أصبحت أصغر تلميذ لسيد الفنون القتالية
الفصل 243
في تلك اللحظة، تدفّقت في رأسي أفكار كثيرة...
"هل يمكن أن يكون صاحب الدم الحديدي يخطط للتسلل متنكّرًا في هيئة هيرو ليتحداني؟..."
أعلم أن الفكرة مجنونة، لكن لقاءاتنا السابقة كانت دائمًا في ظروف غير اعتيادية، لذا لم تكن الفكرة مستبعدة تمامًا...
لكن لو فكرت فيها قليلًا، سأدرك أن احتمال حدوث ذلك ضئيل للغاية...
فهذا مكان عام للغاية...
مع وجود العشرات أو حتى المئات من الأبطال يشاهدون، من الخطير جدًا أن يشارك أحدهم في معركة الترقية متنكّرًا كبطل آخر، حتى لو كان ابنه...
وإذا تم اكتشافه، فلن يكون الأمر مجرد إحراج...
فبما أن هناك قواعد صارمة، فقد يتعرض لعقوبة من داخل منظمة "هيروس"...
وحتى لو لم يُعاقَب، فإن مجرد وقوع هذا الأمر سيكون إذلالًا له...
بمعنى آخر، هذا الشخص هو هيرو فعلًا...
لكن لماذا أشعر مع ذلك بنظرة تشبه نظرة "كرة الدم الحديدي" في عينيه؟
قد يكون السبب بسيطًا على نحو مدهش...
هيرو قد تغيّر.
"الكيميائية ماريان، من الآن فصاعدًا."
مع صوت "هسّ"، أطلق الغولِم الواقف إلى يميني بخارًا...
تقدّم الغولِم نحو ساحة القتال وهو يصدر أصواتًا معدنية، لكن من ردود أفعال الحاضرين، لم يكن من المتوقع إصلاح الساحة أو تغييرها...
الجو يوحي بأن القتال سيستمر على هذه الساحة المدمّرة...
على أي حال، المرأة التي كنت أظنها عالِمة طوال معارك الترقية تبيّن الآن أنها كيميائية، وها هو غولِم يظهر بدلًا منها...
بالطبع، لم تكن تركب داخله أو ما شابه، بل قالت إنها أرسلت الغولِم الذي صنعته كبديل عنها...
وبما أن معايير التقييم تعتمد على القوة القتالية، فهذا النهج مقبول. فوسائل القتال للكيميائيين تعتمد غالبًا على الغولِمات...
عمومًا...
يبدو أن المرأة التي تُدعى ماريان كانت موهوبة بما يكفي ليُطلق عليها "عبقرية" في "أولكوا"، التي تشتهر بالكيمياء...
وبالطبع، فإن الغولِم الذي صنعته بدا عالي الجودة، لكنني بصراحة لم أكن منبهرًا به...
لأن عيني اعتادت على مستويات أعلى من الدمى والكائنات الميكانيكية...
مهارة "أرانج" كانت خارقة...
أما العميد "ألدرسون" فكان ساحرًا أرجوانيًا، وبالنسبة لسحر الكيمياء، فقد كان من الصعب أن تجد له منافسًا...
وبالطبع، كانت الدروع التي يصنعها متقدمة للغاية من حيث المظهر والقوة والوظائف...
لكن طبعًا، هذان الاثنان يُعدان استثنائيين، وربما الغولِم هذا ليس سيئًا بذلك القدر...
نظرت نحو الساحة...
هناك شيء أدركته أثناء مشاهدتي للمعركتين السابقتين...
الفرق في القوة بين أبطال الفئة أ ومن هم دونها واضح جدًا. من الآمن الاعتقاد أنه لا توجد فرصة للفوز...
لذا، النقطة الأساسية لتأمين أدنى فرصة للربح تكمن في الضربة الأولى...
تلك الضربة التي يدافع فيها الخصم فقط ويتجنب، دون أن يرد مباشرة... النصر يتغيّر حسب من يوجّه الضربة أولًا...
في الواقع، هذا ما ميّز المعركة بين "البارون" و"منجل السلاسل"...
"البارون" لم يهاجم بتهور، لكن استراتيجية "منجل السلاسل" في تدمير الساحة كانت أكثر فاعلية...
إذًا...
كيف ستكون المبادرة في حالة الغولِم البخاري هذا؟
طَق!
"……أوم."
دهشت بصمت...
رفع الغولِم ذراعيه ببطء نحو السماء، وفي تلك اللحظة بدأ الجهاز الميكانيكي يصدر صوتًا مرتفعًا، وتضخم حجمه خمسة أضعاف...
وفي النهاية، تحوّلت ذراعه اليمنى إلى فأس ضخم ذا حدين...
غرررررر!
التفّت ألسنة اللهب حول الفأس، ممتدة من الكتف إلى الحافة...
"……أمم؟"
فقط حينها نظرت البطلة الواقفة هناك للأمام. الآن أدركت أنها لم تكن مشتتة بل فقط تبدو ناعسة...
وحسب الهمسات حولي، يبدو أن لقبها هو "[البومة]"...
أوه، صحيح، البوم مخلوقات ليلية...
مدّت "البومة" يدها نحو الفأس الساقط، لكن شكل يدها كان غريبًا قليلًا...
"هممم؟"
كان لديها أربعة أصابع وأظافرها حادة بشكل غير طبيعي...
بدت لي كأنها مخالب طائر جارح...
ووش!
"البومة" صدّت الفأس، الذي كان أكبر من جسدها بمرتين، بخفة بمخالبها، وفي اللحظة التي مدّت فيها مخالبها مرة أخرى، تمزق جلد الغولِم الفولاذي وتحطّم...
"……."
استغرقت كل هذه الأحداث حوالي ثلاث ثوانٍ فقط؟
لقد سجلت "البومة" أسرع وقت فوز في مباريات الترقية...
ثم تثاءبت بصوت عالٍ...
تمتمت:
"هل هي متعاقدة مع شينسو؟"(حيوان إلهي)
"همم. يبدو ذلك..."
أجابتني "فيريتا"...
هذه كانت تغمض عينيها طوال الوقت، مدّعية أن لديها ما تقوله للحاكم...
وفي يوم الترقية، صلت أمام الساحة...
لا أعلم إن كانت قوية القلب أم مجرد غريبة الأطوار...
نظرت مجددًا إلى "البومة"...
مهاراتها تفوق جميع المتعاقدين الذين رأيتهم من قبل...
بل حتى مقارنة بـ"أرجان"، مستواها أعلى بكثير...
– "التكيّف، القوة، الارتقاء، التوحّد. تلك هي مراحل العقد مع شينسو..."
تذكّرت كلمات "ليز " وهي تشرح مراحل العقد...
إنه مجرد إحساس، لكن... ألا تكون هذه المرأة قد بلغت مرحلة "التوحّد"؟؟
"الساحرة كوراريس. إلى الساحة."
وبعد إزالة حطام الغولِم المدمَّر، تم استدعاء المتنافس التالي...
وفجأة تغيّر الجو في القاعة...
"كوراريس..."
"هل حان دور الساحر العظيم التالي أخيرًا؟"
"هل ستحل محل الأرجواني؟ إذًا، هل ستستخدم سحر الكيمياء أيضًا؟"
"ربما، لكنها تُعرف بأنها أفضل تلميذة للون الأزرق، لذا قد تعتمد على السحر الدفاعي..."
لسبب ما، شعرت أن نصف الحاضرين جاءوا فقط لرؤية هذا الشخص يُقاتل...
الجو مختلف تمامًا عن المعارك السابقة...
'هل هذا الطفل هو الساحر العظيم القادم؟'
فكرت بينما أنظر إلى ظهر الساحر الصغير...
لكن بما أنني التقيت عدة أشخاص يُدعون بالساحرة العظمى، فلا أعتقد أن هذا الفتى قد نضج بعد...
"كوراريس" مرّت بجانبي...
وجهها كالدمية، لكنها بدت متوترة، لا باردًة...
ربما فرق بسيط لا يشعر به إلا القريبون...
'انها، لا يمكن...'
في اللحظة التي شعرت فيها بالريبة، صعدت "كوراريس" إلى الساحة...
توقفت عن التفكير وركّزت انتباهي...
ما هي أول حركة سيقوم بها الساحر العظيم القادم؟
تألّقت عيناه تحت القبعة...
وفي اللحظة التي مالت فيها عصاه السحرية، بدأت "المانا" تتدفق حوله...
وهذه إشارة لا يمكن إخفاؤها... مثل الزفير بعد الشهيق...
نعم...
حتى هذه اللحظة، هو مجرد ساحر عادي...
كو كو كو كو كو كو كو كو كو كو!
"……!"
بدأت الساحة تهتز قليلًا...
لم يكن مجرد شعور، بل واقع. فحتى شظايا الحجارة التي حطمها "منجل السلاسل" بدأت تتحرك...
"هذا..."
حتى أنا صُدمت قليلًا...
هذه المرأة...
من حيث مخزون المانا، هي بمستوى ساحر عظيم...
بل إنه أقوى عدة مرات منّي، رغم امتلاكي لكميات هائلة من الطاقة الداخلية بفضل "شعلة اللهب" و"يونغوك"...
بل عشرات المرات ربما...
ضحكت بدهشة من كمية "المانا" التي ذكّرتني بالمحيط...
وقد بدأ الأبطال من حولي بالتحرك فجأة...
"عزّزوا الدرع الواقي داخل المسرح!"
"ابتعدوا عن الخط المستقيم! أنت، أيها الأحمق!"
"هل هناك سحرة آخرين يمكن استدعاؤهم؟ اللعنة، ما هذا الهراء؟!"
وسط هذا الضجيج، تحركت شفتا "كوراريس"...
تردّد صوتها في أذني فجأة...
"السحر العظيم... رمح يهوه."
تغيّر لون الجو كله إلى الأبيض...
البياض المجهول ابتلع حتى الأصوات، ولكن اللحظة التالية كشفت أن التفسير السابق لم يكن دقيقًا تمامًا...
-كواااااااااانغغغغغغغغغ!
انفجرت الأصوات كزنبرك محرر، وتدوّى انفجار ساحق...
كرة بيضاء أُطلقت بصوت يصمّ الآذان، مدمّرة كل ما يعترض طريقها...
كيف أصف هذا المشهد؟...
كأن قطارًا أكبر بعشرات المرات وأسرع بكثير من ذلك الذي ركبته في الجُزُر قد مرّ عبر المسرح...
"هوووو..."
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه الجاني الذي تسبب بهذه الكارثة...
وكأنه راضٍ جدًا بالسحر الذي استخدمه...
'يا إلهي...'
ضربت جبيني...
أنا أعلم جيدًا أن موهبتها مذهلة، لكن خبرتها العملية لا تزال ضعيفة...
"فوقك!"
صرخ "منجل السلاسل" بجانبي...
لم يكن يقصد طلب المساعدة، بل بدافع شبه غريزي...
نظرت "كوراريس" بسرعة إلى الأعلى...
وهناك... كانت "البومة" تنقضّ عليه من السماء، ذراعاها مفتوحتان مثل جناحي طائر...
ولم يكن الأمر مجازًا فقط، بل ذراعها تحوّلت فعلًا إلى جناحي بومة...
"……!"
رفعت "كوراريس" درعًا بسرعة، لكن البومة كانت أسرع منها...
سقطت عليه مثل طائر جارح، محطّمة الدرع نصف المكتمل بمخالبها...
ثم...
ركلته على صدغه بركبة قوية...
وسقط الساحر العظيم القادم بهذه الطريقة...
حتى في تلك اللحظة، شعرت أنها كانت تتحكم بقوتها. لو استخدمت قوتها الكاملة، لطار رأسها مثل كرة...
"……."
"……."
رغم أن النتيجة حُسمت، ظلّ المكان غارقًا في الصمت...
نظرة "البومة" التي كانت قبل لحظات وحشية أصبحت وكأنها صبّ عليها ماء بارد...
وقد بدا الأمر طبيعيًا... فلو أصابت الضربة هدفها، لما بقي عظم في رأسها...
نظرت إلى آثار السحر...
واكتشفت أن جدارًا كاملًا من المسرح قد تحطّم...
ليس النصف، بل ربع هذه المنشأة العملاقة اختفى تمامًا...
الجميع أدركوا شيئًا واحدًا...
كوراريس...
هذه المرأة ستصبح يومًا ما وحشًا حقيقيًا.
'بل حتى الآن، هي وحش بالفعل.'
وربما كان الجميع يفكر بالشيء نفسه، إذ بدأت الهمسات تنتشر بصوت منخفض كالتنهيدة...
"…هذا سخيف. هذه ليست بشرًا، بل سلاح حي."
"حتى لو لم تكن ساحرة رسمية، مجرد وجودها في العشيرة سيكون ذا قيمة..."
"لو كان بإمكانها استخدام هذه القوة مرة كل ربع سنة... أو حتى مرة في السنة فقط..."
"لكن... أليست هناك إمكانية أن تكون من العائلة الإمبراطورية؟؟"
وفي وسط تلك الهمسات...
"من فضلكم، التزموا الصمت."
قال الرجل الجالس على الكرسي المتحرّك...
كان هو نفسه من ظلّ يناديني باسمي، وصوته بدا مألوفًا، فاتضح أنه المراقب في الاختبارين الأول والثاني...
كان "تشيرون" من عشيرة [بيوولف]؟؟
والأشخاص الجالسون بجانبه كانوا جميعًا من أصحاب القدرات، رغم أنهم لم يكونوا من الفئة أ...
في منظمة فيها هذا العدد من الأفراد، من الطبيعي أن يكون فيها الكثير من الحالات الغريبة...
مثل بطل يمكن أن يكون من الفئة أ مباشرة، لكنه يظل في الفئة ب أو أقل...
لا داعي للذهاب بعيدًا، أليست هذه حالة "فيريتا" بجانبي؟...
على أي حال، بعد أن تمّ نقل "كوراريس" المُنهارة، استمرت معركة الترقية...
من خلال مشاهدتي لهذا، أيقنت أن "هيروس" حقًا منظمة استثنائية...
حتى وإن تحطّمت الساحة بالكامل، لا يتوقف العرض...
"لوان بادنيكر. إلى الساحة."
هل حان دوري أخيرًا؟...
وبينما كنت أراقب القتال السابق، بدأت أشعر بالحماس...
صعدت إلى الساحة المبعثرة، شاكرًا "تشيرون" لأنه لم يناديني بلقب "الجنية الذهبي"...
ثم تبادلت نظراتي مع "هيرو"، الواقف هناك...
"……."
"……."
رغم أننا أخوان نلتقي بعد فترة طويلة، لم تكن هناك مشاعر خاصة...
وربما نفس الأمر بالنسبة لـ"هيرو"...؟
"……؟"
أليس كذلك؟
شعرت بشيء غريب في عينيه اليوم...
كان هناك شيء لم أره فيه من قبل...
'هل أستخدم السيف؟ أم لا...؟'
وبينما كنت أفكر في المبادرة، أخرج "هيرو" سيفه العظيم أولًا...
سيف ثقيل مثل سيف "با تشون"...
ورغم أن "هيرو" ليس صغير الحجم، بدا السيف ضخمًا عليه...
ثم اندفع على الفور وهاجمني...
"……!"
تعالت الأصوات من كل الجهات من الدهشة، وكنت أنا نفسي متفاجئًا...
لقد تخلى عن حق المبادرة...
"هيرو" خالف القواعد غير المكتوبة في معارك الترقية...
كيييع!
صدّيت الهجوم تلقائيًا بسيف "الخطايا السبع"...
وأعتقد أنني فهمت الآن لماذا يُلقب هذا الرجل بـ"السيف القوي"..
ثقيل، صلب، قوي...
ولو كنت أستخدم أي سلاح غير "الخطايا السبع"، لتحطّم الآن...
لكن ما هو أكثر إدهاشًا...
مع استمرار المعركة ضد "هيرو"، بدأت أفكر أن حتى سيف الخطايا السبع قد يتعرض للتلف أو الكسر...
"……."
ثم نظرت إلى عينيه من خلف الشفرة...
وشعرت أن عقلي وجسدي، اللذان تراخيا قليلًا، قد استقاما مجددًا...
سأكون صريحًا...
لم أكن أظن أن القتال ضد "هيرو" سيكون صعبًا...
استنادًا إلى ما رأيته منه، كنت أعتقد أنه إما سينظر لي بازدراء أو يخوض القتال بخفّة...
لأن هدفي لم يكن الفوز أساسًا...
لكنني لم أرَ أي علامة على الاستهانة في "هيرو" الذي واجهته الآن...
تعبير وجهه، جوه، زخمه، إحساسه...
كانت هناك توتر حقيقي، وكأنني أواجه عدوًا فريدًا، بل وشعرت بنوع من اليأس في تعابير وجهه وهو يضغط على أسنانه...
"لوان بادنيكر."
وأخيرًا، خرج صوته المكبوت...
"...قاتل بكامل قوتك."
أنا بالفعل أفعل ذلك... لكنني شعرت وكأن هناك شيئًا مخفيًا خلف تلك الكلمات...
كااانغ!
أضفت القوة إلى سيف الخطايا السبع ودفعته للخلف...
وبعد أن تبادلنا النظرات على مسافة بعيدة، ثبتُّ سيفي...
لا أعلم ما هو هدف هذا الرجل أو بماذا يفكر...
لكن...
من غير اللائق أن أوفّر قوتي في وجه محارب يقاتل بكامل قوته...
قلت بهدوء، متخذًا وضعية "كسوف المئة يوم":
"أُعيد لك زمام المبادرة مرة أخرى."
"……."
ابتسم "هيرو" ابتسامة خفيفة...
---