تحرك تشانغ يونغ بحذر بين الأعشاب المتلألئة، خطواته لم تعد مفعمة بالحيوية
مرّ بين صخور شفافة كالكريستال، وأشجار تشعّ بوميض ذهبي خافت
"هنا حيث أخبرني لكن أين هو؟" نظر تشانغ يونغ حوله و لكن دون جدوى
لم يكن هناك أي فرد قريب منه أو أي شيء
'هل من الممكن أني كنت اتخيل؟'فكر تشانغ يونغ داخليا و هو يمسك بذقنه
وفجأة، هبّت ريح قوية من العدم، ارتفعت معها الأعشاب وتطاير الغبار الذهبي في الهواء، مما حجب الرؤية تمامًا. رفع تشانغ يونغ يده ليحمي عينيه
"من هناك؟! أظهر نفسك!"
لكن بدلًا من رد، هاجمته الرياح بقسوة، التفّت حوله بشكل حلزوني وضغطت عليه كما لو كانت تحاول تمزيقه
"كن ممتنًا، لن تشعر بالكثير من الألم، ستموت بسهولة."
على الفور انطلق منجل هوائي بشكل حاد ، لم يملك تشانغ يونغ الوقت للتفادي ، كان جسده مدربا و لكن عقله فلا ، لذلك كان ضعيفا بشكل واضح
اندفع المنجل الهوائي بسرعة مخيفة، مخترقًا الغبار الذهبي الكثيف، واستهدف عنق تشانغ يونغ بدقة
انخفض تشانغ يونغ بشكل غريزي، فتفادى الضربة بأعجوبة، ولكن المنجل مزّق كتفه الأيسر، فاندفع الدم وتراجع خطوة بتأوه مكتوم
تشنج وجهه من الألم، وصرّ على أسنانه،
واضطر للضغط على جرحه بكفه لوقف النزيف "هجوم؟ من هذا؟ ولماذا؟"
لم يعل تشانغ يونغ أي شيء ، هل هذا شخص قام بإهانته مسبقا؟
"همم؟ لما أنت ضعيف هكذا؟ أم انك لا تأخذني بجدية"
بدأت الرياح تتجمع أمام تشانغ يونغ على شكل رمح طويل من الضغط الهوائي
أُطْلِقَ الرمح الهوائي، لينطلق بسرعة تفوق صوت الرعد.
تشانغ يونغ قفز جانبًا و سقط على بطنه على الأرض، لكن الرمح مزّق الأرض خلفه وأحدث حفرة عميقة تفجّرت منها شظايا الكريستال والعشب الذهبي
"يا للهول!"لم يستطع تشانغ يونغ إلا أن يتفاجأ
انطلقت موجة ضغط عنيفة، انفجرت بقوة تحته فطارت جثته في الهواء، ثم انقضت عليه عدة رماح هوائية حادة في لحظة واحدة، تمزق جسده في عدة مواضع
سقط أرضًا على بطنه، يتنفس بصعوبة، ودمه ينزف فوق الأعشاب المتلألئة
تحولت نظرة تشانغ يونغ لتصبح ضبابية بعض الشيء ، لاحظ على الفور قدمين كانت تسيران نحوه
ظن تشانغ يونغ أنه أحد الرفاق و لكن فجأة نزل الجسد ليظهر وجه شخص لا يعرفه على الإطلاق
كان وجه شين وان يون
"انتهى أمرك."قال وهو يرفع راحة يده، لتتجمع الرياح فيها وتحوّلها إلى قفص ضغط هوائي، رفع فيه جسد تشانغ يونغ عن الأرض
حُبس تشانغ يونغ داخل القفص الهوائي المشكّل، غير قادر على الحركة، بينما الرياح تمزق جلده كالسكاكين الصغيرة
ثم اقترب من القفص الهوائي، وأشار بإصبعه، فتغير شكله الداخلي ليحصر جسد تشانغ يونغ أكثر، حتى كاد صدره يتهشم
"انت بشكل مفاجئ ضعيف جدا ، و لكن هذا لصالحي على أي حال"ثم أخرج خنجرًا أسود نحيفًا، وتقدم خطوة، وبدأ بجرّه ببطء على وجه تشانغ يونغ، تاركًا خلفه خطوطًا دموية، والابتسامة لا تفارقه
"هذا يجعلني أتسائل ، هل ما زالت لونغ يوليانغ ستناديك بزوجها إذا دمرت وجهك؟"ظهرت ابتسامة ملتوية على وجه شين و على الفور قطع خد تشانغ يونغ و سقطت قطعة لحم ثخينة على الأرض
تشنج جسد تشانغ يونغ داخل القفص الهوائي، الألم ينتشر في كل جزء منه ، صرخ و لكن الهواء في القفص الهوائي منع أي صوت من الخروج
جروحه تنزف بغزارة، ووجهه مشوّه بخطوط دموية عميقة، أنفاسه أصبحت ثقيلة، وصدره بالكاد يتحرك من ضغط الرياح المتزايد عليه. ولكن عينيه... لم تخضع بعد
"جيد ، مازالت نظرتك جيدة ، دعنا ننزعها"مد شين وان يونغ يده نحو وجه تشانغ يونغ و وضعها فوق عين تشانغ يونغ و غرزها بقوة و اقتلع عينه اليسرى من مكانها
شهق تشانغ يونغ بصمت، وعيناه متسعتان من الألم اللامحدود. الدم تدفق من محجر عينه، حارًا، ثقيلاً، ليلطّخ صدره المتناثر بالجراح
لم يعد يقدر على الشعور بجسده من كثرة الألم. الهواء نفسه أصبح كالسكاكين، يقطع أنفاسه قبل أن تصل إلى رئتيه
شين وان يون رفع عينه المقتَلعة ونظر إليها، ثم ضحك ضحكة قصيرة ومجنونة، قبل أن يسحقها ببطء بين أصابعه
صوت التهشيم جعل معدة تشانغ يونغ تتقلّب، رغم أنه بالكاد كان واعيا
"أتعلم؟ أنت لا تستحق حتى هذا العار. لو كنت خصمًا جديرًا، لما انتهى بك الأمر هكذا... كجيفة تتنفس." قالها شين وان يون بصوت هادئ، وهو ينحني ليهمس بجانب أذن تشانغ يونغ"انت ممتع"
مد يده وسحب خصلات من شعر تشانغ يونغ المبلل بالدماء، ثم بدأ بقطعها واحدة تلو الأخرى باستخدام الخنجر، كان يسلخ كرامته قبل أن يسلب حياته
رفع يده مرة أخرى، وقبض الهواء من حوله، فظهرت سيوف رياح متعددة تطوف حول القفص الهوائي، كل واحدة منها تتوهج بضوء بارد وقاتل
سقط السيف الأول على ساق تشانغ يونغ و ثبته على الأرض
سقط السيف الثاني، تبعه الثالث، ثم الرابع. كل ضربة كانت تثبّت أحد أطراف تشانغ يونغ على الأرض
"أتعلم؟" قال شين وان يون وهو يمرر أصابعه على وجهه ببطء"رغم أنك على وشك الموت لكن نظرتك بريئة حقا اتسائل عن هذا"
"هل انتهيت أيها المخنث؟"صدر صوت تشانغ يونغ فجأة ، كانت نبرته قاسية و مليئة بنية القتل العميقة
توقّف شين وان يون فجأة، نظر بدهشة إلى مصدر الصوت. لم يكن من المتوقع أن يتكلم تشانغ يونغ بهذا الشكل، خاصة في حالته البائسة
"هاه؟ ما الذي قلته؟" قال شين وان يون وهو يحدّق في وجه تشانغ يونغ بعبوس
ثم انفجر ألسنة لهب نارية صفراء من جسد تشانغ يونغ
(دينغ! تم علاج أضرار المضيف بنجاح
00ي 00س 00د 00ث)
تراجع شين وان يون للخلف بسرعة و لكن قبل أن يفتح مسافة كافية ارتطمت قبضة تشانغ يونغ بوجهه
رفع قبضته الثانية و ضرب فكه و أرسل جسده صعودا
ثم رفع قبضتيه و نزلت على رأسه بقوة
ثم رفع ركبته و ضرب في معدته مباشرة ثم رفع قدمه و أنزلها بقوة على جسد شين وان يون
أمسك تشانغ يونغ بساق شين وان يون و رفع جسده بأكمله في الهواء و ضربه مع الأرض بقوة
رفع تشانغ يونغ جسد شين وان يون مرة أخرى، ووجهه ملطّخ بالدماء
"كنت تتحدث كثيرًا، أليس كذلك؟" قالها تشانغ يونغ قبل ان يضرب جسده مع الأرض لمرة أخيرة
ثم رفع قبضته و هشم فكه و دمر أسنانه حيث طارت جميعها في الهواء
رفع تشانغ يونغ يده و اخترق ضلعه الأيسر و انتزع عظم ضلعه من مكانه و طعن عينه بها بقسوة و لكن ليس بعمق حتى لا تصل الضربة الى الدماغ و يموت بسرعة
صرخ شين وان يون من الألم، صرخة مكتومة ومخنوقة، وهو يتلوى تحت قبضة تشانغ يونغ
عندما رفع شين وان يون ذراعه أمسكه تشانغ يونغ و كسرها حتى أصبحت عكس إتجاهها ثم اقتلع ذراعه من المرفق و أقحم الجانب العظمي من الذراع من ناحية مفصل المرفق في فمه
رفع تشانغ يونغ خنجر و قطع أذنيه و حشرهما في فمه مباشرة
"أريد ان أراك تتحدث بفمك القذر ، سألقيك في الجحيم شخصيا و اجعلك تندم على الحياة لأن في اللحظة التي تفعلها سأكون فوق رأسك لأطحنك و أمزق جسدك و أشرب و ألتهم لحمك" رفع تشانغ يونغ يده و دمر وجهه شين وان يون بضربات متتابعة على الوجه لدرجة أن حتى والده لن يتعرف عليه
"حان وقت سلخ الخنزير"أمسك تشانغ يونغ بقدم شين وان يون و سحبه بهدوء قبل أن يرفعه و يصدمه بالأرض مرة أخرى
أمس بسكينه و بدأ بتمزيق جلد شين وان يون و تقشيره كالبطاطا
رفع تشانغ يونغ السكين ببطء، يده ثابتة وملامحه باردة كالصقيع، وبدأ بشق الجلد عند كتف شين وان يون، ثم جرّ النصل إلى أسفل ببطء، تاركًا خلفه خطًا طويلاً من اللحم المفتوح، الدم يتدفق بحرارة، لكن دون أي رحمة في عينيه
صرخات شين وان يون لم تخرج، ففمه لا يزال محشوًا بذراعه وأذنيه، لكنه كان يتلوّى ويتشنج كحيوان مذبوح
تشانغ يونغ لم يتوقف، بل جلس فوق صدره، وثبّته بركبته، وبدأ بشق الجلد عن صدره، حتى ظهرت الأضلاع المغطاة بالدماء
رفع قدمه وسحق ركبة شين وان يون حتى تحطمت، ثم فعل الأمر نفسه مع الركبة الأخرى، تركه عاجزًا عن الحركة
ضرب وجهه مجددًا حتى فقد توازنه، ثم أمسك برأسه، وبدأ يضربه بالأرض مرارًا، كأنه يريد طمسه من الوجود
"أتعلم ، هذا المشهد يذكرني بالأيام الخوالي لي ، هيهيهيهي ، أتعلم كان هناك ثلاثة مزعجين ، أخذوا مني ما أملك فقتلتهم شر قتلة ، لكنك فقط حاولت قتلي و ليس الآخرين ، و هذا يستحق مكافئة ، لذلك مت"وقف تشانغ يونغ و مد يده نحو شين وان يونغ
لهب الإبتلاع الشيطاني- الإبتلاع
انطلق لهب أرجواني من جسد تشانغ يونغ و بدأ يغلف جسد شين وان يون ليحرقه و يبتلعه و تم امتصاص روحه بشكل تام
أغلق تشانغ يونغ عينيه بعد موت شين وان يون ، و أخذ نفسا عميقا "هذا مزعج للغاية ، فقدت الذاكرة لمدة أسبوع و الآن فقدت عينا لعينة ، يوني ، ان استخدمت حبة علاجية لاستعادة عيني ، هل ستعود العيون السماوية؟"
(المضيف ، أتظن أن هذا بسيط؟ يمكن للعيون السماوية أن تعمل حتى لو امتلكت واحدة ، و لكن ان عالجتها ستكون ذهبية كالسابق و لن تكون مميزة إلا إذا....)
عبس تشانغ يونغ فور سماع نبرة صوتها الأخيرة و أدرك الموضوع "ستشفطين النقاط مني ، حسنا ، كم تريدين"
(لنقل أن الثمن بسيط.....100 مليون نقطة)
سقط فك تشانغ يونغ فور سماع ذلك "مالذي بحق...."
(انه ثمن طبيعي ، العيون السماوية هي شيء يظهر في هذا العالم ، قيمته المساوية له هي مئة مليون نقطة ، بالإضافة ، ان خسرت كلتي عينيك حتى مئة مليار نقطة لن تكون كافية كي تستعيدهما ، لذلك كن حذرا ، فهما شيء مكتسب و ليس ملكك)
"و كم لدي من نقطة"
(حوالي...11 مليون ، انت لم تنفق النقاط سوى على جرعات العلاج لذلك...)
تنهد تشانغ يونا بعمق "أحد عشر مليون نقطة ، بعد عام واحد في هذا العالم هناك فقط 11 ، سيكون علي المشاركة في أحداث لمدة خمس سنوات و أجعل اسمي ينتشر في كامل الإمبراطورية ، و إلا أخشى اني لن أستطيع استعادة عيني ، حسنا للآن ، أعطني عين حمراء اصطناعية ، حتى الخشبية ستكون جيدة"
(تم شراء عين اصطناعية (اللون الأحمر الدموي) ب 25,000 نقطة)
تشانغ يونغ العين الاصطناعية في مكانها، لم تكن تعطيه رؤية حقيقية، لكنها كانت كافية لتغطية الفراغ
"جيد ، حل مؤقت ، و الآن دعنا نتناول بعض الحبوب العلاجية لشفاء الجراح و بالنسبة لشعري..."نظر تشانغ يونغ الى شعره ، كان الآن قصيرا و يصل قليلا خلف الكتف و كان من السهل ملاحظته"لا يهم سينمو مع الوقت ، دعنا نعود الآن"
مشى تشانغ يونغ بهدوء للعودة و عندما عاد لاحظته لونغ يوليانغ فورا و لاحظت الدماء على ملابسه"مالذي حدث لك؟!" ركضت بسرعة للإطمئنان عليه
على الفور رفع يده و أوقفها و نظر إليها ببرود "انسي الأمر ، قابلت شين وان يون و هو ميت انتهت القصة ، الآن هل يمكنك الرحيل و تركي أرتاح؟"
فوجئت لونغ يوليانغ للحظة من تشانغ يونغ "هذه النبرة..هل عادت ذاكرتك؟"
توقف تشانغ يونغ لثوانٍ، عينُه الوحيدة تلمع ببرود"نعم… عادت ، لا تصنعي مشهدا ، انتظري حتى يستيقظ البقية بعدها لنغادر"
تجاوزها بهدوء، خطواته تلطخ الأرض ببقع دماء شين وان يون، أخذ موقعا هادئا و أغمض عينيه قليلا و دخل الى بحر روحه