79 - ردود فعل وسائل الإعلام و إجتماع مجلس الإدارة

الفصل 79: ردود فعل وسائل الإعلام و إجتماع مجلس الإدارة

--------

الإجتماع الأخير مع الفريق

بعد أسبوع من المباراة النهائية، هدأت الاحتفالات أخيرًا. المواكب، الحفلات، الجنون الذي عمَّ المدينة—كل ذلك انتهى. والآن، حان الوقت للتطلع إلى الأمام.

جلس اللاعبون داخل غرفة الاجتماعات في ملعب التدريب، بعضهم لا يزال منتشيًا بأجواء ويمبلي، والبعض الآخر يركز بالفعل على الموسم المقبل.

وقف جيك في المقدمة، مكتوف الذراعين، متفحصًا الغرفة. لقد بنى هذا الفريق من لا شيء، لكن الدرجة الأولى؟ كانت وحشًا مختلفًا.

لم يكن هنا للبقاء فقط.

كان هنا للهيمنة.

أخذ نفسًا عميقًا، ثم بدأ.

"لن أبقيكم طويلاً،" قال. " لقد كسبتم جميعًا هذه الإستراحة. لكن قبل أن تذهبوا، نحتاج إلى التحدث عن الموسم المقبل. "

صمت.

"نحن في الدرجة الأولى الآن،" واصل جيك، "مما يعني أن المنافسة تزداد صعوبة، والتوقعات تصبح أعلى، والعمل يصبح أشد."

العيون مسمرة عليه، جادة الآن.

"بعضكم سيرحل،" قال جيك بصراحة. " هذه هي كرة القدم. بعضكم سيحصل على عقود جديدة، لأنني أؤمن بأنكم جزء من المستقبل. وبعضكم سيضطر للقتال من أجل مكانه، لأن لاعبين جدد قادمون. "

همهمة في الغرفة، واللاعبون يتبادلون النظرات.

"أريد من كل واحد منكم أن يعود مستعدًا. لأنني لست هنا لمجرد إكمال الأرقام في الدرجة الأولى."

ترك تلك الكلمات تغوص.

"أنا هنا للفوز بها."

سادت الغرفة في صمت تام.

كانوا يعرفون جيك.

لم يكن يقدم وعودًا فارغة.

إذا قال شيئًا، فهو يعنيه.

ثم، تحول نظره نحو سيلفا.

"قبل أن أنسى،" إبتسم جيك، " سيلفا—لقد تم إستدعاؤك لتشكيلة البرازيل تحت 21 عامًا. "

إتسعت عينا سيلفا. و إلتفت زملاؤه نحوه، مبتسمين، يربتون على ظهره.

"حان الوقت،" تمتم كولينز.

هز سيلفا رأسه، عاجزًا عن الكلام.

ثمإالتفت جيك إلى أوكافور.

"وأنت،" قال، " المنتخب النيجيري الأول يريدك. "

أوكافور، الهادئ عادة، رمش مصدومًا.

"حقًا؟"

أومأ جيك.

إنتشرت ابتسامة بطيئة على وجه أوكافور قبل أن ينفجر الفريق في هتافات، يصفقون ويحتفلون.

سمح جيك للحظة أن تأخذ مجراها.

لقد نما هذا الفريق معًا. كانوا يستحقون هذا.

لكن في النهاية، رفع يده.

"إستمتعوا بعطلتكم،" قال، " لأنه عندما تعودون—سننطلق من جديد. "

جنون إعلامي – 'المدرب الذي غير مصير برادفورد'

مر أسبوع على فوز برادفورد سيتي الدرامي في المباراة النهائية للدور الفاصل، ومع ذلك كان العالم لا يزال يتحدث عن جيك ويلسون.

كل مطبوعة كروية كبرى نشرت قصة عنه.

كانت الصحف في كل مكان.

📌 "صانع المعجزات – كيف أخذ جيك ويلسون برادفورد إلى الدرجة الأولى في موسم واحد."

📌 " عبقري تكتيكي أم مجرد بداية؟ الرجل الذي أحيا برادفورد. "

📌 " من مدرب مغمور إلى الاسم الأكثر تداولاً في كرة القدم الإنجليزية. "

قدمت البرامج الكروية فقرات طويلة تحلل تكتيكاته، وتقارنه ببعض أفضل المدربين الصاعدين في إنجلترا.

البعض أطلق عليه رؤيوي. آخرون قالوا إنه نجاح موسم واحد.

"هل هو الشيء الكبير القادم؟" تجادل بعض المحللين على الهواء مباشرة.

"هل يمكنه تكرار ذلك في الدرجة الأولى؟" تساءل آخرون، متشككين في نجاحه على المدى الطويل.

سخر محلل معروف، وهو يهز رأسه.

"لنكن واقعيين. لقد قام بعمل مذهل، لكن الدرجة الأولى مستوى مختلف. المزيد من المال، مدربون أكثر خبرة، فرق أفضل. لن يكون هذا سهلاً عليه."

رد آخر، مائلاً إلى الأمام.

"أنت تقلل من شأن جيك ويلسون. في كل مرة شكك فيها الناس، أثبت أنهم مخطئون. لماذا يكون هذا مختلفًا؟"

في هذه الأثناء، لم يكن لدى مشجعي برادفورد أي شكوك.

على مقهى المشجعين، أكبر منتدى إلكتروني للمشجعين، كانت المناقشات مستمرة بلا توقف.

📌 "جيك ويلسون أسطورة!"

📌 "الصعود المتتالي في الموسم القادم؟"

📌 "نحتاج للإحتفاظ بكارتر وسيلفا. لا لبيعهم!"

كتب أحد المشجعين:

"لا يهمني ما سيحدث في الموسم المقبل. هذا الرجل أخذنا من لا شيء إلى الدرجة الأولى في عام واحد. إمنحوه تمثالاً الآن!"

رد آخر:

"لا، لم ينته بعد. سيأخذنا إلى دوري البطولة في الموسم القادم. راقبوا فقط."

كل تعليق، كل موضوع، كل نقاش كان يحمل نفس الطاقة—الأمل، الإيمان، والثقة المطلقة في جيك ويلسون.

لكن بينما كانت وسائل الإعلام تتجادل والمشجعون يحتفلون، جيك؟

تجاهل معظم ذلك.

لأنه لم يكن هنا من أجل العناوين.

إجتماع مجلس الإدارة

كانت قاعة إجتماعات مجلس الإدارة في فالي باريد هادئة، والجو مشحون بالتوقعات.

جلس جيك أمام مديري النادي، وذراعاه مستريحتان على الطاولة، وتعبيره لا يُقرأ.

كان هذا الإجتماع النهائي قبل عطلة الصيف، وبينما بالكاد هدأت الإحتفالات، كان عقله يفكر بالفعل فيما هو قادم.

تنحنح رئيس مجلس الإدارة، ملقيًا نظرة حوله قبل أن يتكلم.

"جيك، أولًا—تهانينا. ما فعلته هذا الموسم... يتجاوز ما توقعه أي منا."

أومأ بعض أعضاء مجلس الإدارة الآخرين موافقين.

"لقد أعدت الحياة لهذا النادي،" واصل الرئيس، مائلًا إلى الأمام قليلًا. " ونريد مكافأتك على ذلك. "

ظل جيك ثابتًا. لم يتزعزع تركيزه.

"بمعنى؟" سأل.

مد الرئيس يده إلى ملف وأزاح وثيقة عبر الطاولة.

" هذه ميزانيتك الجديدة للدرجة الأولى. "

إلتقطها جيك، متفحصًا الأرقام.

ميزانية انتقالات أكبر مما كان لديه في الدرجة الثانية.

رواتب أعلى متاحة للاعبين الأساسيين.

لم تكن الأرقام مذهلة، لكنها كانت كافية. كافية لبناء شيء جاد.

وضع الوثيقة مرة أخرى وأومأ مرة واحدة.

"يمكنني العمل بهذا."

تنفس الرئيس قليلًا، كما لو كان يتوقع رد فعل مختلف.

"نتوقع أشياء عظيمة، يا جيك،" قال، مقدمًا إبتسامة صغيرة.

لم يبتسم جيك في المقابل.

بدلًا من ذلك، نقر بإصبعه على الوثيقة.

"لدي طلب."

تغيرت أجواء الغرفة قليلًا.

تبادل أعضاء المجلس النظرات.

"إستمر،" قال أحدهم بحذر.

مال جيك إلى الأمام.

"أريد مباراة ودية تحضيرية للموسم،" قال. "ضد النصر."

صمت.

عبس أحد المديرين.

"فريق الدوري السعودي الممتاز؟"

" هذا هو. "

جلس مدير آخر بشكل أكثر إستقامة.

"لماذا هم؟"

كان جيك مستعدًا بالفعل لهذا السؤال.

"أريد من اللاعبين أن يختبروا المنافسة النخبوية. أن يختبروا أنفسهم ضد مواهب عالمية المستوى."

كان هناك توقف قصير بينما فكر المجلس في كلماته.

ثم، تحدث أحدهم مرة أخرى.

"لديهم لاعبين مثل كريستيانو رونالدو. ألا تعتقد أنه—طموح كبير؟"

إبتسم جيك.

" الطموح هو سبب وجودنا هنا. "

ساد الصمت في الغرفة.

تنفس الرئيس، نقر بأصابعه على الطاولة وهو يفكر.

أخيرًا، أومأ برأسه.

"سنرى ما يمكننا فعله،" قال.

وقف جيك، مادًا يده.

صافحه الرئيس بقوة.

"جيد،" قال جيك، بصوت ثابت، واثق. "لأنني لا أخطط للتوقف هنا."

المشهد الأخير

كان المكتب صامتًا بإستثناء الهمهمة الخافتة للضوء العلوي. رائحة الحبر الطازج تلوح في الهواء بينما إتكأ جيك على كرسيه، عيناه مثبتتان على لوحة التكتيكات أمامه.

معلقتان عبر السبورة البيضاء كانت قائمتان.

جانب واحد—فريقه الحالي. بعض الأسماء كانت محاطة بدائرة—اللاعبون الذين أثبتوا أنفسهم، أولئك الذين يريد الإحتفاظ بهم والبناء حولهم. آخرون كان عليهم خط، يشير إلى الذين سينتقلون.

الجانب الآخر—قائمة الأهداف في سوق الانتقالات.

لاعب وسط قوي للتعامل مع المعارك البدنية في الدرجة الأولى.

مدافع مركزي قيادي لقيادة الدفاع.

مهاجم حاسم—لأنه في الدرجة الأولى، ستكون الفرص أقل، وهامش الخطأ أضيق.

إلتقط جيك قلم تحديد، يديره بين أصابعه. عقله يستعرض كل ما يجب أن يحدث قبل بداية الموسم.

العقود.

المباريات الودية التحضيرية.

بناء فريق قادر على أكثر من مجرد البقاء.

هذا لم يكن أسلوبه.

البقاء؟ هذا للمدربين الآخرين.

لم يصل جيك ويلسون إلى هذا الحد لمجرد إكمال الأرقام.

نزع غطاء القلم، وضغط به على اللوحة، وكتب ثلاث كلمات بحبر أسود عريض.

أبطال الدرجة الأولى.

ثم، جلس مرة أخرى، مكتوف الذراعين، محدقًا في الكلمات.

لم يكن مجرد هدف.

كانت مهمة.

نذر صامت.

مر هذا النادي بالكثير ليقبل بمجرد التواجد في الدرجة الأولى.

إذا كانوا هنا، فهم هنا للفوز بها.

زفر جيك ببطء، طارقًا بالقلم على المكتب.

الرحلة لم تنته.

كانت مجرد بداية.

2025/04/09 · 15 مشاهدة · 1145 كلمة
نادي الروايات - 2025