الثلوج السوداء كانت تتساقط كالرماد المحترق، تلتصق بشكله وتُشعِرُه بأن جسده يتصلب تحت وطأة البرد الذي يفوق أي شيء اختبره
البرد اخترق عظامه قبل حتى أن يفتح عينيه لم يكن بردا طبيعيا، بل كان لسعة قادرة على تجميد الأرواح.
فتح تشانغ يونغ عينيه الزرقاوين المتعبتين على عالم من الظلال الرمادية على سماء بلا شمس ولا قمر فقط ضباب قاتم يلتهم الأفق.
ثلوج سوداء تتساقط ببطء، تتراكم على أرض متجمدة تكسوها صخور سوداء كالفحم في كل اتجاه، لا شيء سوى الفراغ والبرد والموت.
الضباب الرمادي القاتم كان كثيفاً لدرجة أنه بالكاد يرى الصخور السوداء التي تحيط به، أشبه بعظام عملاقة مدفونة في جليد أزلي
الهواء نفسه كان ثقيلاً، مشبعاً برائحة العفن والمعادن الباردة، وكأنه يتنفس سموم العالم السفلي.
سعل للحظة قبل أن يرفع جسده"إذا...هذه هيلهايم"همس بصوت أجش، لكن الكلمات تجمدت في الهواء قبل أن تصل لأذنيه هو نفسه.
شعر بثقل غير طبيعي في جسده، لم يكن مجرد إرهاق المعركة، بل كان كأن قوانين هذا العالم نفسها تحاول سحقه.
كان هذا طبيعيا ، كان من المفترض أن يكون ميتا الآن ، و لكنه مازال حيا جزئيا ، جوهر الحياة و الموت في روحه حماه من التحول الى شبح ميت في هذا المكان
'بينغ دي ، لينغ شي ، رفاق ، هل تسمعونني؟'تحدث تشانغ يونغ في وعيه و لكن لم يجب أحد ، حاليا كانت روحه هنا فقط
أغلق عينيه ليستشعر الطاقة في هذا المكان ، و كما كان متوقعا ، كان تشي الموت كثيفا في هذا المكان ، و لكن كان هناك شيء آخر
مع كمية تشي الموت الموجودة في هذا المكان ، فهذا لم يترك مساحة أبدا لوجود تشي الحياة ، مما عنا شيئا واحدا
"ليس هناك طاقة روحية ،و بالتالي أغلب قدراتي بدون فائدة ، لحسن الحظ ، لدي القدرة على التعامل مع تشي الموت بما يكفي ليسمح لي بالنجاة" نظر تشانغ يونغ الى تشي الموت في يده
استخدم تشانغ يونغ تشي الموت في يده، محاولاً تشكيله إلى سيف ، لكنه لاحظ أن العملية أبطأ بكثير مما اعتاد عليه. "الطاقة هنا... كثيفة جداً، لكنها خام وغير منضبطة ، امتصاصها و صقلها لن يكون مشكلة"
رفع عينيه نحو الضباب الكثيف، محاولاً تمييز أي معلم في هذه الأرض القاحلة، لم يكن هناك سوى الصخور السوداء المتكسرة والجليد الأزلي الذي يغطي كل شيء.
"إذا كانت هذه حقاً هيلهايم، فلا بد أن هناك مخرجا ، يوني ، أين أنا حاليا؟" همس لنفسه، محاولاً إبقاء ذهنه صاف
(المضيف...حاليا...في....سهل...الضباب)
'صوتها متقطع ، من الأفضل عدم الحديث لفترة كي لا يؤثر الأمر عليها' فكر تشانغ يونغ كما نظر الى الشاشة الضعيفة
ثم حدّق في الأفق الرمادي، محاولاً تمييز أي حركة في هذا العالم الخالي من الحياة، الضباب الكثيف كان يحجب الرؤية بعد بضعة أمتار فقط، لكن شيئاً ما بدا يتحرك في العمق
فجأة، سمع صوتاً أشبه بحفيف أوراق ميتة تحت الأقدام. التفت بسرعة، جاهزاً للقتال رغم إرهاقه.
من بين الضباب، ظهرت مجموعة من الظلال البشرية، لكنها لم تكن بشراً عيونهم الحمراء تومض في الظلام، وأجسادهم النحيلة تبدو وكأنها مكونة من الظلام نفسه.
"أرواح هائمة..." أدرك تشانغ يونغ ، فقد كانت الأرواح الهائمة بلا هدف في هذا العالم
الأرواح تقدمت نحوه ببطء، ثم فجأة، انقضت كالذئاب الجائعة
شينغ!
قطع تشانغ يونغ رأس أول روح اقتربت منه، لكن جسدها تلاشى في الضباب ثم تجدد مرة أخرى. "لا يمكن قتلهم بهذه الطريقة..." لاحظ بسرعة"علي العودة الى عالم الأحياء بسرعة"
(يمكن...للمضيف أن يطمئن...حتى لو مرت آلاف السنين في هذا المكان....لن تكون سوى بضع ثوان في العالم الآخر....الوقت مختلف في عالم الأموات)
"هذا جيد ،و لكن مازال علي النجاة أولا لأنه من الواضح أن هذا لن ينتهي..." تشانغ يونغ أدرك أنه لا يمكنه البقاء هنا لفترة طويلة. عليه أن يجد مخرجاً، أو على الأقل مكاناً أكثر أمانا
نظر خلفه، حيث بدا الضباب أقل كثافة. ربما هناك شيء ما
انطلقت أحد الأرواح نحوه بسرعة خاطفة لكن تشانغ يونغ تفادى الهجوم، ثم قطع الروح بسيفه
"إذا كان هذا هو الطريق الوحيد..." تشانغ يونغ أخذ نفساً عميقاً، ثم اندفع نحوهم
اندفع تشانغ يونغ نحو الأرواح الهائمة بسيفه المصنوع من تشي الموت، كل ضربة كانت تمزق الظلال السوداء لكنها تعود لتتكون من جديد
فجأة، سمع صوتاً غريباً من خلفه - صوت خطوات ثقيلة تطحن الجليد الأسود، التفت بسرعة ليرى ظلاً عملاقاً يقترب من بين الضباب
كان طوله يتجاوز الخمسة أمتار، جسده مغطى بصفائح عظمية سوداء تشبه الدروع، وعيناه الحمراوتان تشعان بالجوع ، من فمه المفتوح يتساقط سائل أسود كالقطران على الأرض، حيث يتجمد على الفور
الكائن العملاق زمجر بصوت يشبه انهيار جبل جليدي، ثم انقض بسرعة غير متوقعة لحجمه.
تشانغ يونغ حاول التملص، لكن البرد الشديد أبطأ حركته. مخالب الكائن الضخمة اخترقت كتفه الأيسر، مما جعله يصرخ من الألم بينما شعر كما لو أن روحه من تم تمزيقها
لأن الوضع كان كذلك ، في هذا المكان ، كان يتواجد بروحه ، الروح بدون الجسد البشري كانت ضعيفة ، إنما امتلاكه لبنية تقارب الحياة و الموت التي تركز على الروح أعطاه أفضلية قليلة مقارنة بالآخرين
شعر وكأن جسده الروحي يتفكك تحت وطأة المخالب السوداء ، الدم — إن كان يمكن تسميته دمًا — يتدفق من جرحه، لكنه لم يكن سائلًا مثلما في العالم الحي، بل أشبه بدخان داكن يتسرب من مكان الضربة
الكائن العملاق زمجر مرة أخرى، ورائحة العفن والموت خرجت مع أنفاسه الكثيفة
"كريه الرائحة" شد تشانغ يونغ على أسنانه و اندفع نحوه
تاي يين سي شيانغ - سيف النمر الأبيض
تاي يين سي شيانغ - التهام التنين
قفز تشانغ يونغ و أرجح سيفه و في نفس الوقت ثم ظهرت صورة سوداء لتنين خلف تشانغ يونغ و انقض عليه
صرخ الوحش بصوت مكتوم بينما مزقه التنين إلى أشلاء و قسم تشانغ يونغ جسده تاركًا فقط سحابةً من الدخان الأسود المتصاعد في الهواء المتجمد
لكن تشانغ يونغ لم يكن لديه وقت للراحة. الأرواح الهائمة بدأت تتجمع مرة أخرى، وعيناهم الحمراء تومض بالجوع
"هذا المكان... لا نهاية له." همس وهو يحاول التقاط أنفاسه "أيا يكن علي التحرك"
اندفع نحو طريق عشوائي ، و ارتفعت أيدي مخلبية من الأرض حاولت الإمساك به ، كل خطوة كانت تشبه السير في قطران كثيف، لكنه لم يتوقف
استمر تشانغ يونغ في الركض عبر الضباب الكثيف، قدماه تغوصان في الثلج الأسود الذي يشبه الرماد المتجمد.
الأصوات الهامسة للأرواح الضائعة كانت تصرخ و تعوي
و هو يركض بدأت الأرض كما لو كانت ترتفع ، كان يصعد فوق هضبة ، و لكنها بدأت بالإهتزاز و قفز تشانغ يونغ من فوقها للأمام و بدا كما لو كان يسقط - ليس في هاوية ، بل من المسافة التي ارتفعت فيها الأرض
و انزلق على طول هذه الهضبة و عندما نظر خلفه ، كان قد ارتفعت الأرض و ظهر عملاق
كان ذلك العملاق الذي ظن أنه قطعه و لكنه كان مختلفا
عملاقٌ من الجليد الأسود، عيناه كحفرتين من لهب أزرق بارد، يتصاعد منهما دخانٌ أشبه بضباب الموت.
ارتفع العملاق ببطء، وكأنه جبلٌ ينهض من سباته، الأرض تهتز تحت قدميه الضخمتين اللتين تشبهان أعمدة المعابد الغارقة
ماذا... هذا؟" همس تشانغ يونغ، وهو يحاول الحفاظ على توازنه على الأرض
رفع العملاق يده الضخمة، وأصابعه المتجمدة تشبه أعمدةَ الجليد المدببة، ثم ضرب الأرض بقوة
كرراش!
انشقت الأرض كقشرة بيضة، وتصدعاتٌ زرقاء داكنة انتشرت في كل اتجاه، تطلق منها أعمدةٌ من الجليد الأسود الحاد كالسيوف
تشانغ يونغ قفز للجانب في اللحظة الأخيرة، العملاق خطا خطوة أخرى تجاهه، عيناه الزرقاوتان تحدقان به بلا رحمة
رفع يده مرة أخرى، وهذه المرة، كان يستعد لسحق تشانغ يونغ تماما
تاي يين سي شيانغ - أجنحة العنقاء
سجلات الشيطان السماوي - اندفاع التنين المظلم
ركب تشانغ يونغ فوق التنين المظلم و بدا كما لو كان يطير بسرعة عبر الهواء مبتعدا عن العملاق الجليدي الذي زمجر خلفه بصوت يشبه انهيار جبال بأكملها
الرياح الباردة تضرب وجهه كسيوف خفية، وضباب هيلهايم الكثيف يحاول ابتلاعه مرة أخرى
"أين يمكن أن أجد مخرجاً من هذا الجحيم؟" همس بينما كان التنين يحلق فوق سهول لا نهاية لها من الجليد الأسود والصخور المتشققة
فجأة، لاحظ في الأفق البعيد وميضاً ضعيفاً. ضوءٌ أزرق شاحب، خافت كشمعة في عاصفة، لكنه كان مختلفاً عن الظلام الدائم لهيلهايم
بدأت الأشباح تقف على الجوانب ، حيث أغلقت كل المسارات الجانبية و الذي جعل الأمر يبدو كما لو كانوا يقومون بقيادته نحو ذلك الضوء و لكن الأمر بدا أن كل روح اقتربت منه بدأت تحترق و تختفي ، لم يكونوا يقودونه ، بل كانوا خائفين منه!
توجه نحو المصدر، وكلما اقترب، بدأ الضوء يكبر، و ظهر ما هو أشبه بجسد يلمع مندمجا مع الأرض ، حيث ما كان ظاهرا هو فقط الرأس ، القدم و البطن و الذراع
كان الرجل - إذا كان بإمكانه تسميته رجلًا - شاحبًا كالشمع، عيونه مغلقة، وشعره الطويل الأبيض منتشرًا حول رأسه كأشعة شبحية ،جسده، أو ما تبقى منه، كان محبوسًا في الجليد الأسود، وكأن الأرض نفسها تبتلعه ببطء
"أخيرًا... جاء أحد ما."صوت الرجل خرج كصدى بعيد، ضعيف لكنه واضح في صمت هيلهايم
تشانغ يونغ توقف على بعد خطوات قليلة، سيفه المصنوع من تشي الموت لا يزال ممسوكًا بقوة"أنت..."
فتح الرجل عينيه ببطء - عينان ذهبيتان بلا بؤبؤ، تشعان بحكمة قديمة وحزن أعمق"يا فتى ، أتريد أن تنجوا؟ سأساعدك في القضاء على هذا الوحش"
تردد تشانغ يونغ. هذا المكان لم يكن ليحبس أحد دون سبب ، فلما سيحبس شخص في أرض للأشخاص المنسيين ، و لكن مع ملاحقة ذلك العملاق له ، كانت مسألة وقت كي يهلك وحده
تشانغ يونغ شعر ببرودة تخترق روحه"ما الذي تريده في المقابل؟ من المستحيل أن تساعدني بدون سبب"
ضحك الرجل ضحكة مكتومة، كأوراق الخريف الجافة. "حررني ، أو سيقضي عليك هذا العملاق ، هل لديك خيار آخر؟ أنا أقسم على روحي البدائية أني لن أقتلك أو ألتهم روحك"
كانت صفقة خطيرة. هذا الرجل كان خطرًا، ذلك واضح. لكن تشانغ يونغ نظر خلفه، حيث كان العملاق الجليدي يقترب، خطواته تهز الأرض، الأرواح الهائمة تجمعت كسحابة سوداء، تنتظر انتهاءه لأكل المخلفات
لم يكن لديه خيار
"كيف أحررك؟"
ابتسم الرجل للمرة الأولى، أسنانه كانت أشبه بقطع جليدية صغيرة "اقطع السلاسل."
نظر تشانغ يونغ إلى الأسفل، حيث لاحظ لأول مرة أن حبالًا من الظلام كانت ملفوفة حول جسد الرجل، مغروسة في الأرض كجذور شجرة مسمومة
بضربة واحدة، قطع تشانغ يونغ الحبال
انفجر الضوء الأزرق فجأة، مملئًا السهل كله. الأرض ارتجفت، والجليد الأسود تشقق كزجاج محطم. الرجل الذي كان محبوسًا صرخ، ليس من الألم، بل من الحرية، بينما بدأ جسده يتحرر من قبضة هيلهايم
"شكرًا لك."قال الرجل، وهو ينهض ببطء، جسده الآن حر بالكامل"والآن، أوفي بوعدي."
تشكلت دوامة من الضوء الأزرق حوله، و بدأت بالتجمع في راحة يده و تشكلت كرة من الضوء الأزرق و في لحظة أطلق شعاعا من الطاقة مباشرة نحو العملاق
انفجر الضوء الأزرق كالبرق، مزق جسد العملاق الجليدي إلى أشلاء متطايرة، تحولت إلى أمطار من الجليد الأسود الذائب
تشانغ يونغ أغمض عينيه من شدة الوهج، وعندما فتحهما مجددًا، كان الرجل الغامض يقف أمامه، شعره الأبيض يطفو في الهواء البارد كشبح
بدت أنفاس الرجل واضحة و الذي أظهر أن هجوما كهذا استهلك جهدا كبيرا
وضع الرجل الرجل يديه على وركيه و أرجع رأسه للخلف في ضحكة قلبية طويلة"هاهاها ، أخيرا ، هذا شعور منعش"
ثم مشا الرجل نحو تشانغ يونغ و ربط ذراعيه و حمله في عناق معتصرا جسده"شكرا لك أيها الصديق الصغير هاها!"
"أجل أجل حسنا ، ضعني أرضا"ارتبك تشانغ يونغ من أفعال هذا الرجل ، و لكن تعابيره لم يكن تعابير شخص سيء ، على الأقل ، بدت أفعاله طفولية
الرجل تركه أخيرًا، لكن ابتسامته الواسعة لم تتلاشى. "آسف، آسف! لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة تكلمت فيها مع أحد."رفع إصبعه بحماس مشيرا الى نفسه "بالمناسبة، أنا لوبر!"
تشانغ يونغ فرك ذراعيه، محاولًا استعادة الدفء بعد ذلك العناق الغريب"تشانغ يونغ."
"أوه، اسم جميل!"ضحك لوبر، ثم أدار رأسه نحو الأفق حيث كان الضباب الرمادي لا يزال كثيفًا"الآن، فقط بعد أن لاحظت ، أنت لست ميتا بالكامل ، بل حتى هناك أثر للحياة فيك ، أنت ماتزال حيا أليس كذلك؟"
تشانغ يونغ حدّق في لوبر، عيناه الزرقاوان تتقدان بحذر. "لقد مت للتو ، و أنا لا أعرف عما تتحدث ، و لكن علي العودة الى الحياة بسرعة"
لوبر ضحك مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت ضحكته تحمل شيئًا أكثر عمقًا. "آه، أنت واحد من هؤلاء! روحك لا تزال مرتبطة بجسدك في العالم الحي. هذا نادر جدًا..."
رفع إصبعه ، وكأنه يشير إلى شيء غير مرئي في الضباب"أنت محظوظ ، هناك بوابة متصلة بعالم الأحياء ، ان عبرتها ، و كان جسدك مازال سليما ، يمكنك أن تعود ، و هذه فرصة الإحياء التي تحدث مرة كل مئة عام ، إن فوتها سيكون عليك أن تنتظر مئة عام أخرى في هذا المكان ،و صدقني ستصبح مجنونا في أقل من عشر سنوات ، هذا إن لم تصبح روحا هائمة"
تشانغ يونغ حدّق في لوبر، عيناه تتسعان قليلًا. "بوابة؟ أين؟"
لوبر أومأ برأسه نحو الأفق، "ليست بعيدة جدا ، المشكلة هي كيف ستدخل ، إن امسكتك الملكة هيل ستلقيك في ناستروند و صدقني لا تريد ذلك ، علينا عبور غابة الأشجار الميتة ، ثم المرور عبر شاطئ الظلال ، نحو نهر جول ثم عبور جسر جولاربرو و سنصل الى الوجهة ، ينبغي أن نصل كحد أقصى في غضون سنة واحدة"
لم يستطع تشانغ يونغ إلا أن يضيق عينيه الى شق"لما ستساعدني؟"
لوبر ضحك مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت ضحكته تحمل شيئًا أكثر شبها....بالحزن؟"الأمر فقط هو أني فقدت جسدي ، للأسف ، و قد مر وقت طويل منذ قدومي الى هنا ، ليس لدي سبب يدفعني للعودة ، لكن بالنسبة لك؟ أرجح أنك ما زلت تمتلك سببا يدفعك للعودة على عكسي"
لم يستطع تشانغ يونغ إلا أن يلاحظ تعبيره"و لا تريد شيئا كجسد مثلا لتعود للحياة؟"
"هل انت أحمق؟"لم يستطع لوبر سوى أن يحدق به كما لو كان غبيا"الجسد هو وعاء الروح ،إن لم يكن الوعاء مشابها للروح فهذا لن يفلح! لذلك يمكنك العودة إذا كان جسدك بخير ، أو غير ذلك لكان مر العديدون ليعودوا للحياة خلاف ذلك عندما كانوا عقلانيين"
مهما نظر تشانغ يونغ الى الموضوع ، فقد كان ذلك منطقيا ، في ذكرياته من مسار الروح ، كان قد جرب بالفعل إعادة الإحياء ، كان يتطلب ذلك حفظ الروح و ذلك لمنعها من الذهاب الى العالم السفلي ،و الثاني كان بناء الجسد ببعض المواد الخاصة ،و لكن هذا مؤكد ، الجسد المشوه مسبقا الذي انقضت فترته ، لن يستقبل روحا جديدة
أكبر دليل كان طريقة نظامه لنقل الروح ، حيث كان عليه العثور على جسد بين الحياة و الموت ، و لذلك أيضا لم يكن سيأخذ جسد رجل عجوز انقضت فترته ، كانت هذه الفكرة الرئيسية
حسناً، لنضيع وقتاً أقل!" صاح لوبر فجأة وهو يصفق بيديه. "الطريق طويل وسنواجه الكثير من الأرواح الجائعة. أنت مستعد، صحيح؟"
تشانغ يونغ أومأ ببطء، عيناه الزرقاوتان تتفحصان الضباب الكثيف الذي يخفي الطريق. "مستعد بقدر ما يمكنني أن أكون في هذا الجحيم."
ضحك لوبر، شعره الأبيض الطويل يهتز مع حركته. "رائع! إذن دعنا نبدأ، لكن أولاً..." مد يده فجأة وأمسكت بذراع تشانغ يونغ. "هذا سيساعدك على التحرك بشكل أسرع هنا."
شعر تشانغ يونغ بموجة من الطاقة الزرقاء الباردة تتدفق عبر ذراعه، تنتشر في جسده الروحي كالنار في حقل قش. فجأة، أصبح الضباب أقل كثافةً حوله، وكأنه يراه الآن من خلال زجاج شفاف.
"ماذا فعلت؟"
"منحتك بصيصاً من قوتي، مؤقتاً بالطبع." لوبر أومأ بفخر. "هذا سيجعل الأرواح الجائعة أقل ميلاً لمهاجمتك... على الأقل حتى تتعرف عليك."
"شكراً." همس تشانغ يونغ، رغم أنه لم يكن متأكداً من مدى ثقته بهذا الغريب.
لا تشكرني بعد، فلنبدأ!"