قال روبرت "في أحلامي أقتله كل ليلة، لكن حتى ألف ميتة ستظل أقل مما يستحق" .

لم يكن ند يملك شيئًا يردُّ به على هذا، وبعد فترة صمت قال: «يجب أن نعود يا جلالة الملك زوجتك في انتظارك».

تمتم روبرت بحدة: «فليأخذ "الآخَرون" زوجتي!»، لكنه بدأ يتحرك الاتجاه الذي جاءا منه بخطوات ثقيلة

_" إذا سمعتك تخاطبني بـ"يا

جلالة الملك" مرَّةً أخرى، سأعَلِّقُ رأسك على خازوق! إن ما بيننا أكبر من هذا".

أجاب ند بهدوء: «لم أنسَ هذا، وعندما لم يَرُدُ المَلك سأله ند :" حدثني عن چون"

هَزَّ روبرت رأسه قائلا:" لم أرَ رجلًا يمرض بهذه السرعة من قبل لقد أقمنا سلسلة مباريات احتفالا بيوم ميلاد ابني، لو كنت قد رأيت چون وقتها، لكنت أقسمت إنه سيعيش إلى الأبد. ثم إنه مات.

كان المرض كالنار في أحشائه وأحرقه عن آخره، ثم توقف إلى جوار عمود، أمام واحد من آل ستارك مات منذ زمن، وأضاف: "لقد أحببتُ ذلك الرجل".

قال :ند: «کلانا كان يُحِبُّه»، وصمت لحظة قبل أن يُردف: «كاتلين تشعر بالخوف على أختها، كيف تتعامل لايسا مع حُزنها؟».

لوی روبرت فمه وقال بضيق:" إنها ليست بخير، في الحقيقة أعتقد أن المرأة فقدت صوابها يا ند، لقد أخذت الصبي وعادت به إلى "العش" رغم أني لم أوافق على ذلك في الظروف العاديه لم اكن سادع هذا التصرف يمر مرور الكرام..... كنتُ أريده أن ينشأ الصبي عند تايون لانستر في كاسترلي روك. چون كان بلا إخوة أو أبناء آخرين، فهل كان ينبغي علي أن أترك النِّساء تُرَبِّي سيد الشرق التالي ؟".

كان ند ليأتمن أفعى على الصبي أكثر من اللورد تايوين، لكنه لم يتلفظ بشكوكه هذه، فبعض الجروح القديمة لا يندمل تماما حقا ويبدأ في النزيف من جديد مع أقل كلمة هكذا قال بحذر: «لعل الأم خافت من أن تفقد ابنها، فهو لا يزال صغيرًا جدا».

قال روبرت: «في السَّادسة، وسقيم، وسيّد "العش"، لترحمنا الآلهة ،حري بلايسا أن تشعر بما في هذا من شرف، فاللورد تايوين لم يتَّخِذ تابعا شخصيا له من قبل ولانستر عائلة عظيمة . لكن لايسا رفضت مجرد الفكرة، ثم إنها غادرت في جوف الليل دون أن تستأذن حتى كنت غاضب للغاية»، وتنهد بعُمق وأضاف: «الصَّبي مسمى على اسمي هل كنت تعرف هذا ؟ روبرت آرن،لقد أقسمت أن أحميه فكيف أفعل هذا وقد فرَّت به تلك المجنونة ؟».

قال ند:" سآخذه تابعًا شخصيّاً لي إذا شئت. لا بُدَّ أن لايسا توافق على هذا، هي وكاتلين كانتا قريبتين في صباهما، كما أن لها مكانا هنا. كذلك".

رَدَّ المَلك:" عرض كريم يا صديقي، لكن فات الأوان، اللورد تايون أعطى موافقته فعلا، وتنشئة الصَّبي في مكانٍ آخر ستكون بمثابة إهانة له وانت تعرف حجم كبرياء تايون".

-" سلامة ابن أختي تَهُمُّني أكثر من كبرياء آل لانستر".

_" لأنك لا تنام مع واحدة منهم"، قال روبرت وقهقة لتدوي قهقهته بين القبور وترتد عن السقف المقنطر، وابتسامته الواسعة تُضيء من بين. أدغال لحيته السوداء الكثيفة.

_" آه يا ند، ما زلت شديد الجديَّة"، ووضعَ ذراعه حول كتف ند وقال: «لا بُدَّ أنك تساءلت لِمَ جنتُ أخيرًا إلى وینترفل بعد كل تلك السنين».

كانت الشُّكوك تُخالِج ند وإن لم يُصَرِّح بها واكتفى بأن قال بكياسة:" من أجل متعة صُحبتي بالتأكيد كما أن هناك "الجدار". يجب أن تراه يا جلالة الملك، أن تمشي بين شُرفاته المحصنة وتتكلم مع الرجال الذين. يحمونه، إن حَرس الليل الآن مجرَّد ظِلُّ لما كانوه من قبل. بنجن يقول قاطعه روبرت قائلا: «لا شك أني سأسمع ما لدى أخيك لاحقا"

_" لكن رو.... "

_" ند منذ متى و"الجدار" قائم ؟ ثمانية آلاف عام ؟انا متأكد أنه سيظل قائما لبضع أيام أخرى. ان لدي اهتمامات أكثر إلحاحا الآن، نحن في أوقات عصيبة وأنا أحتاجُ رجالا صالحين حولي رجالا مثل چون آرن لقد خدم كسيد "العش" وحاكم الشرق ويد الملك، ولن يكون من السهل أن يحل أحد محله».

- «ابنه ... » .

قال روبرت بفظاظة: «ابنه سيرث "العش" وكل دخوله وإيراداته، لا أكثر ولا أقل "

فاجأ الرَّدُّ ند ، فتوقف مندهشًا والتفتَ يَنظُر إلى مليكه قائلا: «لطالما كان أبناء آرن حكّام الشرق اللقب يُرافق المقاطعة».

قال روبرت: «ربما يستردُّ هذا الشَّرف عندما يبلغ، لكني أفكر في العام الحالي، والعام القادم ولد في السَّادسة من عمره ليس بقائد يا ند».

-" في زمن السَّلام يكون اللقب مجرَّد شرف. دعه يحتفظ به، إن لم يكن من أجله فلأجل خاطر أبيه . لا شك أنك مدين لجون بهذا على الأقل لقاء خدمته"

لم يبد الملك مسرورًا بهذا، ورفع ذراعه عن كتف ند قائلًا: «خدمة چون كانت واجبه الذي يدين به لمليكه أنا لستُ ناكرا للجميل يا ند، وأنت من بين الجميع من المفترض أن تعرف هذا، لكن الابن ليس أباه، و مجرد صبي في السادسة لن يستطيع السيطرة على الشرق بأكمله»

ثم لانت لهجته وقال: "لكن دعنا من هذا فثمة منصب أكثر أهمية لمناقشته" ،

وأمسك ند من مرفقه وقال له : «أنا في حاجة إليك يا ند».

_«أنا رهن إشارتك يا جلالة الملك».

كانت كلماتٍ من المحتم أن يقولها، وهكذا قالها وقد انتابه القلق مما سيتبعها.

لم يبد أن روبرت قد سمعه أصلا، واندفع يقول: «تلك الأعوام التي قضيناها في "العش"... بحق الآلهة كانت أعواما رائعة، أريدك إلى جانبي. مرة أخرى يا ند، أريدك هناك في كينجز لاندنج، وليس هنا عند نهاية العالم، حيث لا تفيد أحدًا بشيء»، وتطلع روبرت إلى الظَّلام، فبدا للحظة كتئيبت الملامح كأحد آل ستارك.

_«أقسم لك، الجلوس على العرش أصعب ألف مرة من الفوز به العمل ،مُرهِق جدا ، وعَد القروش النُّحاسيَّة أسوأ حتى والنَّاس... إنهم لا ينتهون أبدًا أجلس هناك على الكرسي الحديدي الملعون وأسمعُ شكاواهم التافهة إلى أن يُصاب ذهني بالخدر ومؤخرتي بالتقرحات، كلهم يريد شيئًا، المال أو الأرض أو العدالة، والأكاذيب التي يروونها... وكل لورد وليدي في بلاطي ليسوا أفضل منهم بحال. إنني محاط بالمنافقين والحمقي، من شأن هذا أن يصيب أي رجل بالجنون يا ند،وعندما نكون في أزمة نصفهم لا يجرؤ على إخباري بالحقيقة والنصف الآخر لا يستطيع العثور عليها...... تأتي عليَّ ليالٍ أتمنّى فيها لو أننا خسرنا معركة الثالوث، آه، لا، ليس حقا، لكن.. "

قال ند بخفوت:" أفهمك".

رمقه روبرت قائلًا:" أعتقد أنك تفعل، وإذا كانت هذه هي الحقيقة فأنت الوحيد يا صديقي القديم"

، وابتسم وقال: «لورد إدارد ستارك، إنني أرغب في توليتك منصب يد الملك».

هوى ند على رُكبة واحدة لم يكن العرض مفاجئًا له، فلاي سبب آخر كان روبرت ليقطع كل تلك المسافة؟ يَدُ المَلك كان ثاني أقوى رجل في الممالك السبع، يتكلم بصوت الملك، يقود جيوش الملك، ويصوغ قوانين الملك، وفي أوقاتٍ يجلس حتى على العرش الحديدي ليقيم عدالة الملك، عندما يكون الملك غائباً أو مريضا أو غير متواجد لسبب أو لآخر.

كان روبرت يعرض عليه مسؤولية بضخامة البلاد ذاتها وكان هذا آخر شيء يريده في الدنيا.

قال: «جلالة الملك، أنا لستُ جديرًا بهذا الشَّرف».

دمدم روبرت بنفاد صبر لا تعوزه الدُّعابة: «لو أردتُ أن أشرفك لتركتك تتقاعد، إنني أريدك أن تدير المملكة وتقود الحروب بينما أقطعُ طريقي إلى قبر مبكّر أكلا وشُربا »، وربَّت على بطنه قائلا بابتسامة عريضة: «أتعرف ما يقولونه عن الملك ويَدِه؟».

كان ند يعرف القول: «ما يحلم به الملك يبنيه اليد».

_"ضاجعت ذات مرَّةٍ صيَّادة سمك قالت لي إن الدهماء لديهم طريقة أخرى يُرَدّدونه بها: الملك يأكل واليد يمسح الخراء"، وألقي روبرت رأسه إلى الوراء وأطلق ضحكته المجلجلة، فتردَّد صداها في الظَّلام، ومن كل مكان حولهما بدا أن أموات وينترفل يُراقبون بعيون باردةٍ مُستنكرة.

أخيرا خفت صوت الضَّحك ثم توقف، وكان ند لا يزال على ركبته ولم يرفع عينيه، فقال الملك:" تبا يا ندا يُمكنك أن تُجاريني بابتسامة على الأقل" .

قال ند بلهجة محايدة: «يقولون إن البرد يشتد هنا في الشتاء لدرجة أن ضحكة الرجل تتجمد في حلقه وتَخنُقه حتى الموت، ولربما هذا هو السبب الذي يجعل لدى عائلة ستارك حِسَّ دعابة منخفض للغاية».

تعال معي إلى الجنوب وسأعلمك كيف تضحك من جديد.

لقد ساعدتني على الفوز بهذا العرش اللعين، فساعدني الآن على الاحتفاظ به.

كان من المفترض دوما أن نَحكُم معا . لو كانت ليانا قد عاشت لكنا قد صرنا أخوين يربطهما الدم بالإضافة إلى الحب، حسن لم يفت أوان. هذا. أنا لدي ابن، وأنت لديك ابنة ابني چوف وابنتك سانسا سيربطان بين عائلتينا كما كنتُ وليانا سنفعل من قبل.

أما هذا العرض فقد فاجأه بالفعل" سانزا في الحادية عشرة لا أكثر".

لوح روبرت بيده بصبر نافد وقال: «كبيرة بما يكفي للخطبة، أما الزواج فيمكنه أن ينتظر بضعة أعوام، ثم ابتسم الملك وقال: «والآن انهض عليك اللعنة وقُل نعم!».

أجاب ند:" لا شيء يُمكنه أن يُسعدني أكثر من هذا يا جلالة الملك" ،

ثم قال مترددا:" كلُّ هذا التكريم غير متوقع على الإطلاق، هل لي في بعض الوقت للتفكير ؟ ويجب أن أخبر زوجتي كذلك" .

-«نعم، نعم. أخبر كاتلين لا تتخذ قرارك الآن»، ومَدَّ المَلك يده. وقبض على يد ند وسحبه لينهض مضيفًا: «لكن لا تتركني منتظرًا طويلا أنا لستُ بالرجل الصبور».

لوهلة أفعمَ إدارد ستارك وسواس مقلق إن هذا مكانه، هنا في الشمال. تطلَّع إلى التَّماثيل الحجريَّة في كل مكان حوله وهو يتنفس بعمق في صمت السرداب البارد. كان باستطاعته أن يشعر بأعين الموتى المسلطة عليه، ويعرف أنهم كانوا يُصغون لما قيل... والشّتاء قادم.

=======================

2024/04/07 · 28 مشاهدة · 1427 كلمة
AMON
نادي الروايات - 2025