول.
استجابت عدة مناطق بإرسال أقوى قواتها إلى جبل الموت.
ثم أعلنت قاعة السلطة أن الجميع سيموت قريبًا.
قالوا إن كل من في سهول هول سيُصبح قربانًا.
أقاموا طقسًا تضحيًّا هائلًا غطّى كل شيء ضمن نطاق شبكة الطاقة القرمزية.
ولا يوجد طريق للخروج... سوى هزيمة قاعة السلطة.
ورغم أنهم لم يكونوا يرغبون في إعلان ذلك، فإن كل القوى الكبرى كانت ستنشر الخبر على أية حال، لذا قرروا أخذ زمام المبادرة.
وفي الوقت نفسه، أخبروا الجميع أن من ينضم إلى قضيتهم سيُعفى من الذبح على يد إمبراطورهم.
---
في جبل الموت، اجتمع عدد من الأشخاص عند قمة الجبل.
كانوا يُعدّون طقسًا مختلفًا عن طقس الدم.
طقسًا يُمهّد لعودة الإمبراطور.
"قريبًا! سيعود إمبراطورنا!"
ضحك دريموند وهو يرفع يديه نحو السماء المظلمة.
كان خلفه نخبة أعضاء قاعة السلطة.
لقد قضوا بالفعل على أعظم تهديد في خطتهم، لذا لم يبقَ شيء يمكن أن يُوقفهم في سهول هول.
كانوا واثقين إلى هذه الدرجة.
"لقد حان الوقت! سيدفع هؤلاء الآلهة الثمن غاليًا عندما يعود إمبراطورنا!"
تردد صوت دريموند في أرجاء الجبل.
ثم ابتسم وهو يلتفت نحو بقية أعضاء قاعة السلطة:
"فلنبدأ الطقس!"
...
خارج سهول هول.
ظهر رجلٌ في السماء، يحدّق إلى شبكة الطاقة القرمزية التي غطّت المنطقة كلها كأنها قبة.
كان يرتدي رداءً أسود تحيط بعنقه فروة حمراء.
وتحت ردائه كان يرتدي قميصًا أبيض وسروالًا أسود مغطىً بالرموز والنقوش.
كان يملك ملامح حادّة، وعينان بنيتان تلمعان بالطاقة.
شعره كان فوضويًا بلون الكستناء.
كان هذا الرجل مشهورًا في جميع أنحاء الإمبيريوم.
اسمه إسكوين جيوراغنيسوس.
حاكم خطيئة الشراهة.
مجرد ذكر اسمه يُرعب العديد من الآلهة من مختلف الفصائل.
واليوم، زار هذه الأرض القاحلة بسبب ما حدث فيها قبل ألف عام.
"من كان يظن أنك كنت تُخطط في الخفاء كل هذا الوقت... أتُراك ستنجح هذه المرة؟" تمتم إسكوين لنفسه.
لقد اندمجت شبكة الطاقة القرمزية بجبل الموت.
وهذا يعني أن أي إله يحاول تدمير الشبكة، سيتسبب أيضًا في تحطيم جبل الموت، الذي يُعد السجن الأبدي للإمبراطور اللا-إله.
لكن تدمير تلك الشبكة القرمزية أمر في غاية الصعوبة، لأنها اندمجت بالفعل مع الجبل الذي يستطيع حبس كائن من مستوى الإمبراطور.
"أنا متأكد أن هذا الموقف قد نبه العديد من الآلهة... أتساءل كيف سيكون ردهم."
ابتسم إسكوين.
كان الإمبراطور اللا-إله هو الكائن الوحيد الذي وُلد بلا قيود.
كائن وُلد في عالم الحرية مباشرةً.
كان وجوده يُرعب الآلهة، وأُجبروا على ارتكاب جريمة لن تُنسى.
"لكن... لماذا لم أسمع شيئًا عنه من قبل؟ يبدو أن بقايا قاعة السلطة اختبأت جيدًا.
وبمجرد أن اكتشفوها، كان الأوان قد فات.
فقد اندمجت الشبكة القرمزية مع جبل الموت، ولم يعد بالإمكان فعل شيء."
كانت الفصائل الكبرى مشغولة بمشاكلها، لذا لم يكن من السهل مراقبة كل شيء خارج أراضيهم، وكانوا أيضًا حذرين من بعضهم البعض.
كما أن هناك احتمالًا آخر: قاعة السلطة لم تتحرّك فعليًا لأنهم لم يجدوا الشخص المثالي بعد.
تجوّلوا في سهول هول، متقمصين هويات مختلفة، ولم يبدأوا بالتحرك إلا عندما ظهر الشخص المثالي.
لذا تأخر رد فعل الدول الكبرى والأراضي المقدسة، إذ كانت منهمكة بمشاكلها الخاصة، لا سيما تلك المتعلقة بالشياطين.
كما أن ساحة معركة الخراب والمنظمات التابعة للشراهة بدأت بالتحرك أيضًا.
مما يعني أن الجميع قد فوجئوا تمامًا بخطوة قاعة السلطة، بسبب نقص الموارد البشرية لديهم.
وفجأة، أدار إسكوين رأسه ورفع حاجبيه باهتمام.
"لقد وصلوا أخيرًا إلى هنا..."
_____________________
ترجمه=الفارس الملعون