الجولة الأخيرة من لعبة الساحرة بلغت ذروتها ، بمعارك مدمرة خلفت الكثير من الدمار ، بالإضافة إلى الدماء سواءا الخاصة بفصل النخبة الدخلاء ، أو اصحاب الدار الالتراس ..

لعل المعركة الاكثر قسوة و قوة ، كانت تلك التي جمعت بين فراي ستارلايت و ميرغو ..

ساحة المعركة خاصتهما كانت هي نفسها بحر الجثث التي قتلها فراي بالماضي القريب .

كانت تلك معركة فوضوية تماما سريعة النسق ، فكلاهما كانا سريعين بشكل جنوني و كأنهما ينتقلان آنيا بكل مرة .

كانت أشبه بإثنين من الوحوش التي تطاحنت فيما بينها محاولين تمزيق بعضهما البعض .

فراي تمكن من النجاة بطريقة ما ، بل القتال بالند للند ضد أحد أقوى مقاتلي الألتراس .. ميرغو .

لكن المعركة لم تكن عادية ..

قدرات فراي ، سرعته .. طريقة قتاله ..

كل شيء كان مغايرا لفراي المعتاد ، بأعين باردة و وجه خالي من المشاعر ..

تحول ذلك الشاب إلى آلة قتل حية واجهت لورد الألتراس الاقوى واحدا لواحد بندية شديدة ..

في تلك اللحظة ، فراي لم يعد يستطيع أن يفهم أي شيء بعد الآن ..

' جسدي ثقيل .. ثقيل جدا '

بوعيه الذي ابتلعه الظلام ، أحس بنفسه يغرق ببطء داخل بحر موحل مظلم ..

بحر من السواد إبتلع روحه ببطء و بسلاسة ..

هنا بهذا المكان ، عقله كان فارغا جدا ، غير قادر على القيام بأدنى حركة .. مجبرا على مواصلة الغرق و كأنه قد تم تخديره تماما ..

بحالة سكر غريبة ، لم يستطع فراي تذكر أي شيء ..

لقد بدا الأمر و كأنه مجرد حلم طويل أشبه بالكابوس أجبر على عيشه حتى الآن ..

كابوس لا يزال مستمرا ..

فحتى بحالته تلك ، لا يزال قادرا على رؤية معظم معاناة أصدقائه باستعمال قدرة منظور اللاعب الثالث التي عملت بشكل تلقائي ..

أعينه بشكل خاص كانت مستقرة على دانزو ..

صديقه المكافح الذي بذل جهدا بهذه الحياة أكثر من اي شخص آخر ..

الرجل الذي ساعده دوما دون أن يطمع باي مقابل ولا مرة ..

شخص إستطاع أن يسميه بالصديق و يعترف به ، قد مات أمام ناظريه الآن ببطء بعدما عذبه غفارديول .

"يجب أن أواصل القتال .."

تحدث فراي المتعب بصعوبة بالكاد قادرا على فتح عينيه ..

لقد قدم كل ما لديه بالفعل ، قاتل حتى الموت مستعملا قوته الكاملة ..

لم يكن هنالك من مكان بجسده لم يتعرض للاصابة ، لكن الحياة كانت قاسية عليه ..

ميرغو كان قويا جدا بالنسبة له ليواجهه بتلك الحالة ..

لقد قدم كل ما لديه ، و خسر بالفعل .

لقد كان يعرف كل ذلك ، لكنه لم يرضخ للأمر بكل بساطة .

"يجب أن أنهض مجددا."

لم يعد يريد رؤية تلك المشاهد بعد الآن ، فقد تعذب بما فيه الكفاية ..

لم يرد أن يعيش هو بينما يموت الآخرون بالقرب منه أمام عينيه ..

كان يعلم بأنه لن يموت ، فلن يسمح أولئك من هم بالأعلى بموته ..

لا يزال حتى الان كائنا ضروريا لهم ، حلقة مهمة جدا لخطة أكبر لا يفقه عنها أي شيء .

لكن هذا أكثر ما أخافه ..

غير قادر على الموت ، وجد نفسه مجبرا على العيش بينما يشاهد نفسه يخسر نفسه كل مرة ..

كثرة الصدمات التي مر بها حتى الآن كانت تسرع من العملية ..

ببطء ، لكن بثبات .

كان فراي ستارلايت يتحول لذلك الوحش الذي إنتظره الكثير ..

"لا أريد هذا .."

العيش و رؤية نفسك تتحول إلى وحش عديم المشاعر ..

آلة قتل حية ، وجدت من أجل غاية محددة مسبقا ..

فراي لم يرد أن يحدث ذلك ..

حاول النهوض و القتال بضراوة أكبر ، قوة أكبر .. وحشية أكبر ..

أراد تقديم المزيد ، و الوصول إليهم .. ثم إنقاذهم ..

محاولا ايقاف تيار القدر الذي جرفه دون توقف .. حاول بكل جوارحه ..

لكن الواقع كان قاسيا عليه .

فببطء ، وعي فراي ذهب إلى الظلام ..

و كأن عشرات الخيوط المظلمة تلتف من حوله مقيدة إياه ..

أدرك فراي أنه خسر ..

لكن الواقع كان مغايرا تماما لافكار الشاب الذي فقد وعيه تماما غارقا في الظلمات .

فرغم أن وعيه قد ذهب لعالم الاحلام ..

إلا أن جسده لا يزال واقفا..

يقاتل بضراوة أكبر ، قوة اكبر ، و سرعة أكثر ..

تماما كما أراد فراي ..

قاتل ذلك الجسد حتى النهاية ، من أجل تحقيق ذلك الطموح الذي اراده منه صاحبه ..

فراي وقتها لم يعلم ، أنه قد تحول لذلك الوحش بالفعل ..

فراي ستارلايت vs ميرغو ..

لا شك أن تلك المعركة هي الاصعب حتى الآن ..

...

...

...

كان لكل واحد من فصل النخبة معاناته الخاصة ، و معركته التي خاضها بنفسه ..

بمنذ إبتلعتهم تلك البوابة الحمراء ، وجد كل واحد منهم نفسه مضطرا للقتال من أجل حياته ..

من بينهم جميعا ..

حدثت معركة شديدة السرعة بمكان منعزل عن الآخرين داخل منطقة جبلية ..

دايمن فاليريون ، مرتديا درع التنين الذهبي قد تحرك بسرعة شديدة مندفعا للامام و إثنان من الرجال يطاردانه بكل مكان..

كانا متشابهين جدا بنفس الوجوه تقريبا ما أثبت أنهما توأمان ..

حاملين لزوج من السيوف المنحنية الشفرة لكل منهما .

حاولا قطع دايمن مرارا و تكرارا بسرعة و دقة مرعبة ..

دايمن وجد نفسه مضطرا لمواجهة إثنين من قادة الألتراس اللذان كان كلاهما بالفئة S على الاقل ..

مستواهما التدريبي اعلى منه بكثير ، لكنه تمكن من الصمود بفضل درع التنين الذهبي الذي عزز من قدراته الجسدية كثيرا جاعلا اياه قوة ضاربة .

رغم ذلك ، كان التنسيق بين التوأمين مرعبا جدا لدرجة أنه بالكاد استطاع صدهما .

"لا فائدة من المقاومة يا فتى ، أنت لن تستطيع مواجهة كلينا دفعة واحدة"

بشفراتهم التي غطتها هالة من الرياح القاطعة ..

مزق التوأم الأرض و كل شيء من حولهما محاولين بلوغ دايمن .

هذا الأخير مستعملا البرق الأسود ، قام بصد تلك الضربات مستعملا يديه ..

محاطا بهم من اليمين و اليسار ..

أمطره كلاهما بعدد مرعب من الهجمات شديدة السرعة ..

دايمن وجد نفسه يدافع بصعوبة محركا كلتا ذراعيه دون توقف ..

سرعة الضرب الخاصة بخصومه كانت كبيرة جدا لدرجة أن الخدوش بدأت تتراكم فوق درعه ، لكن دايمن لم يبدو قلقا كثيرا بشأن ذلك ..

"أنتما قويان عندما تكونان معا "

بصوت عالي و غضب عارم ، إجتاح البرق الأسود قبضة دايمن الذي فجر الأرض من تحته بعنف ..

"لنرى ما سيحدث عندما أفصلكما عن بعضكما البعض!"

*تشكيل البرق : غضب السبع !*

تألقت اورا البرق بشدة متشكلة على هيأة أسد عملاق مظلم فتح بالمكان باكمله مفجرا اياه ما جعل التوأم يطيران بعيدا من شدة الانفجار ..

بمجرد حدوث ذلك ، ظهر دايمن على الفور أمام احدهما ..

حاول خصمه على الفور التعامل معه ، لكن دايمن كان اسرع بكثير..

*بوابة التنين التوأم *

مشكلا رأس تنين غاضب بيد ، و واحد آخر ضاحك باليد الأخرى ..

أطبق دايمن تنانين البرق الأسود العملاقة على خصمه محدثا انفجارا عظيما هز المكان بشدة ..

ظن خصمه أن سيتمكن من صد الهجوم ، لكنه تفاجأ بتنانين دايمن التي دمرت جسده بشكل مزري و حطمت كلتا سيوفه التي إعتمد عليها للقتال..

'رغم أنني أملك حيوية و صلابة مقاتل في الفئة S .. إلا انه ترك هذا القدر من الضرر علي بهجوم واحد ؟!'

غير مستوعب لما حدث ..

حدق الرجل بكفر بدايمن الذي انقض عليه و قبضته تتفجر بالبرق الأسود ..

"أظننت أنك منيع فقط فقط لبلوغك الفئة S التافهة ؟!"

لكم دايمن بسرعة شديدة لدرجة أن قبضته اخترقت قلب خصمه و خرجت من ظهره جاعلة إياه يتقيأ الدماء بغزارة ..

"ما أنتم سوى أوغاد ضعفاء بلا قيمة!!"

بضربة واحدة ، أردى دايمن خصمه قتيلا ..

"لا !!"

بمجرد قتله له ، وجد التوأم الآخر ينقض عليه بغضب بعدما قتل أخاه ..

دايمن لم يتراجع ، مستعملا المزيد من اورا البرق الأسود ، إصطدم به وجها لوجه ليتبادل كلاهما الضربات بسرعة شديدة ..

"هل أنت غاضب لأن اخاك الداعر مات على يداي ؟"

*بووم !!*

التبادل لم يكن عادلا تماما ..

فضربات دايمن كانت طاغية جدا ..

"لقد ذهب إلى المكان الامثل له !"

محطما سيوفه ، أبرح دايمن فاليريون خصمه ضربا بأيديه تتفجر بالبرق الأسود محولا إياه لكيس ملاكمة حي ..

"المكان الوحيد المناسب للألتراس ، هو الجحيم!!"

بصق التوأم الأخير الدم دون توقف متعرضا لبطش تلك الضربة ، لرجل عاملهم بازدراء شديد ..

"حثالة البشر ، مخلوقات لا يجب أن تعيش فوق هذه الأرض ، بل تحت التراب !!"

"أوباش بدون قيمة ، مجرد حيوانات قذرة لم يكن يجب أن تولد في المقام الأول! هذا ما تكونونه أنتم ايها الالتراس ، فلا فرق بينكم و بين الشياطين القذرة التي تخدمونها "

"انسب مصير لكم ، هو الموت على يدي هاتين !!"

مستجمعا قوته داخل يده اليمنى ، اطلق دايمن لكمة صاروخية فجرت رأس عدوه محولا إياه لعجينة لحم دموية ..

عندما إنفجرت تلك الدماء بوجهه بينما سقطت جثة خصمه ارضا عند قدميه ..

بصق دايمن على تلك الجثة بغضب بينما واصل اللعن ..

"هذا ما كان يحاول أبناء العاهرة القيام به إذا .."

جرهم إلى فخ و جعلهم يموتون الواحد تلوا الآخر ..

لكنهم إرتكبوا خطآ فادحا عندما لم يقدروا قوة دايمن بشكل صحيح ..

كشف دايمن على ذراعه اليسرى التي حملت علامة سيلينا..

"لنجد الآخرين بسرعة .."

بمجرد تنشيطه للعلامة ، شعر دايمن على الفور بأماكن الكثير من رفاقه ..

مستهدفا الاقرب منهم .

إندفع دايمن فاليريون وسط وهج مظلم من الاورا ، مستعدا للقتال أكثر و سفك دماء الأوباش اللذين تجرأوا على جره لفخ كهذا ..

لقد فاز بمعركته بالفعل ، ما جعله لاعبا حرا هو الآخر ..

...

...

...

هنالك الكثير من العوامل التي ستحدد مصير البشر بهذا العالم .

لعل القوة هي العامل الابرز ، فالاقوى دوما ما يكون لهم نسبة النجاة الأعلى أينما كانوا ..

بعالم قاسي كهذا الذي عاشوا فيه .. عالم اتبع قانون الغابة .

لا شك أن القوة هي العامل الابرز الذي حدد الفوارق بين الحياة و الموت .

لكن أحيانا ، هنالك عوامل أخرى تتدخل من العدم ..

عامل آخر يعترف به البعض بينما لا يفعل البعض الآخر ..

عامل إسمه الحظ .

فكثيرا ما ينجو بعض الضعفاء الأقل قوة فقط لانهم محظوظون بما فيه الكافية لتجنب المصير الاسوء ..

لكن الحظ لوحده لا يكون كافيا بالضرورة .. فهذه الحياة دوما ما ترمي ضحاياها بمواقف لا يمكن توقعها ..

كانت تلك الفرضية على وشك أن يتم إختبارها على أرض الواقع ، عندما إبتلعت البوابة الحمراء الرجل الاكثر حظا ..

داون بولاريس داخلها قاذفةً داخل ساحة المعركة المجهزة من اجله ..

عندما نهض حامل قدرة الناجي الأخير .. داون بولاريس من جديد متفقدا محيطه .

وجد نفسه بمكان مختلف تماما عن السابق ..

عندما مسح المكان بأعينه القرمزية ..

توقفت أعين داون على الخصم الذي تم تجهيزه له ..

حدق كلاهما نحو الآخر ، قبل أن يسأل داون ..

"من تكونين ؟"

كانت امرأة ..

فتاة بدت قريبة من سنه ، مرتدية درعا خفيفا أسود و ملابس جلدية انيقة بالإضافة إلى زوج من القفازات السوداء و قبعة صغيرة فوق رأسها ..

شعرها كان ابيضا ، و أعينها حمراء قرمزية أشد حمرة من تلك الخاصة بداون ، بدت شاحبة جدا له و كأنها على وشك الموت بأي لحظة ..

حاملة سيفها الرفيع ، إنحنت الفتاة له بأدب وضعة يدها اليمنى فوق صدرها ..

"إسمي ماريا ، إمبيريل اللورد السابق ، المادام آي "

مخرجة سيفها من غمده ، مشت الفتاة نحوه ..

"أنا آسفة ، لكنني مضطرة لقتلك "

بدون سابق انذار ، إختفت الفتاة لتظهر أمام داون ..

هذا الأخير إستل سيفه هو الآخر واضعا كمية معتبرة من اللهب على حافة نصله ..

بدون مقدمات ...

تبارز الاثنان بمهارة شديدة بالسيف ..

"إمبيريل .. هذا منصب على جدا بين الألتراس على ما أظن"

مستعملا اورا النار بسخاء ، هاجم داون مستفيدا من مهارته العالية بالسيف للضغط على ماريا التي صدت هجومه دون إستعمال أي نوع يذكر من الاورا ..

"الامبيريل هم الأشخاص المرشحون ليصبوا أحد اللوردات ذات يوم ، لذلك نعم يمكن القول أنه منصب لا بأس به "

لم يكن هنالك سوى 4 أشخاص بلقب امبيريل ..

المقنع V الخاص بغافيد ليندمان..

غفارديول الخاص باللورد غودفري .

لورانس الخاص باللورد ميرغو .

و أخيرا.. ماريا الخاصة باللورد التي ماتت مؤخرا على يد مايكار .. المادام آي.

مدركا أن خصمه شخص مهم لأعدائه ، هاجم داون بضراوة كبيرة محاولا ضرب رقبة الفتاة أمامه .

تصادمت سيوفهم بقوة شديدة ، بينما ضغط داون أكثر و أكثر ..

ثم بعد عشرات التبادلات ..

و رغم الضغط الشديد الذي مارسه عليها .

وجد داون نفسه يهاجم بجسد مليء بالجروح و الاصابات التي تراكمت فوق دون أن يدري ..

"مالذي ؟!"

لم يفهم داون ما حدث إلا عندما اصطدم سيف ماريا بسيفه مرة أخرى..

كانت ماريا لا تزال نظيفة تماما دون أي خدش عليها ..

سيفها بدا رقيقا جدا ، لكنه كان ثقيلا عليه ..

عندما حدق بها داون ..

اكتشف شيئا جعله يتعرق دون وعي منه ..

"لا تستعمل اي اورا ؟!"

"أرى انك انتبهت .."

بتلويحة سريعة من يدها ، رمت ماريا بداون بعيدا مستعملة القوة الجسدية وحدها ..

اصطدم داون بالحائط بعنف ما جعله يشعر بعظامه قد تحركت من مكانها ..

ماريا من جهة أخرى قد سارت ناحيته بدون أي مشاعر على وجهها البارد .. حاملةً سيفها الرقيق ذاك الذي بدا مثل منجل صائد الارواح لداون بولاريس ..

أكثر ما جعله يغضب ، كان حقيقة أن خصمه افضل في المبارزة منه ، بمهارة عالية و قوة جسدية كبيرة ..

هزمته ماريا دون الحاجة لاستعمال الاورا حتى ..

واقفةً أمامه ، حاول داون الانقضاض عليها ، لكنه تجمد على الفور عندما تلاعبت ماريا بيدها الحرة محركة اياها بطريقة غريبة..

بمجرد فعلها لذلك ، وجد داون نفسه مجمدا غير قادر على الحراك بعدما قيدته قوة غريبة ..

رفعت ماريا يديها ببطء ، تزامنا مع ذلك طار داون هو الآخر إلى الاعلى بنفس السرعة مستجيبا لها بالكامل و كأن ايادي مرئية تمسك به من الداخل .

"أنت لست ندا لي "

قالت ماريا تلك الكلمات التي بدت متعالية نوعا ما ، لكنها كانت طبيعية تماما بموقف كهذا ، خصوصا عندما لم تحمل أي مشاعر ازدراء لخصمها ..

الامبيريل ماريا هي مقاتلة مرعبة كثيرا ما كان يتم وضعها على نفس المستوى مع المقنع V الذي يعتبر بطل الألتراس..

في الواقع ، لطالما كان V اضعف منها إلى أن نال عقد الشياطين الاكثر قوة مؤخرا .

بمهارة مرعبة بالسيف تجاوزت داون ، قوة جسدية بالغة تعاكس مظهرها الهش .

و قدرات عجيبة لم يستطع داون فهمها مطلقا ..

كانت ماريا أحد أكثر المواهب خطوة بالجانب الآخر من العالم ..

مدركا لكل ذلك ، ضحك داون متحسرا على حالته تلك ..

"وحش لعين .."

واصفا إياها بذلك ، حدث أول تغيير على وجه ماريا الذي كان ثابتا حتى الآن عندما ضيقت أعينها بداون الاسير لديها ..

"وحش هاه ؟ هل هذا ما أبدو عليه من منظورك ؟"

إذا تحدثنا عن المظاهر ، فذلك الوصف كان بعيدا كل البعد عن الحقيقة ..

فبمظهرها ذاك الذي يجعلها تبدو و كأنها فتاة نبيلة من العصور الوسطى ، كانت ماريا آية بالجمال .

لكن قدراتها كانت وحشية جدا مقارنة بذلك الجمال الذي أبدته من الخارج ..

"جميعكم فوق هذه القارة اللعينة مجرد وحوش بجلد بشري ، لا فرق بينكم جميعا "

تحدث داون بغضب ، حتى عندما لم يكن قادرا على تحريك جسده مطلقا و العدو قد طغى عليه تماما .

"جميعكم مخلوقا قذرة ، عار على البشر أجمعين !"

ما رآه من الدم الادنى الذين كانوا أشبه بالحيوانات ..

و الدم الأعلى الذين لطالما هاجموهم دون توقف ..

اظهر داون إزدراءا واضحا للفتاة أمامه ..

"فهمت .. "

أومأت ماريا بوجه خالي من التعابير .

لكن نظرتها الفارغة تلك التي بدت حزينة نوما ما قد جعلت الغضب داخل قلب داون يتضخم أكثر و أكثر ..

"أسرعي و أقتليني فحسب ، لا أريد أن أضطر للنظر إلى مخلوق بشع من أمثالك لوقت أطول"

لقد خسر بالفعل ، مدركا لضعفه ..

لم يرد داون أن يطيل من الامر كثيرا ، مطالبا إياها بقتله ..

بالتالي ، انزلته ماريا ببطء نحو الأرض ليصبح امامها مرة أخرى .

"سأقوم بقتلك .. تماما مثلما أردت"

واضعة سيفها بجانب رقبته ..

كانت ماريا على وشك قطع رأسه بضربة واحدة و إنهاء حياته بسرعة و دون أي ألم ..

لكن و في تلك اللحظة ..

توقف الزمن نفسه عن المضي قدما عندما ضربت صاعقة مظلمة المكان بأكمله ..

صاعقة من البرق الأسود الهادر الذي سقط فوق رأسها مباشرة ..

ماريا تراجعت بضعة خطوات على الفور بعدما صدت الهجوم بالثانية الاخيرة ، بينما سقط داون حرا من جديد على الأرض ..

"مالذي تفعله بحق الجحيم ؟! داون بولاريس!!"

بغضب عارم ، دخل دايمن فاليريون ساحة المعركة مرتديا درع التنين الذهبي..

"الا تستطيع التعامل مع عاهرة واحدة ايها اللعين ؟!"

مستعملا البرق الأسود ..

ظهر داون أمام ماريا بسرعة شديدة مفجرا قبضته بوجهها ..

لكنها تمكنت من صده بسهولة بواسطة سيفها ما جعلهما يقفان هناك وجها لوجه غير قادرين على دفع بعضهما البعض ..

كانت قوتهما الجسدية بشكل مثير للدهشة متساوية تماما ..

فتاة واحدة هزيلة استطاعت دفعه بشكل متساوي هو الدبابة الذي استعمل درع التنين الذهبي .

مدركا لذلك ، اصبح دايمن فاليريون جديا تماما مطلقا قوته الكاملة ضد تلك الفتاة ..

الامبيريل ماريا ..

...

...

...

عدد فصول التحدي: 29 من 50 .

للدعم المادي:

Paypal:mohamedmazino134@gmail.com

للدعم المعنوي :

التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم..

اراكم الفصل القادم

2025/01/11 · 762 مشاهدة · 2749 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2025