13 - بدايه الحرب الننيجا الثانيه : المعركه الاولى

كان الهواء بارداً على غير العادة. ريح جافة تمر بين الخيام وتصدر صفيراً كأنها تحذرنا مما سيأتي. وقفت عند حافة التل، أراقب الساحة المفتوحة أمامي حيث تجمع جيش كونوها تحت سماء ملبدة بالغيوم الرمادية. ثلاثة آلاف شينوبي، كل واحد منهم يحمل على كتفيه ثقلاً لا يُرى. رجال ونساء، صغار وكبار، مقاتلون ومحاربون، وجوههم جامدة، لكن عيونهم تفضح ما بداخلهم: خوف مكتوم، توتر، وتصميم.

في المقدمة، وقف أخي، هاتاكي ساكامو، كالصخرة وسط العاصفة. عباءته البيضاء ترفرف خلفه ببطء، ويداه خلف ظهره، نظراته مثبتة على الأفق. بدا كما لو أنه لا يرى جيش الرمال فحسب، بل يرى نهاية هذه الحرب، بكل ما ستحمله من دماء وتضحيات.

إلى جانبه وقف عمي، إيزونا. لم يتكلم، لم يتحرك. عيناه فقط راقبت الأفق، كما لو أنه يحسب خطوات العدو، يتوقع الخطر قبل أن يظهر.

وضعت يدي على مقبض سيفي. ليس السيف هو ما أعطاني الثقة، بل التقنية التي طورتها بسنين من التدريب… سيف الوهم. مزيج بين السيافة والجينجتسو، دمجت فيه كل ما تعلمته لأخلق فناً قتالياً يجعل الخصم يشك بعينيه، بعقله، بنفسه.

الريح حملت أول إشارات الخطر. الأرض اهتزت اهتزازاً خفيفاً تحت قدمي. ثم رأيتهم. خط الرمال البعيد بدأ يتحرك. موجة بنية كالسيل الجارف، جيش الرمال يزحف نحونا.

سمعت صوت ساكامو، لم يكن صراخاً بل أمراً هادئاً ثابتاً.

استعدوا.

الصفوف الأمامية تحركت. قادة الوحدات بدأوا ينادون تشكيلاتهم. لا أحد تراجع. حتى أولئك الذين رأيت الخوف في عيونهم، بقوا في أماكنهم.

أغمضت عيني لوهلة. استنشقت الهواء البارد. هذه لحظتي. هذه ليست مهمة تدريبية. هذه حرب.

عندما فتحت عيني، كان العدو قد وصل.

الصدام الأول

انفجرت الرمال. عشرات، ثم مئات من شينوبي الرمال اندفعوا نحونا. صرخاتهم اخترقت الهواء، أصوات الشوريكن والكوناي ملأت الفضاء. لم يكن هناك وقت للتفكير.

اندفع أول مقاتل نحوي، فتى بالكاد بلغ العشرين. خوف واضح في عينيه، لكنه تقدم رغم ذلك، سيفه مرفوع بتردد.

سحبت سيفي، شحنت قدمي بالبرق، استخدمت الوميض. تحركت كوميض برق، خطفت المسافة بيننا في لحظة، وغرزت نصل السيف في صدره.

لم يصرخ. فقط اتسعت عيناه بدهشة قبل أن يسقط.

كانت تلك أول قتلة لي في هذه الحرب.

الخسارة الأولى

لم أكن قد سحبت سيفي من جسده بعد، حتى سمعت صرخة قريبة. التفت فرأيت أحد رجالنا، شينوبي من الصف الأمامي، شاب بعينين واسعتين، رمح طيني اخترق صدره. سقط بصمت. تلك كانت أول خسارة لنا.

طعنتُ في الأرض بقوة. لا مجال للتراجع. القتل أو الموت.

الخصم الأول — جونين الرمال

سمعت وقع أقدام ثقيل. التفت ورأيته. جونين الرمال. درع حجري يغطي صدره وكتفيه، قناع معدني يخفي ملامحه. يحمل فأساً مزدوجاً، ثقيل الحجم. اقترب ببطء، خطواته تقطع الرمال بثبات كأنه لا يعترف بالسرعة.

رفع الفأس وضرب نحوي. تفاديت الضربة الأولى، الأرض اهتزت تحت قوتها. الرمال تطايرت حولي.

شعرت بثقل قوته. أي خطأ واحد، أي ثانية تأخير، وسأُقطع نصفين.

فعلت ما تدربت عليه سنوات. فعلت ما صممت لأجله.

سيف الوهم.

ركّزت التشاكرا في نصل سيفي، جينجتسو خفيف تدفق مع البرق، خلق وهماً بصرياً بسيطاً.

خصمي رأى جسدي يتحرك يميناً، بينما أنا بالفعل تحركت يساراً.

طعنت تحت ذراعه، حيث الدرع ضعيف. الحديد صرخ. الدم تدفق. الفأس سقط من يده، ثم سقط هو.

الجحيم — عشرة تشونين

لم يكن هناك وقت للراحة.

صرخات جديدة جاءت من يميني. خمسة تشونين، ثم خمسة آخرون، التفوا حولي.

اثنان يحملان سيوفاً، اثنان بأختام نينجتسو، والباقي بخناجر سريعة.

هاجم الأول بالسيف من الأعلى. صدّيت الضربة، قوة معصمه جعلت عظامي ترتجف. الآخر قفز خلفي. ركلته بعنف، لكنه بالكاد تراجع.

اثنان بدآ بإطلاق قنابل نارية. تفاديت واحدة. الثانية انفجرت قرب كتفي. شعرت بالحرارة تمزق جلدي، عباءتي احترقت جزئياً.

الخامس ألقى شوريكن نحو وجهي. انحنيت في اللحظة الأخيرة. الشوريكن مزق شعري ومر.

الوميض.

تحركت بين الصفوف كالبرق. طعنت الأول أسفل ذقنه. دمه رشّ على وجهي. الثاني حاول استغلال لحظتي بعد الطعنة، لكنني غرست سيفي في بطنه.

الثالث كان أسرع. استعمل نينجتسو طيني لتقييد قدمي. لم أستطع التراجع.

لكني استخدمت سيف الوهم.

الوهم خدر عقله للحظة. رأى سيفي يهاجمه من الأمام، بينما أنا كنت خلفه بالفعل. طعنة سريعة في العنق، انتهى.

الرابع والخامس اندفعا معاً. أحدهما صرخ بعنف، الآخر ببرود.

الأول هجم بخنجر. تفاديت الهجوم بصعوبة. الثاني أطلق شحنة رملية تحاول شل حركتي.

أطلقت برقاً من جسدي، كسر الرمل، وشحنت سيفي.

طعنت الأول في خاصرته. الدم تفجر. الثاني حاول التراجع. لم أتركه. قطعته من الكتف حتى الخصر.

خمسة آخرون. تعب بدأ يزحف إلى ذراعي، جروحي تنزف، تنفسي ثقيل.

الأول والثاني هاجما معاً. شوريكن وسيف.

الثالث قفز فوقي بقنابل متفجرة. الرابع والخامس التفوا من الخلف.

كنت محاصراً.

تقدمت بدلاً من التراجع.

طعنت الأول في صدره. البرق تفجر داخل جسده. الثاني حاول طعني، ضربت سيفه بزاوية سيفي، ثم قطعت وتر معصمه.

القنابل انفجرت حولي. الحرارة اخترقت درعي. كتفي احترق جزئياً.

الرابع هجم من الخلف. سمعت صوت الرياح قبل أن أشعر بالهجوم. التفت، استخدمت سيف الوهم.

الوهم جعل جسدي يبدو أبعد مما هو عليه.

طعنت قلبه قبل أن يدرك أنه هجم على سراب.

الخامس ركض، استدار ليهرب.

ركضت خلفه. لم أستعمل التقنية. هذه المرة كان مجرد قتل صامت.

طعنة صافية في الظهر.

عشرة تشونين. عشرة أرواح. عشرة أثقال إضافية فوق روحي.

الرمال الحديدية

هدأ العالم للحظة.

ثم شعرت بشيء غريب. الهواء أصبح أثقل. الرمال حولي بدأت ترتفع وتدور.

رمال… لكنها ليست عادية.

رمال سوداء. حديدية.

لمحت الهجوم متأخراً. خيوط الرمال الحديدية اخترقت كتفي الأيسر. الألم كان قاسياً. شعرت بالدم يغمر ذراعي.

رفعت بصري.

كان واقفاً فوق التل. درع أسود. عينان جامدتان. الكازيكاجي الثالث بنفسه.

ركبتاي ارتجفتا. عقلي بدأ يحسب الاحتمالات. لا أمل أمام كاجي. ليس الآن. ليس وحدي.

الذعر حاول التسلل. عضضت على لساني، الدم ملأ فمي. لست طفلاً. لن أموت واقفاً.

لكني لم أتحرك.

الرمال الحديدية استعدت لضربة أخرى.

ساكامو يتدخل

قبل أن أتحرك، ظهر أمامي كوميض أبيض.

ساكامو.

سيفه تصدى لهجوم الرمال الحديدية. الشرر تطاير. قوة التصادم جعلت الأرض تهتز.

أخي صرخ دون أن يلتفت:

هذه ليست معركتك يا سامورو. ابق حياً. ابق حياً حتى النهاية.

بومضة، جذب المعركة بعيداً. الرمال الحديدية تبعته، وأنا وجدت نفسي واقفاً وحدي.

لكن لم أبقَ وحيداً طويلاً.

ظهور راسا — الرمل الذهبي

رمال ذهبية ارتفعت من بين جثث القتلى.

شاب بعينين صلبتين، جبينه يحمل ختم الكازيكاجي. راسا، تلميذ الكازيكاجي الثالث وخليفة المستقبل.

رفع يده. الرمال الذهبية انفجرت نحوي كسهام.

تفاديت الهجوم الأول. الثاني مزق عباءتي. الثالث كاد يخترق ساقي.

كل حركة كانت اختباراً. كل خطوة كانت تحدياً.

الرمال الذهبية لم تكن مثل العادية. كانت أثقل. أكثر لزوجة. مقاومة للحركات السريعة.

ركزت البرق في ساقي. قفزت بعيداً.

راسا صرخ:

لن تعبر الرمال. ستنتهي هنا.

نظرت إليه. لم أجب. لا تحتاج الحرب إلى كلمات.

لكني فكرت في شيء واحد.

سأعبر الرمال… حتى لو احترق العالم.

2025/05/08 · 49 مشاهدة · 1032 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025