: هل يجوز ترجمة كتاب يحتوي على عقائد كفرية ؟

من موقع الإسلام سؤال وجواب السؤال: 142550

أنا مترجم إنكليزي عربي وبالعكس ، جاءني مؤخراً مشروع ترجمة جزء من كتاب يحمل عنوان " يسوع في مصادر الأناجيل الكنسية " بقلم كاتب أجنبي – طبعاً - ، ويتحدث هذا الكتاب عن عيسى المسيح ، كيف ورد ذِكره في مختلف الأناجيل ، وكيف أن الأناجيل مختلفة فيما بينها ، ولا يخلو الكتاب من كلام عن المسيح بأنه المنقذ والمخلص ، يسوع صُلب ، ومن ثم قام... الخ ، وأنتم على علم بما تحتويه مثل هذه الكتب التي تتحدث عن المسيحية .

سؤالي هو :

هل يجوز لي ترجمة هذا الكتاب مع أني أقوم فقط بالترجمة وأخذ نقود مقابل ذلك الأمر ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

العمل في ترجمته من حيث الأصل من الأمور المباحة ، بل ربما كان من الأعمال المهمة التي يندب إلى الاشتغال بها ، وسد حاجة الأمة منها . لكن القول في ترجمة كتاب بعينه ، أو عمل ما ، يتبع ما يتضمنه هذا الكتاب من القول ؛ فإذا كانت مادة الكتاب تحتوي على بدع ، أو ضلالات ، أو فسق ، أو كفر ، يكون مترجم تلك الكتب مشاركاً في الإثم لمؤلفها ، وطابعها ، وناشرها . وأما إن احتوت تلك الكتب على مواد علمية ، أو شرعية نقية ، أو مادة مباحة : فإنه لا حرج في ترجمتها .

وفي تاريخنا الإسلامي القديم كان لترجمة كتب أهل الديانات الوثنية ، وأهل الفلسفة الملحدة أبلغ الأثر في انحراف طوائف من الناس عن هدي القرآن والسنَّة ، وقد ابتدأت تلك الترجمة في عهد الخليفة العباسي " المأمون " .

قال المقريزي - رحمه الله - :

وبتعريب المأمون لكتب الفلسفة : انتشرت مذاهب الفلاسفة في الناس ، واشتهرت مذاهب الفرق ، من : القدرية والجهمية والمعتزلة والأشعرية والكرامية والخوارج والروافض والقرامطة والباطنية ، حتى ملأت الأرض ، وما منهم إلا من نظر في الفلسفة ، وسلك من طرقها ما وقع عليه اختياره ، فانجرَّ بذلك على الإسلام وأهله من علوم الفلاسفة ما لا يوصف من البلاء والمحنة في الدين.

" الخطط المقريزية " ( 2 / 358 ) .

وعليه :

فلا يجوز لك – أخي السائل – العمل على نشر الكتاب الوارد ذِكره في السؤال ؛ لما في نشره من إقرار عقيدة الكفر ، والمساهمة في نشرها ، وقد ورد الشرع بالتحذير من التعاون فيما هو أهون من ذلك ، من مطلق الإثم ، فقال تعالى : ( وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة/ 2 .

واعلم أن ما ذكرناه من الحكم هو فيما إذا كنت تترجم ما سيطبع ، ويوزع على الناس ، وأما إن كانت ترجمتك لذلك الكتاب – بل ولما هو أشد منه كفراً – لباحث مسلم ، أو مركز دراسات ، ليطلع هؤلاء على كتب أولئك الكفار ليردوا عليهم ، ويبينوا ضلالهم : فإنه لا حرج في ترجمة تلك الكتب ، على أن يكون أولئك محل ثقة ، وتطمئن أنهم لا يطبعون ما تترجمه لهم .

ويمكنك أن تساهم في نشر الإسلام بترجمة الكتب الإسلامية النقية ، لنشرها في الآفاق ، كما يمكنك ترجمة الكتب التي تحتوي على فوائد علمية ، أو طبية ، من اللغات الأخرى إلى العربية .

والله أعلم

من موقع إسلام ويب أنا مترجم وطلب مني ترجمة نص عن طائفة في البوذية. النص يحتوي على جملة تقول باليابانية إننا أولاد بوذا مع العلم أن بوذا في هذه الطائفة شخص آخر غير بوذا المعروف وهو حي الآن ويؤلف كتبا عن البوذية الجديدة، سؤالي هو هل يجوز ترجمة مثل هذه الجمل؟

: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الترجمة كالكتابة ابتداء، فكل ما لا يجوز للمسلم كتابته من العبارات الإلحادية كعقائد البوذية، أو العبارات الداعية للمعاصي أو العبارات الخليعة ونحو ذلك، فلا يجوز كذلك ترجمته، فلينظر المترجم في ما يترجمه فإن أثم بكتابته ابتداء فإنه يأثم بترجمته، لما في ذلك من إقرار للباطل، والإعانة على نشره، وقد قال الله عز وجل: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

وراجع للفائدة الفتويين: 47685 ، 59514 .

هذا إذا لم تكن للترجمة غاية محمودة مقصودة شرعا، كمن يترجم الباطل ليرد عليه ويظهر بطلانه، ويدعو أهله للحق ويبينه لهم.

والله أعلم

: ما حكم من يترجم كتبا أو أفلاما تحتوي على الشرك والمعتقدات الباطلة؟ وهل هو كفر أم معصية كبيرة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان مترجم هذه الأشياء الكفرية راضيا بالكفر، فهو كافر ـ والعياذ بالله ـ وإن كان إنما يترجمها لتحصيل نفع دنيوي فهو على خطر عظيم، ومرتكب إثما جسيما، وأما إن كان يترجمها لمقصد حميد كالرد على شبهاتهم ونحو ذلك، فهذا فعل حسن. وتنظر الفتوى رقم: 118575.

وبه يتبين أن الحكم على الشخص المترجم لما ذكر يختلف باختلاف الأحوال.

والله أعلم.

مواقع فيها خير نأخذ منها ما وافق الكتاب والسنة

مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 2674 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : من أفراد مسلم على البخاري

1482- عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ -وأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ: إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ الْقَلْبُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

نا بريء من ما في هذه الرواية يخالف الشرع

2025/10/21 · 124 مشاهدة · 938 كلمة
Ahmed Alhwrany
نادي الروايات - 2025