20 - المباراة الودية الثانية ضد المستقبل الرياضي بقابس (الجزء الثاني)

الفصل 20: المباراة الودية الثانية ضد المستقبل الرياضي بقابس (الجزء الثاني)

---------

التعديلات التكتيكية

كانت استراحة ما بين الشوطين قصيرة، لكن جيك ويلسون استخدم كل ثانية لإعادة ضبط عقلية فريقه.

عانى برادفورد في الشوط الأول—الحرارة التونسية التي لا تُطاق، الضغط المتواصل من المستقبل الرياضي بقابس، والأهم من ذلك، الجمهور المعادي الذي استهدف سعيدي. كانت معركة عاطفية أكثر منها تكتيكية، وهذا بالضبط ما أراده الفريق المضيف.

لكن الآن؟

انتهى جيك من لعب لعبتهم.

ومضت شاشة زرقاء أمام عينيه.

[رنين! اقتراح تكتيكي: تعديل أسلوب اللعب للشوط الثاني]

[التوصية: تخفيض وتيرة اللعب – السيطرة على الاستحواذ – استخدام سعيدي للتوزيع من الخلف]

إلتفت جيك نحو لاعبيه.

"كفى من هذه الفوضى،" قال بحزم. "سنلعب كرتنا الآن. لا مزيد من التمريرات المتسرعة، لا مزيد من فرض الهجمات. سنحتفظ بالكرة، ونجعلهم يطاردون، وندعهم يرهقون أنفسهم."

إلتفت إلى سعيدي، الذي هدأ لكنه ما زال يبدو متوتراً.

"إنهم يريدونك مضطرباً. فلا تكن كذلك. إنسَ الجمهور. انساهم. فقط العب."

أومأ سعيدي برأسه، هذه المرة دون تردد.

نظر جيك إلى لوحة النتائج مرة أخيرة قبل الخروج.

45 دقيقة متبقية.

متأخرون بهدف واحد-صفر.

حان وقت قلب النتيجة.

ركلة البداية

نفخ الحكم في صافرته، وبدأ الشوط الثاني.

على الفور، تغير أسلوب برادفورد.

لا مزيد من الكرات الطويلة اليائسة.

لا مزيد من فرض الهجمات السريعة.

بدأوا بالتمرير جانبياً، والسيطرة على المباراة، مما أجبر المستقبل الرياضي بقابس على الجري.

سعيدي، الذي أصبح الآن مُركزاً تماماً، أصبح اللاعب الرئيسي.

لم يعد يكتفي بإبعاد الكرة فحسب—بل كان يبدأ الهجمات.

الدقيقة 48 – اعترض سعيدي تمريرة، وراوغ بهدوء إلى الأمام، ولعبها إلى نوفاك في الجناح، مشعلاً هجمة.

الدقيقة 52 – تقدم في وسط الملعب، قاطعاً هجمة مرتدة للمستقبل الرياضي بقابس، ثم حوّل اللعب إلى الجناح الأيمن.

المستقبل الرياضي بقابس، الذي هيمن على الشوط الأول، كان الآن يُسحب عبر الملعب.

لم يعودوا يملون الوتيرة—بل برادفورد.

في الدقيقة 56، وجد ريان كارتر أخيراً مساحة للعمل.

بعد تمريرة ذكية من لو، استدار لاعب الوسط الشاب بسرعة، ملاحظاً نوفاك وهو يقوم برحلة عدو على الجناح الأيسر.

تمريرة بينية موقوتة بشكل مثالي اخترقت الدفاع.

اندفع نوفاك داخل منطقة الجزاء.

واجه حارس المرمى وجهاً لوجه.

سدد—لكن حارس مرمى المستقبل الرياضي بقابس قام بتصدي رائع.

ضغط جيك على فكه. "تلك كانت اللحظة."

ومع ذلك، كانت إشارة. كان برادفورد يتطور في المباراة.

المستقبل الرياضي بقابس، المحبط الآن بسبب افتقاره للسيطرة، بدأ يرتكب الأخطاء.

في الدقيقة 62، تخلى ظهيرهم الأيمن عن الكرة في وسط الملعب.

انقض عليها كارتر، ناظراً إلى الأعلى فوراً.

كان نوفاك يقوم بالفعل برحلة عدو.

بتمريرة سريعة، أرسل كارتر الكرة إلى الفراغ.

اندفع نوفاك إلى الأمام، متجهاً للداخل قبل أن يسدد تسديدة منخفضة ملتفة نحو القائم البعيد.

غطس حارس المرمى—لكن هذه المرة، لم يستطع الوصول إليها.

هدف!

1-1.

انفجر مقعد الفريق الزائر بالهتافات.

ركض نوفاك نحو كارتر، محتفلاً بهدفهما الأول كزميلين.

ابتسم جيك ببساطة.

"نحن مسيطرون الآن،" تمتم.

مع تعادل النتيجة، عدّل كلا الفريقين من أسلوبهما.

اندفع المستقبل الرياضي بقابس إلى الأمام بعدوانية، محاولاً استعادة تقدمه.

[المترجم: sauron]

ظل برادفورد منضبطاً، مستخدماً التمريرات القصيرة لإحباطهم.

أصبح سعيدي الآن يتحكم في الدفاع.

الدقيقة 74 – قطع عرضية خطيرة منخفضة بتمركز مثالي.

الدقيقة 77 – اعترض تمريرة وأطلق هجمة مرتدة.

ما زال الجمهور المحلي يصفر ضده، لكنه لم يعد يهتم.

كان مشغولاً جداً بالهيمنة.

بدت المباراة وكأنها ستنتهي بالتعادل—حتى الدقيقة 85.

فاز برادفورد بركلة ركنية بعد تسديدة مرتدة من كارتر.

أعطى جيك تعليمات بسيطة.

"سعيدي، تقدم إلى الأمام."

لم يقل المدافع كلمة. ركض بخطى خفيفة إلى داخل منطقة الجزاء، متموضعاً بالقرب من القائم البعيد.

نفذ نوفاك الركنية، موجهاً عرضية خطيرة.

قفز سعيدي قفزته بشكل مثالي.

ارتفع فوق الجميع، ملامساً الكرة بجبهته بقوة ودقة.

تموجت الشبكة.

هدف!

أحاط لاعبو برادفورد بسعيدي، احتفالاً.

لكنه لم يركض.

لم يبتسم.

بدلاً من ذلك، التفت نحو الجمهور—نفس المشجعين الذين صفرو ضده طوال المباراة.

وقف هناك، ذراعاه متقاطعتان، محدقاً بهم.

خيّم الصمت على الملعب.

أصبحت لوحة النتائج الآن تُظهر:

المستقبل الرياضي بقابس 1-2 برادفورد سيتي.

الصافرة النهائية وتوتر ما بعد المباراة

نفخ الحكم في الصافرة، وأمّن برادفورد الفوز.

مشى سعيدي خارج الملعب ببطء، متنفساً بصعوبة.

لكن بمجرد وصوله إلى النفق، تجمعت وسائل الإعلام التونسية حوله.

"أحمد! هل تندم على مغادرة المستقبل الرياضي بقابس؟"

"هل كانت هذه طريقتك لإثبات وجهة نظرك؟"

توقف سعيدي.

إلتفت إلى الكاميرات، بعينين باردتين.

"لقد قدمت كل شيء لهذا النادي،" قال بصوت ثابت. "لكن عندما أردت أن أنمو، عوملت كخائن."

توقف لحظة.

"الآن؟ ليس لدي ما أثبته لأي شخص."

بعد ذلك، مشى مبتعداً، تاركاً وسائل الإعلام مذهولة.

بينما كان الفريق يصعد إلى الحافلة، إلتفت بول إلى جيك.

"كانت هذه أكثر من مجرد مباراة ودية بالنسبة له."

أومأ جيك برأسه. "نعم. وقد فاز بها."

أظهر برادفورد مرونتهم اليوم. " اخرجوا هناك وأروهم من نحن. "

2025/03/09 · 58 مشاهدة · 736 كلمة
نادي الروايات - 2025