---
تجمّد زعماء القبائل الأربعة في أماكنهم، وقد شعروا بكثافة الهالة الوحشية المرعبة التي ملأت الأجواء.
ركعت إيمينا على الأرض، تمسك عنقها بكلتا يديها، تحاول يائسة استخدام طاقتها لحماية نفسها من هالة سوتا، لكنها لم تجد نفعًا.
أوغ!!
مستوى طاقتها لم يتجاوز المرحلة المتوسطة من عالم التمييع، بينما كانت هالة سوتا تقبع في المرحلة الرابعة العليا، قادرة على خنقها حتى الموت.
ألقى سوتا نظرة سريعة على إيمينا، ثم سحب طاقته، وأدار وجهه نحو زعماء القبائل وقال:
"الشيخ هانمي..."
أومأ هانمي وتقدم خطوة، ثم سأل الزعماء:
"هل هناك من يدعمكم؟"
كانت وجوههم شاحبة، وعيونهم تتجنب سوتا، الخوف بادٍ في ملامحهم.
أما سوتا، فأسند ذقنه إلى راحة يده، يحدق فيهم بنظرة باردة مليئة بالضجر.
"أجيبوا على السؤال!" صاح الشيخ هانمي.
"م-من أنتم...؟" سأل زعيم قبيلة الدببة، متجاهلًا السؤال وموجهًا استفسارًا بديلًا.
"هممم..." تمتم سوتا، ثم حرّك أصابعه لتظهر خيوط من الشبكة اللامعة تتراقص بين أنامله.
سوييش!!
في اللحظة التالية، سقط رأس زعيم قبيلة الدببة على الأرض، متناثرًا بالدماء في كل الاتجاهات. لكن الغريب أن الدماء لم تلمس الأرض، بل بدأت تطفو في الهواء.
"ه-هذه القدرة... ل-لا يمكن...!" تراجع زعيم قبيلة الأذرع الأربعة إلى الوراء، وعيناه تحدقان في سوتا بذهول ورعب.
"أ-أنت... وحش الدم والبرق!!"
"وحش الدم والبرق؟!" ارتجف الزعيمان الآخران، وقشعرّت جلودهم من الرعب.
من في سهول هول لا يعرف وحش الدم والبرق؟
ذلك الوحش هو كائن من المرحلة الرابعة، أوقف الحرب في المنطقة الوسطى بقوته الساحقة. ورغم أن كثيرين لم يعرفوا وجهه، إلا أن أخبار سوتا انتشرت في كل مكان.
لقد كان يُعرف أيضًا بـ"سيد سهول هول"، وتوّج كأقوى محارب في المنطقة.
وحش الدم والبرق كان أحد رؤوس مجلس التنانين، السابع تحديدًا. ذلك المجلس أصبح من أقوى المنظمات في السهول بعد الحرب. ورغم مقتل الرأس الأول والتاسع، إلا أن قوتهم تعافت سريعًا بظهور ألكسندر وجركسوز.
كانت إيمينا تحدّق في سوتا بصدمة، لم تكن تتوقع أن الرجل الذي التقت به يملك مكانة تفوق كل قبائل الغابة الأرضية. شعرت بالامتنان لأنها لم تجرؤ على معاداته، وإلا لقضت على قبيلتها بالكامل.
"وحش الدم والبرق...؟ أطلقوا عليّ لقبًا مضحكًا... لكني أعجبني صراحة." ضحك سوتا قليلًا.
"أجيبوا الآن." قال هانمي للزعماء الثلاثة الباقين.
"لا... لا أحد يدعمنا. تحالفنا سويًا لننافس قبيلة التانوكي." قال زعيم قبيلة الصقور.
في لحظة، خيّم الصمت من جديد. تحركت خيوط الشبكة بسرعة خاطفة، وقبل أن يدرك أحد ما يحدث، شُطر زعيم قبيلة الصقور نصفين.
مرة أخرى... سقط زعيم ثانٍ دون أن يُمنح فرصة للدفاع.
"آه، نسيت أن أخبركم أنني أستطيع التمييز بين الصدق والكذب." قال سوتا.
"لقد قال إنه لا أحد يساعدكم، لكن كلماته كانت كاذبة. مما يعني أن هناك من يدعمكم... فمن هو؟"
ارتجف الزعيمان المتبقيان، لم يتوقعا أن لقاءهما مع وحش الدم والبرق سينتهي بهذه الطريقة، وها هما يشهدان سقوط رفيقيهما دون مقاومة.
"أنا... لا أعرف من هي... ظهرت فجأة وقدمت لنا موارد كثيرة زادت من قوتنا العسكرية. حتى أسلحتنا قدمتها لنا. لا أعلم سبب مساعدتها، لكنها كانت أقوى منا جميعًا." قال زعيم قبيلة الأذرع الأربعة.
"صحيح. استخدمنا كل ما حصلنا عليه لتعزيز قوتنا والإطاحة بالتانوكي." أضاف زعيم قبيلة النمور.
أومأ سوتا بهدوء. بدا أن الزعيمين لا يعرفان هوية تلك المرأة، لكنه الآن يعلم أنها أنثى.
لم يستطع إلا أن يتذكر تلك المرأة التي ظهرت له عندما استيقظ... إن لم يخطئ، فاسمها كان لايلا.
لايلا...
أغمض سوتا عينيه، ثم لوّح بيده، فتراجع الشيخ هانمي والساحرات.
هممم...؟
رفع سوتا رأسه وقال:
"لدينا زائر."
"زائر؟" تساءل هانمي والبقية باستغراب، لكن سرعان ما فهموا حين انفجرت هالة قوية في الأفق.
بوووم!!
امتدت الهالة في المكان واهتزت الأجواء، وساد الاضطراب.
"هل يُعقل...؟" اتسعت عينا هانمي وهو ينظر إلى جثتي الزعيمين على الأرض.
"نعم، المرأة التي ساعدتهم زرعت علامة في أجسادهم. وعندما قتلت اثنين منهم، اختفت العلامة، وأدركت الفاعلة ذلك." قال سوتا مفسرًا.
وقف، وربّت على ثيابه، وهمّ بالخروج من الغرفة، لكنه تذكر شيئًا.
"نسيت."
أشار بإصبعه إلى الزعيمين الباقيين، فغلفتهما خيوط الشبكة بإحكام.
ما أثار فضوله هو سبب ظهور الفاعلة فجأة.
هل كانت واثقة من قدراتها؟ أم أنها لم تكن تعلم أنه موجود هنا؟
في كل الأحوال، هذا كان جيدًا لسوتا... فلن يضطر لإضاعة الوقت في البحث عنها.
خرج من المنزل، ورفع رأسه، متفاجئًا بما رآه.
الشخص الذي كان يطفو في السماء لم يكن امرأة... بل رجل طويل يرتدي رداءً أبيض.
"طبعًا، الفاعل الحقيقي لن يظهر بهذه السهولة... لكن أتساءل، هل لهذا الرجل علاقة بالأمر؟" تمتم سوتا وهو يحدق فيه.
ثم استدار وأشار إلى الساحرات، فهالة الرجل كانت تضغط على الجميع خلفه. لم يكن هناك شك... هذا الرجل قوي.
"ماذا لدينا هنا؟ مرحلة رابعة قوية ظهرت على الساحة!" قال الرجل الغريب بابتسامة.
نظر إليه سوتا لثوانٍ، ثم قال:
"لماذا أنت هنا؟ اذكر سبب تدخلك في هذه الأرض."
"وماذا إن لم أفعل؟" رد الرجل بتحدٍ.
"سأجبرك على البوح به." قال سوتا بنبرة باردة، مضيفًا:
"هناك شيء واحد يجب أن تعرفه... أنت لست ندي. ستهلك إن حاولت مواجهتي."
كان بوسعه أن يرى أن هذا الرجل لا يملك أية أدوات من الدرجة البرتقالية أو أعلى، لذا فكل ما يعوّل عليه هو مهارته، والتي يشك سوتا في قدرتها على مقاومته.
"غرورك فاق الحد..." قال الرجل وقد اختفت الابتسامة من وجهه.
نظر سوتا حوله وقال:
"عدد الأشخاص هنا كبير... أظن أنه علينا تغيير ساحة القتال."
فهذا هو المعسكر الرئيسي لتحالف القبائل، وهناك آخرون غير الزعماء. وكان معظمهم راكعين أرضًا، يعانون من ضغط الهالة.
"إن كنت تريد قتالي، فعليك أن تجلب مقاتلًا في مستوى أربع قيود على الأقل." قال سوتا، ثم اندفع نحو الرجل.
سوييش!!
في لحظة، ظهر أمام خصمه، ومد يده وأمسك وجهه، ثم قذفه عاليًا في السماء.
بوووم!!
دوى صوت انفجار عنيف بينما ارتفع الرجل مئات الأمتار في الهواء.
"م-ماذا...؟!"
صُدم الرجل، لم يصدق أن الوحش كان أسرع منه. لم يستوعب كيف يمكن لمخلوق من المرحلة الرابعة أن يمتلك هذه السرعة.
وقبل أن يستوعب ما جرى، اجتاحت جسده موجة هائلة من "فيرام الوحش". وصلت الهالة حتى الأرض، وسقط الضعفاء على ركبهم عاجزين.
قبض سوتا قبضته وقال:
"كما قلت لك... أنت لست ندي. كان يجب عليك أن تجلب ثلاثين مقاتلًا من مستوى ثلاث قيود على الأقل."
أوغ!!
صرّ الرجل على أسنانه، ورفع ذراعيه متصالبًا للدفاع.
وفي اللحظة التالية، هوت قبضة سوتا على يديه كالصخر، محدثة صوت تكسير عظام، قبل أن يُقذف الرجل بعيدًا.
بانغ!!
لم يتبعه سوتا... بل بقي في الهواء يحدق به بنفس النظرة.
"والآن... هل ستجيب على سؤالي أم لا؟ أنصحك بالإجابة بحكمة لو كنت مكانك."
____________________________
ترجمة=الفارس الملعون