رغم الدم الذي يسيل من عيني،

رغم الاحتراق في كتفي حيث تمزق الختم…

رأسي ما زال يعمل.

باين…

يقف بثقة… لا يهتز.

بينما أصوات الموت تتصاعد من جهة الجنود.

ثم…

جاي.

قفز كالصاعقة، صرخ صرخة هزّت الهواء.

“البوابة الخامسة… بوابة الانفجار، مفتوحة!!”

شعرت بها… شاكراه تتفجر كاللهب،

كل خطوة منه تُشطر الأرض تحته.

ركلاته تحطم الهواء…

لكن باين يصدّ، يتراجع، ثم يعود.

**

أنا أراقب… أفكر… أدرس.

“امتصاص… جاذبية…

لا يمكن الاقتراب منه أكثر من مرة واحدة.

لكن الهيراشين…”

ثم خطر لي…

“الهيراشين – المستوى الثاني.”

تقنية طوّرها سينسي .

“هذا هو…

هذه نهايته.”

صحت:

“جاي!”

توقّف، كان يتنفس بثقل، والعرق يتصبب من وجهه.

“اتركه لي…

اذهب وادعم أوبيتو.”

نظر إليّ،

القلق في عينيه كان واضحًا.

“كاكاشي… أنت تنزف. لا—”

قاطعته بابتسامة منهكة، وأنا أمسح الدم من وجهي:

“لا تقلق.

لن يصيبني شيء.”

ثم أشرت إلى باين، وقلت بنصف ضحكة:

“اذهب واقتل ذلك الوغد القبيح…

هذا ليس من ذوقي أصلاً.”

جاي ضحك بخفة، ثم قال:

“لا تمُت.”

قلتُ:

“هذا الطلب الوحيد الذي أسمعه كثيرًا… ولا أطبّقه.”

ثم بدأ عقلي في إعداد الخطة.

أمسكتُ بعدّة كوناي خاصة…

كل واحدة منها تحمل ختمي الخاص للهيراشين .

لم تكن مجرد أدوات…

بل مفاتيح لحرب من نوع مختلف.

نظرتُ حولي بسرعة…

ثم ألقيتها بعناية:

• واحدة خلفه.

• واحدة على صخرة مرتفعة أمامه.

• أخرى بجانب جثة جندي محترق.

• وواحدة… على بعد مترين من جانبي الأيسر.

أماكن استراتيجية.

كأنني أرسم مصيدة، لا طريق خروج منها.

تقدمت.

وقف باين أمامي، لا يبدو عليه القلق.

رفعتُ عينيّ، فقلت:

“الآن نبدأ بحق.”

لم يرد… فقط رفع يده.

شينرا تنسي.

مرة أخرى.

اندفعتُ في الهواء، لكنني كنت أجهّز الختم.

اختفيت قبل أن أرتطم بالأرض، وظهرت خلفه بلحظة، أرسلت أول ركلة.

لكنه تفاداها.

“لا بأس…”

قلتُ في نفسي.

تحرّكتُ من خلال ختم آخر،

ثم هاجمته من الأعلى، بسيف البرق.

لكنه امتص الشاكرا بيده، كعادته.

“لا بأس…”

تحرّكت مجددًا.

مرة على اليمين، مرة على يسار، مرة من الخلف.

كنت أختفي وأظهر،

أجبره على الدفاع، التحرك، التركيز.

وكل مرة… أحصي في رأسي:

“واحد… اثنان… ثلاثة…”

ثم فجأة…

توقف للحظة.

فقط لحظة.

ابتسمتُ، همست:

“الآن عرفت.”

“بين كل استخدام لـ شينرا تنسي…

خمس ثوانٍ من التهدئة.

لا يستطيع إعادة تفعيلها فورًا.”

لاحظت ذلك حين هاجمه جاي،

رد الفعل كان بطيئًا لأول مرة.

أعاد استخدام الجذب بعد وقت قصير… لكن ليس فوراً.

“هذه هي نافذتي.

خمس ثوانٍ… فقط.

هي كل ما أحتاجه.”

ظهرت أمامه فجأة.

رمى يده لتفعيل شينرا تنسي مجددًا،

لكنني لم أهاجمه مباشرة.

بل رميت كوناي أخرى… بجانب قدمه.

“فكّر… فكّر… لا تقاتلني فقط، قاتل عقلي.”

اختفيت… وظهرت فوقه.

ثم إلى يساره.

ثم خلفه.

كان يدور بسرعة، عين الرينغان تبحث، لكنها لا تقدر أن تتابعني.

“حركتي أسرع من تركيزك… ومن قدرتك.”

**

خلال ثانيتين فقط…

زرعت ختمًا على رقبته.

في الثانية الرابعة…

جمّعت البرق في يدي.

وفي الخامسة…

ظهرت من الختم.

“شيدوري البرق الأرجواني!!”

طعنته مباشرة في الرقبة،

ثم تراجعت.

لكن… لم يسقط.

“هل…؟”

ابتسم، دمه يسيل،

لكنه لا ينهار.

“جسدي… ليس بشرياً تماماً.

أنا… أكثر من جسد.”

ابتسمت، لكن هذه المرة… ابتسامة واثقة.

“جميل.

معركتنا… لم تنتهِ.”

لم يسقط.

حتى بعد اختراق البرق الأرجواني رقبته… ما زال واقفًا.

جسده ينزف، لكن نظرته لم تضعف.

بل… بدأ يتكلم.

“أنت…”

قال بصوت منخفض، وابتسامة تهكمية على زاوية فمه.

“نسخة صغيرة… من هاتاكي سامورو .”

تجمدت لوهلة، لكنني لم أظهر ذلك.

“لكن سامورو…”

تابع، وهو يمسح الدم من فمه بإصبعه.

“كان سيسحقني من أول حركة.

أما أنت… فأنت تلهث لتحميني بخدعك.”

ثم رفع رأسه قليلاً،

صوته انخفض أكثر، كأنه يكشف لي سرًا:

“هل تعلم؟

ما تقاتله الآن… ليس جسدي الحقيقي.

بل هو نسختي الأفضل. ”

ابتسمت عين الرينغان،

“وأنت… قد جرحتها.”

**

كلماته كانت حادة… لكن بالنسبة لي، لم تكن أكثر من إفشاء مجاني للمعلومات.

هذا ليس الجسد الأصلي.

لم أحتج أن أسأله.

لم أتوقف.

ولم أتأثر بغروره.

بل العكس.

“جميل…”

همستُ في داخلي.

“الغرور… أفضل أداة للتجريد من الأسرار.”

**

واصلت الهجوم.

لكن ليس بهدف القتل.

بل الاستنزاف.

ضربات دقيقة.

ظهور واختفاء باستخدام الهيراشين.

قليل من البرق…

كثير من التحليل.

كنت أختبر ردوده، سرعة امتصاصه، حدود رؤيته، زمن رد الفعل…

وفي كل مرة يرد،

كلما تكلم،

كان يعطيني شيئًا جديدًا.

“الغبي…”

همست، وأنا أضربه مرة أخرى في الجانب الذي لم يغطه بعد.

“أنت لا تقاتلني فقط…

أنت تُدرّبني على قتلك.”

كنت أتحرك حوله بدقة، أضرب، أراقب، أدرس…

وفي كل لحظة، كانت قطع الصورة تكتمل.

ثم وقفت على صخرة مرتفعة، أنظر إليه، وسألت بصوت هادئ:

“أنت… ريوجين، أليس كذلك؟”

توقف.

ابتسم.

ثم ضحك، ضحكة قصيرة لكنها ثقيلة، وكأنها محمّلة بذكريات قديمة.

قال:

“تمامًا مثل سامرو…

أنتم تشبهونه كثيرًا.”

اقترب خطوة للأمام، ونظر إليّ بعين الرينغان:

“نفس التحليل…

نفس الذكاء…

ونفس العبقرية المزعجة.”

**

لم أعلق.

لكن الآن…

عرفت الحقيقة.

هو ريوجين.

لكني لم أكن مهتمًا بالاسم فقط…

كنت أبحث عن الثغرة، عن نقطة النهاية.

نظرت إلى الختم في كفي،

ثم رفعت رأسي إليه.

“إن كنت تشبه سامرو…

فدعني أريك كيف أتجاوز ظلك.”

لم أكن بحاجة إلى المزيد من الكلام.

لقد تكلم كثيرًا… أكثر مما ينبغي.

وفي لحظة…

رأيت الفراغ خلفه، تلك الزاوية الصغيرة التي لم يعد ينتبه لها.

هنا تنتهي لعبتك.

جمعت شاكرا البرق في راحتي،

لكنها لم تكن كأي شيدوري.

برق أرجواني…

قاطع، صامت، قاتل.

اختفيت من مكاني باستخدام ختم الهيراشين،

وظهرت خلفه مباشرة.

لم أنتظر.

“البرق الأرجواني – القَطع.”

مررت يدي خلال عنقه بدقة جراح…

دون صرخة، دون مقاومة.

البرق شق الهواء، واللحم، والعظم…

ورأسه انفصل في لحظة واحدة.

جسده سقط ببطء.

وعين الرينغان… خمد نورها.

**

وقفت بصمت.

نظرت إلى يدي الملطخة بالدم،

ثم إلى جسده.

“لا يهم من كنت…

ولا من تشبه.

المهم الآن… أنك انتهيت.”

استدرت، أتنفس بعمق.

“الآن… حان وقت دعم أوبيتو.”

كنت بالكاد ألتقط أنفاسي.

جسدي متعب، عيني دامية، والبرق الأرجواني لا يزال يشتعل في أطرافي.

لكن فجأة…

شعرت بها.

شيء في الهواء تغيّر.

ثم…

جاءت الركلة.

لم أرها.

فقط شعرت بالارتطام.

جسدي طار كدمية محطّمة،

واصطدمتُ بصخرة كبيرة،

ثم شعرت بها تنفجر خلفي،

وضلوعي تتحطم واحدة تلو الأخرى.

سعلت دمًا، وركبت على ركبتي، أتنفس بصعوبة.

رفعت رأسي…

وظهر أمامي.

المقنّع الآخر.

ليس ريوجين.

ليس باين.

كان هذا… شيئًا آخر.

اقترب من جثة باين،

ومن دون تردّد،

مدّ يده وانتزع عين الرينغان من جمجمته.

أغمضتُ عينيّ للحظة من الصدمة، ثم نظرت مجددًا.

رفع العين نحو وجهه،

وقال بصوت بارد، لكن يحمل شيئًا شيطانيًا:

“ريوجين… جعلناك تلعب كثيراً.”

ثم أكمل، وهو يخلع قناعه.

توقّف الزمن لوهلة.

وجهه لم يكن مألوفًا… لكن طاقته؟

لم تكن إنسانية.

شقّ جلد وجهه، وفتح فتحةً في جبهته،

ثم غرس العين داخله.

والآن…

عينان.

رينغان مزدوجة.

الضغط في المكان تغيّر.

الهواء أصبح ثقيلًا.

ثم بدأ يخطو نحوي.

خطوة…

خطوتان…

لم أعد أتنفس.

لم أعد أتحرك.

شعرت بشيء غريب…

الرعب.

الخوف الحقيقي.

مجرّد وجوده… كاد يُنهيني.

“هذا…

هذا ليس شينوبي.”

قلت لنفسي.

“هذا… موتٌ يمشي.”

2025/05/21 · 20 مشاهدة · 1082 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025