استيقظت على ضوء رمادي باهت يتسلل عبر الستائر المخملية الثقيلة لجناحي.
لم يكن شروق الشمس المعتاد، بل ذلك الضوء الخافت الذي يسبق الفجر الحقيقي في قصر ڤيرتون، وكأن القصر نفسه يقاوم قدوم النهار.
جسدي كان لا يزال يشعر بثقل ممتع من وليمة الأمس، وابتسامة خافتة ارتسمت على شفتي وأنا أتذكر النكهات الأسطورية التي تذوقتها. للحظة، شعرت بالرضا، بالسلام تقريبًا.
لكن هذا الشعور لم يدم طويلاً.
عندما فتحت عيني بالكامل، لاحظت شيئًا غريبًا. الصمت. ليس الصمت المعتاد لجناح ابن الدوق، بل صمت مشوب بالتوتر. الخدم الذين كانوا يتحركون عادة بخفة ونشاط في هذا الوقت من الصباح كانوا غائبين. حتى الهواء بدا وكأنه يحبس أنفاسه.
نهضت من السرير، الذي كان لا يزال يحتفظ برائحة ريش الغرفين وحرير القمر. ارتديت رداءً حريريًا أسود كان ملقى على مقعد قريب، ومشيت نحو الباب. فتحته بحذر. الممر كان فارغًا. فارغًا بشكل مخيف.
"غريب،" تمتمت لنفسي.
ثم سمعت صوت خطوات خافتة، سريعة، تقترب. لم تكن خطوات الخدم المعتادة، بل خطوات شخص يحاول ألا يُسمع. ظهر من زاوية الممر خادم شاب، كان أحد الذين خدموني في وليمة الأمس. وجهه كان شاحبًا، وعيناه تتطايران بقلق. ما إن رآني، حتى اندفع نحوي، وانحنى بعمق.
"سيدي الشاب نير!" همس بصوت مرتجف، "يجب أن... يجب أن تعلم."
"أعلم ماذا؟" سألت ببرود مصطنع، رغم أن شعورًا سيئًا بدأ يتسلل إلى داخلي.
"اللورد أليستر... إنه... إنه غاضب. غاضب جدًا." ابتلع الخادم ريقه بصعوبة. "لقد استدعى مسيو چوليان، وكبير الخدم، وماستر إلياس، وحتى ليدي أرماند... صباح اليوم الباكر. الأصوات كانت... عالية. لم أرَ اللورد أليستر بهذه الحالة من قبل."
تجمدت. أليستر. بالطبع. كان يجب أن أتوقع هذا. الإسراف الذي قمت به بالأمس لم يكن مجرد تلبية لرغبة عابرة. لقد كان إعلانًا. إعلانًا عن تغيير. وتغيير من هذا النوع، في عائلة مثل ڤيرتون، لا يمر مرور الكرام. لقد أنفقت ما يكفي لإطعام جيش صغير لمدة شهر، أو ربما لإعادة بناء قرية بأكملها.
"هاؤلاء اللعناء،" فكرت بغضب. "كنت أعرف أنهم سيثيرون ضجة. لكن لم أتوقع أن يكون الأمر بهذه السرعة."
"وماذا قال اللورد أليستر؟" سألت الخادم، محاولًا أن أبدو هادئًا.
"لم أسمع كل شيء، سيدي،" قال الخادم وهو يرتجف، "لكنني سمعت كلمات مثل 'إسراف غير مسؤول'، 'تبذير لا يغتفر'، و 'تقويض لسلطة العائلة'. ثم... ثم سمعته يقول اسمك. وقال إنه يريد رؤيتك فورًا."
تبًا. هذا أسوأ مما توقعت. إذا كان أليستر غاضبًا لهذه الدرجة، فهذا يعني أن الأمر قد يصل إلى الدوق نفسه. ومواجهة دوق الظلال بسبب قائمة طعام فاخرة لم تكن ضمن خططي.
"حسنًا،" قلت للخادم، "شكرًا لك على إخباري. يمكنك الانصراف الآن."
انحنى الخادم مرة أخرى وغادر بسرعة، وكأنه يهرب من الطاعون.
عدت إلى جناحي، وأغلقت الباب خلفي. الآن، عليّ أن أفكر بسرعة. مواجهة أليستر الآن تعني استجوابًا طويلًا، وتوبيخًا، وربما قيودًا على حريتي المالية الجديدة. وهذا ما لا أريده. ما أحتاجه هو الوقت. وقت لأفهم هذا الجسد الجديد، وهذه القوة الكامنة فيه، وهذا "النظام" الغامض الذي ظهر لي.
"علي أن أهرب،" قررت. ليس هروبًا دائمًا، بل اختفاء مؤقت. بضعة أيام، ربما أسبوع، ستكون كافية لأضع لنفسي خطة. لأبدأ في التدريب. لأفهم ما يعنيه أن تكون "الرتبة السحرية: مقيّدة".
"نعم، عليّ أن أركز في تقوية نفسي،" فكرت وأنا أتجول في الغرفة. "لقد كان نير الأصلي قويًا جدًا في استخدام السيف والسحر، حسب ما أتذكر من الرواية. كان يُعتبر عبقريًا، رغم أنه لم يُظهر كامل إمكاناته أبدًا، مشغولًا بأوهامه الرومانسية السخيفة. وهنالك هذا النظام الغامض... ‹القدرات الخاصة: [غير مفعل]›... ما هي هذه القدرات؟ وكيف يمكنني تفعيلها؟"
فتحت شاشة النظام في عقلي مرة أخرى:
‹الهوية: نير ڤيرتون›
‹العُمر: 16›
‹السلالة: بشريّ نقي (سلالة نبيلة من عائلة ڤيرتون)›
‹السمة الموروثة: "عين الحقيقة"›
‹الرتبة السحرية: مقيّدة›
‹القدرات الخاصة: [غير مفعل]›
"هذا النظام لم يُذكر قط في الرواية... هل كان نير الأصلي يخفيه؟ أم أنه شيء جديد ظهر معي؟" الأسئلة كانت تتكاثر.
"وإذا لم يخب ظني، فقد تبقى أقل من أسبوع حتى تبدأ أحداث الرواية. تلك الأحداث التي ستفتتح بقدوم وحش عملاق من رتبة عالية جدًا، يهاجم المقاطعات الشمالية." تذكرت فجأة. الرواية، رغم تركيزها على الرومانسية، كانت تحتوي على بعض الأحداث الكارثية التي شكلت خلفية لقصة الحب المزعومة. وهذا الوحش كان أولها.
"علي أن أتذكر نظام القوة في هذا العالم." أغمضت عيني، محاولًا استرجاع التفاصيل من الرواية. "نعم... هناك اثنتا عشرة رتبة للقوة،
سواء للبشر أو للوحوش. كل رتبة تمثل قفزة هائلة في القدرات."
بدأت أسماء الرتب تظهر في ذهني، كما وصفتها الرواية بشكل عابر:
الرتب البشرية (مستويات التطور الروحي والجسدي):
* مُستنير : الشرارة الأولى للقوة، إدراك خافت للطاقة المحيطة.
* صاقل : القدرة على توجيه الطاقة بشكل بدائي، تقوية الجسد بشكل طفيف.
* محارب روحي : إتقان استخدام سلاح واحد على الأقل مع دمج بسيط للطاقة.
* سيد مبتدئ : القدرة على استخدام تقنيات قتالية وسحرية أساسية ببراعة.
* سيد متقدم : إتقان عدة أساليب قتالية أو سحرية، والقدرة على التأثير في البيئة المحيطة بشكل محدود.
* سيد أعظم : قمة الإتقان البشري التقليدي، القدرة على تدمير جيوش صغيرة بمفردهم. يمتلكون هالة مرعبة.
* نصف سامي : كائنات تجاوزت الحدود البشرية، قادرة على تغيير تضاريس، واستدعاء قوى طبيعية هائلة. دوق الظلال والإمبراطور الحالي هما في هذه الرتبة.
* متجاوز : كائنات نادرة جدًا، يقال إنهم يستطيعون لمس قوانين العالم. لم يظهر أي بشري في هذه الرتبة في الـ 400 فصل التي قرأتها.
* سماوي : أساطير حية، يقال إنهم يسيرون بين النجوم.
* أزلي : كائنات خالدة تقريبًا، شهدت صعود وسقوط حضارات.
* تجسيد القانون : القدرة على تجسيد أحد قوانين الكون الأساسية.
* الجوهر : قمة الوجود، الاندماج مع نسيج الواقع نفسه.
"نعم، دوق الظلال والإمبراطور كانا في الرتبة السابعة، نصف سامي. وهذا ما جعلهما الأقوى في العالم المعروف. في الـ 400 فصل التي قرأتها، لم يظهر سوى مخلوقين آخرين من الرتبة السابعة، وكانا وحوشًا أسطورية، وليس بشرًا."
رتب الوحوش (مستويات التطور الوحشي والخطورة):
* جرثومة: وحوش صغيرة وضعيفة، مصدر إزعاج أكثر من كونها تهديدًا.
* ناقل خطر : أكبر قليلاً، قد تكون خطيرة على المدنيين غير المدربين.
* مفترس : وحوش صيادة، تشكل تهديدًا على المجموعات الصغيرة.
* طاغوت صغير : قادة الوحوش الأدنى، يتطلب الأمر فريقًا من المحاربين للتعامل معهم.
* وحش مهيمن : وحوش قوية جدًا، قادرة على تدمير قرى صغيرة.
* سيد برّي : ملوك مناطقهم، يمتلكون ذكاءً وقوة تكتيكية.
* كارثة : وحوش أسطورية، ظهورها يعني دمارًا واسع النطاق.
المخلوقان من الرتبة السابعة اللذان ظهرا في الرواية كانا من هذا النوع.
* طاغية : كائنات قادرة على تهديد ممالك بأكملها. الوحش الذي سيظهر قريبًا في الرواية كان من هذه الرتبة. نعم، "طاغية".
* نذير نهاية: وحوش قادرة على تغيير العالم، ظهورها يعني بداية حقبة مظلمة.
* مُحطِم العوالم: كائنات أسطورية نادرة جدًا، يقال إن قوتها تتجاوز الخيال.
* رعب كوني : كيانات من أبعاد أخرى، وجودها يتعارض مع قوانين الواقع.
* العدم المتجسد : نهاية كل شيء.
"الوحش القادم... طاغية. رتبة ثامنة. هذا يعني أنه أقوى من والدي والإمبراطور بدرجة كاملة. كيف تم التعامل معه في الرواية؟" حاولت أن أتذكر.
"آه، نعم. لقد تطلب الأمر تحالفًا من عدة قوى، وتضحيات هائلة، وتدخلًا من قطعة أثرية قديمة... وكان نير وآيلا في قلب تلك الفوضى، وبطريقة ما، ساهم حبهما المزعوم في إضعاف الوحش أو شيء من هذا القبيل. يا للسخافة!"
لكن الآن، لم يكن لدي وقت للسخرية. إذا كان وحش من الرتبة الثامنة سيظهر قريبًا، فأنا في خطر حقيقي.
حتى لو كنت ابن دوق الظلال، فإن رتبتي السحرية "مقيّدة". لا أعرف حتى ما هي رتبتي الحقيقية.
"الهروب ضروري. والتدريب أكثر ضرورة."
بدأت في التخطيط. قصر ڤيرتون حصن منيع، لكنني أعرف بعض نقاط ضعفه، أو على الأقل، بعض الطرق غير التقليدية للخروج منه. ذكريات نير الأصلي، رغم أنها مشوشة ومليئة بالهراء الرومانسي، تحتوي على بعض المعلومات المفيدة عن ممرات الخدم السرية والأنفاق القديمة تحت القصر.
أولاً، الملابس. لا يمكنني الخروج بملابس النوم الحريرية.
فتحت خزانة الملابس الضخمة، وتجاهلت سترات الحرير والجلود الفاخرة التي طلبها ماستر إلياس بالأمس (والتي ربما كانت سببًا إضافيًا في غضب أليستر).
بحثت عن ملابس عملية، داكنة، لا تلفت الانتباه. وجدت سترة جلدية سوداء قديمة، كان نير الأصلي يرتديها أحيانًا في تدريبات السيف. كانت بسيطة، لكنها قوية.
وسروالاً داكنًا، وحذاءً جلديًا عاليًا يصل إلى الركبة.
بعد ذلك، المؤن. لا يمكنني أن آخذ معي الكثير. كيس صغير من النقود الذهبية، تكفي لبضعة أيام.
بعض الفواكه المجففة واللحم المقدد الذي وجدته مخبأً في أحد أدراج مكتبي (من الواضح أن نير الأصلي كان لديه بعض العادات السرية).
خنجر فضي كان معلقًا على الحائط كزينة، لكنه كان حادًا ومتوازنًا بشكل جيد. وقارورة ماء صغيرة.
الوجهة؟ هناك نفق قديم، مهجور منذ قرون، يقال إنه يؤدي إلى خارج أسوار القصر، ويصل إلى الغابات السوداء التي تحيط بأراضي ڤيرتون.
كان نير الأصلي قد اكتشف مدخله بالصدفة عندما كان طفلاً، لكنه لم يجرؤ على استكشافه بالكامل. هذا هو المكان المثالي.
نظرت إلى نفسي في المرآة. الوجه الوسيم، الشاحب، ذو العينين السوداوين.
لم أعد أبدو كابن الدوق المدلل. بل كشخص يستعد لمهمة خطيرة. وهذا جيد.
انتظرت حتى خفت الحركة في القصر تمامًا، مع اقتراب وقت الظهيرة، حيث يكون معظم الخدم مشغولين في تجهيز وجبة الغداء أو أخذ قسط من الراحة.
ثم، بحذر شديد، فتحت باب جناحي وتسللت إلى الممر.
كانت الممرات هادئة. استخدمت معرفتي بتصميم القصر، وتجنبت الطرق الرئيسية.
سرت عبر ممرات الخدم الضيقة والمعتمة، حيث رائحة الغبار والطعام القديم عالقة في الهواء.
كل صوت، كل صرير أرضية، كان يجعل قلبي يخفق بقوة. لم أكن خائفًا من أليستر، بل من ضياع فرصة فهم هذا العالم وهذا النظام.
وصلت أخيرًا إلى قبو قديم، تحت الأجزاء المنسية من القصر. كان الهواء هنا باردًا ورطبًا، ورائحة العفن تملأ المكان.
في زاوية معتمة، خلف كومة من البراميل القديمة والشبكات العنكبوتية، كان هناك باب حجري صغير، بالكاد يمكن تمييزه عن الجدار. هذا هو مدخل النفق.
بذلت بعض الجهد لفتحه. كان المفصل صدئًا، والحجر ثقيلاً. لكنه انفتح أخيرًا، كاشفًا عن ظلام دامس ورائحة تراب قديم.
"هيا بنا،" همست لنفسي، وأشعلت شمعة صغيرة كنت قد أحضرتها معي.
دخلت إلى النفق، وأغلقت الباب الحجري خلفي. الظلام ابتلعني. صوت خطواتي كان يتردد بشكل غريب في الصمت المطبق.
النفق كان ضيقًا ومنخفضًا، والجدران مغطاة بطبقة لزجة من الرطوبة.
كان عليّ أن أنحني في بعض الأماكن لتجنب الاصطدام بالسقف.
مشيت لما بدا وكأنه دهر. الشمعة كانت تلقي بظلال راقصة على الجدران، تجعل الأشكال الغريبة تبدو وكأنها وحوش كامنة.
كل حاسة في جسدي كانت متيقظة. سمعي التقط صوت قطرات الماء المتساقطة، وحركة حشرات صغيرة.
أنفي اشتم رائحة الأرض العميقة، وشيء آخر، شيء معدني خافت.
وفجأة، شعرت بتغير في الهواء. أصبح أقل رطوبة، وأكثر برودة. ورأيت ضوءًا خافتًا في نهاية النفق.
تسارعت خطواتي. الضوء يزداد قوة. ثم، خرجت أخيرًا من النفق.
وجدت نفسي في كهف صغير، يطل على غابة كثيفة ذات أشجار سوداء شاهقة. الشمس كانت تتسلل عبر أوراق الشجر، ترسم بقعًا من الضوء على أرضية الغابة المغطاة بالأوراق المتساقطة.
كان الهواء نقيًا ومنعشًا، يحمل رائحة الصنوبر والتربة الرطبة.
نجحت. لقد هربت. مؤقتًا على الأقل.
أطفأت الشمعة ووضعتها في حقيبتي. ثم جلست على صخرة عند مدخل الكهف، وأخذت نفسًا عميقًا.
"الآن، يبدأ العمل الحقيقي،" قلت لنفسي. "عليّ أن أكتشف أسرار هذا الجسد، وهذا النظام. ولدي أقل من أسبوع قبل أن يضرب الجحيم الحقيقي."
نظرت إلى شاشة النظام مرة أخرى. "الرتبة السحرية: مقيّدة".
كيف أفك هذا القيد؟ هل يتطلب الأمر تدريبًا معينًا؟ أم مهمة خاصة؟ وما هي "القدرات الخاصة:
[غير مفعل]"؟ هل هي مرتبطة بسلالة ڤيرتون؟ أم بشيء آخر؟
تذكرت أن نير الأصلي كان بارعًا في استخدام السيف. نهضت، وسحبت الخنجر الفضي من حزامي. لم يكن سيفًا، لكنه أفضل من لا شيء.
بدأت في أداء بعض الحركات الأساسية التي تذكرتها من مشاهد القتال في الروايات والأفلام.
كانت حركاتي خرقاء في البداية، لكنني شعرت بأن الجسد يتجاوب. هناك ذاكرة عضلية كامنة، تنتظر أن يتم إيقاظها.
قضيت الساعات القليلة التالية وأنا أتدرب، أحاول استعادة لياقة نير الأصلي وبراعته.
العرق يتصبب مني، وعضلاتي تؤلمني، لكنني لم أتوقف. مع كل حركة، كنت أشعر بأنني أسيطر على هذا الجسد بشكل أفضل.
وعندما غربت الشمس، وأصبح ضوء الغابة خافتًا، عدت إلى الكهف. أشعلت نارًا صغيرة، وتناولت بعض الفواكه المجففة واللحم المقدد.
"غدًا، سأحاول استكشاف السحر،" فكرت وأنا أتأمل ألسنة اللهب المتراقصة.
"نير الأصلي كان لديه تقارب مع سحر الظل، مثل والده. يجب أن أرى ما إذا كان بإمكاني الوصول إلى تلك القوة."
نظرت إلى شاشة النظام مرة أخرى، وركزت على عبارة "القدرات الخاصة: [غير مفعل]
". ثم، بصوت عالٍ، سألت: "نظام، هل يمكنك إعطائي أي معلومات عن هذه القدرات الخاصة؟"
لم يحدث شيء.
"نظام، كيف يمكنني تفعيل قدراتي الخاصة؟"
صمت.
"اللعنة!،" تمتمت بغضب. "هذا النظام أكثر غموضًا مما توقعت. لا يبدو أنه يستجيب للأوامر الصوتية المباشرة."
ربما يتطلب الأمر شروطًا معينة. أو ربما، كما هو الحال في بعض الروايات التي قرأتها، يتطلب الأمر نقاط خبرة، أو إنجاز مهام معينة.
"سأكتشف ذلك،" قلت لنفسي بتصميم. "سأكتشف كل شيء. وسأكون مستعدًا عندما يأتي ذلك الوحش الطاغية.
لن أكون مجرد متفرج في هذه الرواية السخيفة. سأكون لاعبًا رئيسيًا."
أغمضت عيني، وشعرت بالإرهاق والتصميم يمتزجان في داخلي. الهروب كان مجرد بداية.
المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد. لكنني كنت مستعدًا. أو على الأقل، سأجعل نفسي مستعدًا.
وفي صمت الغابة السوداء، تحت سماء مرصعة بنجوم لم أرَ مثلها من قبل، بدأت رحلتي الحقيقية في هذا العالم. رحلة لاكتشاف القوة، وكشف الأسرار، وربما... إعادة كتابة قدري.