بالعودة الى المعبد الجبلي ، قام تشانغ يونغ بإخبار جينسي و العجائز الثلاثة الآخرين بالوضع

"فهمت ، إذا مالذي تخطط له؟"سأل جينسي، عيناه الحادتان تثقلان على تشانغ يونغ الذي كان يجلس أمامه في غرفة المعبد الخلفية

تشانغ يونغ أدار الكوب الخشبي بين يديه، الشاي الساخن ينبعث منه بخار خفيف. "ذلك الشخص يعرف بالفعل أني لن أتنازل بسهولة ، هو بالتأكيد يتوقع قدومي الآن بينما نتحدث ، لذلك ببساطة ، أنا سأمنحه ما يريده"

جينسي رفع حاجبه الأيسر ببطء، عيناه الضيقتان تدرسان تشانغ يونغ بعناية. "أنت تقصد أن تذهب إليه مباشرة؟ هذا انتحار."

"ليس كذلك إذا كنت تمتلك خطة" رد تشانغ يونغ بهدوء، ثم أفرغ كوب الشاي دفعة واحدة ثم وقف"في هذا القتال ، قد نفقد حياتنا ، لذلك أسال ، سيد جينسي ، أترغب بالقتال للمرة الأخيرة؟"

جينسي حدق في تشانغ يونغ طويلاً، عيناه العتيقتان تشعان بحكمة مكتسبة عبر عقود من القتال. ثم فجأة، انفجر ضحكاً عميقاً يهز كتفيه

هههه... يا لك من ولد شقي!" ضرب ركبته بقبضته. "أتطلب من عجوز مثلي أن يقاتل حتى الرمق الأخير؟ هذا يناسبني ، القتال حتى الموت في معركة ، حتى إذا مت ، لن أمتلك أي ندم ، و حتى رفاقي العجائز يظنون نفس الشيء"

التفت نحو رفاقه العجائز الثلاثة الذين كانوا يجلسون في زاوية الغرفة بصمت "ماذا عنكم أيها العجائز؟ هل ما زلتم تمتلكون ما يكفي من القوة لقتال واحد أخير؟"

كوكي، العجوز ذو الحاجبين الطويلين الملتصقين، ضحك بخفة بينما يداعب مقبض سيفه القديم. "لقد انتظرت هذه اللحظة منذ سنوات ، هذا يذكرني بشبابي"

أما العجوز الثالث، المدعو ريو، والذي كان صامتاً طوال الوقت، ففتح عينيه ببطء - عينان ضيقتان كشقوق السكين. "سأقاتل." كان صوته أجشاً كحفيف الأوراق الميتة

و الشخص الأخير ، سوجي ، فلم ينبس ببنت شفة، فقط أومأ برأسه بينما تلمع عيناه بالتصميم.

تشانغ يونغ نظر إليهم جميعاً، عيناه الزرقاوان تعكسان تقديراً حقيقياً. "شكراً لكم." همس بصوت خفيض

ثم استدار تشانغ يونغ مع ابتسامة"إذا ، دعنا نذهب أولا الى الأحياء الفقيرة لتفقد رجالي ، بعد ذلك سنتحرك في اليوم التالي"

...

في القصر الإمبراطوري في عتمة الليل

جلس آرثر أمام هونست ، بينما كان هونست يلتهم طبقًا من اللحم على عجل بطريقة مقززة

"عليك اصلاح عادات أكلك يا رجل"تنهد آرثر و لم يستطع سوى الإنزعاج ، لو لم يكن هذا الشخص مفيدا له ، لكان تخلص منه بالفعل منذ وقت طويل

فجأة، انفتح الباب بقوة، ودخل أحد الحراس بوجه شاحب. "سيدي الرئيس... هناك مشكلة."

هونست لم يرفع عينيه عن اللحم"مشكلة أكبر من إفساد عشائي؟"

"إنه... إنه تشانغ يونغ. لقد ظهر عند بوابات القصر"

ضحك آرثر بسخرية "ألم أخبرك أنه سيأتي بقدميه ، كنت أظنه سيكون أذكى و ينسف القصر ، تسك ، لديه القوة و لكنه لا يستخدمها"

أمام بوابة القصر

تشانغ يونغ وقف وحيداً أمام البوابة الرئيسية، يداه في جيوب معطفه الأسود. الدماء الجافة ما زالت على ملابسه لكن عينيه الزرقاوين كانتا صافيتين وهادئتين

العشرات من حراس النخبة أحاطوا به، يمسكون ببنادقهم و رماحهم، لكن لا أحد تجرأ على الاقتراب

كان من الواضح أنهم ليسوا ندا له ، و لم يكن أحدهم شجاعا بما يكفي للتقدم و القاء حياتهم بعيدا

ثم، انفتحت البوابة ببطء، وظهر آرثر بابتسامته الشيطانية المعتادة. "أوه، لقد عدت أخيراً. كنتُ بدأتُ أشعر بالملل."

تشانغ يونغ لم يبتسم. "لقد جئت ، آرثر ، كلانا لسنا من هنا ، لا داعي لإقحام الآخرين في شؤوننا ، هذا بيني و بينك"

"أنا أرى ، أنت أحمق مما ظننت"استدار آرثر و سار بعيدا"اتبعني إذا ، سيكون قتالنا في الداخل"

تبع تشانغ يونغ آرثر بحذر ، نظر حوله المكان كان مليئا بالحراس، وبعض الوجوه المألوفة ، أعضاء الغارة الليلية، واقفين بوجوه بلا تعابير

"ماذا فعلت بهم؟" همس تشانغ يونغ، صوته يحمل هديراً خفيفاً.

آرثر ضحك. "أنا فقط فتحت اعينهم على الحقيقة" ثم رفع يده. "اقتلوه."

في لحظة، تحركت الغارة الليلية كآلة واحدة، هجماتهم كانت متناسقة ومميتة

تشانغ يونغ تفادى ضربة تاتسومي الأولى بانقلاب خلفي، لكن سوسانو كان ينتظره، صولجانه يشق الهواء باتجاه رأسه

كلاك!

تشانغ يونغ استخدم سيفه العظمي لصد الضربة، لكن القوة دفعت به بعيدا

ليون كانت قد انقضت عليه بمخالبها الحادة، بينما أكامي ظهرت فجأة من الجانب بسيفها

تشانغ يونغ تفادى ضربة ليون بانقلاب جانبي، لكن أكامي كانت أسرع

سيف موراسامي لمع في ضوء القمر، يقطع الهواء بسرعة البرق نحو رقبته

شينغ!

اصطدم السيف بسيف تشانغ يونغ العظمي، و انطلق الشرر من نقطة الاصطدام

"أكامي، استفيقي!" صرخ تشانغ يونغ، عيناه الزرقاوان تحملان نظرة يائسة ، لكن عيناها كانتا خاليتين من أي تعبير

فجأة، انطلق سوسانو من الخلف، صولجانه المسنن يحمل من القوة ما يمكنه من تحطيم عظام تشانغ يونغ.

أدار تشانغ يونغ رأسه ،و تقلست عيناه الى حجم دبوس

مسار الفراغ - طي الأرض

ظهر فوق سوسانو مباشرة و أرجح قدمه بسرعة نحو رأسه ، ركلته القوية أرسلت سوسانو يحطم أحد أعمدة القصر.

لكن قبل أن يلتقط أنفاسه، ظهرت ناجيندا فجأة أمامه ، و أرسلت ذراعها الميكانيكية نحو وجهه مباشرة

طاخ!

رفع تشانغ يونغ ذراعيه في الوقت المناسب و حمى رأسه

الضربة القوية أصابت تشانغ يونغ و أرسلته يحطم الجدار خلفه شعر وكأن ضلوعه تحطمت، الدم يملأ فمه

"آرثر...!" زمجر تشانغ يونغ بينما كان يحاول النهوض. "هل هذه لعبتك؟ جعلهم يقتلونني بأيديهم؟!"

ابتسم آرثر بسخرية"أليس هذا أفضل مشهد؟ انه مشهد ساخر لا يتكرر"

تشانغ يونغ لم يرد. بدلاً من ذلك، أغمض عينيه للحظة، ثم فتحهما فجأة عيناه الزرقاوان اشتعلتا بضوء أرجواني غامض

مسار الفراغ - طي الأرض

اختفى تشانغ يونغ من مكانه، ليظهر أمام آرثر مباشرة

"هذه نهايتك" أعلن تشانغ يونغ، بينما يرفع سيفه العظمي.

لكن نظرته قوبلت بنظرة باردة من آرثر "اوه ، هل أنت متأكد؟"

قبل أن يهبط السيف، شعر بشيء يخترق ظهره من الخلف ، وتد جليدي خرج من الجانب الآخر بدماء متجمدة بالفعل

نظر إلى معدته المثقوب، ثم إلى آرثر الذي كان يبتسم ببرود.

"ايسديث..."تحدث تشانغ يونغ بالكاد ، الدم الأسود يتدفق من فمه.

"أحسنتِ التصويب، ايسديث" ضحك آرثر ، ثم نظر إلى تشانغ يونغ بعينين خضراوين تشعان بالانتصار. "أخيراً، سقط الوحش."

"خذوه إلى غرفة التعذيب" أمر آرثر ببرود. "سيكون هناك الكثير من المرح لنا"

في غرفة التعذيب

كانت الغرفة مظلمة ورطبة، رائحة الدم والصدأ تملأ الهواء. سلاسل حديدية تتدلى من السقف، وأدوات التعذيب المتنوعة تصطف على الجدران

ربط الحراس تشانغ يونغ بالسلاسل، جسده المدمى يتدلى في منتصف الغرفة

حضر أربعة أشخاص المكان ، بينما كان اثنان منهما ايسديث و آرثر ، كان رفقتهما كل من سيورا و دوروثيا

سيورا و دوروثيا وقفا على الجانب، تعابير وجهيهما تتراوح بين الفضول واللامبالاة.

آرثر مشى ببطء حول تشانغ يونغ، يداه خلف ظهره. "حسناً، لنبدأ ، أين تلك الفتاة من الغارة الليلية؟"

رفع تشانغ يونغ رأسه ببطء، عيناه الزرقاوان الباهتتان تحدقان في آرثر دون خوف. "لو كنت أعرف، هل تظن أني سأخبرك؟"

"لا تتصنع الشجاعة الآن." ضحك آرثر، عيناه تشعان بالمتعة. "سواء أردت أم لا ، ستتحدث"

أشار آرثر إلى دوروثيا، التي تقدمت بابتسامة مخيفة، أنيابها الطويلة تلمع في الضوء الخافت. "دعينا نرى كم من الوقت سيصمد."

"هيهي ، ستكون محظوظا لو مت من هذا"اقتربت دوروثيا من تشانغ يونغ، ثم غرزت أنيابها في عنقه.

شعر وكأن قوة حياته تُستنزف منه، جسده يبدأ بالانكماش ببطء. لكن فجأة، لمعت عيناه الأرجوانيتان

انتفضت دوروثيا للخلف، عيناها تتسعان و قامت بتغطية فمها"ماهذا؟! دمه كريه المذاق ، هذا مقرف"

'دمائي ليست أكثر من تجمع لدماء وحوش الخطر ، و أنت تريدين شربها؟' سخر تشانغ يونغ في قلبه

سيورا ضحك بصوت عالٍ وهو يصفع ركبته. "هذا مسلي! لكن دعيني أجرب شيئًا أنا أيضًا!" اقترب بخطوات متمايلة ، و قام بفرقعة أصابع قبضته"دعني أريك موهبتي بقتل الناس عن طريق ضربهم!"

طاخ!

ضربة قوية من سيورا اخترقت جنب تشانغ يونغ، الألم الحاد جعله يحبس أنفاسه لثانية، لكنه لم يصدر صوتاً.

الدم الأسود يتدفق من فمه، لكن شفتيه تشكلتا في ابتسامة مشوهة

"هذا كل ما لديك؟" همس بصوت أجش.

سيورا ارتعش من الغضب، عيناه تضيئان بالجنون. "سأجعلك تندم على كل كلمة تتفوه بها!"

طاخ! طاخ! طاخ!

ضربات متتالية، كل واحدة أقوى من سابقتها، لكن تشانغ يونغ ظل صامداً. عظامه تكسرت، لحمه تمزق، لكن إرادته لم تنكسر

"تسك ، يا لك من رجل"سار سيورا نحو حائط أدوات التعذيب و ابتسم بشكل متوحش"لكن ماذا لو تحطمت رجولتك! هل ستخضع!"مد يده و أمسك بملقط كبير حديدي و رفعه نحو تشانغ يونغ

طوال الساعات القادمة ، عانى تشانغ يونغ بشكل لا يصدق

تم قطع أنفه و رموه في المياه المغلية و إغراقه فيها مما صعب عليه التنفس ،و تم عصره و جذبه من أطرافه الأربعة و طعنه بالقضبان الحديدة الساخنة و بعدها تبريد إصاباته و تقشير جلده

لكن تشانغ يونغ لم يصرخ. عيناه الزرقاوان الباهتتان ظلتا مثبتتين على آرثر، كانت نية قتله ترتفع بقسوة

لقد كان النهار قد صعد بالفعل ،و لكن تشانغ يونغ لم يحظى بلحظة راحة واحدة

لكن فجأة، ارتجفت الأرض ،و سقط الغبار من السقف ، تلاه صراخ الحراس من الخارج

دخل أحد الحراس غرفة التعذيب نحو القادة و صرخ"حدث هجوم جوي في الجانب الجنوبي من القصر ، يتوقع أنهم مجموعة المتمردين"

'جيد ، إنها ماين ، كل شيء يسير حسب القصة' رفرف قلب تشانغ يونغ بسعادة

آرثر لم يبدُ منزعجاً، بل ابتسم ذلك الابتسام الشرير الذي يعرفه الجميع.

"جميعكم، اذهبوا للتعامل مع المتمردين." قال بهدوء، بينما كانت عيناه الخضراوان تلمعان بذكاء خبيث. "لا تقلقوا، سأعتني بنفسي هنا."

نظر إليه سيورا بتردد. "لكن-"

"ألم تسمع ما قلته؟" قاطعه آرثر بصوت حاد كالسيف. "اذهبوا!"

بعد لحظة ، خرج الجميع من الغرفة، تاركين تشانغ يونغ وحيداً مع آرثر

وقف آرثر أمام تشانغ يونغ المربوط بالسلاسل، عيناه تدرسان وجهه المدمى. "أتعرف، لطالما أعجبت بإرادتك." قال بهدوء"الإنفجار الآن ، كان ذلك ماين أليس كذلك؟ منذ أنه لا يوجد مساعد آخر لك"

ضحك تشانغ يونغ بابتسامة دموية"و ان كان الأمر كذلك؟"

ثم أخرج سكينا صغيرا من جيبه، واقترب من تشانغ يونغ. "سأتركك هنا لتموت ببطء ، تلك الفتاة ستموت ، و أنت كذلك ستموت"

لكن قبل أن يتحرك، لمعت عينا تشانغ يونغ فجأة باللون الأرجواني.

مسار الدم - التحكم بالدم

امتد الدم من جرح تشانغ يونغ و اخترق رأس آرثر مباشرة بدون أي إضاعة للوقت

عينا آرثر اتسعتا فجأة، ثم تدحرجتا إلى الخلف، وسقط جسده على الأرض بثقل مثل دمية مقطوعة الخيوط

ابتسم تشانغ يونغ و استخدم التحكم بالعظام لجعل عظامه رقيقة لما يكفي لتعبر عبر قيود ذراعيه و يسقط على الأرض

بخطوات متثاقلة، خرج من غرفة التعذيب. الممرات كانت مهجورة، والحراس إما هربوا أو انشغلوا بالهجوم الخارجي

تشانغ يونغ استغل الفرصة وتسلل عبر الظلال، متجهًا نحو الخزانة الملكية

بعد البحث لبعض الوقت ، كان قد عثر على الخزانة و الحراس كانوا يقفون عند البوابة

سحب تشانغ يونغ بضع قطرات دم من جرحه و قام بتحويلهم الى إبر و تصليبهم و أطلقهم على الحراس معتمدا على رحلة فراق السنونو و أسقطهم جميعا

ثم مر عبرهم و استخدم الهيئة الشبحية لإختراق الباب بدون أي متاعب

الداخل لم يكن كبيرا للغاية ، توقع تشانغ يونغ أن يكون هناك بعض التيغو الموجودة هنا و لكن....

كانت الخزانة بدون تيغو ، و قد فكر في هذا الإحتمال. فأغلب التيغو لها مالكون بالفعل ، و أكثر من نصفهم فقدوا او دمروا خلال الحرب الأهلية

لكن في وسط الغرفة، على منصة من الرخام الأسود، كان هناك كتاب وحيد

"مستحيل كتاب العالم رونغو رونغو؟ لا يفترض أن يكون هنا ، يفترض أن يكون له مالك بالفعل"

اقترب منه ببطء، ورفعه بيد مرتعشة. الغلاف كان من جلد مجهول،و كانت هناك هالة ضارية حوله

بدأ تشانغ يونغ يقلب الصفحات بسرعة و يحفظ كل شيء في دماغه

كان الكتاب يمتلك معلومات عن أراضي العالم الجغرافية ، و و عن بلدان العالم ، و حتى عن كل تيغو موجود!

أثناء قلبه للصفحات وصل الى الصفحة الأخيرة للكتاب ، و لم يكن هناك سوى جملة واحدة

'سينتهي العالم تحت وطأة الخارجيين'

قرأ تشانغ يونغ الجملة الأخيرة بصوت خافت، عيناه الزرقاوان تتسعان في دهشة

"الخارجيين...؟" همس،

كانت الكلمة تحمل طعماً مريراً لم يتوقعه

لم يفهم، لكنه لم يستطع البقاء ألقى نظرة أخيرة على المكان قبل أن يستدير ليغادر

2025/08/27 · 20 مشاهدة · 1874 كلمة
نادي الروايات - 2025