ظهر تشانغ يونغ وتاتسومي فجأة في غرفة الاجتماعات بالمخبأ، حيث كانت ناجيندا وبقية الفريق ينتظرون بقلق
"تشانغ يونغ! تاتسومي!" صرخت أكامي وهي أول من لاحظ ظهورهما.
لكن ما رأوه جعل الدم يتجمد في عروقهم.
تشانغ يونغ كان واقفًا بثبات، لكن نصف جسده الأيمن كان محترقًا والعظام ظاهرة في بعض الأماكن ، والدم يتدفق من زاوية فمه
أما تاتسومي، فقد كان فاقدًا للوعي، لكن إصاباته كانت طفيفة مقارنةً بتشانغ يونغ.
"ماذا حدث؟!" دعم بولات كتف تشانغ يونغ، لكن الأخير سقط على ركبتيه، مبتسمًا بشكل دموي
"سأشرح لاحقا" قال تشانغ يونغ بينما بالكاد استطاع البقاء واعيا
ناجيندا كانت الوحيدة التي حافظت على هدوئها. "أكامي، خذي تشانغ يونغ إلى غرفة العلاج. بولات، احضر كل الأدوية المسكنة"
سرعان ما تم نقل تشانغ يونغ الى غرفة العلاج ، و بعد بعض الوقت و نتيجة فقدان الكثير من طاقة حياته غط في نوم عميق
...
في اليوم التالي ، فتح تشانغ يونغ عينيه ، شعر بثقل جسده، لكن الألم الذي كان يحترق في كل خلية قد خفت إلى حد كبير
'30 سنة... ثمناً للهروب من بودو.' ضغط تشانغ يونغ على قبضته. 'لكن لو لم أفعل ذلك، لكان الثمن حياتنا كلتينا.'
رفع يده أمام عينيه، لاحظ أن بشرتها عادت إلى طبيعتها بسبب الراحة ، لكنه شعر بأن شيئا ما غير صحيح'الجنرال بودو'
على الفور استعمل استذكار الشيطان السماوي على عقله ليحدق بكل المعلومات التي سبق و عرفها
'هذا غريب ، حسب ذاكرتي ، يقال أنه لا يخرج من ساحة التدريب ، و الغريب أيضا أنه اتى بعد قتل الغول ، ظهوره لم يكن يجب أن يحدث ،لكني لم اغير أي شيء ليحدث تأثير الفراشة ، أم أنني لست المتغير الوحيد ، هذا ممكن ، أخشى بأنني سأضطر للتدخل في القصة'نظر تشانغ يونغ بنظرة حادة عميقة لما هو أمامه
[نجح المضيف في المهمة و ارتفع الى المستوى 12]
ابتسم تشانغ يونغ على الإشعار قبل أن يلاحظ شخصا بجانبه ، نظر نحوه و تعرف عليه على الفور ، كانت أكامي ، نائمة على كرسي بينما رأسها ممدد على السرير
نظر تشانغ يونغ بعدها الى جراحه ، كان لديه حمالة لذراعه
'مضت فترة منذ أصبت هكذا ، لكن رداء العنقاء وحده فقط لا يمكنه علاجها بشكل تام فضلا أن تشي الموت الموجود في جسدي أوشك على النفاذ، سيكون علي التدريب على مهارة مسار الخشب'نظر تشانغ يونغ الى ذراعه و تنهد
حقا ، حيواته الماضية كان يحبون جلد أنفسهم ، لولا استعماله لرداء العنقاء و درع السلحفاة لتقليل الأضرار ، لخسر كل قدرة له على القتال
فجأة بدأت أكامي تستيقظ
فتحت أكامي عينيها ببطء، ثم جفلت فجأة عندما أدركت أنها نامت أثناء حراستها لتشانغ يونغ
ثم التقت نظراتها مع تشانغ يونغ الذي كان يراقبها بهدوء
"لقد استيقظت!" همست بصوت منخفض، كما لو كانت تخشى أن يسمعها أحد. "كيف تشعر؟"
ابتسم تشانغ يونغ ببرود. "على قيد الحياة، لن تتخلصوا مني بسهولة"
ضحكت أكامي بخفة على مزاح تشانغ يونغ قبل أن تهدأ قليلا"أنا سعيدة لأنك بخير، لا أريد أن أفقد رفيقا مهما"
'رفيق مهم هاه؟'نظر تشانغ يونغ نحوها و لم يقل كلمة في البداية 'للأسف ، ستفقدين الجميع ، الجميع مقدر لهم الموت'
"أنا لن أموت بهذه السهولة"أجاب تشانغ يونغ وهو يحاول الجلوس بمساعدة أكامي. "أما تاتسومي؟"
"إنه بخير، مجرد إعياء بسيط." أكملت أكامي، لكن عينيها كانتا تحملان سؤالاً ثقيلا"لقد أخبرنا تاتسومي بما حدث... لكنه لم يفهم الكثير"
"بالطبع بعد كل شيء ، واجهنا مستخدم تيغو"قال تشانغ يونغ و هو يقبض يده"لقد كان الجنرال بودو"
اتسعت عينا أكامي عند سماع ذلك "هل استطاع اللحاق بكم؟"
لا أعتقد ذلك، وإلا لكنا قد تعرضنا لهجوم بالفعل." قال تشانغ يونغ وهو يفرك ذقنه. "لكن ظهوره يعني أن شيئاً ما يحدث"
فجأة، دق الباب بعنف.
"أكامي! هل استيقظ؟" كان صوت بولات حاداً ومتسرعاً.
فتحت أكامي الباب ليجد بولات واقفاً مع ماين ولوبوك خلفه. تعابير وجوههم كانت مختلطة بين القلق والفضول
"ادخلوا." قال تشانغ يونغ من السرير
دخل بولات وماين ولوبوك إلى الغرفة، وجوههم تعكس فضولا و قلقا
"هاه ،يبدو أنك بخير تقريبا ، على الأقل قطعة واحدة"قال لوبوك و هو يفرك خلف رأسه
أماء تشانغ يونغ بهدوء"يبدو أن الجنرال بودو لم يستخدم كامل قوته ، عدى ذلك كنت لأموت"
مع ذلك لم يستطع لوبوك سوى السؤال"كيف علمت بما حدث مع تاتسومي على أية حال"
"هذا"نظر تشانغ يونغ بعيدا للحظة"لن تصدقوني لكن ، كان ذلك سايو و اياسو لبرهة ، فقط شيء كالأصوات تدخل أذني و أخبرتني بما يحدث"
"هذا يبدو لي كهراء"قالت ماين بتعبير متجهم"الموتى لا يمكنهم الحديث"
هز تشانغ كتفيه بلا مبالاة "أخبرتكم بالفعل أن الأمر صعب التصديق"
إذن... لقد واجهت الجنرال بودو وحيداً و نجوت" سأل بولات بجدية، عيناه الضيقتان تدرسان تشانغ يونغ
أومأ تشانغ يونغ ببطء. "لم يكن لدي خيار. لو لم أقم بحركة لتفجير ما أمتلك من طاقة، لكنا قد متنا كلانا."
"فجرت؟" همس لوبوك، عيناه تتسعان. "ماذا فعلت بالضبط؟ جسدك كان نصف محترق"
ماين، عبست بغضب. "انت غبي! بدلا من إخبارنا ما يحدث ذهبت بمفردك و قفزت نحو موتك"
"إذا أتقترحين أن أرمي الجميع للموت؟"قال تشانغ يونغ وهو يحاول النهوض من السرير، لكن أكامي أوقفته بيدها على كتفه
"لا تتحرك، جروحك لم تلتئم تماماً بعد." قالت بصوت هادئ لكن حازم
"لا داعي لذلك ، يمكنني التحرك بحرية" وقف تشانغ يونغ و نزع حامل الذراع و ارتجف قليلا
"ألا يمكنك علاج إصاباتك كما فعلت مسبقا؟"نظر لوبوك نحوه و اقترح
"للأسف ، ليس لدي طاقة متبقية ، جسدي مندمج مع آكل الموتى ، أنسب مكان لي للعلاج سيكون مقبرة"
بعد أن شرح تشانغ يونغ فكرته، ارتسمت تعابير عدم الارتياح على وجوه الحاضرين.
مقبرة؟" قالت ماين وهي تتقاطع ذراعيها. "هل تمزح؟ حتى لو كنت تمتلك قدرات غريبة، كيف ستعالج نفسك في مكان الموتى؟"
تشانغ يونغ لم يرد مباشرة. بدلاً من ذلك، أدار كف يده للأعلى، حيث بدأت دوامة صغيرة من تشي الموت اللأسود بالظهور. "جسدي يتغذى على طاقة الموت ، كلما زادت كمية الموت حولي، أستطيع الشفاء أسرع"
لوبوك صفر بدهشة. "هذا... مثير للاشمئزاز نوعاً ما."
"لكنها الحقيقة." قال تشانغ يونغ ببرود. "لذلك، سأذهب إلى المقبرة في الأحياء الفقيرة في المدينة. لا تقلقوا، لن أثير الشكوك"
بولات حك ذقنه وهو يفكر "عليك أن تحذر ، هذا الصباح جائت ليون بأخبار ، لقد نشروا صورتك على وثائق المطلوبين"
بدا تشانغ يونغ غير منزعج على الإطلاق.
"صورة على وثائق المطلوبين؟" رفع تشانغ يونغ حاجبه بفضول. "أهذا كل شيء؟ كنت أتوقع أكثر من ذلك."
"هذا ببساطة يعني أنك لن تستطيع الظهور في العاصمة" قالت ماين بنفخة
"أنا لم أخطط للذهاب للعاصمة على أية حال" ثم بدأ يمشي"أنا ذاهب للحصول على بعض الهواء النقي"
خرج تشانغ يونغ من المخبأ تحت جنح الظلام، متجهًا نحو مقبرة الأحياء الفقيرة في ضواحي العاصمة
الهواء كان ثقيلًا برائحة الرطوبة والتراب العفن، وأشجار الصفصاف العتيقة تحني أغصانها كأشباح حزينة.
بعد أن وجد مكانًا مناسبًا في قلب المقبرة وقف هناك و استخدم كف الإمتصاص
دوامة سوداء من تشي الموت بدأت بالتدفق من الأرض حوله، تلتف حول جسده المصاب مثل ثعبان جائع
"جيد ، الآن الخطوة التالية"ابتسم تشانغ يونغ سرا و سار نحو أحد الأشجار القريبة
مسار الخشب -فن الخشب المقدس
وضع يده على أحد الأشجار و بدا أن الشجرة تجف تماما ، حتى تحولت من الأخضر نحو الرمادي
فن الخشب المقدس ، بعد تفعيله ستمتص الحيوية من مصادر الخشب و تستخدم للعلاج ، مئة سنة او اعلى من حيوية الخشب تشفي الإصابات البسيطة ، خمس مئة سنة او أعلى تشفي الإصابات الداخلية و الكسور ، و ألف سنة أو أعلى ستشفي حتى الأطراف المقطوعة
هذه الشجرة وحدها التي امتصها بالكاد وفرت عشرة سنوات من الحيوية
'لم أكن أنوي استخدامها ، كنت أخطط لرفع مستوى مهاراتي الأخرى في هذه الفترة و لكن يبدو أن هناك بعض التغييرات في مسار القصة'تنهد تشانغ يونغ ، حاليا ، عليه القيام ببعض التغييرات و بدأ خطط جانبية
مشى عبر المقبرة و بدأ بإمتصاص الحياة شجرة تلو الأخرى
في أقل من ساعة تحولت الأشجار المحيطة الى أشجار ميتة
"لا أحد سيلاحظ ، إنها مقبرة على أية حال"ابتسم لنفسه و سار بهدوء
بينما كان تشانغ يونغ يمشي عبر الأزقة الضيقة للأحياء الفقيرة، لاحظ مجموعة من الرجال يتنمرون على شاب نحيل يرتوي ملابس ممزقة.
الضحكة القاسية للرجل القائد، الذي كان يضرب الشاب بقبضته بينما يزمجر: "أين المال الذي تدين به، يا حثالة؟!"
هذا النوع من الظلم كان موجودا في كل أنواع العوالم ، لم يكن بالشيء المميز ،و لكن تشانغ يونغ ابتسم ، لم يكن يخطط لأي شيء قريب ، و لكن الآن ، يمكنه فعل 'ذلك'
بلمح البصر، ارتدى تشانغ يونغ قناعاً أسود من مخزونه، وظهر فجأة خلف الرجال كشبح
"ماذا لو... اختفيتُم جميعاً اليوم؟" صوته كان هادئاً، لكنه انطلق كالرعد في آذانهم.
تاي يين سي شيانغ -شعلة لهب العنقاء
دوامة من النيران السوداء التهمت الرجال في ثانية، محولةً أجسادهم إلى رماد دون حتى صرخة
الشاب سقط على ركبتيه، عيناه مفتوحتان بالذهول
"م...من أنت؟!"
أنت تسأل عن اسم هذا الموقر؟" تشانغ يونغ اقترب منه، ظله كان يغطي عيون الشاب عن ضوء القمر "أنا حاكم في هذا العالم ، لقد تغير كل شيء منذ ألف سنة مضت ، و يبدو أني أحتاج الى دعمه ، هل تريد القوة لتغيير مصيرك؟"
مسار الأحلام - ضوء الكوابيس
فجأة، وجد الشاب نفسه يطفو فوق هاوية لا قاع لها، حيث أيدي الأشباح تتشبث به، وأصوات العذاب تمزق أذنيه
"هذا ما ينتظر العالم." همس تشانغ يونغ في أذنه، صوته يخترق الرعب. "لكن إن جمعت من يثقون بك، وعلمتهم هذا ، قد يكون لديكم فرصة للنجاة"
أصبع تشانغ يونغ لمس جبين الشاب،و تدفقت إلى ذهنه صورة الدورة الكبرى للطاقة الروحية ، ثم مهارة السماء الجهنمية
"ستجدني عندما تصبحون جاهزين... ولكن إن خنتَ ثقتي، سيكون كابوسك هذا جنةً مقارنةً بما سأفعله بك ، أنا حاكم آشورا ، قد عدت الى العالم"
قبل أن يتمكن الشاب من الرد، اختفى تشانغ يونغ كالدخان تاركاً إياه وحيداً في الزقاق، مع ذكريات التقنيات محفورة في ذهنه كالنار
عاد تشانغ يونغ الى المخبأ و هذه المرة كانت قد شفيت جراحه
'حسنا ، لقد نجحت تقريبا ، لا أظن أن تانغ سان سيكون غاضبا إن استعرت لقب حاكم آشورا في هذا العالم أليس كذلك؟ بالطبع هو كذلك' فكر تشانغ يونغ بسخافة و هو يسير
ثم دخل الى المخبأ حيث كانت شيلي برفقة ماين هناك جالستين على الطاولة يتناولان الشاي
ماين، التي كانت تمسك كوب الشاي بقوة، رفعت عينيها الزهريتين نحو تشانغ يونغ ببرود. "أه، عاد الوغد المُتوحش ، هل انتهيت من اللعب في المقبرة؟"
شيلي، رفعت نظارتها بهدوء لتعيدها الى مكانها، مع ابتسامة صادقة. "سمعت أنك استيقظت منذ وقت ليس ببعيد و لكن يبدو أنك شفيت تماما... مبارك"
ابتسم تشانغ يونغ وهو يقترب منهما بخطوات بطيئة. "ماذا يمكنني أن أفعل؟ جسدي مصمم للتعافي بسرعة ، على عكس إحدى القطط التي تدعي امتلاكها عين ثاقبة و كل ما تعرفه هو الهسهسة"
كوب الشاي في يد ماين ارتجف في يدها من الغضب و قطرات السائل الساخن يتناثر على الطاولة ، عيناها تومضان بشرارة غضب. "هل تحاول استفزازي مرة أخرى؟ لو لم تكن جريحاً سابقاً، لكنتِ مزقتك إرباً الآن!"
أما شيلي، فلم تستطع كتم ضحكتها و هي تهمس"واو، لقد استغرق ثلاث ثوان فقط لإغضاب ماين"
خدش تشانغ يونغ خلف رأسه و تنهد"حسنا ، في الحقيقة ، لقد جئت هنا فقط لأقول...آسف ماين"
صمتٌ ثقيل ساد الغرفة بعد كلمات تشانغ يونغ. حتى شيلي التي كانت تضحك قبل لحظات، توقفت فجأة ونظرت إليه بدهشة.
ماين، التي كانت على وشك الانفجار من الغضب، تجمدت في مكانها. عيناها الزهريتان اتسعتا قليلاً، وشفتاها الرقيقتان انفصلتا عن بعضهما قليلاً. "م...ماذا؟" بدا أن تشانغ يونغ قد أخذها على حين غرة
"قلت إنني آسف." كرر تشانغ يونغ بهدوء، هذه المرة بينما يجلس على الطاولة المقابلة لهما. "لقد كنتُ متهوراً في المهمة السابقة، ووضعت الجميع في موقف صعب. أنتِ كنتِ محقة في غضبك ، كما كان خطئا مني التصرف بغرور"
"لماذا فجأة... هذا الاعتذار؟" صوتها كان لا يزال حاداً، لكنه حمل شيئاً من الحيرة.
تشانغ يونغ أمال رأسه قليلاً. "حسنا ، لا يكاد المرئ يقترب من الموت كل يوم ، يمكن للشخص أن يدرك الحياة و الموت عن طريق الإدراك ، مالعيب في الإعتذار إذا كنت مخطأ؟"
الوقت تجمد للحظة. ماين، التي كانت دائمًا سريعة الغضب ومليئة بالكبرياء، وجدت نفسها عاجزة عن الرد.
عيناها الزهريتان تحدقتان في تشانغ يونغ كما لو كانت تراه للمرة الأولى
"أنت... حقًا غريب الأطوار." همست أخيرًا، صوتها أقل حدة من المعتاد.
أماء تشانغ يونغ برأسه"أعلم الى حد ما ، المهم لنبدأ صفحة جديدة ، أنا ذاهب للراحة الآن"ثم استدار و غادر الطريق الى غرفته
'كان هذا ضروريا ، في المستقبل ، عندما تتغير الحبكة ، قد يتطلب الأمر إعطاء الأوامر لبعضهم ، في هذه الحالة ان استمررت بعداء عديم الفائدة ، قد يكون سبب سقوطي ، مهما حدث يجب على هذا العالم أن ينتهي بسلام'قال تشانغ يونغ و قد حسم أمره في قلبه