لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
====
مر اليوم بشكل سريع للغاية, وجدت أن الليل قد حل وسط العملية, لذا فقد امتنعت عن النوم ببساطة وأكملت.
جسدي ليس عاديًا, كما أني مُتقن للحركة الأولى من فن وصية الكسل, يمكنني أن ابقى مستيقظًا لمدة شهرين تقريبًا دون أي أعراض جانبية, وخمسة أشهر تقريبًا أن أردت الوصول إلى حدودي.
كنت حذرًا للغاية في التعامل مع الجرعة وتأكدت من أن كل شيء نظيف ومُعقم عدة مرات, آخر ما أردته هو أفساد الجرعة قبل تسليمها إلى ايلارا.
تحليلها وأجراء هندسة عكسية صعب ومعقد للغاية, سيتطلب فهم كل هذه الأشياء أشهر مني.
لم أستطع أنهاء العملية في أقل من يومين إلا بسبب العلم الهائل الذي تعلمه كاسيان السابق في مجال الصيدلة والطب بشكل عام, بالإضافة إلى مدى التطور الذي وصلت له مختبرات هذا العصر.
أنها بعيدة للغاية عن ما يمكن رؤيته في العصر الواحد والعشرين, مستوى مختلف كليًا.
أيضًا, لم يكن هدفي حاليًا هو الفهم, بل أجراء كل الفحوصات وتدوين المعلومات بالتفصيل الممل, وتصوير كل شيء منذ البداية حتى النهاية.
مراقبة التفاعلات وطريقة تصرف المواد…
عندما أكون متفرغًا في المستقبل, سأخرج هذه السجلات وأبدأ دراستها, قد يستغرق الفهم عدة أشهر, والتجريب العملي أشهر أضافية.
ولكن هناك مشكلة أضافية, التجربة العملية تتطلب الحصول على الموارد.
الأمبروسيا… فقط الأقزام يملكونها, باقي المواد نادرة للغاية ولكن يمكن للمال شرائها وإن كانت غالية, لذا فلا بأس.
ولكن بالنسبة للأمبروسيا… أنها مشكلة حقًا.
سأترك الأمر للمستقبل… حتى أن لم اتقن صنع جرعة أسطورية, فعلى الأقل ستزداد خبرتي كثيرًا.
في منتصف اليوم الثاني توقفت عن التدوين, أعدت السائل إلى الجرعة الأصلية ثم إلى المخزون, تأكدت اولًا أني لم أُغير أي شيء فيها عن طريق الخطأ.
أخذت بعض القطرات منها, تأكدت أنها لن تؤثر سلبًا على التأثير لذا فلم أقلق كثيرًا.
لا يزال أمامي نصف يوم قبل أن يحين وقت الألتقاء بالحزب, لذا فقد أستئنفت عملية صنع جرعة لمقاومة تأثير الفاكهة المقدسة.
كنت قد أنهيت أغلب العملية مسبقًا, في ذلك الوقت عندما أكتشفت الطفرة الجينية في دمائي, لذا لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا أيضًا.
لم يكن الأمر سهلًا بالتأكيد… عانيت من الصداع الشديد وأُجبرت على أخذ ساعة للراحة تقريبًا.
'أشغلتني هذه العلوم حقًا…' تنهدت وانا أفكر.
قبل أن أنتقل إلى هذه الحقبة الزمنية, كُنت متقنًا بشكل عميق للفيزياء, والآن الصيدلة والكيمياء وعلوم المانا.
وقريبًا سأبدء في دراسة علوم الأثير, التي أشك أنها تتجاوز كل ما سبق صعوبة…
بالطبع, هناك جانب أيجابي لكل شيء.
بما أني أجريت تجارب لمدة ثلاث أيام, حصلت على بعض نقاط الصانع بسبب التعمق في العلوم.
4.2 نقطة… أكثر بضعفين تقريبًا من ما كنت سأحصل عليه لو درست من الهاتف بشكل عادي.
من تجربتي حتى الآن: الدراسة من الهاتف تُصدر النقاط الأقل, والدراسة العملية تنتج الكمية الأكبر.
كيف سيكون الأمر عندما أتعلم تحت معلم مختص؟
فكرت قبل أن انهض, وأنهيت من صنع جرعة ليونيل, بالإضافة إلى ورقة تشرح له مصدر الفاكهة المقدسة وكيف يُصنع التركيز وعواقب شربه دون أمبروسيا.
ثم أستدعيت ألفريد وجعلته يوصل الجرعة له, آخر ما أردته هو رؤية ذلك الوجه مرة أخرى… التفكير بما فعل في القاعة العليا لا يزال يُغضبني حتى الآن.
بغض النظر عن اسفادتي من عدمها, لا يزال تحركه ذاك ضدي.
ثم ذهبت لأستحم, أرتحت لساعة أخرى وأرتديت ثياب غير رسمية.
وفي النهاية, خرجت من غرفتي للعثور على سيرا, لا يزال لي عمل أخير معها قبل أن اغادر.
**
"داريستان موونهولد؟" سألتني سيرا وهي تحاول التأكد من ما أن كان كلامي صحيحًا.
الليل حل منذ بعض الوقت وكانت على وشك الذهاب للراحة على الأرجح, ولكني أوقفتها في اللحظة الأخيرة.
يقوم أعضاء المجلس بالأعمال الورقية في هذه القاعة بحضور الملك عادة, ويطلبون رأيه في الأمور المهمة.
لذا فبالطبع, السبعة نفسهم موجودين هنا, أربعه كراسي على اليمين وأربعة على اليسار, وأمام كل واحد طاولة عليها أوراق.
لم يهتموا كثيرًا بحضوري في البداية, حيث في أيديهم أشياء أكثر أهمية على الارجح, ولكن منذ أن نقطت أسم داريستان…
"وريث موونهولد…" عرفت سيرا عن وجود داريستان مسبقًا, ومن المرجح أن ميلينا فعلت أيضًا, ولكن البقية لم يعلموا إلا الآن.
تركوا الأوراق جميعًا عدا ميلينا, وركزوا علي وعلى سيرا.
"ماذا يُريد؟ وما الذي يُلزمنا أن نتستر عن وجوده بينما الشمال في أمس الحاجة له؟" سألتني سيرا بجدية تامة.
"أنه لا يزال غير ناضج كفاية ليحكم دون وجود مجلس ولا أي أعضاء من عائلته, أن ذهب إلى الشمال الآن فسوف تزداد الفوضى, وربما يحاول الأقزام والعفاريت قتله. أرادته هي الذهاب إلى أكاديمية الأمل, والدخول إلى صف النخبة ذاته الذي وضعتم داريان فيه. بمجرد أن يصبح قويًا كفاية سيحكم الشمال مجددًا." تحدثت دون أدنى تردد, وأبقيت عيوني ثابته على وجهها.
"أنت تطلب أن نصنع له هوية مُزيفة ونهربه إلى الأكاديمية, أيبدو هذا منطقيًا لك؟" سألتني فاليريا بشكل جدي.
عرفت أن الأمر يبدو سخيفًا, ولكني وعدت كيليان وداريستان بالفعل أني سأتكفل بالأمر, لذا فلا يوجد مهرب.
لو كنت الملك لفعلت هذا ببساطة دون سؤالهم حتى, ولكن… نظرت إلى سيرا.
"فقط أدخلوه إلى صف النخبة ولا تذكروا أي معلومات عن هويته, هذا يكفي." تحدثت.
بعد أن أنتهيت من الكلام, تركت ميلينا الأوراق في يدها أخيرًا, ونظرت نحوي.
"ما الذي يجعلك تظن اننا مضطرين إلى الاستماع لك؟" لهجتها ساخرة ومتلاعبة للغاية.
حاولت أن لا أرد عليها, أنها تستفزني بشكل واضح… أظهار غضبي مثل التعرض للهزيمة.
"لأني لا أزال أمتلك مكانًا في هذا القصر, ألم تقولي ذلك بنفسكِ؟ لن تنخفض مكانتنا فقط لأنها أخذت الحكم." أشرت إلى سيرا بعيني.
أصبح تعبير ميلينا جديًا: "أظهر أحترامًا أكثر من هذا, لا تجرب حدودنا أكثر!" ثم بعدها عادت إلى طبيعتها الساخرة, تكاد تصل إلى مستوى لوانا.
"ولقد ألتزمت بكلامي بالفعل, أحترمناك كثيرًا وسمحنا لك بأخذ أغلى كنوز العائلة, ولكنك لا تزال تطلب المزيد, اليس لجشعك حدود؟" أكملت ميلينا.
وقبل أن أرد عليها, تدخلت سيرا.
"بالفعل.. فالنجري تجارة هنا." نظرت إلى وجهها المبتسم, من الغير مألوف رؤيتها هكذا.
هل ستعلن الحرب ضدي بالفعل؟ أليس هذا مبكرًا للغاية؟
ماذا عن كل ما تكلمنا عنه سابقًا؟
حتى ميلينا تغيرت تعابيرها قليلًا.
أغمضت عيني قليلًا وشعرت بالقلق, أنتظرت عرضها بصبر.
"سوف أُدخل فتى موونهولد إلى الأكاديمية وصف النخبة تمامًا كما قلت, بل سأضمن لك بنسبة 100% أن لا يتعرف عليه أحد ولا تنتشر الأخبار. وفي المقابل عليك الذهاب معه, والمشاركة في نفس الفصول التي يشارك فيها, وأذهب إلى المعلم بروس كما أخبرتك في الأيام السابقة." أبتسمت بشكل مشرق وهي تنظر الي.
"ولكني لا أستطيع -" قبل أن أكمل كلامي, قاطعتني.
"تعلم فنون المانا إلى القمة, وستجد نفسك قادرًا على التغلب عليها عندما تواجه خصمًا متمكنًا. شخص موهوب مثلك بالجرعات لن يواجه مشاكل من تلك الناحية, هناك الكثير من المواضيع المشتركة."
أردت أن اعترض, ولكنها لم تسمح لي.
"هذا هو عرضي. أن لم ترد ذلك فغادر ببساطة." نظرت إلى وجهها, ثم إلى اعضاء فيلق الظل الذين وقفوا خلفها.
تغيروا كثيرًا, وكذلك ملابسهم.
أرتدوا ملابس جيش النخبة للعائلة, ولكن مع بعض الأضافات.
بنطال أزرق غامق وقميص من نفس اللون, ثم معطف أسود يصل إلى الركبة. قفازات وأحذية سوداء.
ومن اليدين حتى المرفقين وضعوا درع يد معدني كذلك الذي وضعوه الفرسان في العصور الوسطى.
وفي أعينهم… القليل من الحياة.
"حسنًا أذًا.." أومأت برأسي, وتنهدت.
لا مجال للأخلاف بوعدي, كما أني خططت للتوجه إلى المركز على أي حال مسبقًا.
ولكنها أجبرتني على فعل شيء ما, حتى لو كنت اخطط لفعله مسبقًا, فقد أجبرتني.
لن أنسى هذا.
***
بعد أن خرج كاسيان, عم بعض الضجيج في القاعة..
***
في قاعة الأجتماعات التي أعتاد الحزب على الألتقاء فيها, جلس الجميع ونظروا إلى شخص واحد: أيلارا.
أمسك بالجرعة الحمراء بكلتا يديه, والتردد واضح في وجهه.
لم يكن يمانع التعرض للعلاج بل تمنى ذلك بكل قلبه, ولكنه شعر ببعض الحزن من ضعفه.
هل يستحق حقًا هذه الجرعة؟
على الرغم من أنه فقد قدمه بسبب أختفاء جين ذلك اليوم في اللحظة الاخيرة, إلا أن ذلك سبب ثانوي فقط…
السبب الرئيسي هو أنه أفتقر إلى القدرة على القتال بشكل فردي, أفتقر بشدة إلى الطاقة الجسدية عندما نفذت منه المانا.
كان الامر عاديًا بما أنه ساحر, ولكن حتى السحرة يمتلكون دائمًا وسيلة أو أثنتين على الأقل للقتال دون مانا.
أنه يتحدث عن النخبة بالطبع… ليس الجميع جاهزين للقتال في كل الحالات.
لذا, فكان مترددًا, أعادة قدمه لكي يموت غدًا بسبب الضعف؟ ما الفائدة؟
أخذ نفسًا عميقًا, وشرب الجرعة مرة واحدة. لهذا فكر في حل مسبقًا… وقد ناقش الأمر مع جين..
أنه ليس من النوع الجبان الذي يتخلى عن كل شيء عند أول أنتكاسه, لن ينجو من مجتمع الدمى إلا شخص قوي وذو أرادة من حديد.
منذ أن استيقظ, طلب من جين شيئًا معينًا. والصدمة انهم كانوا يفكرون بنفس الشيء منذ البداية.
جين لم يتأكد من نجاح كاسيان بنسبة 100%, لذا فقد أتخذ بعض الأحتياطات مسبقًا وطلب من كيليان اجراء عدة فحوصات على الذراع الميكانيكية.
لمدة أسبوع ونصف دون النوم, يعيدها إلى كيليان عندما يحتاجها ويستعيدها في الاوقات الأخرى.
ثم درس باستخدام الكُتب, وبما أن أحصائية الحكمة لديه في الرتبة SS+, المعلومات داخلت عقله مثل الماء.
مجرد قراءة الاشياء مرة واحدة تكفي لأن يحفظها ويفهمها, وبأسبوعين أتقن نسبة معينة من حرفية ومبدأ الذراع الميكانيكية.
بالطبع لا يزال عاجزًا عن صنع شيء بنفس الأتقان, حيث أن ذلك سيتطلب أشهر أو سنين من الدراسة, ولكنه يمكنه أستخدام نفس المبدأ.
على الأقل من الناحية الميكانكية.
الذراع الميكانيكية تستطيع أستخدام المانا الموجودة في الهواء كوقود, وكبديل أخير طاقة الجسم نفسها للعمل, أعادة صنع هذا الجزء سيحتاج على الأقل دراسة علوم المانا والبيولوجيا البشرية.
هناك أيضًا مساحة تخزين متوسطة الحجم, مما يتطلب معرفة بعلوم المانا المتقدمة والرونيات.
كل تلك العلوم تحتاج أشهر وسنين لتطبيقها, حتى شخص مثل جين لن يستطيع تعلمها بأسبوعين ببساطة.
ولكن ذلك لا ينطبق بالضرورة على الجانب الميكانيكي…
أخرج من المخزون الخاص به هيكل معدني غريب الشكل, من الواضح أنه مخصص لأرتداءه حول القدم ودعمها.
مر الوقت بسرعة, لحظات ثم دقائق, وقبل أن يلاحظ أحد أجزاء لحم وعظام جديدة تكونت لأيلارا.
خلايا جديدة ولحم وعظام ودماء وأعصاب… عادت قدمه تمامًا كما كانت وأفضل حتى, قد يواجه بعض المشاكل عند المشي ولكن ذلك للأيام الأولى فقط.
"خذ هذا." سلم جين الهيكل لأيلارا, وأرتداه حول قدمه بلا تردد.
"سيساعدك على المشي بشكل جيد حاليًا, وسيجعل ركلاتك قوية مثل الرصاص." تحدث جين أثناء النظر إلى قدم أيلارا التي نمت للتو.
"أتمنى أن تكون مناسبة, حيث وضعت كل طاقتي العقلية لصنع هذا الهيكل."
"يُعجبني رغمًا عني.." أبتسم أيلارا عندما وجد الهيكل يُناسب قدمه تمامًا, ثم أنزل بنطاله ليغطيه بالكامل.
وتمامًا هكذا, سددنا الدين لأيلارا…
=====
لا تنسوا التعليق.
سيرفر نقابة المؤلفين في خانة الدعم.