كنت واقفًا بين جاي المنهك…

وكاكاشي الذي كاد يُسحق.

وبيننا…

ذلك الكائن المقنّع.

عينا رينغان مزدوجتان،

وشاكرا لا تنتمي لهذا العصر.

**

لكنني لم أتحرك.

راقبته أولًا…

راقبت جسده، خطواته، طريقة وقوفه.

ثم سألت، بصوت ثابت:

“أأنت مادارا…

أم الاخر ؟”

**

ضحك.

ضحكة ساخرة، طويلة، مشبعة بالعظمة.

ثم…

رفع يده وسحب القناع عن وجهه.

**

ورأيت الحقيقة.

شعر أسود، نظرة جامحة،

وجه طُبع في كتب الحرب والخراب.

مادارا أوتشيها… الحقيقي.

**

قال بصوته الغليظ:

“المقنع الآخر… ستعرفه

لكنني… أنا الأصل.

هاتاكي سامرو… فلنرقص، كما يليق باثنين من سلالة الحرب.”

**

لم أجب.

فقط… أنزلت رأسي.

ورفعت يدي اليمنى إلى صدري،

ثم…

فعلت “الوشم الثاني”.

**

اللهيب الأحمر اشتعل على ذراعي وكتفي،

الطاقة اندفعت بقوة،

قلبي بدأ ينبض بسرعة غير مألوفة.

**

ركبتيّ اهتزتا لحظة،

لكنني ثبتّ نفسي.

**

“إن لم أرفع مستواي الآن…

لن أعيش لثانية إضافية.”

**

رفعت رأسي، نظرت إلى وجهه.

ثم قلت:

“إذًا… فلنبدأ.”

**

رفعت يدي،

شاكراي انفجرت حولي.

سوسانو.

ظهر كدرع عظمي أولًا…

ثم غطته عضلات الطاقة،

ثم اكتمل الشكل البنفسجي الداكن…

بوجهٍ شيطاني، وسيفين طويلين.

**

لكنني كنت أعلم…

هذا ليس كافيًا بعد.

**

شعرت بالسوسانو يمتص شاكراي بسرعة،

وشعرت بجسدي يحتج.

“هذا كل ما يمكنني تحمله الآن… مع الوشم الثاني فقط.”

**

نظرت إلى المكان حولي.

الجغرافيا نفسها تغيرت.

جبال محطّمة،

حفر واسعة كفوهات براكين،

أشجار اقتلعت من جذورها.

كل ذلك بسبب مادارا ضد جاي…

وهذا قبل أن أبدأ.

**

ابتسمت، رغم كل شيء.

وتقدّمت.

“مادارا… هذه رقصة لا تليق إلا بنا.”

لا مجال للخطأ.

كل ضربة من هذا الوحش…

تعني الموت.

سيفي الأول انطلق.

أفقية، سريعة، موجّهة إلى عنقه.

ارتدّ الشرر عندما تصدى سيفه لها،

الطاقة ترددت في صدري.

ارتدت ذراعي،

لكني لم أُعطه الوقت.

**

ركلت الأرض.

دفعت سوسانوي للأمام.

طعنة مباشرة إلى صدره.

يده اليسرى ارتفعت.

صد الطعنة،

ثم…

ركلة مدرعة .

اهتزت الأرض تحتي.

شعرت بالضغط في ساقي،

لكن جسدي تحمّل.

**

غبار.

هذا جيد.

تحركت داخله.

سيفي دُوّر بالكامل،

ضربة نصف دائرية من الخاصرة إلى الأعلى.

تصدّى لها.

لكنني انتقلت للخلف فورًا،

وغرزت خنجري في جناح سوسانوه.

شرخ صغير…

لكن الشرر البنفسجي يعني شيئًا واحدًا:

يمكن كسره.

**

هو لم ينتظر.

من الأعلى…

رأيته ينزل كسهم،

سيفه بكلتا يديه.

لم أهرب.

قوّت قدمي في الأرض،

تشكلت شقوق تحتي،

استقبلت الضربة بالسيفين متقاطعين.

ارتج الجسد.

كل عضلة داخلي صرخت.

لكنني…

دفعت للأعلى.

**

قفزة.

انفصال.

في الهواء، دوراني كان دقيقًا.

السيفان التفا،

ضربة مقصية إلى صدره.

**

اصطدمنا في الجو.

حطّمنا الهواء نفسه.

ثم…

**

صمت.

لكنني كنت لا أزال واقفًا.

وهو لا يزال أمامي.

**

نحن…

لم نبدأ بعد.

أنفاسي بدأت تسرق من صدري،

لكن عيني لم تبتعد عنه.

سوسانوه يتحرك بثبات،

وأنا… أفكر بثقل كل ثانية.

“إن لم أغيّر المعادلة…

سينهار جسدي قبل أن ينهار دفاعه.”

**

جمعت الشاكرا

وشغلت التقنية المحظورة.

تسارع الزمن.

**

كل شيء…

تباطأ.

حركة جناحه أصبحت كأنها في الماء،

وهبوط سيفه أصبح مرئياً بإطارات واضحة.

“الآن.”

تحركت.

ظهرت في طرفه الأيسر،

ثم الطرف الخلفي،

ثم فوقه.

ضربات دقيقة.

كل سيف أصاب نقطة في درعه المثالي.

شقوق خفيفة بدأت تظهر.

لكن…

**

عيناه تحركتا نحوي.

ببطء… لكنه رآني.

رفع يده.

**

فجأة…

الزمن عاد إلى طبيعته.

قبل أن أستوعب…

**

“شينرا تنسي!!”

**

انفجرت القوة من قلب سوسانوه مادارا،

جدار غير مرئي صدمني بقوة كوكب.

سوسانوي الخاص بي ارتجّ،

ارتدت ذراعي إلى الوراء،

طارت شظايا الطاقة من كتفي،

ورأيت السماء تدور.

**

اصطدمت بالأرض.

شقٌّ ضخم تشكّل خلفي،

وغبار ارتفع كدوامة رماد.

**

لكنني…

نهضت.

**

الدم يتساقط من زاوية فمي،

جسدي يرتجف من الداخل،

لكن الزمن بدا لي واضحًا الآن.

“استعملت قوتي، واستعمل هو قوته…

لكننا… لم نكسر بعضنا.”

**

نظرت إليه.

رأيته يتراجع خطوتين.

**

ابتسمت في صمت.

“الخطوة التالية… ستكون قاتلة.”

الهواء ما زال كثيفًا…

الطاقة هنا لا تصلح إلا للموت.

نظري لم يفارق مادارا…

لكن في الزاوية،

رأيت كاكاشي لا يقوى على الوقوف،

و أوبيتو جاثٍ على ركبتيه،

و جاي واقف بجسد محطم، وإرادة لا تنكسر.

**

لم يكن لدي خيار.

رفعت كفي خلفي…

وأشرت دون أن ألتفت:

“جاي.”

عرف الصوت، عرف النبرة.

**

“خذهم واهرب.”

لم أنتظر رده.

أكملت:

“كاكاشي، أوبيتو… لم تعد هذه معركتكما.

احموا ما تبقّى من الحرب.

أنت… أنت من سيكمل الطريق.”

**

سمعت جاي يتمتم، صوته يتردد بين الألم والرفض…

لكنني قلت، بهدوء قاطع:

“لا تناقشني.

إن بقيتم…

سأقاتله وأنا مشغول بكم.”

**

صمت.

ثم سمعت خطواته الثقيلة.

تحرك.

رأيت بعيني الجانبية جاي يرفع أوبيتو على ظهره،

وكاكاشي يتكئ على كتفه الآخر.

كانوا يمشون…

ببطء، بثقل، لكنهم يبتعدون.

**

أنا…

وقفت وحدي.

**

الهواء أصبح أكثر هدوءًا.

ابتسمت، وشعرت بسكون نادر…

“الآن…

بدأت معركتي.”

هدأت الأرض أخيرًا.

الهواء من حولي ثقيل، مشبع بالغبار والدم،

لكن داخلي كان ساكنًا.

كاكاشي، أوبيتو، جاي…

غادروا.

أنا… ومادارا فقط.

**

وقفت بثبات،

خنجي في يدي،

والسوسانو ما زال ينبض من حولي.

ثم…

**

شعرت بها.

اهتزاز طفيف في الشاكرا.

التفت.

**

ومن الظلال… خرج هو .

**

رجل بقناع أسود لا يحمل أي رمز.

هادئ، خطواته بطيئة،

لكن الطاقة التي يتنفسها… كأنها شيء آخر.

**

عين واحدة ظهرت من خلف القناع.

رينغان.

**

سكن الهواء من جديد.

مادارا نظر إليه، لم يتحدث،

وكأن دخوله كان… متوقَّعًا.

أما أنا…

فشعرت أن قلبي تحرك ببطء.

**

هذا لم يكن أحد أتباع مادارا.

لم يكن حتى أحد جنوده.

شعرت بذلك.

كان شيئًا آخر.

**

ثم…

السوسانو.

خرج من جسده دون صوت،

أزرق داكن،

بتصميم يختلف عن سوسانو مادارا.

لكنّه كان كاملًا.

**

اثنان.

كلاهما رينغان.

كلاهما سوسانو كامل.

**

أنا وحدي.

**

أخفضت جسدي،

شاكراي تمسّكت بعظامي بصعوبة،

والهواء من حولي بدأ يُسحق من ضغطهم.

**

“اثنان؟”

لا.

بل…

عدوّان لا يشبهان أحدًا.

كان الاثنان أمامي.

مادارا…

والآخر.

عينه…

رينغان.

سوسانوه…

كامل.

لكنه لم يتحرك.

لم يكن مثل مادارا.

**

سألته، ولم أستطع إخفاء الحذر في صوتي:

“من أنت؟”

**

صمت…

ثم رد بصوت منخفض، كأن كل جملة فيه تحمل أعمارًا من الحطام:

“أنا لا أحد.”

“أنا… بقايا عالم الشينوبي.”

**

ثم…

رفع يده إلى قناعه.

أمسكه من الطرف،

وسحبه ببطء.

**

كان صوت الصمت أضخم من صوت القتال.

**

وحين سقط القناع من يده…

**

تجمدت.

**

رأيت وجهًا من المفترض أن يكون ترابًا.

شعرٌ أسود مبعثر،

ندبة قديمة على الخد،

وعينٌ عميقة فيها آلاف الذكريات.

**

“لا… لا يمكن…”

**

أحسست بجلدي يتقشعر.

قدماي تراجعتا خطوة لا إراديًا.

همست، وكأن صوتي اختنق بين الحلق والروح:

“مستحيل… سينسي…؟”

**

نظراته لم تتغيّر.

ساكنة.

خالية من الدفء.

لكنها… هي نفسها.

**

كاغامي أوتشيها.

معلمي.

الميت.

الذي… مات قبلي.

الذي دفنّاه جميعًا.

**

لكن الآن…

كان يقف أمامي.

بعينين الرينغان.

وبسوسانوه كامل.

2025/05/22 · 25 مشاهدة · 1047 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025