"حراس! إستدعوا لي العم براون ، اخبروه ان الامر يا يحتمل التأخير" صدى صوت ميلا في انحاء المنزل حيث أفزعت كل الخدم و الحراس، من خوفهم كلهم قفزوا من الشبابك و الابواب ليبحثوا عن العم براون
" لا اعلم ما الذي تخطط له ، لكن كل شئ سينكشف بعد قليل.." نظرت ميلا لروبين و قال ثم ذهبت لتجلس على المقعد الرئيسي و اغلقت عينيها، رفع روبين كتفيه جلس في مكانه الاول و اشار لقيصر ان يسترخي
قيصر يكاد يجن.. لماذا اختار والده هذه المرأة بالذات ان كان يعرف بإحتمالية وقوع مشاكل؟ و لماذا اخبرها انه كان في مثل عمرها فأثار غضبها اكثر؟
بعد عشرة دقائق صدى صوت عجوز .." ما الذي تريدينه يا فتاة لتقومي بإستدعائي من الحانة على هذا النحو؟ ألا تعرفين ان عجوز مثلي يجب عليه ان-.. ان...." انقطع كلامه عندما وقعت عينه على شاب مبتسم
-"انت.. انه انت!! لكن عمر عظامك اصغر؟ كيف !؟" ذاكرة الاقوياء دائماً ما تكون قوية، لقد عرف روبين في اللحظة التي رآه فيها
="جيد انك هنا يا عم براون، ذلك الشقي يقول انه كان في مثل عمري عندما تقابلنا في منطقة الوحوش الخارجية، أهذا صحيح؟"
تنهد العمل بروان ثم هز رأسه و قال "...لا"
="همف! كما توقعت، انت مجرد ساحر محتال و-"
-"كان اصغر منك بعام كامل"
=".........."
-".........."
=" عمي براون.. انت لست مضحك.."
-"انا لم اكن امزح، الولد كان فعلاً في الـ14 عندما تقابلتما، لم ارد اخبارك وقتها حتى لا يصيبك الهوس حياله و تتركين المسار الذي رسمه لك سيادة الدوق" هز رأسه و اعترف
كل هذا و روبين جالس بالجوار يهز رأسه مبتسماً كان يسمع موسيقى، و قيصر جالس على حافة الكرسي فاتحاً عينيه على مصراعهما كأنه يشاهد مسرحية
="اصغر بعام كامل.. اقوى بمستوى كامل.. ها..هاهاها.. انا من كنت اظن اني الاكثر موهبة طوال القرن و نصف الماضيين إلا ان ظنوني كانت محطمة بالفعل منذ كنت مراهقة، و انت كنت تعلم و لم تخبرني؟!" اهتز صدرها بينما شاورت على عمها و صاحت، الذي إلتزم الصمت بدوره
إستغرقت ميلا بضع ثوان حتى ظبطت تنفسها و جلست مجدداً و إنهلت بوابل من الأسئلة" ما اسمك، ما هو عمرك الحقيقي ، كيف تُعدل عمر عظامك، ما الذي تفعله هنا ، ولماذا قررت فضح نفسك امامي؟"
="اعتقد ان السؤال الاول و الثاني يمكن إجابتهما معاً، انا روبين بورتون، لعلك ما تزالين تذكرين الاسم؟" قالها روبين بهدوء
-"روبين.. روبين.. اه! الشخص الذي كنت انوي الذهاب لمواجهته عندما قابلتك؟ ..هذا فعلاً يفسر الكثير و سيؤكد عمرك الحقيقي و انك لست مجرد دجال عاش آلاف السنين..هذا لو كنت صادق! ربما استغللت اني اخبرتك بالإسم وقتها فحسب! عمي براون، استخدم اسرع طائر مراسلات لدينا و أمر احد اتباعنا بجوار مدينة يورا ان يذهب للمدينة و يحاول جعل احد العجائز هناك يرسم صورة لروبين بورتون، اجعله يقول انه يصنع كتاب عن العباقرة او شئ كهذا" اومئ العم براون و تراجع بسرعة
="إحم.. بالنسبة لسؤال الثالث يمكنك القول اني أكلت عشبة غريبة فرجعت لما انا عليه الان"
-"لكن هذه ليست الحقيقة أليس كذلك؟ " قالت ميلا بسخرية
=" ربما، لكن هذه الإجابة الوحيدة التي ستحصلين عليها مني" رفع روبين كتفيه " بالنسبة لسؤالك الرابع.. كما ترين انا و اخي ضعيفين الان و لم اجد مكان لأحتمي به حتى نصبح اقوى لذا جئت لك لتسددين دينك لي.. طلبي هو ان تقومي بحمايتي انا و اخي و توفير مكان لائق للتدريب لمدة خمس سنوات"
-" لماذا تعتقد اني قد اوافق؟"
“لأن امرأة بمكانتك وموهبتك وقوتك لن تنقض عهدها أبدًا—وخاصةً من أجل أمر تافه كهذا. إن فعلتِ، فسيثقل ذلك على ضميرك، أليس كذلك؟ فأنتِ امرأة قد رُبيتِ لتقودي دوقية بعد كل شيء.”
"..."وماذا سأجني من هذا؟ هذه العشبة الغريبة تبدو مثيرة للاهتمام..." رفعت ميلا حاجبها وقالت: "لقد كنتَ صريحًا بشأن عمرك، وربما أيضًا هويتك، فلماذا لا تكون صريحًا في كل شيء؟"
"أنا رجل مليء بالأمور المثيرة للاهتمام، وستعرفين المزيد مع مرور الأيام." أجاب روبين بسلاسة، "وقد اخترتُ الصراحة معكِ لأنني كنت أعلم أن عمّك سيتعرف عليّ وعلى عمري فورًا، وهذا ما فعله بمجرد أن رآني. ماذا عساي أفعل؟ أنا رجل ساحر... لذا لا جدوى من الكذب."
"هل أنت دائمًا بهذه الغطرسة؟" تجهّمت ميلا، غير قادرة على صياغة رد واضح.
"وكيف أجرؤ ان اكون مغطرساً امامك؟" ابتسم روبين، "لقد خاطرت بالكثير كي آتي إلى هنا، وحتى أنا لا أعلم لماذا خطرتِ أنتِ على بالي أولاً. لكن لدي شعور أننا سنكوّن شراكة مثمرة، شراكة ستعود بالنفع علينا نحن الاثنين."
"...كفى كلامًا." تنهدت ميلا، "يمكنك أنت وأخوك استخدام إحدى الغرف الفارغة ريثما ننتظر وصول اللوحة من جورا. وحتى ذلك الحين، يُمنع عليكما الخروج." لمع بريق قاتل في عينيها، جعل قيصر يبتلع ريقه بصعوبة.
----------
بعد تلك المحادثة الشائكة جاء خادم اصطحب روبين و قيصر لواحدة من اكبر الغرف في المنزل حيث عاش الاثنان فيها برخاء لمدة يومين، او بمعنى أدق روبين من عاش برخاء بينما قيصر كان على اعصابه.
بعد اليومين وصلت الرسمة اخيراً من من مدينة ميرا، تأملتها ميلا لبضع دقائق ثم تنهدت و إستدعت روبين و قيصر
" يبدو انك محق.. انت كنت اكثر موهبة مني في ذلك الوقت، مثير للإهتمام..ارغب برؤية ما إن كنت ستحقق نفس هذا المستوى في الفرصة الثانية التي حصلت عليها لنفسك!" قال ميلا بأعين غير مبالية " اوافق على شروطك، سأستخدم اسمي لأرسلك انت و اخاك الصغير للمؤسسة العسكرية في الدوقية ، انها المكان الذي يتجمع في نبلاؤنا، يمكنك الدراسة فيها لعشر سنوات و سيتم توفير موارد بقية 100 عملة ذهبية شهرياً لكلاً من منكما، أهذا مناسب؟"
توسعت عيني قيصر عندما سمع هذه الكلمات .. 100 عملة ذهبية في الشهر! حتى بيع جلد وحش مستوى 14 يصلح لصنع اسلحة و دروع مستوى عالٍ، لم يكسبه هذا الكم!
"هاها لم تخيبي أملي يا ميلا، اه.. اقصد عمة ميلا.. اؤكد لك انك لن تندمي على قرارك"
"من تنادي بالعمة يا عديم الحياء انت في مثل عمري!... ايها الخادم! خذ الإثنان و ألقيهما في المؤسسة العسكرية و اعطي هذه الرسالة لرئيس المؤسسة" صرخت ميلا