كان الهواء في أرض الساموراي أكثر برودة من المعتاد، أو ربما كانت برودة القلوب المتجمعة داخله.

دخلت قاعة الاجتماع خلف ميناتو بصمت. الجدران المصقولة، الأعمدة العالية، الهدوء المخيف، كل شيء يصرخ بالعظمة… والموت.

نظرت إلى الطاولة المستديرة في قلب القاعة، حيث جلس الكاجي الواحد تلو الآخر.

أونكي، العجوز المتشقق بالكبرياء.

الميزوكاجي الثالث، بعينين لا ترى سوى المؤامرات.

الكازيكاجي الرابع، يتظاهر بالهدوء، لكني رأيت اصبعه يهتز على مقبض كرسيه.

الريكاجي الثالث… صامت كالجبل، لا يتكلم، لكنه يزن كل شيء.

ثم جلس ميناتو.

بهدوء، كأنه يعرف العاصفة القادمة.

وقفتُ خلفه، إلى يساره، أراقب الجميع… أحلل، أحبس أنفاسي.

وما إن بدأت الكلمات تُتبادل، حتى سقطت القنبلة.

“ميناتو ناميكازي… هل يمكنك أن تشرح لنا ما تفعله منظمة الأكاتسكي تحت ظلك؟”

كانت كلمات أونكي حادة كالسكاكين.

الميزوكاجي أومأ برأسه، وأضاف:

“كل الطرق تؤدي إلى كونوها، وكل أصابع التحقيق تشير إليك.”

الكازيكاجي الرابع قالها بوضوح:

“كل الجنشوريكي تم القضاء عليهم… عدا الكيوبي وماتابي. كلاهما في كونوها.”

ميناتو لم يرد.

صمته… كان ثقيلاً، كأنه يعترف.

وقبل أن أتنفس، صرخ صوت شاب من طرف القاعة.

كان إي ، ابن الريكاجي الثالث.

“بي! لقد قُتل على أيديهم، وأنت لا تنفي ولا تبرر؟! أريد تفسيرًا الآن!”

ثم، رفع ورقة. صورة.

تجمدتُ.

ساين.

الشعر، القناع، العينان…

“هذا… يشبه كاكاشي.” همست لنفسي.

ثم توالت الصور.

كيسامي، ساسوري، هيدان، أوروتشيمارو…

وآخرهم، ساين.

الصالة امتلأت بالصراخ.

الكاجي يتحدثون فوق بعضهم، التهم تتطاير، الغضب يحرق الطاولة.

أغمض ميناتو عينيه، ثم فتحهما.

رفع يده بخفة، وصوته اخترق الجميع.

“يا أيها الكاجي… لم نأتِ إلى هنا لنتبادل الشتائم.

لقد اجتمعنا اليوم لنعلن أن منظمة الأكاتسكي باتت تهديدًا حقيقيًا…

وأننا يجب أن نرد، معًا.”

لم تمضِ لحظة، حتى اهتزت الأرض.

الباب الكبير فُتح بقوة.

أربعة أشخاص دخلوا.

العباءات السوداء، السحاب الأحمر، الخطوات الواثقة.

أنا أعرف هذا الشعور… شاكرا الموت.

الأول… باين.

الثاني… ريوجين أوتشيها.

الثالث… ملثم، خلف قناع دوّار، لا يظهر من وجهه سوى عين برّاقة… رينغان.

والرابع… لم أره جيدًا. لم أحتاج.

حين رأيت تلك العين… تجمد دمي.

“لقد

عاد

.

حاولت استدعاء شاكراي… لا شيء.

فراغ.

لا… أكثر من فراغ.

وكأن الهواء نفسه رفض طاقتي.

تقدم المقنّع، ورفع صوته بهدوء:

“أنا… أوتشيها مادارا. لدي عرض لكم.”

“مـادارا؟!”

قبل أن يواصل، اندفع إي كالصاعقة، جسده نار متفجرة.

لكن مادارا… رفع يده.

سوسانو أزرق قاتم خرج من حوله، وصد الهجوم كأنه يهش ذبابة.

صرخ إي:

“ما الذي يحدث؟! لا أستطيع استخدام شاكراي!”

أشارت يدي تلقائيًا إلى ميناتو.

هو… الوحيد القادر على كسر هذا النوع من الختم.

همس لي:

“أحتاج إلى خمس دقائق فقط…”

لكن مادارا ابتسم.

“لا تحاولوا… كل شيء تحت السيطرة. والآن، لديكم خياران فقط:

سلموا ما تبقّى من الجنشوريكي لديكم… كوشينا أوزوماكي و يارا أوتشيها

أو… نبدأ الحرب الرابعة.”

تقدّمت خطوتين للأمام.

قلبي ينبض بعنف.

“كيف عدت شابًا… يا مادارا؟”

ضحك، بصوت أجوف.

“هاتاكي سامورو… ألم تعجبك عينيك؟ ألم تشكرني على تلك الندبة؟ جعلتك تبدو أكثر وسامة.”

تجمدتُ.

نظرت إلى باين… ثم إلى مادارا.

أربعة أعين رينغان.

واحدة في مادارا.

واحدة في باين.

لكن هناك أمر لا يستقيم…

“واحدة

تكفي

لتغيير

العالم

فكيف

بأربعة؟”

نظرت إلى ميناتو، الذي كان يجهّز أختامه.

أومأ لي بخفة.

لكن مادارا كان يعلم.

كان دائمًا يعلم.

رفع يده، وقال:

“بما أن قراركم واضح… فأنا، أوتشيها مادارا،

أعلن الحرب الرابعة على عالم الشينوبي. ”

من

منظور

هاتاكي

سامورو

اختفوا…

بلمح البصر، كما ظهروا، اختفوا.

باين، ريوجين، مادارا، والرابع الغامض.

كأنهم لم يتركوا سوى ظلهم، وقلوبنا المثقلة.

تقدمت خطوة إلى وسط القاعة، نظرت إلى الكاجي الأربعة، كلٌّ منهم يحمل وجهاً مختلفاً من الصدمة والخوف والشك.

رفعت صوتي، بوضوح لا يقبل النقاش:

“نحن الآن لا نملك خياراً.

التحالف بين القرى الخمس ليس خياراً… بل هو قرار.

ومن هذا اليوم، سيكون تحت قيادة الهوكاجي الرابع، ناميكازي ميناتو.”

همهمات، وجوه متشنجة، أنفاس ثقيلة.

صرخ إي فجأة:

“انت السبب ،ساقتلك ، سانتقم لأخي!”

لكنه لم يكد يكمل اندفاعه، حتى مدّ والده الريكاجي الثالث ذراعه أمامه.

“اهدأ يا إي. الغضب لن يقودك إلى الحقيقة.”

لم يعجب هذا التراجع أونكي، ولا الكازيكاجي، ولا الميزوكاجي.

فجأة، قال أونكي وهو يضرب بعصاه الأرض:

“إذا كان هذا ما تقرره كونوها… فعليها أن تتحمل عواقبه.

أقترح طرد كونوها من هذا الاجتماع… ومن أي تحالف محتمل.”

أيده الكازيكاجي بحركة رأس، وتبعهم الميزوكاجي بتنهيدة احتقار.

نظرت إلى وجوههم.

لم أتكلم.

ولم أُجب.

فقط…

أوقفت الزمن.

ثانية، اثنتان، ثلاث…

سرت بينهم كظلي.

وصلت إلى الميزوكاجي، غرست إصبعي في صدره، وفعّلت الختم.

ختم الشاكرا.

ثم عدت.

وبصمت، أعَدْت الزمن إلى مجراه.

فتحوا أعينهم… ثم تجمّدت أجسادهم.

كيف؟!

كيف وقفت هنا… ثم أصبحت هناك؟

كيف وصلت إلى الميزوكاجي، أبعدهم عني… دون أن يشعروا؟

كيف… خُتمت شاكراه؟!

صرخ الكازيكاجي:

“ما الذي فعلته؟!”

أمسك أونكي بعصاه.

استعد إي للهجوم.

لكن…

تحرك ميناتو، صوته اخترق الغرفة.

“قفوا.”

هدأوا… فقط للحظة.

“الذي رأيتموه… ليس جديدًا.”

قالها ميناتو وهو ينظر إليهم بثقة.

“لقد قاتلت معه في الحرب الثالثة… وما رأيتموه الآن، رأيته من قبل.

لا يوجد في هذا العالم شينوبي يُجاريه… إلا قلّة.

سامورو… لم يتحرك من أجل نفسه.”

سكت.

نظرتُ إلى الميزوكاجي، ثم رفعت إصبعي، وفعلت الجينجتسو.

“من هو سيدك؟”

صوته خرج بارداً، خالياً من أي إرادة:

“أوتشيها مادارا.”

“منذ متى وأنت تحت سيطرته؟”

“…منذ الحرب الثانية.”

ارتجفت القاعة.

“ما هي مهمتك الآن؟”

“زرع الفتنة بين الكاجي… وعزل كونوها.”

لم أحتج للمزيد.

أطلقت البرق الأرجواني، واختُرق قلبه كخيط في الماء.

وسقط.

ميتاً.

استدرت إليهم.

“من يريد الانضمام… فليدخل تحت راية التحالف.

من لا يريد… فليعتبر نفسه عدواً.

لديكم يومان.”

سكتُّ.

وبدون كلمة…

تقدم الريكاجي الثالث.

وقف أمام ميناتو، وصافحه بيده القوية.

وقال:

“قرية السحاب… ستنضم إلى التحالف.”

تجمد أونكي.

اندهش الكازيكاجي.

سقط الصمت على الجميع.

نظرت إلى وجه ميناتو…

رأيته لأول مرة يحمل شيئًا من الحسم الحقيقي.

من

منظور

هاتاكي

سامورو

غرفة الاجتماعات في قصر الساموراي لم تكن كما عهدتها.

اليوم، لم تكن مقرّ جدال… بل كانت مسرحًا لصناعة التاريخ .

جلستُ في الزاوية، كما اعتدت.

بعيدًا عن الطاولة، لا أحتاج أن أكون في المنتصف… لأحكم ما حولي.

ميناتو جلس في المركز، بوجه هادئ كما هو دومًا، لكن هذه المرة، تحت عباءته… كان ثقل العالم.

“العدو هو منظمة الأكاتسكي.”

قالها دون تردد، ثم تابع:

“وهذه أهم المعلومات والتقييمات التي لدينا.”

فتح الملف الأول، وبدأ يعرض الأسماء واحدًا تلو الآخر.

• أوتشيها مادارا – التقييم: SSS

• ريوجين أوتشيها – SS

• باين – SS

• ساين – SS

• كيسامي – S

• ساسوري – S

• أوروتشيمارو – S

• كيميمارو – A

كل اسم… كان كوزن جبل.

لكن الاسم الأخير… ساين ، كان أكثر ما أثار فضولي.

ملامحه… حركاته… الظل الذي يشبهني، لكن لا يمتّ لي بصلة.

ثم عرض ميناتو خريطة التحالفات:

• قرية الصوت – تحت سيطرة أوروتشيمارو.

• قرية المطر – يحكمها باين.

• قرية الضباب – الآن تحت يد ريوجين.

“ثلاث دول سقطت دون إعلان حرب.”

قلتُ في داخلي، وأنا أدوّن المعركة قبل أن تبدأ.

ثم فتح الملف الثاني.

عنوان واضح بخط أحمر:

“أهداف القتل الفوري – فئة التهديد المطلق”

1. أوتشيها مادارا

2. أوروتشيمارو – بسبب استخدامه لـ “الإيدو تنسي”

3. ريوجين أوتشيها

لم أندهش.

لكنني تساءلت: كم من الدم سيسيل قبل أن يُقفل هذا الملف؟

رفع ميناتو نظره وسأل:

“من سيكون قائد جيش التحالف؟”

صمتٌ خفيف.

نظرات.

حذر.

فقلت:

“قائد جيش التحالف هو… كاكاشي هاتاكي.”

رفعت عيونهم إليّ.

تذمّر أونكي بصوت أجش:

“لم يبلغ العشرين من عمره بعد…!”

نظرت إليه بنصف ابتسامة.

“أونكي… أيها العجوز، هل تنوي أن تكون التسوتشيكاجي إلى الأبد؟

أم أنك تخشى أن يُظهِر جيل جديد من هو الأحق؟”

ضحك خافت في داخلي، لكن وجهي ظل ثابتًا.

ساد صمت.

لم يُعارض أحد.

كان القرار واضحًا.

أكملتُ:

“سيكون هناك أربعة فرق تحت قيادة كاكاشي، ولكم حرية اختيار قادتهم.”

رفعت يدي وعددت:

“فريق الختم.”

“الفريق الطبي.”

“فريق الدعم.”

“فريق القوات الاحتياطية.”

نظرت إلى أعينهم واحدة تلو الأخرى.

ثم… اختفيت.

نقل سريع.

الاجتماع لم يعد يحتاج وجودي.

في السقف الحجري المظلم، وقفت أراقبهم من الأعلى، دون أن يروني.

“بدأت الأوراق تُكشَف…

لكن القطع الأهم… لم توضع بعد.”

2025/05/21 · 20 مشاهدة · 1249 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025