الساعة 18:00 — التدريب الرابع
"قاعة الأعصاب" — وهي غرفة تدريب لا تُستخدم سوى مع المتدربين المحتملين لفرقة النخبة.
دخل المتدربون وعلى رؤوسهم ما تبقى من العرق والتعب… لكن ما رأوه في القاعة أنساهم كل شيء.
أرضية من ألواح معدنية، وأسلاك كهربائية تتدلى من السقف…
على الجدران، شاشات تبثّ صورًا من الماضي — آباء، أمهات، مناظر حروب…
ووسط القاعة، وقف رجلٌ أشيب، نصف جسده مغطى بحروق، ونصفه الآخر مصنوع من معدن أسود.
قال بصوت مبحوح:
— "الساعة السادسة: تدريب التحمل العصبي.
لا تركضوا، لا تقاتلوا، لا تصرخوا… فقط اثبتوا."
اصطف المتدربون على الألواح المعدنية، وبدأ التدريب.
أول دقيقة، اهتزّت الأرضية تحتهم، ثم دوّى صوت في آذانهم…
صرخات نساء، صوت عظام تتكسر، نحيب أطفال.
ماريو رفع يديه إلى أذنيه، لكنه شعر بصدمة كهربائية خفيفة — ممنوع أن تحمي نفسك.
سون كان يحدّق في الأرض… يتعرّق، شفتاه ترتجفان،
أما تشاي… فبقي ثابتًا، لكنه لم يكن هادئًا من الداخل.
داخل رأسه…
كان يسمع صرخات لا علاقة لها بالصوت القادم من السماعات… بل من ذكريات الطفولة:
رجل يُسحب بعيدًا، امرأة تصرخ، نارٌ تبتلع المنزل.
حين انتهت العشر دقائق…
سقط أربعة أطفال مغشيًا عليهم.
اثنان انفجر أحد عروقهما من التوتر.
البقية جلسوا أرضًا يبكون بصمت.
ماريو همس لسون وهو ينظر إليه بعين مرهقة:
— "هل… هل بكيت؟"
سون لم يُجِب. فقط قال:
— "كل شيء يبكي… داخلي."
ثم نهض وسار نحو الزاوية المظلمة من القاعة، حيث لا يراه أحد.
الساعة 00:00
في ركنٍ هادئٍ من القاعة المُطفأة الأنوار، جلس سون وماريو فوق كومة من البطانيات القديمة، وقد أنهكهما التعب، لكن عيونهما بقيت مفتوحة… لا يمكن للنوم أن يزور طفلًا بعد ما عاشاه في "قاعة الأعصاب".
همس ماريو بصوت متهدج:
— "سون… لقد كانوا يُعذّبوننا، أليس كذلك؟ هذا لم يكن تدريبًا، هذا كان جحيمًا..."
ردّ سون بهدوء، وهو يحدّق في سقف الغرفة المعتم:
— "لا أحد يُعلّم طفلًا كيف يموت من الداخل، إلا لو كان يريده أن يُصبح شيئًا غير بشري…"
ماريو ابتلع ريقه، ثم تابع:
— "أنا… رأيت امرأة تشبه أمي، على الشاشة… وهي تموت. كانت تقول: (اهرب يا ماريو)، وأنا لم أستطع أن أتحرك…"
سون لم يرد بسرعة، ثم قال:
— "وأنا رأيتُ نفسي… كنت أصرخ، لكن لم يكن هناك صوت. فقط الفراغ. كأني اختفيت."
صمتٌ ثقيل ساد بينهما، حتى قال ماريو:
— "كم تتوقع أننا سنبقى على قيد الحياة؟"
سون أغلق عينيه، ثم قال:
— "لا أعرف… لكنني بدأت أتساءل: هل يستحق البقاء في هذا المكان أن نفقد أنفسنا؟"
همس ماريو:
— "ربما… لأن لا أحد سيمنحنا فرصة أخرى هناك في الخارج."
سون فتح عينيه فجأة، ثم التفت إليه:
— "لهذا السبب نحن هنا…؟ لأننا نؤمن أن لا أحد سيحمينا سوى قوتنا؟"
ماريو ابتسم بسخرية حزينة:
— "لأن العالم نفسه قتلنا أول مرة… ونحن فقط نحاول أن نعود للحياة من جديد."
اقترب صوت من بعيد، أحد المدرّبين ينادي:
> "ناموا الآن، غدا يوما مهما ."
نظر سون وماريو إلى بعضهما، ثم استلقيا، وقلوبهما أثقل من أرواحهما.