في هذه الأثناء كانت ماين تركض بدورها لسبب مختلف بكل ما أوتيت من قوة، دموعها تتساقط في المكان
فجأة، اصطدمت بأكامي في منعطف الممر.
"اه..أكامي أنا-..."حاولت ماين الكلام بين شهقاتها المتعثرة، لكنها توقفت فجأة
عينا أكامي كانتا باردتين وخاليتين من أي تعبير، وكأنها تنظر إلى غريب. ببطء، أخرجت موراسامي من غمده، والشفرة اللامعة تلمع تحت ضوء القمر الخافت.
"أكامي؟ ماذا... ماذا تفعلين؟!" تراجعت ماين خطوة للخلف، لكن أكامي تقدمت نحوها بهدوء قاتل.
اندفعت أكامي نحوها بسرعة خاطفة، سيف موراسامي يقطع الهواء بصمت قاتل ماين قفزت للخلف في اللحظة الأخيرة متجنبة الهجوم تماما
"أكامي! ماذا يحدث؟!" صرخت، لكن أكامي لم ترد
اندفعت أكامي مرة أخرى، ضرباتها السريعة والمميتة تُجبر ماين على التراجع. "توقفي! نحن رفاق!" لكن أكامي لم تستمع
كانت ماين في موقف ضعف ، فقد تركت تيغو اليقطينة في غرفتها و لم تملك أي قدرة لمواجهة أكامي ، جرح صغير أكثر من كافي ليرسلها الى حتفها
تفادت بسرعة و بدأت بالركض بسرعة نحو غرفتها "مالخطب مع الجميع"
التفتت بسرعة نحو زاوية الممر، واندفعت نحو غرفتها ، يدها المرتعشة أمسكت بمقبضه و أغلقته
اخترق سيف موراسامي الباب الخشبي بسهولة، وظهرت شفرته اللامعة على بعد سنتيمترات من وجهها.
أكامي! توقفي!" صرخت ماين، لكن صوترها بدا ضعيفًا
بينما كانت أكامي تسحب السيف من الباب لتهاجم مرة أخرى ، تراجعت ماين و حملت التيغو الخاص بها و ركلت الباب بقوة نحو أكامي، مما أجبر الأخيرة على التراجع للحظة، ثم اندفعت ماين نحو النافذة
...
"بيليال! أين أنت أيها الوغد"نادى تشانغ يونغ ، و لكنه لم يتلقى أي رد
بينما كان تشانغ يونغ يركض
في نهاية الممر، ظهرت ليون فجأة، مخالبها الحادة تلمع في الظلام
شعر تشانغ يونغ بأنها لم تكن طبيعية ، كانت عيناها فارغتين كما كان تاتسومي
لم يضيع الوقت ، عيناه الزرقاوان تومضان بضوء ارجواني، ورفع يده بسرعة، و أرسل موجة من تشي الموت تنطلق نحوها
ليون قفزت جانبًا، لكن الهجوم مزق جزءًا من الحائط خلفها
استغل تشانغ يونغ اللحظة واندفع نحو الباب الخلفي، لكن قبل أن يصل، انفتح الباب فجأة، وظهر سوسانو بصولجانه المسنون
"تشانغ يونغ." قال سوسانو بصوته العميق، عيناه لا تعكسان أي تعاطف
"سوسانو... حتى أنت؟" همس تشانغ يونغ، الدم يتدفق من فمه.
"كانت أوامر ناجيندا واضحة." رفع سوسانو صولجانه. "يجب أن تموت."
لم يكن أمام تشانغ يونغ خيار سوى القتال سوسانو كان يقف بينه وبين الباب الخلفي، وليون كانت تستعد للانقضاض من الخلف، و تاتسومي قادم و هناك ران في الخارج
أيها الوغد... مالذي حل بكم جميعا؟!" زمجر تشانغ يونغ عيناه تتقدان بالغضب والألم
لكن سوسانو لم يرد بدلاً من ذلك، اندفع نحوه بصولجانه المسنون، الضربة كانت سريعة وقاتلة
مسار الفراغ - طي الأرض
اختفى تشانغ يونغ من مكانه في اللحظة الأخيرة، ليظهر خلف سوسانو مباشرةً. لكن جسده كان ينزف بغزارة، وقوته كانت تتضاءل.
قطع بسرعة جسد سوسانو ، و لكن في تلك اللحظة ضربته قبضة حديدة أردته بالحائط
كانت تلك ناجيندا قد أطلقت ذراعها الميكانيكية نحو تشانغ يونغ
كان تشانغ يونغ مستلقيا عبر حفرة الحائط "إذن... حتى الرئيسة" همس بصوت أجش، وهو يحاول النهوض.
لم ترد ناجيندا عيناها باردتان وخاليتان من أي تعبير، وكأنها آلة مبرمجة للقتل
رفعت ذراعها مرة أخرى، و استعدت لإطلاق ضربة أخرى
مسار الضوء - القوس المقدس
في اللحظة الأخيرة، تشكل قوس من الضوء في يد تشانغ يونغ، وأطلق سهمًا من الضوء مباشرةً نحو ذراع ناجيندا
الانفجار الصغير دفعها للخلف، مما أعطاه فرصة للتحرك ، و نظر عبر النافذة
مسار الفراغ - طي الأرض
اختفى تشانغ يونغ من مكانه، ليظهر خارج المخبأ لكن جسده كان على وشك الانهيار. "لا... ليس بعد."
في نفس الوقت نظر تشانغ يونغ عاليا في السماء ، حيث قفزت ماين عبر النافذة
التقت عيناها بعيني تشانغ يونغ. نظرة صامتة مليئة بالخيانة والألم والارتباك
ثم نظر تشانغ يونغ الى الأعلى حيث كانت أكامي ،و كانت نظرتها مشابهة للبقية
دماء تشانغ يونغ كانت تنزف بغزارة، لكنه أمسك بذراعها بقوة. "إذا كنتِ تريدين البقاء على قيد الحياة... اركضي." همس بصوت أجش.
ماين أرادت أن تسحب يدها بعيداً، لكن قبضته كانت كالحديد. "أنت..."
"ليس هناك وقت!" دفعهما انفجارٌ مفاجئ من داخل المخبأ إلى الأمام
كانت الحقيقة واضحة الآن - الجميع قد تحولوا إلى أعداء
بسرعة البرق، اختفى تشانغ يونغ وماين في الغابة المحيطة
"إلى أين نذهب؟!" صرخت ماين، صوتها يختنق بين الأنفاس المتعثرة.
"بعيداً... بعيداً جداً."
لكن فجأة، توقف تشانغ يونغ فجأة، عيناه تتسعان.
أمامه ، وقف هناك ، شاب بشعر أسود قصير ، و عيون خضراء في بذلة رسمية ، كان يمشي بهدوء نحو الإثنين مع كلتا يديه في جيوبه
"مضى وقت طويل ، تشانغ يونغ"قال آرثر بصوت هادئ ، كان على وجهه ابتسامة خبيثة و شيطانية ، و بجانبه ، وقف كل من وايف و كورومي ببرود
تشانغ يونغ شعر بجفاف حلقه فجأة ، عيناه الزرقاوان التقتا بالعينين الخضراوين اللتين تشعان كالزمرد في الظلام
"آرثر..." همس بصوت أجش، بينما كان يدفع ماين خلفه بحركة وقائية.
لقد قتله ذلك اليوم ، كان متأكدا أنه قطع رأسه! كيف بقي حيا
آرثر أخرج يديه من جيوبه ببطء، وابتسامته الواسعة أصبحت أكثر وضوحاً تحت ضوء القمر. "أوه، لا داعي لهذا التصرف الدرامي ، لو كنت تتسائل كيف نجوت ، سأخبرك إذا التقينا ثانية"
ابتسم آرثر ببرود، عيناه الخضراوان تشعان بنورٍ غريب في الظلام. "لكن يبدو أن ذلك لن يحدث."
رفع يده ببطء، وكأنه يستعد لإعطاء إشارة. في تلك اللحظة، ظهرت عشرات الظلال من بين الأشجار ، جنود الإمبراطورية، وحدات النخبة ، بل وحتى أعضاء الوايلد هانت الثلاثة المتبقون ، سيورا و ايزو و دوروثيا
أمسك تشانغ يونغ بماين من ذراعها و نمت أجنحة أرجوانية على ظهره و حلق بعيدا و هو يحملها معه
كان جسده ينزف بغزارة، والدم الأسود يتساقط كالمطر على الأشجار تحته ، ماين، التي كانت ما تزال في صدمة، حدقت بعيون واسعة مليئة بالخوف والارتباك.
"تشانغ يونغ... أنت تنزف بشدة!" صرخت، لكن صوتها بدا ضعيفًا وسط عواء الرياح.
"حقا؟ لم ألاحظ هذا..." همس تشانغ يونغ بصوت أجش، عيناه الزرقاوان تتقدان بإرادة حديدية. "يجب أن نبتعد أولاً."
رغم تنشيطه لطريقة فن الخشب المقدس ، لم تكن سرعة العلاج بنفس قدرها و هو يركز على شيئين في نفس الوقت
لكن فجأة، انطلقت صفارة حادة في الليل، تلاها صوت اختراق
اخترق ريش ران الذي انطلق كالسهم جناح تشانغ يونغ الأرجواني، مما تسبب في فقدانه التوازن فجأة.
سقط تشانغ يونغ وماين من السماء كطائر مكسور الجناح، الأشجار المتشابكة تحتهم تبدو كفكّين مفتوحتين تستقبل فريستهما
"تشانغ يونغ!" صرخت ماين، وهي تحاول الإمساك به، لكن جسده كان ينزف بغزارة، والريح تصفر في أذنيها.
في اللحظة الأخيرة، قلب تشانغ يونغ جسده في الهواء ليحميها من الصدمة، واصطدم ظهره بغصن سميك قبل أن يسقطا على الأرض بضربة قوية.
"آه—!" انطلق أنين مكتوم من فمه، لكنه نهض فورًا"علينا المغادرة"
"لا يمكنك التحرك ، أنت مصاب" همست ماين، صوتها يكاد يُختنق
سعل تشانغ يونغ و كتمها بيده ،و عندما نظر الى راحته كانت الدماء تغطيها
"ربما محاولة أخيرة"
رفع يده المرتعشة أمامه و استخدم طاقته العقلية لرسم تعويذة
مسار التعاويذ - دمج التعاويذ
فن التعاويذ - تعويذة السفر الروحي + تعويذة الرياح
انفجرت التعويذة المدمجة بقوة، محوّلة الهواء حولهما إلى دوامة من الضوء الأخضر والرياح العنيفة.
في لمح البصر، اختفى تشانغ يونغ وماين من مكانهما، تاركين وراءهما فقط بقع الدم على أوراق الأشجار المتساقطة و تحولا الى ضوء أخضر يعبر السماء
...
على بعد عدة كيلومترات من الموقع السابق في ضواحي العاصمة
ظهر الاثنان فجأة في منطقة جبلية من الغابة، لم تكن هناك أي وحوش خطر في المنطقة و كانت آمنة نسبيا
بعد أن اختفى الضوء الأخضر، سقط تشانغ يونغ على ركبتيه، أنفاسه متقطعة وجسده يرتعش من فقدان الدم
"تشانغ يونغ!" انحنت ماين بجانبه، يداها ترتجفان بينما تحاول إيقاف النزيف "لا تمت الآن!"
رفع تشانغ يونغ رأسه بصعوبة، عيناه الزرقاوان الباهتتان تحدقان في المعبد القديم أعلى الدرج الحجري و أشار "هناك... جينسي..." همس بضعف
لم تفكر ثانية ، رفعت جسده و تسلقت الدرج الحجري الطويل المؤدي إلى المعبد الجبلي
"تشانغ يونغ... أبقِ عينيك مفتوحتين! ما زال لديك الكثير لشرحه" همست بلهفة، لكنه كان قد فقد الوعي بالفعل، تنفسه ضحل وغير منتظم.
عندما وصلت إلى قمة الدرج، وجدت نفسها أمام بوابات المعبد الخشبية القديمة
طَقْ طَقْ طَقْ
دقت ماين البوابة بقوة، صوت يديها يتردد في الليل ، فجأة، فتحت البوابة ببطء، وظهر رجل عجوز
كان يرتدي زيّ الساموراي. كان أصلعًا، لكن شعره رماديّ طويل في مؤخرة رأسه ، وشاربه صغير ولحيته طويلة
كانت لديه ندبة ملحوظة فوق عينه اليمنى، بالإضافة إلى حاجبيه الطويلين.
العجوز نظر إليها، ثم إلى جسد تشانغ يونغ المدمى، ولم يبدُ متفاجئاً. "آه... أخيراً عاد الولد الشقي." قال بصوت أجش، ثم أشار لها بالدخول. "أدخليه، قبل أن يموت على عتبة بيتي."
ماين دخلت مسرعة، تتبع العجوز عبر ساحة المعبد المزينة بأشجار الكرز القديمة، حتى وصلوا إلى غرفة صغيرة في الداخل، حيث كانت نار موقدة تشتعل بهدوء
وضعته بحذر على حصير القش الممتد على الأرض، بينما كان العجوز جينسي يفتح خزانة خشبية قديمة ويخرج منها لفائف من الأعشاب المجففة وزجاجات صغيرة من المراهم
"مزقي ملابسه" قال جينسي بلهجة أمر، دون أن يرفع عينيه عن تحضير الأدوية
ماين لم تتردد لحظة. أمسكت بحافة قميص تشانغ يونغ الممزق وشدته بقوة، كان لا يزال ينزف بغزارة من الطعنة القاتلة في صدره.
جينسي اقترب بخطوات بطيئة لكن واثقة، ووضع يده المتجعدة فوق جروح تشانغ يونغ"هذا ليس مجرد جرح ، لقد دُسَّ له السم"
جينسي أخذ عشبة خضراء داكنة وفركها بين راحتيه حتى تحولت إلى عجينة، ثم وضعها مباشرة على الجروح. "لو تأخرتِ دقائق أكثر، لكان قد تحول إلى جثة، لا بالنظر الى حالته ، كان يوقف السم عن التدفق لشراء الوقت لنفسه ، غبي"
شعرت ماين بقلبها ينكمش. نظرت إلى تشانغ يونغ ، الذي كان وجهه الشاحب مغطى بطبقة من العرق البارد. تنفسه كان ضعيفاً لدرجة أنها كادت لا تلحظه
أحكم جينسي لف الضمادات حول جسد تشانغ يونغ ، ثم أخذ زجاجة صغيرة من رف فوقه. "سأمنحه بعض المسكنات ، لكن هو وحده يعرف كيف يشفي نفسه"
سكب بضع قطرات في فم تشانغ يونغ ، ثم أغلق الزجاجة بحرص. "الآن، اذهبي واستريحي. سأبقى أنا هنا لأراقبه."
لكن ماين هزت رأسها بعناد. "لا... سأبقى."
رفع جينسي حاجبيه الطويلين، نظرة عينيه الحادة تلتقي بتصميم ماين. بعد لحظة من الصمت، تنهد وهو يهز رأسه"كما تريدين ، ليس كما لو أني سأوقفك على أية حال"
سحب كرسياً خشبياً قديماً وجلس بجانب تشانغ يونغ، بينما بقيت ماين جاثية على ركبتيها على الجانب الآخر، عيناها لا تفارقان وجهه الشاحب
الساعات تمر ببطء. خارج الغرفة، بدأ الفجر يلوح في الأفق، تلون السماء بلون خوخي باهت.
مع أولى خيوط الشمس، استيقظ تشانغ يونغ فجأة، عيناه الزرقاوان تنفتحان على مصراعيهما بينما جسده يقوس من الألم
"آه—!" أنين مكتوم انطلق من بين شفتيه، يديه تتشبثان بالحصير تحته.
"أخيراً." صوت جينسي الهادئ جاء من زاوية الغرفة. كان العجوز جالساً في وضعية التأمل، عيناه نصف مغلقتين. "ظننت أنك ستحتاج يوماً آخر على الأقل."
تشانغ يونغ حاول الجلوس، لكن يده المرتعشة لم تستطع تحمل وزنه ، سقط على ظهره مرة أخرى، أنفاسه متقطعة
صوت الإصطدام أيقظ ماين التي نامت من الإرهاق ، عيناها تتسعان عند رؤيته مستيقظاً. "أنت حي!"
"لم أكن لأموت في المقام الأول" ابتسم تشانغ يونغ بضعف"على الأقل ، ليس قبل أن أقتل العدو"
"قتل العدو؟" ضحك جينسي بصوت أجش، عيناه الضيقتان تتقدان بشرارة من التحدي. "بالكاد تستطيع قتل ذبابة في حالتك هذه."
تشانغ يونغ حاول أن يبتسم، لكن الألم جعله يعض شفته السفلى. "كنت في أوضاع أسوأ صدقني"
ماين نظرت بين الرجلين بحيرة. كان هناك تاريخ بينهما، و لكنها لم تعرف شيئا
جينسي نهض من مكانه بسهولة مذهلة لعجوز في سنه. "حسنًا، بما أنك استعدت وعيك سأتركك لترتاح"
بعد أن خرج جينسي من الغرفة، ساد صمت ثقيل بين تشانغ يونغ وماين. ضوء الفجر الخافت يتسلل من النافذة الورقية، يرسم خطوطاً ذهبية على الأرضية الخشبية
ماين كانت أول من كسر الصمت"هل...ما كتب في المذكرات حقيقي؟"
نظر تشانغ يونغ بعيدا و تنهد"أجل ، انه حقيقي تماما"
ماين شعرت وكأن الأرض تتحرك تحت قدميها. "مازلت لا أفهم ، إن كنت خائنا ، فلما قد تحاول الإمبراطورية نفسها القضاء عليك"
أماء تشانغ يونغ برأسه"هذا صحيح ، و لكني لم أقل أني خائن لصالح الإمبراطورية ، أتعرفين ذلك الشخص الذي هاجم الإمبراطورية منذ وقت طويل؟"
سُمعت الكلمات وكأنها صفعة في الغرفة الهادئة. عينا ماين اتسعتا بينما كانت تحاول معالجة ما سمعته للتو
"المتمرد...؟" همست، صوتها يكاد لا يُسمع"ذلك الشخص المجنون الذي قاتل الجنرالات في مركزهم"
"أجل." أغمض تشانغ يونغ عينيه مؤقتا و تنهد"لم تبدأ منظمتنا في الحركة سوى مؤخرا و لكن هذا لا يغير حقيقة أني خنتكم"
تشانغ يونغ فتح عينيه ببطء، نظرة باردة في عينيه الزرقاوتين"لقد خدعت الجميع. لم أكن أبدًا واحدًا منكم. كل شيء... كان من أجل جمع المعلومات لصالح منظمتنا."
اشتدت قبضة ماين أكثر فأكثر"ظننت....أننا رفاقك ، لكن في النهاية ، لسنا سوى أشخاص تريد استغلالهم"
تشانغ يونغ أغلق عينيه للحظة، ثم فتحهما ببطء. عيناه الزرقاوان، رغم شحوبهما، كانتا ثابتتين. "لا. أنتِ مخطئة."
"كيف يمكنني أن أكون مخطئة؟!" صرخت ماين، صوتها يرتفع مع كل كلمة"بولات و شيلي ، و حتى تشيلسي ، لو كنت اهتممت لهم و لو قليلا ، لكنت حاولت..."
"نعم، كنت أهتم" قطع تشانغ يونغ كلامها بصوته الأجش. "اهتممت أكثر مما أريد أن أعترف"
أخذ تشانغ يونغ نفسا عميقا ثم قال"انظري ، أنا لا يمكنني الشرح ،و هذا ليس وقته المناسب ، الرفاق متحكم بهم ، أعرف أني قد خنتكم ،و انت خاصة ، و لكن فقط هذه المرة ، ثقي بي ، عندما ينتهي كل هذا ، سأشرح كل شيء، أنا أعدك"
بعد لحظة من الصمت الثقيل، نظرت ماين إلى تشانغ يونغ ، كانت أفكارها تتضارب ، و دموعها جفت، لكن الألم في عينيها كان واضحا
"كيف يمكنني أن أثق بك بعد كل هذا؟" همست بصوت مكسور
تشانغ يونغ لم يرد فوراً. عيناه الزرقاوان حدقتا في السقف الخشبي للمعبد، وكأنه يبحث عن إجابة بين العوارض
"إذا..لا تثقي بي ، و لكن أعطني فرصة لتغيير كل شيء ، أردت أن تكون النهاية سلمية ، لأنها ما كان يجب أن يحدث ،و لكن ، بدون قتال لن ينتهي هذا أبدا"قال أخيراً، صوته خافتاً لكنه حازم
صمتت الغرفة مرة أخرى، فقط صوت تنفس تشانغ يونغ الثقيل وهدير الرياح خارج النافذة يملآن الفراغ
"ماين..." بدأ تشانغ يونغ، لكنها قطعته.
"لا." هزت رأسها، عيناها تلمعان بشكل يائس "لا توجد كلمات يمكنها إصلاح ما فعلته. لكن..." توقفت، ثم أخذت نفساً عميقاً. "سأمنحك فرصة، ليس لأني أثق بك، بل لأني لا أملك خياراً آخر."
ابتسم تشانغ يونغ بمرارة. "هذا كل ما أطلبه."
...
في الإمبراطورية ، في غرفة الإجتماعات ، كان آرثر يجلس على كرسيه و هو يمسك قطعة شطرنج ،و بجانبه ، كان رئيس الوزراء يمشي عبر الغرفة بخطوات فارغة الصبر
"مالأمر حضرة الوزير ، متوتر لهذه الدرجة؟"ضحك آرثر بخفة و هو يحدق به
هونست توقف فجأة في منتصف الغرفة، عيناه الضيقتان تحترقان بالغضب. "تتساءل لماذا أنا متوتر؟" صوته كان هادئاً لكنه يحمل تهديداً خفياً. "لقد سمحت لهذا الوحش أن يهرب من بين أصابعك عدة مرات"
آرثر وضع قطعة الشطرنج على اللوح ببطء، ثم نظر إلى هونست بابتسامة باردة. "أوه، لكنك مخطئ يا صديقي العزيز. لم أسمح له بالهروب بل تركته يهرب ، سيعود عاجلا أم آجلا ، لديه اهتمام شديد برفاقه و كلهم بقبضتي أنا ، و تحت تحكمي و بقدراتهم ، أتظنهم غير قادرين على التخلص منه؟"
هونست توقف عن التمشية، حاجباه الكثيفان يرتفعان في شك. "وما الذي تعنيه بهذا الهراء؟"
أغلق آرثر عينيه، وكأنه يستمتع بنكتة سرية. "لأن الأمر سهل جدًا... لكن اليأس؟ أن ترى كل من تحبهم يصبحون أعداءك؟ أن تعرف أن كل محاولاتك لإنقاذهم تؤدي بهم إلى الهلاك؟" فتح عينيه، والشرر الأخضر فيهما يكاد يحترق. "الفوز أحيانا يعتمد على تدمير روح الخصم القتالية ، شعورك و أنت تقتل من تهتم لأمرهم بيدك ، سيكون الأمر ممتعا"