في صباح اليوم التالي، غادر الفريق مدينة تيانفو عند الفجر. كان الجو باردًا وضبابيًا، والشمس لم تشرق بعد بالكامل، مغطية الطريق بضوء رمادي خافت.

كما توقع تشانغ يونغ، بعد حوالي ساعة من السفر، وجدوا طريقهم مسدودًا بمجموعة من المقاتلين

كان الرجل الضخم ذو الندبة موجودًا، إلى جانب عشرة آخرين، جميعهم يبدون قاسيين وذوي خبرة

وقفوا في منتصف الطريق، أسلحتهم مكشوفة ونظراتهم متحدية.

"أخبرتك أننا سنتقابل مرة أخرى، أليس كذلك، أيها الفتى؟" هتف الرجل الضخم بصوت أجش.

نزل تشانغ يونغ من على حصانه"حسنا ، كما قلت البارحة ، سأتولى أمرهم"

ضحكت العصابة. "هيهي ستقاتلنا جميعًا؟" قال أحدهم، رجل نحيل يحمل خنجرين منحنيين.

على الفور فوق كتفي تشانغ يونغ ظهر طيف سو مينغ خلفه ، عندما رأوه انخفضت معنوياتهم القتالية

ظهر فجأة أمام الرجل النحيل حامل الخناجر. قبل أن يتمكن الرجل من الرد، ضرب تشانغ يونغ بقبضته في صدره. لم تكن الضربة قوية بشكل استثنائي، لكنها كانت دقيقة. سمع صوت لكم و انشطر جسده الى قسمين

واحد." قال تشانغ يونغ، عيناه الحمراوان تومضان ببرودة.

انفجرت الفوضى ، هاجمت العصابة، لكنهم كانوا مثل الأطفال أمام تشانغ يونغ.

تحركت جسده ببراعة مخيفة، يتجنب كل هجوم بسهولة تامة. كل حركة له كانت اقتصادية ومميتة، كل ضربة تستهدف نقطة ضعف محددة.

اثنان. ثلاثة. أربعة

سقط أعضاء العصابة واحدًا تلو الآخر، إما قتلى أو مشلولين تمامًا

الرجل الضخم ذو الندبة كان الأخير المتبقي، عيناه مليئتان بالرعب الآن بعد أن أدرك الفجوة الهائلة في القوة

"م... من أنت؟" همس وهو يتراجع للخلف، يداه ترتعشان.

ابتسم تشانغ يونغ، لكن عينيه لم تبتسما. "مجرد مسافر." قال بهدوء. ثم اختفى

في اللحظة التالية تحولت نظرة الرجل الى المقلوب حيث التف رأسه الى الأسفل بطريقة غريبة

التفت تشانغ يونغ نحو رفاقه، الذين كانوا يشاهدون ببرود. "لنستمر."

أومأ وانغ في. "كان بإمكاننا تجنب ذلك لو لم يصرّوا."

"أحيانًا، بعض المشاكل لا تحل إلا بإزالتها من الجذر." قال تشانغ يونغ وهو يعود إلى حصانه

"بالمناسبة تشانغ يونغ ، لاحظت الأمر في قتالنا بالفعل و لكني لم أسأل ، لما يبدو ذلك الطيف مثلي؟"قال سو مينغ بحيرة و كان هذا منطقيا

استأنف الفريق رحلته، تاركين جثث العصابة لتُأكلها الوحوش و لم ينظروا إلى الوراء

في حين قام تشانغ يونغ بشرح نظرية مسار القوة و عن الشروط المستلزمة لتحقيقها

"إذا هكذا هو الأمر"هز سو مينغ رأسه ، و لم يستطع سوى الإبتسام ، فإنشائه يعني أن تشانغ يونغ يعتبره أخاه حقا

"ألا يعني هذا أنه يمكنك استخدام أطياف لكل منا؟"شعرت ليو يان بفضول حيال هذا

"لنكن واقعيين ليو يان"قال وانغ في مع ابتسامة" سو مينغ يقضي بالفعل أغلب وقته مع تشانغ يونغ و كونوا رابطة عميقة ، بينما كان تواجدنا رقيقا مقارنة به"

أومأت ليو يان بفهم، بينما كانت عيناها تعكسان شيئًا من الحسد الخفيف. "آه، فهمت. إذن الأمر يتطلب روابط عميقة حقًا."

"بالضبط." أومأ تشانغ يونغ وهو يوجه حصانه للأمام. "إنها ليست مجرد مسألة معرفة الشخص، سو مينغ وأنا قاتلنا جنبًا إلى جنب مرات عديدة، وتقاسمنا لحظات حياة أو موت."

سو مينغ ابتسم، و رفع أنفه عاليا"وهذا يفسر لماذا طيفك في ساحة التدريب كان قويًا إلى هذا الحد ، همف ، أستطيع تقبل أن أهزم على يد طيفي الخاص"

"أليس هذا لأنك لا تريد أن تعترف أني أقوى"قال تشانغ يونغ مع ابتسامة كما شعر سو مينغ بكلمات تشانغ يونغ تطعنه عميقا

"أقوى؟!" احتدم سو مينغ، وعيناه تومضان بتحدٍ. "هيا، دعنا نقاتل هنا والآن! لنرى من هو الأقوى حقًا!"

وانغ في تنهد وهو يهز رأسه. "ليس الآن، ليس هنا. نحن على بعد أيام قليلة من مقر الطائفة البوذية. لا نحتاج إلى جذب الانتباه غير الضروري."

"الأخ الأكبر وانغ محق." أضافت ليو يين بصوتها الهادئ. "علينا الحفاظ على طاقتنا لاجتماع مناقشة الداو. ستكون هناك فرص كافية للقتال هناك."

غمغم سو مينغ غير مقتنع، لكنه استسلم في النهاية. "حسنًا، لكن هذه المرة ستكون مختلفة." قال وهو يرمي نظرة تحدٍ لتشانغ يونغ.

ضحك تشانغ يونغ كما سخر داخليا "لماذا أشعر كما لو أني أنظر الى طفل....آه صحيح ، أنا بالفعل عجوز عقليا نوعا ما'

ثم أكملت المجموعة الطريق ، وفقًا للخريطة، كان عليهم عبور سلسلة جبال دانتياو قبل الوصول إلى مقاطعة الحقيقة العميقة

كانت الجبال وعرة والطريق متعرج، لكن المناظر كانت خلابة. شلالات متدفقة بين قمم مغطاة بالضباب، وأشجار صنوبر شاهقة تتشبث بالمنحدرات الصخرية.

"يُقال إن هذه الجبال مليئة بالكهوف القديمة." قال سو مينغ وهو يتطلع إلى القمم البعيدة. "بعضها كان كهوف تدريب صاقلين أقوياء في الماضي"

"ربما يجب أن نبحث عن بعض الكنوز أثناء عبورنا ، من يعلم قد يكون هناك أحد.الكبار قد ترك شيئا" اقترحت ليو يان بحماس.

وانغ في هز رأسه. "ليس لدينا وقت. يجب أن نصل قبل أن يبدأ اجتماع مناقشة الداو."

بينما كانوا يتحدثون ، رفع تشانغ يونغ رأسه و هو يحدق في الكهوف 'حسب ذاكرة وو روشيان ،كان هناك ينبوع تشي في هذا المكان مما جعل التشي وافرا هنا ، لكن بسبب تدريب العديد من الشخصيات القوية هنا فقد جف ، و لكن بعد خمسة و أربعين سنة من الآن ، ستعود ذلك الينبوع للحياة بفضل صدى السماء و الأرض ، كان واحدا من خططها استغلاله في المستقبل'

حول تشانغ يونغ نظرته بعيدا ، كانت هذه الفترة بعيدة كل البعد عن احتماله، فهو لن يعيش كل هذه الفترة

و لكن ذاكرة وو روشيان كانت مليئة بأشياء مفيدة ، كتقنيات و معلومات مستقبلية ، و هذا سبب خروج تشانغ يونغ لرحلة التدريب

و لكن أغلب الفرص التي ذكرت في ذاكرة وو روشيان ، كانت أغلبها بعيدة المدى بالنسبة له ، و لذلك حتى الآن ، كان هناك فرصتان اثنتان أراد اغتنامهما ، لأنهما كانتا الوحيدتين الممكنتين بالنسبة له

بعد عبور سلسلة جبال دانتياو، وصل الفريق أخيرًا إلى حدود مقاطعة الحقيقة العميقة

الأجواء هنا كانت مختلفة - هواء نقي ومشحون بالطاقة الروحية، مع أجراس معبد بعيدة تدوي في الأفق.

بعد عبور حدود مقاطعة الزهرة الحديدية، أصبحت مظاهر الحضارة البوذية واضحة للعيان.

تماثيل بوذا المنحوتة على منحدرات الجبال، والأعلام التي ترفرف على القمم، ورائحة البخور التي تملأ الهواء

أخيرًا وصلنا." قال وانغ في وهو يطوي الخريطة بعناية. "وفقًا للخريطة، يجب أن نصل إلى المعبد الرئيسي للطائفة البوذية قبل غروب اليوم."

ليو يان التي كانت تستمع باهتمام، قفزت من على حصانها. "لنذهب بسرعة إذن! أنا متشوقة لرؤية المعبد البوذي الشهير!"

بينما كانوا يتقدمون، لاحظوا أن المناظر الطبيعية بدأت تتغير. الأشجار أصبحت أكثر اخضرارًا، والزهور المتفتحة تنشر عبيرًا منعشًا في الهواء. حتى الهواء بدا أكثر نقاءً وصفاءً.

المنطقة التي سيقام فيها هذا الإجتماع كانت سلسلة جبال كاملة ، كان الجبل الضخم الأوسط هو موقع الطائفة البوذية ، بينما كانت القمم الأصغر هي موقع النقاشات

و كانت أغلب القمم تناقش المسارات الأكثر شيوعا ، من العنصرية الى الأعقد ، و بالطبع لم يكن يتضمن ذلك وجود المسارات الشيطانية كمسار الدماء و اللعنات

بعد الوصول في الغروب ، أمضى الفريق الليلة في نزل قبل التوجه الى سلسلة الجبال في اليوم التالي

عند مدخل سلسلة الجبال، استقبلهم رهبان بوذيون يرتدون أردية زعفرانية ، و الشخص الذي كان متقدما أمامهم كان هواي شين ، من قام بإعطاء تشانغ يونغ التميمة الخشبية

"من الجيد رؤية راهب الندى الصامت هواي شين مرة أخرى"انحنى تشانغ يونغ مع ضم يديه أمامه كما قام البقية بنفس الشيء

رد هواي شين التحية بابتسامة هادئة. "آميتابها، من الجيد رؤيتك جميعًا بأمان وسلام، لقد كان الطريق طويلًا، أليس كذلك؟ تفضلوا، لقد أعددنا أماكن إقامة للمندوبين من جميع القوى"

استدار هواي شين و بدأ بالسير ، بسبب أن سلسلة الجبال كانت ضخمة ، و قطع المسافة سيأخذ وقتا طويلا

توجهوا نحو مصفوفة النقل ذات المدى القصير

وصلوا إلى ساحة حجرية واسعة حيث كانت مصفوفات النقل منحوتة بدقة على ألواح من اليشم الأزرق.

صعدوا فوق الدائرة و قاموا بتفعيلها و شعروا كأن العالم ينقلب رأسًا على عقب للحظة، قبل أن يستقر مرة أخرى في مشهد جديد

وجدوا أنفسهم في فناء مركزي شاسع ، تحيط به أجنحة ضخمة ذات أسقف من القرميد الذهبي المتدرج

"هنا سيقيم مندوبو الطوائف الكبرى." أشار هواي شين نحو مبنى فخم. "غرفكم مُعدة، يمكنكم الاستراحة اليوم ، أما بالنسبة الى السيد تشانغ يونغ و سو مينغ ، يرجى القدوم معي لمقابلة رئيس المعبد"

عاد تشانغ يونغ و سو مينغ رفقة هواي شين الى مصفوفة النقل و تم نقلهم مرة أخرى

تغير المشهد فورا ، كانت هناك ألواح حجرية نظيفة و مرتبة تمهد الطريق الى سلم واسع و كان هناك معبد مهيب في نهاية السلم الذي يبلغ ارتفاعه مئات الدرجات

كان هناك عبارتان على اعلى باب المعبد على الجوانب ، كانت عبارتان بوذيتان

على اليسار كتب :بحر المعاناة لا حدود له؛ والعودة هي الشاطئ

و على اليمين: في هذا الكون الشاسع، لا يمكن للمرء أن يرى الطبيعة الحقيقية إلا بتطهير العقل

نظر هواي شين نحو سو مينغ و قال"السيد سو مينغ ، ستذهب معي لمقابلة الشيخ الخامس ، السيد تشانغ يونغ يمكنه الصعود و مقابلة الرئيس"

سو مينغ يرفع حاجبيه بدهشة"الشيخ الخامس؟ لماذا أنا تحديداً؟"

ابتسم هواي شين برقة "أنا عن نفسي لا أعرف بالضبط و لكني أضمن لك أنه سيكون شيئا مفيدا لك"

نظر سو مينغ إلى تشانغ يونغ بتردد، لكن تشانغ يونغ دفعه برفق نحو هواي شين"إذهب ليس عليك أن تقلق حيال أي شيء"

بعد انصراف سو مينغ وهواي شين صعد السلالم بهدوء ، داخل القاعة الرئيسية، كان الجو باردًا ومهيبًا، مع تمثال بوذا الذهبي العملاق جالسًا في وسط زهرة ، وعيناه نصف مغمضتين كما لو كان يتأمل جميع المخلوقات.

تحت التمثال، جلس راهب عجوز، ملامحه هادئة، يرتدي رداء كاشاي ذهبيا، ويبدو وكأنه جزء من الفضاء المحيط. هو كان رئيس الدير، الحكيم الكبير.

كانت عيناه مغمضتين وكأنه في حالة تأمل عميق ، فجأة، فتح الراهب عينيه - عينين صافيتين كالنجوم في ليلة صافية

عند النظر الى هالته ، شعر تشانغ يونغ بذلك ، هذا الرجل ، كان في مرحلة الملك

رفع الراهب العجوز نظره ببطء، ابتسامة خفيفة تظهر على شفتيه. "أهلا بك أيها الشاب تشانغ يونغ"

لم يكن صوت الراهب العجوز عاليًا، لكنه اهتز في قلب تشانغ يونغ كدوي جرس عظيم. شعر للحظة كما لو أن كل أسراره قد كُشفت أمام هذه النظرة

لقد كان يعرف قدرات مرحلة الملك بنفسه ، و هذا الشخص قد كان على الأقل في المرحلة المتوسطة منها

"لقد تلقيت دعوتك، أيها الرئيس." قال تشانغ يونغ محافظًا على هدوئه

"لم أتوقع رؤية بنية الحياة و الموت في هذه الحياة خلال الثلاث مئة سنة من حياتي"ابتسم الرئيس بهدوء و أشار الى السجادة

اقترب تشانغ يونغ و جلس على السجادة بهدوء"إذا مالذي دعاني الرئيس من أجله"

"آميتابها." همس الراهب العجوز، وصوته يتردد في القاعة الواسعة كدوي ناقوس. "الدعوة كانت ضرورية لسببين ، السبب الأول هو أنها كانت وصية سلفنا بالعثور على أي شخص يمتلك بنية الحياة و الموت و جلبه الى طائفتنا ليتلقى رسالته"

"رسالته؟"نظر تشانغ يونغ بحيرة الى الرئيس

قلب الرئيس كفه و ظهرت زلة من اليشم في يده"كات اللغة غريبة جدا فاستنتجنا أنها شيء يمكن فقط لمن يمتلك نفس البنية أن يقرأها"

أمسك تشانغ يونغ بالزلة بيده "نفس البنية؟"مجرد سماع ذلك جعل تشانغ يونغ يشعر ببعض الإثارة

قرب تشانغ يونغ الزلة الى جبته و اتسعت عيناه

'هذه اللغة....الإنجليزية؟!'

2025/09/30 · 23 مشاهدة · 1724 كلمة
نادي الروايات - 2025