بعدما انتهى العرض الصباحي لـ “كتيبة المشاغبين”،
انفضّت الضحكات من أرجاء القصر،
وبدأ الجميع يتوزعون كأنهم لم يتسببوا قبل لحظات في فوضى عارمة.
لكن سامرو لم يتحرك من مكانه.
بل أشار بإصبعه إلى أربعة منهم،
وأشار بوضوح، دون كلمات:
“أنتم… ابقوا.”
•
كانوا: يوغاو، إيتاشي، ساسكي… وشيسوي الذي ظلّ واقفًا بجانبهم كقائد للفريق.
نظر سامرو إليهم بصمتٍ لثوانٍ،
ثم رفع حاجبه، وقال بنبرة جادّة تحمل سخريته المعتادة:
— “حسنًا، لنبدأ التحقيق.”
رفّت عينا يوغاو.
لم تعرف ما إذا كان يمزح أم يهمّ بإلقاء القبض عليها.
•
— “الاسم؟”
قالها سامرو وهو ينظر مباشرة إلى يوغاو.
أجابت فورًا، بصوتٍ رسمي:
— “يوغاو أوزوكي.”
— “الرتبة؟”
— “تشونين، قائدة فريق حاليًا في الأكاديمية.”
— “العلاقة بشيسوي؟”
هنا…
صمتت.
واتسعت عينا شيسوي قليلاً،
بينما ساسكي نظر جانبًا متجنبًا الانتباه، وإيتاشي خفض رأسه كما لو أنه يصلي للهدوء.
يوغاو تمتمت:
— “صديقة.”
رفع سامرو حاجبًا آخر:
— “هل هذا ما يقولونه هذه الأيام؟”
ضحكت يارا في الخلف،
تاركة سامرو يواصل مهمته التأديبية.
•
أكمل، وهو ينظر لشيسوي هذه المرة:
— “متى بدأت هذه… الصداقة؟”
قال شيسوي بهدوءٍ يليق به:
— “قبل عام تقريبًا… أويـاجي.”
— “وهل تعرف من هي؟”
أومأ.
— “وهل أنت مستعد لأن تتلقى تقنيّة من رتبة S إذا تسببت لها بأي دمعة؟”
أومأ ثانيةً، دون تراجع.
•
نظر سامرو إلى يوغاو مجددًا،
وأعاد نبرته إلى الجدية:
— “هل تعلمين أنني قاتلت أعداء من مستويات لم تسمعي بها، لكن لا شيء يجعلني أكثر توترًا من فكرة أن أراكِ تؤذين شيسوي؟”
نظرت إليه، بعينين فيها من الاحترام أكثر مما فيها من خوف.
قالت بهدوء:
— “أنا لا أريد سوى أن أحميه.”
•
في تلك اللحظة،
ابتسم سامرو،
وتراجع خطوة،
ثم قال:
— “مرحبًا بك في العائلة، يا يوغاو.”
**
ضحك شيسوي بخفة،
وكأن الجبل الذي كان على ظهره… تبخّر.
•
ثم التفت سامرو إلى ساسكي وإيتاشي،
وتفحّص نظراتهما.
— “وأنتما؟”
إيتاشي قال بهدوء:
— “لا أحد.”
ساسكي تمتم:
— “ناروتو مزعج… هذا كل شيء.”
ضحك سامرو بصوتٍ مرتفع:
— “إذن، هذا التحقيق مغلق…
لكنني أراقبكم جميعًا.”
•
وفي زوايا الصالة،
كانت يارا تبتسم،
تكتب شيئًا في دفترٍ صغير…
قالت في سرّها:
“كاتي… أخيرًا عدت بالكامل.”
⸻
لمّا انتهى التحقيق، تفرّق الصغار يضحكون،
وبقي إيتاشي… لم يتحرّك.
**
كان واقفًا بجوار ساسكي،
لكن عينيه لم تفارقا سامرو.
فيها تردّد… لا خوف.
رغبة في الفهم… لا رهبة.
•
لاحظ سامرو ذلك.
اقترب، وجلس أمامه مباشرة،
ثم ابتسم وأشار إلى نفسه:
— “هل لديك أسئلة يا إيتاشي؟
عن هذا العم الذي جاء من السماء؟”
**
أومأ الفتى الصغير برأسه، ببطء.
ثم سأل… بهدوءٍ مفاجئ:
— “لماذا غبتَ كل هذا الوقت… عن عائلتك؟”
•
صمت سامرو.
نظر إلى عينيه،
ورأى فيهما عمقًا لا يشبه عمره.
**
أخذ نفسًا،
ثم أجاب بنبرةٍ لم تُسمع إلا في لحظات نادرة:
— “لأني كنت أبحث عن شيء…
إن لم أجده، سيضيع كل شيء.”
سأل إيتاشي بهدوء:
— “هل وجدته؟”
أومأ سامرو:
— “نعم… ووجدت نفسي أيضًا.”
•
صمت إيتاشي لحظة،
ثم سأل سؤالًا جديدًا:
— “هل صحيح أنك أقوى من أي أحد؟”
ابتسم سامرو:
— “لا، هنالك دوماً من هو أقوى.
لكن ما يهم… أن أكون أقوى من نفسي القديمة،
في كل يوم.”
**
ابتسم إيتاشي لأول مرة.
ابتسامة خفيفة…
لكنه شعر بشيء من الطمأنينة.
•
قال سامرو وهو ينهض:
— “عندما تكون مستعدًا، تعال إلي…
سأدرّبك، يا إيتاشي.”
**
رد الصغير بهدوء:
— “حسنًا… يا أويـاجي.”
ضحك سامرو، وهز رأسه:
— “حتى أنت؟!”
•
وفي تلك اللحظة،
نظر في عيني هذا الطفل…
وعرف.
إيتاشي…
سيكون له شأن عظيم.
⸻
كان الدفتر بين يديّ، ثقيلًا رغم خفّته.
ليس بسبب وزنه،
بل لما حمله من كلمات… لم تكن مكتوبة بالحبر فقط،
بل بالملاحظة… والاهتمام… وربما، أكثر.
**
قلبت الصفحة التالية.
عنوانها بخط صغير:
“الإمكانات مع الختم.”
قرأت… بصمت، وعيناي تتحرّكان كأنهما تكتشفان سرًّا لم أكن أعرفه من قبل.
**
إيتاشي: خادم أوتسوتسوكي – ضعيف
شيسوي: خادم أوتسوتسوكي – ضعيف
ناروتو: منجل – ضعيف
ساسكي: منجل – ضعيف
رينجي، أيومي: “موهبتهما تتجاوز نظام التصنيف”
كاكاشي: منجل – قوي
أوبيتو: منجل – قوي
يارا: نبيل
–
ميناتو: نبيل
–
كوشينا: منجل – قوي
•
ثم جملة أوضح أسفل الصفحة:
“جميع هذه التصنيفات… مشروطة.”
**
كأنني قرأت ما هو أعمق من قوة وألقاب.
تابعت بصمتٍ أشد، حتى وقعت عيناي على الجزء الذي حمل اسمي.
**
خطّة تطوير: يارا
• البيجو المناسب: ماتاتابي… “سيكون جميلًا بالنسبة لها”
• تطوير الختم: المرحلة الثالثة – سلاح خاص
• إجراء إضافي: سأعطيها
.
• مهم
.
**
توقفت.
•
قلبي… تلعثم.
•
لم يكن سامرو رجلاً كثير الكلام.
لكن هذا…؟
كان حديثه الكامل.
**
صفحات كتب فيها نقاطًا لكل فردٍ…
خطط تطور، تقنيات مناسبة، شروط واضحة،
لكن الصفحة التي حملت اسمي…
كانت مختلفة.
**
كانت أطول.
أدق.
أكثر دفئًا.
**
أعطاني قوة،
واختار لي البيجو بنفسه،
وكتب بجانب اسمي كلمة واحدة…
كلمة لم يكتبها لأحد.
“مهم.”
•
أغلقت الدفتر ببطء،
وعيناي لم تعودا كما كانتا.
نظرت إليه… كان يراقبني من بعيد،
كأن شيئًا في داخله يعرف أنني قرأت.
ابتسم.
ولم أستطع، رغم كل ما أُخفي…
إلا أن أبتسم.
•
أنا لست “جزءًا من خططه”.
أنا… خطته الكبرى.
⸻