بعد أن غادر تشانغ يونغ وسو مينغ مقابلة الأمير الثاني، ساد صمت ثقيل بينهما
كان سو مينغ أول من كسر الصمت، صوته يحمل شيئًا من القلق: "تشانغ يونغ، هل تعتقد أن قرارك بعدم الانحياز كان صحيحًا؟ بعد كل شيء لقد دعاني بأخيه و لا يبدو بذلك السوء ، على الأقل ليس بسوء الأمير الأول أو الثالث"
توقف تشانغ يونغ في خطاه ثم استدار نحو سو مينغ و نقر على جبهته بقوة "سو مينغ ، متى ستتوقف عن كونك مستهترا!"
سو مينغ أمسك جبهته المتألمة وهو يتذمر: "لكن الأمير الثاني يبدو صادقًا..."
تشانغ يونغ تنهد "لهذا أشعر بالقلق عليك ، أنصت ، مهما كان الشخص يبدو طيبا ، فلا يمكنه أن يساعدك بدون مقابل ، حتى لو قام بدعوتك بأخيه في القانون ، أتظنه يأبه بهذا؟ لقد كان يحاول استمالتك"
ظهرت نظرة حيرة على وجه سو مينغ"ما دخلي أنا بالموضوع"
أمسك تشانغ يونغ بجبهته "ببساطة لأنه يعرف أنك أحمق ، أنت بارع في الفنون القتالية لا السياسة ، كان سيسحبك إلى رقعة النزاع ، و ذلك فقط كي أتدخل و أضطر لأخذ جانب الأمير الثاني ، و بتصرفك الحالي نسبة نجاح ذلك كبيرة!"
نظر سو مينغ إلى تشانغ يونغ، عيناه تعكسان الفهم المتزايد مع كل كلمة. "أنت تقصد... أن الأمير الأول ليس الخطر الوحيد؟"
"بالضبط." أومأ تشانغ يونغ، نظراته حادة. "المياه في القصر الإمبراطوري عميقة جدًا، وأمواجها هائجة. الوقوع في هذا المستنقع الآن سيعرض ليس فقط أنا وأنت للخطر، بل قد يجلب الكارثة على الطائفة بأكملها."
أمسك سو مينغ بذقنه و هو يفكر "أنا حقا لا أفقه شيئا في هذا"
سار تشانغ يونغ في المقدمة و كلتا ذراعاه خلف ظهره "لهذا من السهل التلاعب بك ، لذلك دعني أعطيك نصيحة ، أولا قبل أن توافق على أي شيء ، فكر بمالذي سيستفيده الطرف الآخر ، و فكر بالمخاطر و بما ستكتسبه و لا تقدم ولائك لأحد ، فقد تذكر هذا"
أماء سو مينغ برأسه ، لقد شعر بالفعل بكونه غير ناضج لدرجة كبيرة
ربت تشانغ يونغ على كتفه ببطء "لا تقلق ، أنت أخي ، لن أتركك تعاني وحدك ، في الحقيقة ، إن لم تستطع القيام بنصيحتي ، كل ما عليك فعله هو أن لا تفعل شيئا ، عندها لن يتم التلاعب بك بكل بساطة"
نظر سو مينغ إلى تشانغ يونغ، وفي عينيه لمعة من الامتنان والثقة. "أفهم... شكرًا لك، يا أخي."
ابتسم تشانغ يونغ ابتسامة خفيفة. "لا داعي للشكر. دعنا الآن نعود إلى الآخرين. ربما بدأوا بالقلق علينا."
أومأ سو مينغ موافقًا، واتبع تشانغ يونغ عبر أروقة المعبد المزدحمة، حيث بدأت أضواء المصابيح تتوهج مع اقتراب الليل، مطلية الأرض بضوء ناعم
...
بعد مرور نصف شهر ، كان قد حقق سو مينغ الإستقرار التام في مرحلة إرادة السيف و حاليا كان يمكنه المحافظة على سيف الشفق الذهبي بحرية
بالنسبة للأخ وانغ في ، فقد استفاد من ممارسة مسار السم و الطب و اخترق نحو الرتبة الثالثة من عالم السلف و انطبق نفس الأمر لليو يان حيث وصلت الى الطبقة الثانية ، بينما وصل إتقانها للتعاويذ إلى المستوى الخامس
أما بالنسبة إلى ليو يين ، منذ الإختراقات السريعة في آخر معركة ، كانت تعمل بشكل جاد على تعميق أساسها و تقويته ، بينما في نفس الوقت كانت قد انضمت إلى دروس مسار الصوت
أما بالنسبة إلى تشانغ يونغ في الوقت الحالي
دخل تشانغ يونغ إلى غرفته و أقفل الباب خلفه ثم جلس على السرير "حسنا ، اليوم هو آخر فرصة ، الحدث سينتهي قريبا ، و لكي أمتلك فرصة في الفرصة الموجودة في ذاكرة وو روشيان ، علي إنشاء نية سيفي الآن"
نية السيف ، على الرغم من أن التقنية التي يتم استعمالها يجب أن تكون قوية ، و لكنها أيضا لم تكن شرطا ضروريا
حتى مع المسميات المتشابهة ، و لكن الأمر لا يهم ، حيث يعود الأمر الى المستخدم بنفسه و نوع التنوير الذي حصل عليه لكي ينشأها
و الأهم من ذلك ، يجب أن تكون التقنية إمتدادا لإرادة الشخص ، في حالة تشانغ يونغ في حياة مسار السيف ،كانت إرادته هي التغلب على أخيه
و إيجاد تقنية لتحقيق ذلك المعنى كان صعبا ، لم يكن هناك من ينشأ تقنية لهدف شخصي ، و لذلك قرر تشانغ يونغ أن يصنع تقنية السيف الخاصة به
لحسن حظ تشانغ يونغ ، كان هناك بعض التزامن بينه و بين نفسه من مسار السيف في هذا الصدد ، حيث حول العدو إلى السماء و قام بابتكار مهارة لتدمير السماء
لذلك طالما تشانغ يونغ ركز على ذلك الشعور يمكنه إنشاء نية السيف الخاصة به بسهولة
لذلك الأساس الحقيقي لم يكن التقنية حقا ، بل معنى السيف الذي استخدمه الشخص لبناء مسار السيف الخاص به
"قطع الذات..." همس في نفسه، مذكراً إياها بالجوهر الحقيقي لطريقه في السيف
أغلق تشانغ يونغ يونغ عينيه ، و جعل راحتيه تلتقيان مكونتين دائرة أمام الدانتيان الخاص به
ثم بدأت رياح خفيفة تحيط به ، و ظهر فجأة نمط سيف على صدره ، بالتحديد فوق موقع الدانتيان الأوسط في الجسم
في لحظة سمح للرياح أن تحمل وعيه ، و دون إرادته ، وجد أنه وصل الى مكان غريب ، كان هناك ظلال تشبه السيف ، إن كانت ظلال نهر الرمح تقدر بالملايين ، فهذا المكان مقدر بالبلايين او أكثر
لقد دخل الآن الى نهر السيف
كانت السيوف لا حصر لها، تتلألأ بضوء بارد ينبعث من حدها الحاد، وتمتد إلى ما لا نهاية في كل اتجاه
كان الهواء ثقيلاً بنية القتال والرغبة في القتال، وكل سيف يحمل إرادة قوية وشغفاً لا يموت نحو طريق السيف.
أغلق تشانغ يونغ عينيه وسمح لإحساسه بالانتشار ، سرعان ما سمح لوعيه أن يتم سحبه قبل أن يحط على سطح يشبه الماء "حسنا ، فلنقم بهذا ، حياتي السابقة كانت مع نية سيف من الدرجة الخامسة ، حان الوقت لتجاوز حياتي الماضية!"
أغمض عينيه وتنفس بعمق، محاولاً التزام الهدوء وسط العاصفة من إرادات السيف
بدأ بالتحرك. كل خطوة كان يخطوها في هذا الفضاء الروحي كانت تتطلب تركيزًا هائلاً ، لكن بالنسبة الى تشانغ يونغ ، حتى لو لم يكن بالمعنى الحرفي ، فقد كرس أكثر من ثلاث مئة سنة في مسار السيف ، و بذلك من ناحية الخبرة لم يكن هناك من يتفوق عليه
"قطع الذات..." كرر تشانغ يونغ هذه الكلمات كتعويذة، مركزًا على المعنى الحقيقي وراء طريق سيفه
اجتاز المستوى الأول بسرعة ، لكن مع دخوله المستوى الثاني، أصبح التحدي أصعب
في المستوى الثالث، واجه تشانغ يونغ لأول مرة مقاومة حقيقية ، حيث بدأت السيوف في التردد و إطلاق هالاتها نحوه مما شكل ضغطا
في المستوى الرابع، بدأ يشعر بالتعب. الضغط الروحي كان هائلاً، ووعيه بدأ يترنح
"لقد وصلت إلى المستوى الخامس في حياتي الماضية..." قال لنفسه، محفزًا إياها. "هذه المرة، يجب أن أتجاوز ذلك!"
عندما دخل المستوى الخامس، شعر وكأنه يعود إلى المنزل. هنا، السيوف كانت مألوفة، تحمل نفس النمط والفهم الذي كان لديه في حياته الماضية.
لكنه لم يتردد؛ فقد كان يعلم أن البقاء في منطقة الراحة هذه لن يفيده ، عليه في هذه اللحظة تجاوز هذه المنطقة
بجهد كبير، اجتاز المستوى الخامس ووصل إلى المستوى السادس. هنا، كل شيء كان مختلفًا. السيوف في هذا المستوى كانت تحمل إرادات قوية جدًا لدرجة أنها شعرت وكأنها كائنات حية
بعضها كان يشع بالضوء، والبعض الآخر كان مظلمًا وكئيبًا، والبعض كان غاضبًا ومدمّرًا
هكذا كان الإنتقال من مرحلة نية السيف إلى إرادة السيف ثم روح السيف
نية السيف كانت تمثل الشخص ، و الإرادة كان ذلك تجسيدها في الواقع ، و تحويل الإرادة الى شكل ملموس ، و هو تطور لمرحلة نية السيف أما بالنسبة الى مرحلة روح السيف ، فكان ذلك إعطاء سمة إلى تلك الروح
بالنسبة الى تشانغ يونغ ، تقنيته الأساسية للسيف هي سيف تحطيم السماء ، و إرادته كانت تقطيع ذاته
لم يتعلق الأمر بالتدمير، بل يتعلق بالتحرر من قيود الماضي ودفع حدودك للوصول إلى آفاق جديدة
بعد عناء ، وصل الى حدود المرتبة السادسة ، و كان على وشك الوصول الى المرحلة السابعة لكن...
قوة غير مرئية جعلته غير قادر على التحرك للأمام ، لقد توقف في مكانه
كان الضغط هائلاً، كأن جبلاً بأكمله يُحاول سحقه. لم يكن بإمكانه التقدم ولو بوصة واحدة
"قطع الذات..." همس تشانغ يونغ مرة أخرى كما لو جن به لكن هذه المرة، بدأ يشك
هل كان المعنى الذي فهمه سطحيًا؟ هل كان التركيز على "القطع" وليس على "الذات"؟
أغمض عينيه، متجاهلاً الضغط الساحق من حوله. ركز على داخله، على رحلته الخاصة. تذكر كل التحديات، كل الخسائر، كل لحظة شعر فيها أنه يجب أن يتغير، أن يتخطى حدوده
لم يكن الأمر يتعلق فقط بتجاوز ماضيه أو تحطيم قيوده. بل كان الأمر يتعلق بـ الفهم. فهم أن "الذات" التي يسعى لقطعها ليست عدوه، بل هي أساس قوته
قطع أوهام الضعف والقيود ليس بهدف التدمير، بل بهدف التحرر والوصول إلى جوهره الحقيقي
فجأة، شعر بخفة. الضغط الذي كان يسحقه بدأ يتراجع. لم يعد يحاول دفع القوة المقابلة، بل قبلها
عندما فتح عينيه مرة أخرى رأى تشانغ يونغ شخصا أمامه كانت ينتظره
حارس النهر؟!
رحب تشانغ يونغ به فورا "سيادة حارس النهر ، إنه لشرف مقابلتك"
تمتم الطرف الآخر: "مضى وقت طويل منذ تعرف علي شخص ما بهذه البساطة ، أشعر بنية الرمح و القوس ، هل قابلت بالفعل حارس أحد هاذين النهرين؟"
ضمّ تشانغ يونغ قبضتيه مبتسمًا. "للإجابة على سؤال الموقر ، أجل لقد قابلت حارس نهر الرمح"
أمسك الشكل بذقنه"بالنسبة الى عالم ليس مكتملا ، فلإصدار موهبتين ، لا بأس به ، لا بأس به"
رفع تشانغ يونغ حاجبيه وسأل بفضول، "من هو هذا الشخص؟"
"بالطبع لا أستطيع قول ذلك ، و لكن هناك علاقة كارما بينكما ، لقد تفاجأت منه ، لقد كانت مئات الآلاف من السنين منذ أن اخترق شخص الى نية سيف من المستوى التاسع"
هذه الكلمات جعلت تشانغ يونغ يفكر في شخص ما.
سو مينغ!
ذلك الوغد في الحقيقة قام بتخبأة حقيقة أنه وصل الى نية سيف من المستوى التاسع!
لم يفكر تشانغ يونغ أكثر من ذلك واستمر في المضي قدمًا "إذا سيدي ، أنا سأتقدم للأمام"
مع ذلك وقف الشكل أمام تشانغ يونغ و منعه"أخشى أني لن أسمح لهذا بالحدوث"
رفع تشانغ يونغ حاجبيه، لم يفهم سبب منعه. "سيدي؟ هل هناك مشكلة؟"
هز الحارس رأسه، لكن عينيه كانتا تحملان نظرة جادة. "المستويات من السابع فما فوق ، قوة الإرادة هناك هائلة، يمكنها أن تسحق وعيك ، بالإضافة ، حتى لو حققت نية سيف عالية المستوى ، بسبب موهبتك ، لن تستطيع إنشاء إرادة سيف"
ابتسم تشانغ يونغ، لكن عينيه الحمراوين لم تعكسا أي استسلام. "أنا أفهم مخاوفك، أيها الحارس. لكن طريق السيف لا يعترف بالحدود التي يفرضها الآخرون حتى لو كانت موهبتي محدودة"
هز الحارس رأسه بحزن طفيف "أنت لا تفهم ، ما تدعوه بمرحلة إرادة السيف ، لا تنتمي الى مسار السيف ، بل إلى مسار القلب ، بالإعتماد على جوهر القلب ، و لذلك كل شخص لديه تنويره الخاص و طريقته الخاصة في إرادة السيف"
نظر تشانغ يونغ بحيرة و تفاجأ عند سماع ذلك "جوهر القلب؟"
أمسك الحارس جبهته "أنا أنصحك هنا ، ذلك الشخص الموهوب الآخر كان مختلفا ، أتعرف ما كان جوهر قلبه؟ كانت "الشمس التي تشرق ليوم جديد" و التي دعمت خاصية الضوء ، و لكن ماذا عنك؟ أتعرف ما هو جوهر قلبك؟ إنها الشجرة الطافية المحترقة!"أشار الحارس الى قلب تشانغ يونغ و نقل رؤيته له
في تلك اللحظة نظر تشانغ يونغ الى جوهر قلبه الذي كشفه الحارس
لقد كانت شجرة غرست جذورها في صخرة في وسط بحر أسود، عديمة الأوراق بفروع محترقة و مطعونة بمئات القطع الحديدية
نظر تشانغ يونغ إلى الجوهر قبل أن يفقد نفسه فيه
"هل فهمت الآن؟ تلك الشجرة لا تحمل قانونا واحدا بل متعدد، و لا يمكن أن يكتسب المرئ أكثر من إرادة واحدة، إذا حاولت اكتساب إرادة رغم ذلك ، سينهار جوهر قلبك و تموت"
"شكرًا لتحذيرك، أيها الحارس." قال تشانغ يونغ بصوت أجش، منحنيًا باحترام. "لقد أنقذتني من كارثة."
أماء الحارس برأسه "جيد.أنك تفهم ، و لكن هناك وسيلة لكي تصبح أقوى"
نظر تشانغ يونغ بعزم "من فضلك أطلعني"
"تخلى عن طريق السيف" قال الحارس بنبرة قاطعة"إذا قمت بذلك ، سأمنحك قوة مساوية لإرادة السيف ، ما رأيك؟"
إتسعت عينا تشانغ يونغ ، التخلي عن كل شيء؟ فقط هكذا؟
لكن في ذلك الوقت كان تشانغ يونغ غارقا في التفكير بخصوص جوهر قلبه
مالذي كان يرمز جوهر القلب؟
كان يرمز الى قلب الإنسان ، أي شخصيته
القطع الحديدية التي قطعت الشجرة ، كانت ترمز إلى أذية النفس
الحجارة التي كانت الشجرة متعلقة بها ، كان ذلك الذنب الخاص به
الأغصان المحترقة كانت ترمز الى حرق عقله و الجنون
البحر الضخم كانت ترمز الى رحلة عديمة الوجهة نحو المجهول
و لكن لو ركز تشانغ يونغ في ذلك يمكنه الملاحظة ، كانت تلك عناصره الخمسة
كان ذلك نفسه
لكن في النهاية
الأشجار لا تنمو فقط بمرور الوقت
يجب أن تكون التربة غنية بالمعادن ، و يجب أن تمتص الماء ، و تنمو الأغصان و الأوراق
يمكن للناس أن ترى شجرة كاملة النمو و لكن لا يمكنهم أن يروا الشجرة و هي تنمو
و هذا لم يكن كل شيء ، في الخريف ، تكون الأوراق صفراء
في الشتاء تتساقط الأوراق لتنمو واحدة جديدة
كانت تنتشر الألوان في الربيع
و كانت تظهر الأوراق الخضراء في الصيف!
في كل سنة ، تنمو الشجرة و تصبح أكبر
و تصبح أكبر فأكبر و تزداد الحلقات بمرور السنين
فبأي حق هذا الحارس يخبره أن يتراجع عن مسار السيف
فجأة أطلق تشانغ يونغ ضحكة ساخرة خالية من أي احترام
"أنا حقا أحمق"
"...!"تفاجأ الحارس للحظة
"ربما لو لم أعلم الحقيقة ، لكنت صدقت ذلك"هدأ ضحك تشانغ يونغ تدريجيا و وضع يديه على خصريه قبل أن تعود نظرته نحو الحارس و هذه المرة كانت هناك ابتسامة باردة على وجهه
"أنهار الداو جميعا تنبع من نهر القدر ، و بصفتي مكروها من القدر فلماذا ستساعدني؟"مسح تشانغ يونغ وجهه برفق "لقد تم التلاعب بي من قبل كيانين قديمين للغاية ، لن أسمح لنفسي أن يتم التلاعب بي مرة أخرى"
تغير تعبير الحارس فجأة. لم يعد ذلك الكائن الحكيم الهادئ، بل أصبحت عيناه بارقتين كالصلب، والفضاء حولهما بدأ يترنح كما لو كان الزمكان نفسه على وشك التمزق. "أهي المعرفة التي حصلت عليها من 'الذاكرة'؟ مثير للاهتمام حقًا..."
لم يكن لدى تشانغ يونغ وقت للرد. شعر بقوة ساحقة تضغط على وعيه، كأن جبلًا بأكمله يسحقه. لكن هذه المرة، لم يكن يتراجع. لقد فهم الآن: هذا "الحارس" لم يكن سوى خادم آخر للقدر، مهمته منع أي شخص قد يهدد النظام الذي أقامه
"إذا كان القدر يريد أن يقف في طريقي، فليحاول!" صرخ تشانغ يونغ من أعماق روحه ، قفز و اخترق المستوى السابع بروحه المقفرة
"ماذا...؟" همس الحارس، ولأول مرة ظهرت على ملامحه نظرة دهشة حقيقية.
لم يكن تشانغ يونغ بحاجة إلى إرادة سيف تقليدية. لقد فهم أخيرًا أن رغبته ، كانت الحرية ، الحرية من القدر و حرية النمو كيف يشاء حتى بعد أكثر الحرائق تدميراً.
الأغصان المحترقة في قلبه لم تكن نقاط ضعف، بل كانت شهادات على صموده
مع هذه البصيرة الجديدة، اخترق تشانغ يونغ المستوى السابع بسهولة مذهلة
بووووم!
فتح تشانغ يونغ عينيه مرة أخرى و ابتسم "هيهي ، فليذهب ذلك الحارس للجحيم ، لقد حصلت على نية سيف من المستوى السابع ، و هذا يكفي ، مؤسف أني لم أحصل على قصيدتي"
كانت القصيدة هي المظهر الحقيقي للنية ، تماما كما تعبير القصائد على المشاعر و الأحاسيس ، كانت هذه النوعية تؤثر على النية ، و عبرها كان يمكن أن تتقدم النية في المستوى أكثر
نهض من سريره، وشعر بأن روحه أصبحت أخف وزناً، كما لو أن حملاً ثقيلاً قد أُزيح عن كاهله. نظر إلى نافذة الغرفة، حيث كان ضوء الفجر قد بدأ بالتسلل، ملوحاً ببداية يوم جديد
"حان الوقت للانضمام إلى الآخرين"، همس تشانغ يونغ لنفسه وهو يفتح الباب.
في الخارج، كان سو مينغ والأخوة الآخرون ينتظرون بفارغ الصبر. بمجرد أن رأوه، اندفعوا نحوه
"أخيراً! لقد استغرقت وقتاً طويلاً!" قال سو مينغ، لكنه توقف فجأة عندما رأى التغير في تشانغ يونغ. "ماذا... ما الذي حدث لك؟ يبدو أنك مختلف."
ابتسم تشانغ يونغ. "لقد حققت بعض التقدم. لا تقلق، كل شيء على ما يرام."
"الآن بعد أن انتهى اجتماع مناقشة الداو، ماذا سنفعل بعد ذلك؟" سألت ليو يان
نظر تشانغ يونغ إلى الأفق، حيث كانت الشمس تشرق بلون قرمزي. "بالنسبة لي ، مازلت سأكمل رحلة تدريبي ، يمكنكم العودة إلى الطائفة لو-..."
قاطعه وانغ في بهدوء: "لن نعود دونك. لقد قررنا جميعًا مواصلة الرحلة معك."
لوحت ليو يان بيدها "سيكون الوضع مملا على أية حال لو عدنا إلى الطائفة ، لذلك مالضرر من الترحال لبعض الوقت و كسب الخبرة"
ابتسم تشانغ يونغ، نظراته الدافئة تلمح من خلف عينيه الحمراوين. "حسنًا إذن، إلى الأمام."
تحت سماء الصباح الوردية، انطلق الفريق مرة أخرى، تاركين وراءهم أبراج المعبد البوذي التي تختفي تدريجيًا في الضباب