لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

مرت الرحلة ببطء شديد, الأزدحامات المرورية تكاثرت كلما أقتربنا أكثر نحو المركز, وحواجز الامان أوقفتنا لمدة عشر دقائق كل 15 كيلومتر من السفر.

كل ما فعلته في الرحلة هو التحديق بالأشجار العالية الجميلة, كان ذلك ممتعًا أول ثلاث دقائق.

توقفنا للاكل عندما وجدنا محطة سريعة للتزود بالوقود, ازعجني أنه لا يملك أي طعم او نهكة, ولكنه أفضل من لا شيء, تفاجئت عندما أخبرني الأخرين أن له طعم جيد.

كانت المحطة تحت حماية الجيش بالطبع لذا فلم نقلق من مداهمات الوحوش البرية الموجودة بين المدن.

المساحة بين المدن الاساسية أكثر أزدحامًا بالوحوش من غيرها, ولهذا يتجول آمون أحيانًا ويقضي على موجات الوحوش التي يصادفها لأبقاء الأمن, وأحيانًا يترك عاتق تلك المهمة على قوات الحكومة.

مهمة الحكومة الأولى والأهم هي أبقاء النظام وحماية البشر العاديين, والأولوية هي التأكد وضمان المستقبل البشري.

هناك العديد من عملاء الحكومة في الرتبة S+, والبعض في SS-, ولكن لا أحد أعلى من ذلك إلا آمون ودافين.

بمجرد تجاوزنا حاجز الآمان الأخير ودخولنا حدود مدينة الحصن المركزية, أحسسنا بوضوح كيف تغير الهواء من حولنا, أصبح أنظف وذو رائحة أفضل.

حتى كثافة المانا تضاعفت تقريبًا, ربما ذلك بسبب قربنا للحواجز كثيرًا, أو شيء آخر.

تمت أحاطة المدينة المركزية بأسوار شاسعة أمتدت حولها بالكامل, وهو أمر مثير للدهشة نظرًا إلى أنها بحجم دولة كاملة, وحول العشرين مليون نسمة تعيش هنا.

وعندما تبدأ الحرب, حواجز مانا ضخمة ستغطي السماء وتشكل شكل قُبة, وتدميرها شبه مستحيل.

المكان الأكثر آمانًا في العالم للبشر بلا أي أستثناء أو شك. هو مدينة الحصن.

"هل تعرف الطريق من هنا؟" فتحت النافذة التي فصلت بيننا وبين السائق, ثم سألته.

"أ-آه.. نعم, لقد زودني أولئك الرجال بالمعلومات." أرتجف أثناء الكلام, خاصة عندما ذكر شيئًا عن أولئك الرجال.

لماذا ردة الفعل هذه؟ هل الشخص الذي زوده بالمعلومات من فيلق الظ- أعني الفرسان؟ ضحكت داخليًا, ثم أغلقت النافذة.

اشكالهم قد تكون مخيفة بالفعل, خاصة للناس الغير مستيقظين, ليس الأمر انهم سيئوا المظهر او شيء كذلك, بل أن البيئة التي عاشوا فيها أغلب حياتهم لم تجعلهم أجتماعيين للغاية.

نظروا إلى كل شيء حولهم كآلات, وبالكاد أستطاعوا التفكير بمشاعر غيرهم, أو حتى محاولة التعامل مع الأخرين بأحترام.

..

يبدو أن الأمور تسير بسلاسة الآن.

ساعة ونصف أضافية, ثم توقفت السيارة أخيرًا, ونزلنا.

"هذه هي ساحة التدريب, والأكاديمية على بعد عشر دقائق مشيًا من ذلك الأتجاه." خرج السائق من السيارة ليدلنا على الأماكن, ثم ركب مرة أخرى وغادر فورًا, سيكون محظوظًا أن عاد إلى الغرب قبل منتصف الليل.

لم أحتاج إلى أخراج أي حقائب او حمولة بعد ركوب السيارة لوقت طويل جدًا, مما جعلني أشعر ببعض الغرابة.

شعرت بأستمرار أني نسيت شيئًا ما في السيارة على الرغم من أن المخزون ملتصق في جبيني, شعور غريب حقًا.

مشينًا أنا وداريستان فورًا نحو ساحة التدريب لانهاء الأمور سريعًا, بينما أخذ جين وقته في النظر. وبشكل غريب أحاط حشد من الناس به في الثانية التالية… نسينا أنه مشهور.

تجاهلناه وأستمررنا بالمشي, متجاهلين تعابير وجهه المتوترة والمذعورة.

قدراته الأجتماعية سيئة للغاية, حتى لو كان جيدًا معنا فإن ذلك فقط لانه اعتاد على حضورنا لا أكثر.

ولكن حول أناس لا يعرف أسمائهم حتى, أختفت كل الأفكار من عقله.

.

الساعة تجاوزت الثالثة ظهرًا بقليل, أي أن المعلم بروس من المفترض أن يكون هنا بالفعل.

مبنى التدريب أنسجم مع المباني حوله بشكل جيد, إلا أنه بدا قديمًا بعض الشيء عند المقارنة, ربما ذلك بسبب طلب خاص من بيرين.

كان الجدار الأمامي باكمله عبارة عن زجاج وكذلك الباب, كسر الزجاج وسرقة كل مافي الداخل سيغري الكثير من اللصوص, إلا أن اقوى سياف ينام هناك.

بعد الباب الزجاجي كانت هناك غرفة أنتظار عادية, وأضطررنا إلى التوقف لبعض الوقت.

"هل تملكون موعدًا؟" سألنا موظف الأستقبال, الذي شعرت… بشكل غريب أنه ليس موظف أستقبال تقليدي.

كان بيرين يُدرب عشرات الأشخاص على فنون السيافة التقليدية وليس فقط داريان, ولكن سيف الصباح حصري لوريثه.

في العالم بأكمله, فقط ثلاث كائنات حية تملك معرفة عن كيفية أتقان سيف الصباح: بيرين, داريان وجين.

أضطررنا إلى الأنتظار قليلًا حتى أنتهى جين من التجول في الخارج, ثم دخل بوجهه المرهق المألوف.

نظر الينا ببعض الغضب بسبب التخلي عنه, ولكنه سرعان ما تجاوز الامر وأظهر وجهه إلى موظف الأستقبال.

"آه.. نعم على الفور." تحدث الموظف قبل أن ينطق جين بكلمة, وذهب ليفتح الباب.

"المعلم يتحدث مع السيد بروس الآن, ولكنك تستطيع الدخول مع هؤلاء أن أردت." عامل الموظف جين بأقصى درجات الأحترام, ثم ذهب راكضًا نحو الباب الزجاجي ليمنع أندفاع الناس.

"معلمي! الشخص الذي نحدثت عنه قد أتى" صرخ بصوت عالي ليسمعه بيرين في الغرفة المجاورة.

تجاهلناه, ودخلنا الغرفة, التي يفترض بها أن تكون مجلس التلاميذ العام ومكان الراحة.

الأرضية مصنوعة من مادة تشبه الحصير, لكنها أعلى جودة ومريحة أكثر بكثير, لونها اخضر شاحب أصدرت رائحة تقليدية.

الجدران خشبية, ولكنها صلبة بحيث تستطيع تحمل بعض الضربات, ورائحة البخور الثقيلة أنتشرت في الغرفة.

أستطعت رؤية الأبواب القريبة عند الجهة الأخرى من الغرفة, لم تكن من النوع الذي يُسحب او يُدفع, بل ينزلق إلى الجانب.

وليس بعيدًا للغاية عن تلك الأبواب, في منتصف الغرفة تقريبًا, جلس رجلين على الأرض وبينهم طاولة صغيرة وضع عليها كوبين من الشاي.

في نفس اللحظة, نظروا نحوي بتعابير وجه مختلفة.

تعرفت على الاثنين فورًا, حيث أني اتذكر تصميمهم برعاية كبيرة بنفسي, لن أنساهم بالتأكيد.

ولكني تفاجئت… الشعور حولهم ليس كما توقعته..

نظر بيرين نحوي, أو بالأصح نحو جين, وأبتسم ببطء.

"ليس من عادة أوين أن يدخل الزوار هكذا… على أي حال! مرحبًا بك! وبزوارك أيضًا, يمكنكم الجلوس." تصرف مثل جد من نوع ما, ولم اشعر بهالة القوة التي توقعتها حوله.

أنه يكبح نفسه بشكل جيد للغاية, لولا السيف الأبيض الذي يستريح عند قدمه لأعتقدت أنه أنسان عادي.

من المؤسف أنه لا يملك سيفه الأسطوري, ولكن ما يمتلكه حاليًا كافي ليجعله يتربع عرش السيافين.

وبجانبه, لم يكن بروس أسوء من تلك الناحية, بل ربما أفضل عند أخفاء وجوده.

على الرغم من أنه أدنى رتبة, إلا أن بروس من أفضل البشر أتقانًا لفنون المانا والجسد, ولديه خبره متقدمة في كل الأسلحة التي يمكن للأنسان التفكير فيها.

بسبب استحالة تقدمه إلى الرتبة SS- لحدود الجسد, بدأ يركز على كل شيء آخر ليزيد من قوته الأجمالية, ولم يفشل في ذلك.

قد لا تصل قوته إلى الرتبة SS-, ولكن لا يمكن لشخص ادنى من تلك الرتبة أن يحلم يأيذائه او هزيمته.

نظر بروس إلى جين للحظة, ولكنه تجاهله بعدها وبدأ يوجه أنظاره نحوي ونحو داريستان.

تحركت عيونه بشكل غريب وسريع, مما جعلني اعتقد أنه آلة من نوع ما لثانية, من المؤكد أن هذا الشخص يملك عقل محارب مخيف للغاية.

بعيونه تلك, يستطيع أكتشاف أسرار محاربين ذوي خبرة, ميزاتهم ونقاط ضعفهم, والكثير…

تقدمنا مقتربين نحولهم, وجلسنا متجاورين, يميننا بروس, ويسارنا بيرين.

الأول عاد ليشرب الشاي, والأخير لا يزال ينظر إلى جين ببعض الفضول.

"بيرين, هذا الجسد.." تحدث بروس عندما أنتهى من الشاي, وسرعان ما رد عليه بيرين:

"يا فتى.. يبدو أن الجسد الذي اندمجت معه لشيطان!, او أنه متعاقد عفن!" لم يستطيع بيرين إلا أن يضحك دون تصديق.

"خمنت الأمر عندما سمعت بشأن مهارة التحكم بالصوت تلك, ولكني لم أزد التفكير بما أنها قد تكون من مصدر آخر, مثل مهارة وراثة صنهولد… ولكنك شيطان فعلًا." بدء يضحك كما لو أنه يسخر من جين.

أظلمت تعابير وجه جين قليلًا, ولكن لم تبدو المفاجئة عليه, حتى انا بنفسي صُدمت قليلًا من تلك المعلومة.

'هل كان يعلم أن أب الدمى متعاقد شيطاني؟ هل اخبره جلبيرت بذلك؟' أردت سؤاله بشدة, ولكني عرفت أن الوقت غير مناسب.

عندما لاحظ تعابير وجه جين, تحدث بروس: "لا تقلق لا تقلق, نجن ندرك أن عقلك لأنسان, وإلا لما تجاوزت ذلك الباب الزجاجي." حاول أن يطمئنه, ولكنه وجه تهديدًا عن طريق الخطأ.

"أخمن أن مجيئك يتعلق بسيف الصباح." تحدث بيرين, وأومأ جين رأسه ردًا.

نظر بعدها إلينا - جميع المحيطين بهم, ثم أشار إلى الباب قربه المؤدي إلى غرفة التدريب.

"هل نذهب؟ دون اضاعه أي وقت؟ توقعت قدومك بالفعل لذا لا تقلق." أبتسم بيرين, أرتعش شانبه الفضي للحظة.

وقف, وبدأ يمشي نحو الغرفة الأخرى عندما لحقه جين.

"انا متفاجئ من أنه كبح عنصريته حقًا!." ضحك بروس بصوت عالي عندما اغلق جين الباب خلفه.

تغير تعبير داريستان قليلًا, "ماذا تقصد؟" لم يفهم ما سمعه للتو على الاغلب, أُرجح أنه يكن أحترامًا كبيرًا لبيرين.

كما أنهما يستخدمان نفس نوع السيوف في القتال, لذا فمن المتوقع أن داريستان سيقدر التعلم هنا.

"لا تخبروا أحدًا عن هذا, ولكن بيرين عنصري تجاه كل من هو غير بشري, سواء كانوا أقزام, عفاريت, شياطين او وحوش." تعبير بروس كان ساخرًا للغاية وهو يتحدث.

عرفت هذه المعلومة بالفعل لذا فلم أتفاجئ, ولكني تصنعت ردة فعل عشوائية لكي لا أبدو وقحًا.

ولكن على الجهة الأخرى, داريستان تفاجئ كثيرًا.

"هذا.." أشرقت عينيه بشكل غريب. "أنه مثلي تمامًا!"

نسيت ذلك لبعض الوقت ولكن… داريستان عنصري بنفس القدر…

على أي حال.

"لدي رسالة لك." دون أي مقدمة او محاولة لأطالة الأمر, سلمت الرسالة التي حصلت عليها من سيرا إلى بروس.

—-

"إلى أي درجة وصل أتقانك؟" معطيًا ظهره لجين, سأل بيرين فور دخولهم الغرفة.

"أستطيع ممارسة الحركة الأولى, ولكن ليس في معركة ضد عدو خبير بعد." أجاب جين على الفور, مبديًا أستعداده.

"منذ متى بدأت ممارسته؟"

"شهر تقريبًا."

عند سماع أجابة جين, أومأ بيرين برأسه قليلًا.

"لست بطيئًا للغاية, أما أنك مجتهد للغاية, أو أنك موهوب للغاية. ويبدو لي أن هذا العصر قد أخذ كفايته من المواهب بالفعل."

أومأ جين برأسه, وقال: "ربما الأجتهاد, ربما الموهبة, ربما كلاهما. لا أستطيع التمييز حقًا." بمجرد أن تحدث جين, قابله بيرين, وحدق به بصمت لبعض الوقت.

"أنت… كلماتك جافة للغاية, عليك تعلم كيفية التواصل مع الناس قريبًا أن أردت العيش "كبشري" ."

أومأ جين برأسه, ولم يرد. تنهد بيرين.

"على أي حال… أعرض لي مهاراتك."

أخيرًا قد حدث شيء منطقي منذ وصوله إلى هذا المكان, أخرج جين أحد سيوفه القصيرة من المخزون وأراد أن يبدأ.

ولكن, بيرين أوقفه قبل أن يفعل ذلك.

"ماذا تفعل؟ هل انت مجنون؟" أمسك معصم يده بقوة شديدة, وجعل جين يُصاب بشلل نفسيًا.

أرتعش داخليًا, وعند النظر إلى تلك العيون, لم يستطع إلا ادراك الفرق بين أوكتافيوس وهذا الشخص.

أراد أن يسأل عن المشكلة ويستفسر, ولكنه لم يستطع نطقها.

"هذا سيف مغتال!, ليس مبارزًا. أرجع عندما تحصل على واحد لائق." عبس بيرين وأفلت جين.

"كيف وصل اتقانك إلى هذا المستوى وانت تستخدم سيفًا خاطئًا؟ هل تصبح الأمور أسهل مع مرور الوقت؟"

نظر جين إلى الأرض, ثم إلى سيف بيرين الذي وضعه بعيدًا عند الحائط.

أستمر في التحديق لبعض الوقت, عشر ثواني تقريبًا, ثم تحدث: "لا داعي لذلك, لدي واحد الآن."

تغيرت تعابير بيرين, وعندما وجه أنظاره إلى جين رأى شيئًا مثيرًا للأهتمام.

المانا كانت تتحول بشكل غريب, وفي غضون لحظات فقط بدأت تتخذ شكل لسيف صلب.

لم يُصنع من مادة أستثنائية للغاية, ولكنه لائق للتدريب على الأقل, والأهم أن قياساته كانت مثالية لفن سيف الصباح.

قد يظن الشخص العادي أن جين اخرج هذا السيف من مخزونه, ولكن بيرين عرف حقيقة ما حدث على الفور.

'تحولت بُنية المانا لتصنع ذلك السيف, المهارة التي أستخدمها تستغل بعض المفاهيم من الأثير ولكن بشكل غير مُباشر.' أومأ بيرين برأسه أعترافًا, وأقر بمدى فائدة المهارة التي استخدمها جين.

"جيد, أكمل." لم يحاول طرده بعد الآن, وبدء يُركز بشكل جدي .

2024/04/07 · 283 مشاهدة · 1760 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2025