تجمّد تشانغ يونغ فجأة"أخي...؟" همس بصوت مبحوح"هل مازلت حتى ستدعوني بذلك ان علمت بما أنا آثم؟ لقد قتلت عائلتي ، أمازال شخص كهذا يستحق أن يطلق عليه أخ حتى ، أنظر إليهم ، كل من قتلتهم!...."ثم استدار و أشار نحو الجثث على الأرض

مع ذلك نظر سو مينغ إلى حيث أشار تشانغ يونغ و لم يتغير تعبيره"تشانغ يونغ ، ليس هناك أي جثث هنا ، ليس هناك سوانا أنا و أنت"

ارتجفت عينا تشانغ يونغ للحظة "ماذا؟" أدار رأسه و حدق في المكان الذي كانت الجثث ممددة فيه للتو

الأرض كانت خالية، لا دماء، لا جثث ، لا شيء على الإطلاق

سار تشانغ يونغ فورا و انحنى على الأرض"لا... هذا مستحيل..." همس وهو يلمس الأرض بيد مرتعشة، كان يبحث عن آثار الدماء التي رآها للتو. "لقد كانوا هنا...لقد قتلتهم"

سو مينغ اقترب خطوة أخرى، صوته هادئ"تشانغ يونغ ، هذا كله لا وجود له ، هذا المكان ينشئ صورا من عقلك ، لهذا يدعى مسار القلب"

اقترب سو مينغ من تشانغ يونغ و وضع يده على كتفه"لا تقلق ، ارتح قليلا ، سأكمل أنا الطريق ثم أعبر بعدي"

لم يقوى تشانغ يونغ على الحديث ، كان يفكر و التعبير على وجه كان مصدوما كما لو كان على وشك الإنفجار

وقف سو مينغ و نظر الى مسار القلب أمامه و سار للأمام

مع أول خطوة تعمق فيها سو مينغ أمامه سمع صوتا

"ما تزال خيبة أمل كبيرة"

توقف سو مينغ فجأة عند سماع الصوت. كان صوتًا يعرفه جيدًا، صوتٌ قطع عليه سنوات من عمره مثل سيفٍ صدئ

"أبي...؟" التفت ببطء، لكن ما رآه جعله يتجمد في مكانه.

كان والده واقفًا هناك، بملابسه العسكرية الرسمية، عيناه الباردتان تنظران إليه بنفس نظرة الازدراء القديمة، لكن هذه النظرة الآن كانت أكثر قسوة

"بعد كل هذه السنوات، ما زلت ذلك الفتى الصغير الذي كان يهرب"قال سو تيانغ بنبرة سامة

"أنت محق."أجاب سو مينغ بصوت هادئ"كنت ضعيفًا و لم أرقى لتوقعاتك"

سار سو مينغ نحو والده بهدوء"كنت أتطلع إليك لكي أن تفتخر بي ، ربما لو كان هذا في السابق ، لأثرت علي و لكن ، أنا فقط لم أعد أهتم"

ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه سو مينغ قبل أن ينحني نحو والده"أبي ، شكرا لك على تربيتي كل هذه السنوات ، و لكن هذا الطير ، سيغادر عشه الآن"

عندما نطق تلك الكلمات ، اختفت صورة والده كالدخان

مسار القلب يظهر أكبر عقد الشخص في قلبه ، بعضها قد تكون مأساوية كالخاصة بتشانغ يونغ

و بعضها قد تكون مثل الخاصة بسو مينغ

و لكن الشيء المؤكد كان ، عندما تمر منها ، فهذا يعني أن عقدتك حلت

سار سو مينغ على الطريق حتى النهاية و وصل الى الجانب الآخر ثم استدار نحو تشانغ يونغ

تشانغ يونغ كان لا يزال جاثياً على ركبتيه ، أصابعه كانت تحفر في التراب

"تشانغ يونغ." ناداه سو مينغ بصوت هادئ لكنه حازم

رفع تشانغ يونغ رأسه ببطء، عيناه التقتا بعيني سو مينغ، وفي تلك اللحظة،أدرك شيئا لم يلاحظه ، المسافة بينهما كانت كبيرة الآن

في حين أنه كان يعاني بنفسه في صمت ، في ذلك الوقت ، نما سو مينغ ليكون أكثر نضجا منه حتى

"هيا يا أخي ، لنغادر هذا المكان" قال سو مينغ وهو يمد يده نحوه عبر المسافة الفاصلة بينهما

تشانغ يونغ نظر إلى اليد الممدودة، ثم إلى يديه المتسختين بالتراب ، في اللحظة التي يتخلى فيها عن ماضيه ، سيكون ذلك الوقت الوحيد الذي يرتاح فيه ، و لكنه أيضا لا يستطيع ذلك

لكن الآن ، لم يكن الوقت له ليحزن على نفسه ، لبلوغ ذلك المستوى من الثقة ، لكي يرقى إليها ، كان عليه أن ينهض الآن

مدّ تشانغ يونغ يده المرتعشة، فأمسكها سو مينغ بقوة، في تلك اللحظة نهض على قدميه

شعر تشانغ يونغ بشعور جديد ، شعور قديم كان قد سخر منه عدة مرات بدوره ، كان ذلك الأمل

عندما كانا قد عبرا المسار ظهر أمامهما مدخلان لمسارين مختلفين

حدق تشانغ يونغ لفترة قبل أن يقول "البداية قامت بتقسيمنا لأزواج ، و الآن هناك مساران ، ينبغي لكل واحد أن يذهب وحده إذا"

ابتسم سو مينغ بضعف"علي القول ، هذا المكان غريب ، أتسائل كيف يبلي الآخرون"

سار تشانغ يونغ نحو المدخل الأيسر"ليس مؤكدا ان كانوا سيمرون بنفس الإختبار ، لذلك لا أرى داعي للقلق"

مد تشانغ يونغ يده لداخل المدخل قبل ان تتوقف يده في منتصف الهواء من طرف حاجز "أجل ، يبدو أن كل مسار معني لكل واحد منا"

مشى سو مينغ الى جانب تشانغ يونغ و مد يده للمس الحاجز و لكن يده عبرت خلاه "أجل يبدو أنك محق ، إذا لنلتقي لاحقا"

أماء تشانغ يونغ برأسه و خطا نحو مساره بهدوء ، صوت خطواته يعبر المكان بهدوء

'أتسائل كيف تبلي روشيان و لوليانغ ، انتظر ، لما حتى أهتم لكيف تبليان 'فكر تشانغ يونغ باستياء طفيف من نفسه قبل أن يتنهد

عند وصول تشانغ يونغ الى النهاية ، خرج الى مساحة واسعة ، أمامه كان هناك بركة بمياه زهرية متلألأة

على الفور اهتزت روحه بقوة ، كانت قارورة مصدر السماء تهتز بقوة في هذه اللحظة

"مالذي؟!"أمسك تشانغ يونغ بوجهه بقوة ، و لم يستطع التحكم في الأمر فظهرت قارورة مصدر السماء في الهواء و بدأت بالإمتصاص بشدة

بعد نحو الخمس دقائق توقفت القارورة عن الإمتصاص و هبطت بهدوء فوق كف تشانغ يونغ

نظر تشانغ يونغ لداخل القارورة قبل أن يصدم

"قانونان مدمجان....قانوني الحياة و الموت؟ في أرض بقانون الروح ، هذا غير ممكن ، انتظر...هل هذا المكان ينتمي حتى لقانون الروح"

مع ذلك نظر تشانغ يونغ الى القارورة لفترة قبل أن يستنتج'انه قانون التناسخ'

عند دمج قانونين ، قد يظهر شكل قانون جديد ، في هذه الحالة ، القانون الذي يوافي هذه المواصفات كان قانون التناسخ

ثم أن يظهر هذا القانون في هذه البركة ، فهذا لم يترك لتشانغ يونغ سوى شيئا واحدا

ينبوع التناسخ!

سمع بذلك من عند المعلم غو و لكنه لم يصدق أنه حقا سيراها

و لكن ألم يقل أنها موجودة في المركز لما إذا هي إذا في وسط قانون الروح

مهما فكر تشانغ يونغ لم يكن هناك تفسير لأي شيء حاليا

تنفس تشانغ يونغ الصعداء ، أسئلة إضافية ظهرت في ذهنه و لكنه كبت كل شيء حاليا

'دعنا نستغل هذه الفرصة ، انها واحدة في العمر'

دخل تشانغ يونغ الى البركة و جلس بوضعية اللوتس و أغلق عينيه بهدوء

غمرت المياه الزهرية جسد تشانغ يونغ ببطء، و بدأت تُحيطه بوشاح من ضوء النجوم البراق

مع كل قطرة تلامس بشرته، شعر وكأن ذرات وجوده تُفكك ثم تُعاد تركيبها من جديد

"آه...!" انحنى ظهره فجأةً بينما تشابكت أصابعه بقوة على ركبتيه عروقه انتفخت و لم يعد قادرا على الإحتمال ففتح عينيه

كان المساحة حوله بيضاء بالكامل لا بداية ، لا نهاية ، فقط مساحة شاسعة

رفع تشانغ يونغ نظره و بدا كما لو أن هناك شاشة ضخمة أمامه

على الشاشة العملاقة، بدأت صورٌ بالظهور ، ظهر شكل طفل رضيع يبكي و كان محاطا بالأضواء

لقد ولد هذا الطفل للتو

"ماذا ستسميانه؟"

"سيكون اسمه..ناوتو ، هيجاي ناوتو"

في تلك اللحظة اتسعت عينا تشانغ يونغ فورا ، ظهرت صورة رجل بشعر أسود قصير ، و عيون سوداء و كان يحمل الطفل بجانب سرير امرأة بدت في أواخر العشرينيات من عمرها

عند سماع الصوت ، شعر تشانغ يونغ بذلك ، كان ذلك والداه من العالم الرئيسي

لقد مر وقت طويل على سماع صوتهما و حتى رؤيتهما لدرجة أن كل ما بقي لتشانغ يونغ كان ذكريات ضبابية عنهما

لكنه الآن تمكن من رؤيتهما ، بقيت عيناه معلقتين على تلك الصورة ، كان يحفر تفاصيلهما في ذاكرته عميقا ، كي لا ينسى مرة أخرى

ثم بدأ الطفل يكبر شيئا فشيئا ، و استطاع تشانغ يونغ رؤية ذكرياته

خطواته الأولى ، لحظات سعادته مع والديه ، وقته مع جديه

ثم جاء يوم المأساة

ذلك اليوم المشؤوم الذي فقد فيه كلا والديه

يوم ممطر السماء الرمادية كانت تبكي فوق المقبرة

بينما وقف ناوتو بملابس الحِداد، بالنسبة لفتى في الثامنة ، مشاهدة نعش والديك و هو ينزل في القبر بالتأكيد سيكون التأثير شديدا

أو هذا ما كان يجب أن يحدث ، و لكن الأمر لم يكن بذلك السوء ، بفضل شخص واحد ، ذلك هو جده

بسبب ذلك، الإمتنان الذي أكنه له ناوتو كان شديدا ، لقد منحه أملا و ثقة ، و أراد كذلك منحها للآخرين ، كما منحها له

بذلك بدأت رغبته بكونه مثله

أراد أن يكون ذلك النور و ذلك الرمز لشخص آخر

و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، و يمكنكم معرفة النتيجة

بعد ظهور ذلك المشهد ، فجأة اختفت الصورة و بدت مشوشة قبل أن تعود الى كونها واضحة ثم حضر المشهد الآخر الذي أثر على حياته

بعد ذلك اليوم أيضا ، بدأت معاناته ، ضرب ، جرح ، تنمر ، كل ذلك قاساه بشدة ، لسنوات

شعور بالتحطيم كما لو كان من الزجاج

على عكس ما كان حاليا ، كان جسده هشا و ضعيف ، بالكاد يكافح للنجاة ، و لقول الحق ، كانت شخصيته عنيدة في ذلك الوقت ، و لكن الشيء المتشابه كان ارتدائه لقناع

ثم بعد ذلك شاهد نفسه يتحرك نحو زقاق رفقة ثلاثة أشخاص ، و هناك شاهد شخصا يظهر من الظلال و بدأ يبرح الآشخاص الثلاثة ثم اقترب منه و لمسه بعد ذلك استيقظ ناوتو و اتصل

كان تشانغ يونغ يتذكر ذلك بوضوح ، كان ذلك اليوم الذي حصل فيه على النظام!

في تلك اللحظة لم يستطع التصديق ، ذلك الظل....هل كان من الممكن أنه صانع نظامه؟!

فكر تشانغ يونغ لفترة ، كان ذلك التفسير المنطقي الوحيد له

بعد ذلك المشهد بدأ كل شيء يتسارع على الشاشة ، هزيمته لمتنمريه ، وفاة جديه ، انتقامه ،حتى انتقاله الى عالم دولو

كان ما يزال يحمل ندمه الخاص من ذلك العالم ، في هذه اللحظة كان يراقب ، عندما كبر ، قابل تانغ سان و شياو وو ، عندما حصل على حلقاته ، توقيعه لعقده مع الإمبراطورة بينغ دي

انضمامه لشريك ، معارك الفرق ، دولو السم بطولة قارة ، الكارثة ، ثم حضر مشهد لم يتوقعه

هجوم الفرسان على القرية

قاموا بإلقاء المشاعل على البيوت

"هيا! بالتأكيد لن يختبأ إن شاهد قريته في خطر!"هتف قائد الفرسان

بينما كان يركض القرويون للنجاة بحياتهم ، تعالت الصرخات في المكان

سفكت الدماء على الأرض

"توقف"همس تشانغ يونغ

مع ذلك لم يتوقف المشهد ، لم يكن يعرض الأمر وفق إرادته ، بدا كما لو كان شيئا عليه مشاهدته بدلا من ذلك

استمرت الكارثة الأطفال الصغار احترقت أجسادهم و البعض تفحم

"توقف!"صرخ بصوت عالي قليلا

ثم حضر العرض الأخير ظهر والداه و هما يحترقان وسط المنزل المحترق بينما يحتضنان أخاه الصغير

"قلت توقف!"صرخ تشانغ يونغ بأعلى صوته بدون جدوى

انفجر تشانغ يونغ من مكانه، يداه تنهشان في الهواء كما لو كان يحاول تمزيق الشاشة بعينيه عروقه تنتفخ بوضوح على جبينه

عندما استمر المشهد وتغير ، هدأ تنفسه تدريجيا ، و لم يكن هناك أي خيار سوى مراقبة المشهد بهدوء

و لكن ما حدث تاليا لم يكن غريبا على تشانغ يونغ ، حيث ظهر في هذا العالم ، و قابل عائلة تشانغ ، ثم قابل سو مينغ و بدأت رحلتهم و مغامراتهم

إلى أن وصلت الشاشة الى نهاية ، حيث ظهرت صورة وجه تشانغ يونغ أمامه في تلك المساحة البيضاء

"ينبوع التناسخ يربط الماضي و الحاضر و المستقبل ، لقد شاهدت الماضي و حاضري إذا ما تبقى هو..."قال تشانغ يونغ مستنتجا بهدوء

"إذا هكذا كنت في الماضي ، هذا يجعلني أشعر بالحنين"ظهر صوت رجل عجوز فجأة في المكان

2025/05/25 · 16 مشاهدة · 1799 كلمة
نادي الروايات - 2025