لم تعرف منى ماذا تفعل لكي تستطيع أن تصل إلى ما تريد كانت تتحرك بسرعة كبيرة وتحاول أن تصل إلى ذلك المكان البعيد، ولكنه ليس بعيدًا، ولكنها هي البطيئة. ولم تكن بطيئة إلى هذه الدرجة، ولكنها خائفة.
"أما زلت خائفة؟!"
تحركت منى، لكنها لم تستطع أن تسيطر على ذلك الخوف أكثر من ذلك، فتوقفت في مكانها، خائفة من التقدم، وترددت حتى أصبحت خائفة من التراجع.
الدماء التي على الأرض أصبحت شبيهة بالأيدي التي امتدت حتى أمسكتها من رقبتها، وكانت على وشك خنقها. ولكن كل ذلك كان وهمًا من نسيج خيالها. كانت خائفة من أن تصل إلى زملائها وتجدهم جميعًا موتى، وخائفة من الهروب، فيكون أحدهم لا يزال على قيد الحياة، فتتركه وتهرب.
ذلك الخوف منعها من التحرك للحظات.
"بحق الجحيم، يجب أن تتخذي قرارًا: إما التقدم أو التراجع!"
"ولكني خائفة... شيء أنت لا تشعر به؟!"
ضحك الجوكر بصوت عالٍ للغاية وقال:
"من ذلك الذي خدعك وقال لكِ إني لا أخاف؟!"
الخوف جزء من شخصيتي. بدون الخوف، لما كنت ما أنا عليه الآن. الخوف يجعلني أعرف أني على وشك أن أُدمر كل شيء من حولي، ويجعلني أيضًا أعرف أن كل شيء من حولي على وشك أن يدمرني. أنا ذلك الشخص الذي يخاف من كل شيء حوله، حتى استطاع أن يتغلب على خوفه ويعيش حياته لأول مرة.
يا صغيرة، الخوف هو المحفز، وهو أيضًا العدو الذي تحاولين دائمًا الانتصار عليه. وإن لم تستطيعي هذه المرة، فما المشكلة؟ جربي المرة القادمة. وإن لم تستطيعي، فما المشكلة؟ حاولي حتى تملكي القدرة. وإن كنتِ لا تملكينها، فلتَموتي وأنتِ تحاولين، فهذا أشرف لكِ من الحياة في تردد دائم.
وهل هذه تُسمى حياة؟
كانت منى مذهولة من كلمات الجوكر، ولم تعرف ماذا تقول له. لم تملك أي كلمات ترد بها على ذلك الشخص الذي لم يتوقف عن الكلام، ولم تكن تعرف كيف ترد عليه.
لكنها فكرت في نفسها للحظة:
(لماذا من الأساس أحتاج أن أرد عليه؟!)
سكتت قليلًا، فأكمل هو قائلًا، مع نسيم الهواء الذي كان يتحرك من كل مكان حولهم:
إما أن تتحركي للأمام، فتكوني من الأبطال أو من الموتى، أو أن تهربي للخلف، فتنجي بحياتك وتكوني جبانة.
لكل خيار عواقبه، لذا تجرئي واختاري الأنسب لكِ.
ترددت منى للحظة أخيرة ثم تحركت الى الأمام مره أخرى
تحركت وعيونها هذه المره تملك جزء أكبر من الصرامه
جزء لم تكن تملكه من قبل فى عيونها
أدركت أنها كانت على وشك الموت منذ لحظات قليله
لذلك لما لا تعتبر نفسها ميته من الأساس
لماذا لا تعتبر نفسها هربت الى العالم الأخر
ولماذا لا تحاول ان تعيش بجرأه لمره واحده
أن كانت الحياه أعطتها هذه الفرصه
فلماذا لا تستغلها
(هل استطيع التحكم فى طاقة الفوضى ؟!)
فكرت فى ذلك
فهمس الجوكر كالشيطان فى أذنها
" نعم تستطيعين "
فردت وهى تعتصر قبضتها وتضغط على شفتيها بسنانها
وكيف تعرف ذلك ؟!
فهمس مره أخرى بصوت خبيث يشبه حفيف الباب
" لانى كنت بداخلك لانى كنت أنت وشعرت بهذه الطاقة تزحف فى أعماقك تنادى لشخص ما أن يحرارها ان يطلقها "
صوت الجوكر لم يكن صوت شخص طبيعى
كان صوت ملىء بالخبث والشر
ولكن فى نفس الوقت منى التى لم تعرف من هذا الشخص لم تعرف هل تصدقه أم تكذبه
ولكنها لسبب ما عندما تلبس جسدها شعرت بكل شىء شعر به وعرفت أنه شخص غريب
ولكن فى نفس الوقت شخص قوى
لذلك أختارت أن تثق فيه
وهى لا تعرف نتائج هذا الأختيار
بدأت تستشعر بطاقتها كيفما أخبرها
ولكنها لم تشعر بشىء
وأستمرت فى الحركة فى نفس الوقت
ولكن بعد دقائق قليله
بدأت بالشعور بشىء غريب يشبه كتله من الغبار الكثيف فى منتصف جسدها فى الجزء الأعلى من معدتها
كانت الأن فى نفق ضيق مصنوع من الحجاره مزين بخطوط ذهبيه مضىء تضىء النفق وكل ما فيه
كانت الخطوط موجوده فى جدران الكهف بشكل يشبه شراين الجسد
كانت خارجه عنه وتتدفق الخطوط الذهبيه بداخل تلك العلامات والنقوش فى الجدران كأنها جرعات من التدفقات التى لا تنتهى
مع صوت خفيف من دقات لشىء ما
ولكن منى التى كانت مشغولة بالطاقة التى شعرت بها دخلها لم تلاحظ كل هذا
ولكن الجوكر بالتاكيد لم يغفل عما يحدث حوله
" يجب أن تخرجى من هذا النفق بأسرع وقت ممكن " صرخ الجوكر بصوت مرتفع للغاية
شعرت منى بالخوف مره أخرى يتسلل الى قلبها
" لماذا " كان صوتها الخائف يتردد صده بين أرجاء الكهف
" لان هذه الجدران على قيد الحياة وسوف تبتلعنا " صوت الجوكر كانه صفير البداية لتلك الجدران أن تبدأ تحركها
حركت منى عيونها بسرعه كبيره
" لا وقت للتفكير " هدأ كل شىء للحظة وقطع ذلك صوت الجوكر المتقطع : أجرى
فى تلك اللحظة سمعت منى بجدران تتحطم من خلفها
لم يكن هناك وقت لكى تنظر خلفها
شعرت بطاقة تتدفق من داخلها
تصل الى قدميها
وفى تلك اللحظة جرت بسرعه لم تجرى بمثلها من قبل
وفى تلك اللحظة أصغر فتاه قى مدينة الخطبوط تقوم بأيقاظ طاقة الفوضى للمره الثانية على التوالى
كانت الجدران سريعه للغاية
كانها تتشوق لأبتلاع منى دخلها
ولكن الفتاه الصغيره لم تعطى الجدران فرصتها
جرات بأسرع ما تملك
وكانت الجدران من خلفها تنقبض على بعضها البعض بسرعه كبيره
ولكن سرعه الفتاه كانت أكبر
ولكنها فى نفس الوقت شعرت أن هذا النفق وهذا المكان لا ينتهى
ولكن فى تلك اللحظة
" قليلا بعض " صوت الجوكر تردد فى أذنها وشجعها مره أخرى
فتحركت
حتى خرجت من النفق وجدت نفسها فى حجره كبيره للغاية
أرضيتها تشبه الدائره
ويوجد حفره كبيره فى منتصفها
" هكذا مرت العفريت من النفق ..... من تحت الأرض "
الدماء زينت الأرض فى كل مكان
وفجأة من اللا مكان صدر صوت صراخات بشرية
نظرت منى بعيونها يمين ويسار
فهمس الجوكر
" يبدو أن أصدقائك على قيد الحياة "
لم تصدق منى أذنيها كانت تعتقد أن كل ما تسمعه وهم أنه لا يوجد شىء من هذا على الأطلاق
هل كان ما يقوله هذا القناع حقيقه
أصدقائها على قيد الحياة
-------------------------------------------------------------------------------
فى مكان أخر مظلم للغاية
كان يوجد شخص يرتدى خوذه فضيه تخفى وجهه
ويحمل فى يده حجاره
أخيرا سوف أدمر الفارق بين عالم الفوضى والعوالم المقدسة
لقد حصلت على ما أريده
كان فى يده شىء يشبه الخاتم
عصر الخاتم فى يده وهمس بعض الجمل التى لم نفهمها
ولم يفهمها أحد
ثم نظر الى الأعلى
وقال
" الكثير من الموت سوف يحل على العالم الأن
فى تلك اللحظة حدث مثل حطام فى العالم
لقد فتحت العوالم على بعضها البعض
وحان وقت الدمار والموت