تشانغ يونغ وسو مينغ لم يعيرا أي اهتمام ، كان كلاهما منغمسا في عالمهما الخاص بعد ما تم تحقيقه
"شكرًا لك، يا أخي." كرر سو مينغ، صوته منخفضًا وحميميًا هذه المرة، وهو يلمس صدره كما لو كان يحاول الإمساك بالإرادة الذهبية الجديدة التي تستقر في روحه. "لم أكن لأصل إلى هذا بدونك"
ابتسم تشانغ يونغ، ابتسامة نادرة حقيقية تصل إلى عينيه الحمراوين. "أنت من فعلها. أنت دائمًا ما كنت موهوبا" ثم أضاف بنبرة أخوية، "الآن أصبحت أكثر إزعاجًا من ذي قبل."
ضحك سو مينغ، ضحكة خفيفة وحرة تخلو من عبء المنافسة التي كانت بينهما منذ لحظات. "انتظر فقط حتى أتعود على الأمر ، سأجبرك على استخدام كل ما بوسعك في المرة القادمة"
"هيه لا أظنك ستتمكن من فعل هذا" ابتسم تشانغ يونغ بنبرة غطرسة في صوته"سنرى مرة أخرى بعد أن تخترق مرحلة السلف"
"همف"سخر سو مينغ "جيد إذا ، و لكن عندما أصل إليه يجب أن تملك نية سيف بحلول ذلك الوقت! و لا تقل أنك لست موهوبا أو ذلك الهراء مرة أخرى ، الأمر فقط أن طريقك أصعب من طريقي"
بينما كان تشانغ يونغ وسو مينغ يتجولان في ساحة الحدث المزدحمة، بحثًا عن إخوتهم الكبار، توقف فجأة أحد المارة أمامهم كان شابًا أنيقًا يرتدي ثوبًا أخضر فاتحًا، مع سيف رفيع معلق على جنبه ،عيناه الحادتان تفحصا سو مينغ بتقدير واضح.
"معذرةً، أيها الأخ الداوي." تحدث الشاب بصوت ناعم لكنه حازم، مع ابتسامة خفيفة. "لقد شاهدت للتو معركتك في لوح السيف. كانت مهاراتك في السيف مذهلة حقًا. هل لي أن أعرف اسمك؟"
نظر سو مينغ إلى الشاب، ثم إلى تشانغ يونغ الذي وقف إلى جانبه بهدوء، قبل أن يرد: "سو مينغ، من طائفة النجم الأرجواني. وهذا رفيقي، تشانغ يونغ."
"آه، طائفة النجم الأرجواني!" قال الشاب وهو يرفع حاجبيه بشكل مبالغ فيه، ثم عندما سمع اسم تشانغ يونغ ارتعش للحظة و لكن نظراته ما زالت تركز على سو مينغ. "لطالما سمعت أن طائفة النجم الأرجواني تنتج أفرادًا موهوبين، والآن أرى أن هذا صحيح. أنا تشو يان من عائلة تشو في مدينة القمر المطوق."
أومأ سو مينغ برأسه باعتراف خفيف، بينما لاحظ تشانغ يونغ أن نظرات تشو يان كانت تتجاهله ، أو بالأدق كان يتحاشاه، وكأنه غير موجود
"أيها الأخ سو، هل لديك وقت لتبادل بعض الخبرات؟" اقترح تشو يان بحماس. "أنا أيضًا أتخصص في مسار السيف، وأعتقد أن تبادل الأفكار سيفيدنا"
قبل أن يتمكن سو مينغ من الرد، تدخل تشانغ يونغ بهدوء: "للأسف، نحن في عجلة من أمرنا للانضمام إلى رفاقنا. ربما في وقت آخر."
لم يبدُ تشو يان منزعجًا، بل حول نظره إلى تشانغ يونغ للمرة الأولى، لكن عينيه حملتا نظرة ازدراء خفيفة. "أنت تشانغ يونغ أليس كذلك؟ كيف يجرؤ شخص من المسار الشيطاني أن يكون هنا؟"
اتسعت عينا تشانغ يونغ للحظة'مالذي يتحدث عنه؟ مسار شيطاني؟ هل قام شخص ما بنشر شائعات عنه؟'
بعد لحظة من الصمت، ابتسم تشانغ يونغ ببرودة. "أي مسار شيطاني تتحدث عنه؟ هل لديك دليل؟"
أحس تشو يان ببرودة في نظرة تشانغ يونغ، لكنه لم يتراجع. "الدليل؟ همف الجميع يعرف أنك كنت مقربا من تلك الفتاة من المسار الشيطاني في طائفتك و كذلك لم تشارك في الحرب بينما كانت طائفتك على وشك السقوط ، لم تظهر سوى في النهاية بعد أن مالت الكفة لصالح طائفة النجم"
سو مينغ تدخل فوراً، صوته حاد: "كلماتك غير صحيحة ، تشانغ يونغ لا ينتمي إلى المسار الشيطاني-"
تشانغ يونغ رفع يده موقفاً كلمات سو مينغ. عيناه الحمراوان تحدقتان في تشو يان، لكن تعبيره كان هادئاً بشكل مخيف. "الشائعات هي مجرد شائعات. إذا كنت تصدق كل ما تسمعه، فربما تحتاج إلى إعادة التفكير في حكمك."
تشو يان ابتسم بازدراء: "هم، ألا تخاف من أن الشائعات ستضر بسمعة طائفة النجم الأرجواني؟ حضورك هنا قد يجلب..."
فجأة، قطع صوت هادئ ولكن حازم الحديث: "أيها الأخ تشو، ربما تكون قد أسأت الفهم."
الجميع التفت نحو مصدر الصوت. كان واقفاً هناك شاب يرتدي ثوباً أبيض، ملامحه واضحة وعيناه عميقتان.
كان ينتمي إلى طائفة السيف العائم، إحدى الطوائف العليا في محافظة تشينغيون
"الأخ يي تشن." نظر تشو يان إلى الوافد الجديد باحترام واضح.
التفت يي تشن أولاً إلى تشانغ يونغ وسو مينغ وأومأ لهما، ثم قال لتشو يان: "لقد شاهدت معركة هذين الاثنين على لوح السيف. مهاراتهم وحكمهم على مسار السيف نادراً ما تُرى. مثل هذا الشخص، كيف يمكن أن يكون من المسار الشيطاني؟"
تشو يان بدا غير مقتنع: "لكن الشائعات..."
"الشائعات تبقى شائعات لا أساس لها من الصحة" قال يي تشن بهدوء، لكن صوته يحمل سلطة لا يمكن إنكارها. "الطائفة البوذية دعتهم، وهذا في حد ذاته أفضل دليل. أو هل تشك في حكمة الطائفة البوذية؟"
سقط وجه تشو يان على الفور: "لا... لا أنا لا أجرؤ على الشك."
أومأ يي تشن: "إذن، لا داعي للمزيد من هذه المحادثة غير المجدية." ثم التفت إلى تشانغ يونغ وسو مينغ: "أيها الأخوان، مهاراتكم في السيف رائعة حقاً. آمل أن تتاح لي فرصة التبادل معكم."
أجاب تشانغ يونغ بأدب: "الأخ يي شديد اللطف. نحن فقط مبتدئون، ما زلنا بحاجة إلى التعلم من كبار السن"
ابتسم يي تشن بهدوء "هكذا إذا ، في هذه الحالة ، إذا لم يأخذ الأمر من وقتكما ، أود دعوتكما لمقابلة شخص ما"
بعد لحظة من التردد، نظر تشانغ يونغ إلى يي تشن الذي ظل مبتسمًا بهدوء، ثم أومأ موافقًا. "بالتأكيد، نحن مُكرَمون."
تبعو يي تشن بهدوء عبر مصفوفة النقل الى منطقة السكن ، و سرعان ما قادهم إلى مكان فخم للغاية ، حيث كانت هناك شرفة صغيرة تطل على الجبال المحيطة. هناك ، وقف شاب ، بشعر بني طويل و حدقتين سوداوين مع ابتسامة هادئة
تغير تعبير سو مينغ عند رؤيته بينما رفع تشانغ يونغ حذره فورا ، لأن هذا الشخص هو الأمير الثاني للإمبراطورية ، جيانغ ليانغ
"صاحب السمو." انحنى يي تشن باحترام كما تبعه كل من تشانغ يونغ و سو مينغ في الإنحناء
ابتسم جيانغ ليانغ، عيناه تلمع بفضول خفيف"من فضلكم قفوا ، ليس من الجيد لأخي في القانون و أخيه أن ينحنوا أمامي"
نظر سو مينغ نحو الأمير الثاني و ابتلع 'لقد ناداني للتو أخاه في القانون؟!'
سخر تشانغ يونغ داخليا 'هيه ، أشعر بالأسف على سو مينغ لإنضمامه الى العائلة الإمبراطورية ، حظا موفقا مع الإخوة في القانون'
ابتسم الأمير جيانغ ليانغ بلطف. "لقد سمعت الكثير عنكما. مهاراتكما استثنائية حقًا، خاصة في مثل هذا العمر الصغير."
أومأ تشانغ يونغ بأدب. "صاحب السمو يبالغ في الثناء. نحن مجرد مبتدئين على طريق الداو."
هز جيانغ ليانغ رأسه، عيناه السوداوان تلمعان بذكاء حاد. "التواضع فضيلة، لكن لا تدعوه يحجب بريق المواهب الحقيقية." ثم أضاف، متجهًا نحو سو مينغ على وجه التحديد، "الأخ سو، أختي الصغرى غالبًا ما تذكر مهاراتك في عالم الحدود السماوية"
ارتسمت على وجه سو مينغ مسحة حمراء خفيفة، وهو يحاول الحفاظ على رباطة جأشه. "الأميرة شديدة اللطف. لقد كان شرفًا لي أن أقاتل إلى جانبها"
بالطبع ، كان سو مينغ على وشك فقدان الوعي ، كان تشانغ يونغ يراهن لو أنه سمع ذلك الحديث منها بشكل مباشر لأغمي عليه
لكنه الآن كان يحاول جاهدًا الحفاظ على مظهره الواثق على الأقل أمام أخيه في القانون، رغم أن أذنيه احمرّتا قليلا
ابتسم الأمير جيانغ ليانغ ببراءة، لكن عينيه كانتا تخبئان ومضة من المرح. "لا داعي لتناديني بلقبي ، فقط نادني أخي ليانغ ، بعد كل شيء ، في المستقبل لن نكون غرباء"
جيانغ ليانغ استدار نحو تشانغ يونغ، ابتسامته لا تزال لطيفة لكن عينيه أصبحتا أكثر جدية. "أما أنت، أيها الشاب تشانغ يونغ، فقد سمعت عن إنجازاتك في عالم الحدود السماوية ، و لنقل أنها كانت مثيرة للإهتمام"
تشانغ يونغ انحنى قليلاً مرة أخرى. "لطفك يثقلني، يا صاحب السمو. أنا مجرد طالب علم يسعى وراء الداو."
هز جيانغ ليانغ رأسه. "لا تقلل من شأن نفسك ما حققته يعد بالفعل جيدا في جيلك" ثم أضاف بنبرة أكثر جدية، "في الواقع، هناك سبب وراء دعوتي لكما اليوم."
أصبح الجو فجأة أكثر جدية. حتى يي تشن، الذي كان واقفًا بهدوء إلى جانب الأمير، بدا أكثر تركيزًا.
"كما تعلمان، فإن اجتماع مناقشة الداو لا يتعلق فقط بتبادل المعرفة." استمر جيانغ ليانغ. "إنه أيضًا فرصة للطوائف المختلفة لمناقشة... تحالفات محتملة."
رفع تشانغ يونغ حاجبيه قليلاً، لكنه بقي صامتًا، منتظرًا أن يستمر الأمير
"لا بد أنك سمعت بالفعل عن تلك الشائعات التي انتشرت عنك أليس كذلك؟"قال جيانغ ليانغ، عيناه تلتقيان مباشرة مع تشانغ يونغ "أنا أخشى بأن هذا قد يكون من نتاج خطة الأمير الأول"
تشانغ يونغ لم يبدُ مفاجئًا، بل أومأ بهدوء. "هذا متوقع. الأمير الأول يرى في طائفة النجم الأرجواني تهديدًا محتملًا بعد أن برزنا في عالم الحدود السماوية. تشويه سمعتي هو أسهل طريقة لتقويض نفوذ الطائفة."
مع ذلك هز الأمير الثاني رأسه "السبب ليس طائفة النجم بشكل تام ، بالأحرى ، لقد كان ذلك بسببك"
قال الأمير جيانغ ليانغ، ناظرًا إلى تشانغ يونغ بنظرة ثاقبة. "لقد اقترب النزاع في القصر الإمبراطوري من ذروته ، بالنسبة للمعارك السياسية ، فأفضل طريقة هي كسب الدعم ، ثم هناك أنت ، بسبب أن الأمير الأول أهانك بسبب مسألة الأمير الثالث، و بحكم شخصيتك فالخيار الأمثل له سيكون..."
تحولت نظرة تشانغ يونغ لتصبح حادة "سيكون التخلص من العقبات ، و بما في ذلك ، سيكون التخلص مني"
لم تكن هذه الجملة تهديدًا، بل كانت حقيقة باردة وقاسية. لقد أصبح تشانغ يونغ قطعة على رقعة الشطرنج الكبرى بين الأمراء
بالنسبة لتشانغ يونغ ، فقد كان خطيرا ، تحت الستار يمكن القول أنه من يتحكم بطائفة النجم الأرجواني ، بعد كل شيء ، شيخ قمة السيف المؤقت يكون معاونا له ، و قمة البرق رغم أنها كانت بلا شيخ حاليا ، إلا أنه كان هناك نقاش حول هذا ومن المرجح أن غان لي سيكون شيخا مؤقتا كذلك نظرا لما كان تشانغ يونغ قد أعده مسبقا لإستبدال شيخ قمة البرق
ثم قمة السكينة كان سيد القمة هو معلمه ، و شيخة قمة الصقيع هي صديق لمعلمه ، و كان لديه بعض العلاقات مع سيد الطائفة حتى لو لم تكن عميقة
هذا يعني فقط أن صلاحيات تشانغ يونغ في الطائفة تمتد على الأقل الى مدى 60٪ ، حتى لو لم تكن طائفة النجم أفضل طائفة، فقد كان هناك سبب وراء اختيار إرسال أبناء العائلات الذهبية على مدار هذه السنوات إليها
بدون ذكر علاقته مع ليو يان ، التي عائلتها من البلاط الإمبراطوري ، بالإضافة إلى أن أخاه بالقسم هو الوريث الوحيد لعائلة سو ، و الإبنة الوحيدة لعائلة لونغ تستمر بمناداته بالزوج ، حتى لو لم يعترف بهذا ، يمكن للآخرين أن يمتلكوا فكرة خاطئة عنه
كل هذه العوامل تجعله أكبر خطر ممكن ، إن لم يستطع الأمير الأول ضمه ، فعليه تدميره ، و إلا إن سحبه الأمير الثاني ستكون تلك نهايته
لقد فهم تشانغ يونغ بالفعل رسالة الأمير :بما أن أخي يرغب بالقضاء عليك ، تعال و احتمي بي و سأستغلك بدون أن تعرف
كان ذلك ببساطة ، لو قال تشانغ يونغ الكلمة فقط ، أكثر من نصف العائلات الذهبية سيذهب تحت راية الأمير
لكن هذا الشخص الذي يتفاوض الآن هو تشانغ يونغ
بعد لحظة من التفكير العميق، نظر تشانغ يونغ إلى الأمير جيانغ ليانغ بنظرة هادئة وحازمة. "شكرًا لتحذيرك، صاحب السمو ، سأتأكد من أبقى بعيدا عن هذا القتال"
كان هذا رفضا قاطعا من تشانغ يونغ لعرض الإنضمام، كان هذا قراره ، لن ينضم إلى أي جانب و لن يدخل في المعارك السياسية في القصر
قد يكون من الممكن له الذهاب و مساعدة سو مينغ في أسوأ الأحوال و لكنه لن يشارك بين الأميرين ، لن يسمح أن يتم التلاعب به بين هاذين ، على الأقل ، في قمة النزاع الإمبراطوري سينتهي بهم الأمر بقتل بعضهما
كان هذا ما سيحدث وفق معلومات وو روشيان ، سيموت الأمير الثاني على يد الأمير الأول
و لكن هذان الأميران لم يكونا يدريان أن هذه المنافسة لم تكن أكثر من مجرد لعبة لوالدهما ، لأن كل هذا كان خطة الإمبراطور!
تحت القناع المزيف للإمبراطور المقدس ، كان في الحقيقة شخص قاسي و عديم المشاعر ، حتى تجاه نسله الخاص
لم يكن حتى مقدسا ، بل كان شيطانيا ، حتى لو كان منظره يبدو بشريا ، لقد كان الوحش الذي تواجد قبل ألف عام و الذي محى العائلة الإمبراطورية الأصلية
و الأمراء لم يكونوا أكثر من مجرد أداة له فقد كان الإمبراطور يمارس تقنية شيطانية
كان ذلك في سعيه لتحقيق عالم الٱمبراطور السماوي ، و عندما علمت وو روشيان بمسعاه قام بسرقة طريقته و استخدمتها لنفسها لتصعد الى تلك الرتبة ، و لكنه قتلها في النهاية
في النهاية كل هراء الأبناء هذا ، لم يكونوا أكثر من مجرد مواد صقل لوالدهم
و لضمان أن البشرية لن تتقدم ، و لتقليل أعداد الأباطرة المستقبليين ، قام بتحريف تاريخ القارة بأكمله و جعل العديد من المعلومات و المعارف تتدمر
بسببه تم فقد أجيال من المعرفة مما تسبب بتقلص عدد المتدربين رفيعي المستوى و أصبح الغالبية العظمى يتوقفون عند حافة المبجل
لقد كان هو المحرك الأعظم للعرائس خلف الستار